اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه "للزلزال العملاق".. ما تداعياته؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أصدرت اليابان، المعروفة بكونها من أكثر دول العالم تعرضاً للزلازل، أول "تنبيه للزلزال العملاق" الأسبوع الماضي إثر زلزال قوي ضرب قبالة الساحل الجنوبي الشرقي من جزيرة كيوشو الرئيسية.
الزلزال الذي بلغت شدته 7.1 درجات لم يسفر عن وقوع ضحايا أو أضرار جسيمة، لكن هذا التنبيه أثار حالة من الارتباك والقلق الواسع في بلد اعتاد على الزلازل بشكل دوري، حيث يترقب الجميع متى قد يحدث الزلزال الكبير التالي.
أصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية هذا التنبيه بناءً على تحليلها للزلزال الذي بلغت شدته 7.1 درجات والذي وقع في 8 أغسطس على الحافة الغربية لخندق نانكاي. وقد زادت احتمالية حدوث زلزال كبير آخر في المستقبل بعد هذا الحدث.
تشير الوكالة إلى أن هناك احتمالاً يتراوح بين 70-80% لحدوث زلزال بقوة 8 أو 9 درجات مرتبط بخندق نانكاي خلال الثلاثين عاماً القادمة. وقد ارتفعت هذه الاحتمالية "أكثر من المعتاد" بعد الزلزال الأخير.
ومع ذلك، لا يشير هذا التنبيه إلى توقيت محدد أو موقع معين لحدوث زلزال عملاق، كما يوضح عالم الزلازل في جامعة طوكيو ناوشي هيراتا، رئيس لجنة الخبراء في الوكالة. وقد حث الناس على ضرورة البقاء يقظين ومستعدين.
ما هو خندق نانكاي؟خندق نانكاي هو خندق تحت البحر يمتد من هيوقانادا، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة كيوشو، إلى خليج سوروغا في وسط اليابان، ويغطي مسافة تقارب 800 كيلومتر (500 ميل) على طول الساحل الهادئ.
تتسبب حركة صفيحة بحر الفلبين، التي تسحب ببطء على صفيحة أوراسيا، في حدوث زلازل عملاقة وتسونامي أحيانًا، وفقًا للوكالة.
أحدث الزلازل التي سجلت في خندق نانكاي وقع قبالة شيكوكو عام 1946، وبلغت قوته الأولية 8.0 درجات، وأسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص.
ما مدى خطورة الزلزال العملاق؟في عام 2013، حذرت فرقة الحكومة للوقاية من الكوارث من أن زلزالاً بقوة 9.1 درجات في خندق نانكاي قد يؤدي إلى تسونامي بارتفاع يتجاوز 10 أمتار (33 قدماً) خلال دقائق. مثل هذا الزلزال قد يسبب وفاة ما يصل إلى 323,000 شخص، وتدمير أكثر من 2 مليون مبنى، وتكبد أضرار اقتصادية تتجاوز 220 تريليون ين (1.5 تريليون دولار) في أجزاء واسعة من الساحل الهادئ لليابان.
في أعقاب "تنبيه الزلزال العملاق"، ألغى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا رحلته المقررة إلى آسيا الوسطى من 9 إلى 12 أغسطس، وأعلن عن توليه قيادة استجابة الحكومة لضمان اتخاذ التدابير الوقائية والتواصل الفعّال مع الجمهور.
وجهت وكالة إدارة الحرائق والكوارث تعليمات إلى 707 بلديات تعتبر معرضة لخطر زلزال خندق نانكاي بمراجعة خطط الاستجابة والإخلاء.
حثت الجهات المختصة المواطنين على الحفاظ على هدوئهم ومتابعة أنشطتهم اليومية، مع تأمين مستلزمات الطوارئ من الغذاء والماء ومراجعة خطط الإخلاء مع أفراد العائلة.
وفي بيان مهدئ يوم الاثنين، أكدت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أنه لم يتم تسجيل أي نشاط زلزالي أو تكتوني غير طبيعي يشير إلى اقتراب زلزال عملاق.
