من معادلة البحر إلى التأثير العالمي.. اليمن يعيد صياغة أهدافه الاستراتيجية
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
في مرحلة حرجة من التاريخ الإقليمي والدولي، أثبت اليمن قوته وعزيمته من خلال فرض معادلة بحرية جديدة تفرض نفسها على مسرح الأحداث العالمي.
بفضل الانتصارات التي حققها الجيش اليمني ضد قوى كبرى، أمريكا والغرب، أصبحت لليمن القدرة على إعادة تعريف دورها في حماية الملاحة الدولية وتأمين خطوط التجارة الاستراتيجية، ما يعزز من موقفها كقوة إقليمية ذات تأثير كبير على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يمكن القول إن تثبيت معادلة البحر التي فرضها الجيش اليمني بقوة السلاح وانتصر فيها على أمريكا والغرب مقابل وقف العدوان على غزة وهو الأمر الذي بات راسخا لدى الأمريكي الذي اعترف مؤخرا عبر وزير خارجيته بأن وقف التصعيد في البحر الأحمر مرتبط بالحل في غزة، هذا الاعتراف الضمني يأتي بعد أن فشلت أمريكا في فصل الجبهات عن غزة خصوصا الجبهة اليمنية.
هذا التطور يعكس قدرة اليمن على التحكم بالملاحة الدولية وحماية السفن التجارية مستقبلا، ولا حاجة بعد اليوم لأي تواجد لقطع حربية تحت مبرر حماية الملاحة.
وهي رسالة لا بد أن يفهمها الأمريكي والغربي بأن التزام اليمن العميق بالحفاظ على الأمن القومي العربي موقف ثابت ومن خلال موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني فلن يتردد في الوقوف إلى جانب أي دولة عربية تتعرض لعدوان أو تهديدات أجنبية.
وفي ضوء هذا الالتزام، يظهر اليمن كعنصر فاعل ومؤثر وأساسي في تعزيز الاستقرار الإقليمي وإيجاد أرضية صلبة للموقف العربي الذي يبدو الآن هشا وتحت تأثير العمالة والتطبيع فدور اليمن لن ينتهي هنا، بل سوف يستعيد لهذه الأمة كرامتها وعزتها والأهم من ذلك أن اليمن اليوم يرفع شعارا أكثر جرأة وطموحا وهدفاً مستقبلياً يتجاوز مجرد الدفاع عن الأراضي والمصالح العربية، فهو يسعى بجدية لطرد أي تواجد عسكري أمريكي وغربي من المنطقة العربية، وإعادة تأكيد سيادة الدول العربية.
في الوقت نفسه، يضع اليمن تحرير فلسطين في قلب استراتيجيته، مؤكدا التزامه الثابت بالقضايا العادلة وحقوق الشعوب.
إن هذا الهدف لا يعبر فقط عن طموح استراتيجي، بل هو تعبير عن إرادة قوية لتغيير الواقع الإقليمي والدولي، ويجعل من اليمن القوة المحورية في تحقيق استقلال حقيقي وفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، حيث تكون الأمة العربية حرة وقادرة على تقرير مصيرها دون تدخل خارجي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يختتم برنامج “تأهيل خبراء العربية في العالم” في جدة
اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أعمال برنامج “تأهيل خبراء العربية في العالم”، الذي أُقيم في مدينة جدة، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالعزيز ممثلةً في وقف لغة القرآن الكريم، في المدة من 04 إلى 31 مايو 2025م، بمشاركة “25” معلمًا ومعلمةً من معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها من “13” دولةً.
وجاء البرنامج ضمن جهود المجمع الرامية إلى تأهيل القيادات التعليمية المتخصصة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتمكينهم من أدوات التدريس، وربطهم بالممارسات الحديثة في المؤسسات التعليمية داخل المملكة العربية السعودية؛ دعمًا لنقل الخبرة وتوطين المعرفة في دولهم.
وجسَّد البرنامج التزام المجمع بتطوير كفايات تعليم اللغة العربية دوليًّا، وبناء جسور معرفية بين المملكة العربية السعودية والجهات التعليمية الخارجية، مع تأكيد أن المشاركة النوعية للمتدربين في البرنامج تمثل خطوةً مهمةً في تأهيل الصف الأول من قادة تعليم اللغة العربية عالميًّا.
اقرأ أيضاًالمجتمع“عبداللطيف جميل” و”أوبر” توقعان مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص تطوير مستقبل قطاع التنقل في السعودية
وتضمن البرنامج خطةً تدريبيةً موزعةً على أربعة أسابيع، شملت محاضرات أكاديمية، ولقاءات تفاعلية تطبيقية، وزيارات ميدانية لعدد من الجامعات والمعاهد المعنية بتعليم اللغة العربية، إضافةً إلى أنشطة تقويم النظير، وتجارب تعليمية توثيقية قدَّمها المشاركون في الأسبوع الأخير من البرنامج.
وتناول البرنامج أيضًا موضوعات متخصصةً في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، شاملةً أساليب التقويم، وتطبيقات التقنية، واكتساب اللغة، والتواصل الثقافي, على نحو يسهم في رفع كفاية المشاركين، وتعزيز قدرتهم على تصميم محتوى تعليمي يتماشى مع احتياجات طلابهم في البيئات المختلفة.
ويُعَدّ هذا البرنامج أحد مشروعات المجمع في مجال بناء القدرات التعليمية المتخصصة، ضمن مساراته الإستراتيجية في تمكين اللغة العربية، ورفع كفاية المعلمين الدوليين، وتوسيع أثر برامج تعليم اللغة للناطقين بغيرها عالميًّا من خلال الشراكة مع الجامعات الوطنية والخبرات التعليمية السعودية.