استهدوا بالله وامشوا المفاوضات، ونسات ياسر العطا ليست حلا!
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
رشا عوض
حتى لو كانت هناك معركة كرامة حقيقية ، لا توجد مقومات الانتصار وشروطه! لماذا؟
جبهة الحرب منقسمة على نفسها انقسامات عميقة جدا حول غنائم السلطة:
هناك تيار تقديس الجيش الذي يريد ان تكون للجيش اليد العليا على الجميع بمن فيهم القيادات الكيزانية( الجيش ملك والجميع رعايا في مملكته) ، هذا تيار البرهان ومعضلته ان الجيش تكوزن لدرجة صعبت كثيرا من مهمة انعتاقه من الكيزان .
تيار المركز الامني العسكري الكيزاني الذي يرى نفسه المملكة والجميع رعاياه بمن فيهم الجيش ، فالجيش نفسه تحت حذاء العصابة لدرجة ان صبية اللايفات يصدرون له التعليمات ويسبون له الدين ويشتمون قائده!
الكيزان موحدون خلف المركز الامني العسكري لانهم جميعا يؤمنون ايمانا راسخا بان طريقهم الوحيد للسلطة هو القوة العسكرية وهذا هو سر وحدة موقفهم الى حد كبير حول مساندة مركزهم الامني والعسكري في الحرب، ولكنهم ايضا في حالة انقسام حول الغنائم ، ولهذا الانقسام تمظهرات جهوية وقبلية، فهناك كيزان الشمالية ونهر النيل وفي نهر النيل نفسها هناك انقسامات الجعليين والشايقية ، وهناك تحالفات عابرة للحزبية اساسها قبلي ، مثلا تجد يساريين ولبراليين شغالين في توجيه دفة القضية العامة في اتجاه مطابق للكيزان استنادا الى رابطة قبلية وجهوية محددة، فضلا عن وجود كيزان دارفور وكردفان ، بعضهم يخدم اجندة الكيزان من داخل الدعم السريع وبعضهم كفر بكيزان الشمال ويريد الانتقام منهم بواسطة الدعم السريع.
وطبعا هناك كيزان المخابرات الاقليمية والدولية وهم كثر وفي مواقع مؤثرة ومفصلية في التنظيم وفي الجيش والامن،
هذه الانقسامات المتشعبة والمعقدة ، وفي ظل انعدام الفكرة المتماسكة حتى في حدود ايدولوجيا الاسلام السياسي نفسها وانعدام السقوف الاخلاقية في الصراع بل غياب الحدود الدنيا من المروءة السودانية المتعارف عليها ، وطغيان فكرة واحدة فقط هي ابتلاع السلطة والتهام الموارد ، كل هذه المعطيات تقول شيئا واحدا هو : استحالة تحقيق النصر العسكري!
كيف ينتصر قوم في معركة كرامة يزعمون ان رأس الرمح فيها هو الجيش وهم يشتمون الجيش، ويتهمون قائده بالخيانة والتواطؤ مع الجنجويد ويسرفون في الحديث عن الطوابير والخونة والعملاء داخل الجيش المفترض ان يحسم معركة الكرامة فهل هذا معقول؟!!
سبب الهزيمة هو عجز بنيوي في الجيش وخلل هيكلي في الدولة ، هذه المشكلة العويصة لن يحلها استبدال البرهان بياسر العطا!
ياسر العطا زول وناس جدا ، كلامه في تلفزيون السودان مجرد ونسة يمكن ان يطرب لها البلابسة والمغيبين ولكنها لا تحمل اي حل! ولو صعد اليوم الى قيادة الجيش لن يفعل سوى ترديد ما يقوله في المايكات دون تغيير شيء على ارض الواقع.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
صحيفة تكشف دور ياسر نجل عباس في كواليس زيارة والده للبنان.. كيف انتهت؟
كشفت صحيفة لبنانية ما قالت إنه كواليس زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان، ونتائج تلك الزيارة على الفلسطينيين هناك.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن الزيارة بإشراف ياسر نجل محمود عباس.
وبحسب الصحيفة فقد وصل ياسر إلى بيروت، قبل أيام من زيارة والده الرسمية، حيث عقد لقاءات بعيدة عن الأضواء مع شخصيات سياسية وأمنية، روّج أمامها بأن هناك قراراً فلسطينياً بتسليم سلاح المخيمات في لبنان.