وفي بيان صادرسابق، أشارت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إلى عدم وجود أي دلائل على نشاط زلزالي أو تكتوني غير عادي قد يدل على اقتراب زلزال عملاق.
أدى "تنبيه الزلزال العملاق"، الذي استخدم مصطلحات علمية معقدة، إلى انتشار القلق والحيرة في جميع أنحاء اليابان. بعض المدن أغلقت شواطئها وألغت فعاليات سنوية، مما أحدث صعوبات للمسافرين خلال عطلة أوبون، المعروفة بفعالياتها الاحتفالية والألعاب النارية.
تسبب هذا التنبيه في تأجيل العديد من الأشخاص لرحلاتهم واندفاعهم لتخزين الأرز والمعكرونة المجففة والأطعمة المعلبة والمياه المعبأة والمراحيض المحمولة، مما أدى إلى نفاد هذه المواد من أرفف المتاجر في غرب اليابان وطوكيو، على الرغم من أن العاصمة ليست ضمن منطقة الخطر.
سجلت سلسلة سوبرماركت "Summit" نقصاً في الأرز القابل للتسخين بالميكروويف وفرضت قيوداً على الشراء لكل زبون.
أعربت يوشيكو كودو وزوجها شينيا عن صعوبة فهمهما لمحتوى التنبيه ومدى القلق المطلوب. قالت يوشيكو: "نحاول ألا نبالغ في القلق. القلق المفرط ليس مفيداً." وأضاف شينيا: "لا نعرف كيف نستعد ونعيش بشكل طبيعي كما ينصحنا الخبراء."
من جانبها، قالت يونيكو أوشيما، التي كانت تسير بجانب محطة قطار رئيسية في طوكيو: "الأمر مخيف... رغم أن هناك فرصة (70-80%) لحدوث زلزال خلال الثلاثين سنة القادمة، فإن الاحتمال يبقى قائماً حتى غداً." وقد اشترت مرحاضاً محمولاً لتلبية احتياجات زوجها المصاب بداء السكري، وتخطط لإعداد قائمة للتحقق من استعداداتها.
في مدينة ماتسوياما على جزيرة شيكوكو، قامت الفنادق والمنتجعات بمراجعة إجراءات الإخلاء وأطلقت نظام اتصالات راديوي للطوارئ، وتلقت المدينة مئات الإلغاءات منذ صدور التنبيه. شركات السكك الحديدية في المنطقة خفضت سرعة القطارات كإجراء احترازي.
في مدينة كروشيو بمحافظة كوتشي، حيث كان يُتوقع تسونامي بارتفاع يصل إلى 34 متراً، تم إغلاق معظم الملاجئ بعد تأكيد وكالة الأرصاد الجوية بعدم وجود إشارات لزلازل عملاقة قريبة. مدينة هيغاشي أوساكا حثت سكانها على تجنب السفر غير الضروري، بينما أغلقت مدينة شيراهاما ينابيعها الساخنة وحدائقها وألغت مهرجان الألعاب النارية.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إحياء الذكرى الـ79 لالقاء أمريكا القنبلة الذرية على ناغازاكي اليابانية دون حضور السفير الأمريكي لحظة وقوع زلزال عنيف هز اليابان ومخاوف من تكراره زلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النووية ضحايا كوارث طبيعية اليابان- زلازلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قتل غزة حرائق غابات ضحايا أزمة إسرائيل قتل غزة حرائق غابات ضحايا أزمة ضحايا كوارث طبيعية اليابان زلازل إسرائيل قتل غزة حرائق غابات ضحايا أزمة حرائق في اليونان أثينا قطاع غزة السياسة الإسرائيلية أطفال أوروبا السياسة الأوروبية وکالة الأرصاد الجویة هذا التنبیه زلزال بقوة
إقرأ أيضاً:
موجات تسونامي تضرب هاواي الأمريكية وسواحل اليابان وأوامر إجلاء في الدول المطلة على المحيط الهادئ
#سواليف
لا يزال الترقب يسود مناطق واسعة على طول #الشواطئ_المطلة على #المحيط_الهادئ، بعدما ضرب #زلزال قوي شرق #روسيا وتسبّب في #موجات_تسونامي امتدت إلى سواحل عدة دول.
ووقع الزلزال، الذي بلغت قوته 8.8 درجات، قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا، على بُعد نحو 126 كيلومتراً من مدينة بتروبافلوفسك – كامتشاتسكي، وهي منطقة مأهولة بالسكان.
ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كان الزلزال قريباً من السطح نسبياً بعمق 18 كيلومتراً، ما يزيد من تأثيره المحتمل.
مقالات ذات صلةويُعد هذا الزلزال من بين أقوى الزلازل التي تم تسجيلها على الإطلاق، لكن حتى الآن، لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات، إلا أن صوراً من المناطق المتضررة أظهرت مباني مدمرة وموانئ مغمورة بالمياه، إلى جانب عمليات إجلاء تنفذها السلطات المحلية للسكان في المناطق الساحلية.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمريكيين للبقاء في الأماكن الآمنة، وكتب على منصتَي “تروث سوشال” و”إكس”: “ابقوا أقوياء وآمنين!”.
وفي أول رد فعل رسمي من الحكومة الروسية قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن “جميع أنظمة الإنذار عملت بشكل صحيح، ولم يُسجّل وقوع أي إصابات”.
ما هي الدول التي أصدرت تحذيرات من موجات تسونامي؟
وقد بدأت موجات التسونامي الناجمة عن الزلزال بضرب السواحل الأمريكية، بما في ذلك جزر هاواي وشمال ولاية كاليفورنيا.
وقلّصت السلطات في هاواي مستوى التحذير إلى مستوى “تحذير منخفض”، وسمحت بعودة السكان تدريجياً إلى منازلهم، مع دعوات لتوخي الحذر.
في المقابل، لا تزال ولايات الساحل الغربي الأمريكي – مثل واشنطن، أوريغون، وألاسكا – في حالة تأهب، إلى جانب مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، حيث يُتوقع وصول الموجات في الساعات المقبلة.
وامتدت التحذيرات لتشمل عدة دول على طول المحيط الهادئ، من بينها اليابان، إندونيسيا، الإكوادور، بيرو، وكولومبيا، مع تفاوت في مستويات الإنذار بين منطقة وأخرى.
وفي اليابان، أصدرت السلطات أوامر بإجلاء ما يقرب من مليونَي شخص من مناطق معرضة للخطر، رغم أن الموجات الأولى التي وصلت كانت منخفضة نسبياً.
لكن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية حذّرت من أن ارتفاع الأمواج قد يصل إلى ثلاثة أمتار.
بينما رفعت الصين تحذيراتها من احتمال وقوع تسونامي في شنغهاي وتشجيانغ، وما زال يزال التأهب قائماً في تايوان.
ماذا نعرف عن الزلزال؟
ضرب زلزال قوي بلغت شدته 8.8 درجات، سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، يوم الأربعاء، ما دفع إلى إصدار تحذيرات من تسونامي في مناطق واسعة من المحيط الهادئ، شملت اليابان والولايات المتحدة والصين.
وبحسب وزير الطوارئ في إقليم كامتشاتكا الروسي، سيرغي ليبيديف، فقد وقع الزلزال على عمق 18 كيلومتراً، وأدى إلى توليد موجات تسونامي بلغ ارتفاعها ما بين 3 إلى 4 أمتار في المنطقة.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الزلزال الحالي يُعد سادس أقوى زلزال في التاريخ، مساوياً في شدته زلزال عام 2010 في منطقة بيوبيو في تشيلي، وزلزال عام 1906 في إقليم إسميرالداس في الإكوادور.