وقالت الصحيفة إن ياسر عباس فتح قناةً خاصة على حسابه مع المسؤولين اللبنانيين، مروّجاً لمشروع غير منسّق مع أيّ من الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة «فتح» نفسها.
وأضافت أنه تبيّن للمسؤولين اللبنانيين لاحقا أن عملية نزع السلاح أمر غير متّفق عليه حتى مع المسؤولين في حركة "فتح"، كما لم يحصل أي نقاش حوله مع أي قوة فلسطينية، بما فيها القريبة من رام الله. وتبيّن أن قادة "فتح" في لبنان عبّروا عن اعتراضهم على الخطوة، وذلك خلال اجتماعات عقدوها مع عباس، ثم كرّروا موقفهم أمام المسؤولين اللبنانيين.
وأكدت الصحيفة أن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، والمسؤول الفعلي لحركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، أكّدا مراراً أمام الجانب اللبناني، أن أقصى ما يُمكن القيام به من قبل سلطة رام الله أو منظمة التحرير، هو تنظيم هذا السلاح وعدم السماح باستخدامه لتوريط لبنان في حرب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة (لم تسمها) إن مسؤولي فتح في لبنان اصطدموا بياسر في أحد الاجتماعات التي حضرها أبو مازن وحصلت "مشادة" كبيرة رفض دبور على إثرها حضور الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أن الجانب اللبناني أكد للمسؤولين الفلسطينيين خلال اجتماعاتهم، أن لبنان لن يتخذ مساراً صدامياً، وأن الجيش اللبناني لن يدخل إلى المخيمات لينزع منها السلاح بالقوة، وأن على حامل المبادرة (عباس أو نجله أو جماعته) أن ينسّق مع باقي الفصائل الفلسطينية ويتفق معها على ذلك، وحين يتمّ جمع الأسلحة، يسلّمها الفلسطينيون أنفسهم للجيش اللبناني.
كما تبيّن، وفق الصحيفة، أن أكبر إنجاز لعباس، تمثّل في تأجيج الخلافات بين الأطراف الفلسطينية، وتبيّن للدولة اللبنانية أن القرار الذي حمله عباس وابنه اتُّخذ دون تشاور فلسطيني – فلسطيني، ما يجعل العملية كلها غير قابلة للتطبيق في المدى المنظور.
وكان ملف السلاح الفلسطيني، ضمن جدول أعمال الاجتماع الأمني الذي عُقد في القصر الرئاسي في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد أنطوان منصور. وأُعلن على أثره أن «البحث تطرّق إلى الانقسام الفلسطيني الحاصل وتأثيره على الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع عباس الأسبوع الماضي».
ووفق الصحيفة فقد تبيّن أن النتيجة الأبرز التي حقّقتها زيارة عباس، هي تفاقم الخلافات بين مسؤولي "فتح"، حتى إن السفير دبور حاول عقد لقاء في السفارة قبل يومين لمناقشة الملف، لكنّ الكثير من الكوادر تغيّبوا، كما أعلن أبو العردات أنه لا يريد المشاركة في أي اجتماع، وهو يلازم منزله ولم يعد يرد على الهاتف.
وفي موضوع ذي صلة، كشفت ذات الصحيفة أن اللقاء الذي جمع محمود عباس برئيس مجلس النواب نبيه برّي كانَ عاصفاً. وقد تقصّد الأخير، رفع سقف كلامه في وجه عباس، وتحذيره من خطورة اللعب بهذا الملف والاستخفاف بعواقبه، وقال له صراحة: "إن أي خطأ في معالجة ملف بهذه الحساسية قد يؤدي إلى فتنة".
وصارح بري عباس بأنه "لا يُمكن المراهنة على الأمريكيين ومشروعهم، ودعاه إلى النظر إلى ما يحدث في لبنان حيث وقّعنا اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية، ورغم أننا ملتزمون به لا يزال العدو يعتدي على لبنان يومياً، ولا يفعل الأميركيون شيئاً لمنعه من ذلك"، لافتاً نظر ضيفه إلى "أن الجيش اللبناني أمامه مهام كبيرة، ولا يمكن دفعه للتورط في مشكلة من هذا النوع".