وأفادت وكالة “تاس” الروسية الرسمية أن الموجة الثالثة كانت “قوية”، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية في الميناء، وجرفت عدداً من السفن الراسية إلى عرض البحر.
ويُعد زلزال الأربعاء الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، وحذرت السلطات من احتمال وقوع هزات ارتدادية قوية.
وقالت هيئة الجيوفيزياء التابعة لأكاديمية العلوم الروسية في كامتشاتكا إن “هزات ارتدادية قوية وملحوظة قد تستمر لمدة شهر على الأقل، وقد تصل شدتها إلى 7.5 درجات”.
ما هي المناطق التي وصلتها موجات تسونامي حتى الآن؟
وضربت أول موجة تسونامي سواحل اليابان، وبلغ ارتفاعها نحو 30 سنتيمتراً، حيث وصلت إلى مدينة نيمورو الساحلية في شمال شرق جزيرة هوكايدو، وكانت السلطات اليابانية قد حذرت في وقت سابق من احتمال وصول الموجات التالية إلى ارتفاع 3 أمتار.
وامتدت أوامر الإجلاء في اليابان لتشمل مئات الكيلومترات على طول سواحلها المطلة على المحيط الهادئ، من هوكايدو شمالاً حتى محافظة واكاياما جنوباً.
وأعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، المشغّلة لمحطة فوكوشيما دايتشي النووية، أنها قامت بإجلاء جميع العاملين، مؤكدة أنه لم تُسجَّل أي مؤشرات غير طبيعية حتى الآن.
وتُعد محطة فوكوشيما دايتشي موقعاً لكارثة نووية كبرى عام 2011، إثر زلزال مدمر بلغت شدته 9.0 درجات، تبعته موجات تسونامي اجتاحت الساحل الشرقي لليابان.
أما في الولايات المتحدة، فقد وُضعت مناطق من هاواي وأجزاء من ألاسكا تحت أعلى مستوى من التحذير، ما يعني ضرورة التحرك الفوري لحماية الأرواح والممتلكات من خلال التوجه إلى أماكن مرتفعة.
وضربت أولى موجات التسونامي سواحل هاواي، فيما خضعت بعض المناطق الساحلية في هاواي لأوامر إجلاء، ووجّه حاكم هاواي، جوش غرين، رسالة إلى السكان قائلاً: “أطلب من الجميع التزام الهدوء، وإذا كنتم في مناطق منخفضة، رجاءً توجهوا إلى أماكن مرتفعة”.
ووصلت الموجات إلى سواحل كاليفورنيا، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية مشيرة إلى أن العاصفة بدأت بالظهور في خليج أرينا ومونتيري في شمال الولاية، وتتجه إلى الأسفل.
أما ولايات أوريغون وواشنطن، فشملتها تحذيرات أقل شدة تنبّه إلى احتمال تَشكُّل تيارات بحرية قوية وأمواج خطرة.
هل تعتبر موجات تسونامي خطيرة؟
قالت عالمة الزلازل، الدكتورة لوسي جونز، في حديث لبي بي سي، إن موجات التسونامي قد تُلحق أضراراً بالموانئ والممتلكات القريبة من الواجهة البحرية في هاواي، وربما في كاليفورنيا أيضاً، لكنها لا تتوقع أن تؤدي إلى خسائر كارثية في الأرواح في أي من مناطق الأمريكتين.
وأضافت أن ارتفاع موجات التسونامي المتوقعة في هاواي يتراوح بين 3 و10 أقدام (نحو متر إلى 3 أمتار)، في حين يُتوقع أن تصل الأمواج في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا إلى ما بين قدم وقدمين (نحو 30 إلى 60 سنتيمتراً).
وللمقارنة، أشارت جونز إلى أن بعض موجات تسونامي عام 2011 في اليابان بلغت ارتفاعات وصلت إلى 42 قدماً (نحو 13 متراً).
وأوضحت أن “الأمر لا يتعلق بموجة كما يتخيله البعض، بل هو ارتفاع مؤقت في مستوى سطح البحر”.