يمانيون | تقرير
تشهد الساحة البحرية المحيطة باليمن تصعيداً غير مسبوق، وصفته مصادر عسكرية دولية ومجلات متخصصة بأنه يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في قواعد الاشتباك، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري ضد الكيان الصهيوني وشركات الشحن المرتبطة به، في سياق معركة الدعم المفتوح لغزة والمقاومة الفلسطينية.

“لويدز ليست”: العالم يدخل مرحلة رعب جديدة
ففي تقرير بارز نُشر الثلاثاء، وصفت مجلة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية ما يجري بأنه “مرحلة رعب جديدة” داخل سوق الشحن العالمي، مؤكدة أن إعلان اليمن توسيع نطاق الاستهداف ليشمل السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني – حتى ولو لم تكن متجهة نحو الموانئ المحتلة – أثار هزة ثقة كبرى في صناعة الشحن الدولية.

المجلة استشهدت بتصريحات مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في شركة EOS Risk، الذي أكد أن القوات اليمنية بدأت بالفعل تطبيق هذه المرحلة من الحصار، مستدلاً بعملية استهداف ناقلة النفط “ماجيك سيز”، والتي شكّلت نموذجاً عملياً للنهج الجديد الذي لا يترك مجالاً للمراوغة أو التجاهل.

أما المحلل الأمني ديرك سيبيلز، من شركة “ريسك إنتليجنس”، فحذّر شركات الشحن من تجاهل التحذيرات اليمنية، مشيراً إلى أن استمرار التهوين من الخطر سيؤدي إلى “خسائر جسيمة”، كما حدث مع سفينتي “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” اللتين تم استهدافهما وأُغرقتا بعد تحديهما الواضح للخطوط الحمراء التي أعلنتها صنعاء.

البحر الأحمر دون مدمرات أمريكية: تحوّل استراتيجي
وفي موازاة ذلك، كشف موقع “USNI News” التابع لمعهد البحرية الأمريكية عن غياب كامل للمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر لأول مرة منذ عقود، مشيراً إلى أن هذا الغياب تزامن مع دخول اليمن مرحلة جديدة من التصعيد البحري، ما اعتُبر “أخطر مرحلة تصعيدية” منذ بدء العمليات اليمنية في نوفمبر 2023.

وأكد الموقع أن واشنطن لم تعد تملك وجوداً بحرياً فاعلاً في الممر المائي الأهم في العالم، رغم المناشدات المتكررة من تل أبيب والشركات الملاحية العالمية لتوفير الحماية. ولفت التقرير إلى أن السفن الأمريكية لم تتدخل مطلقاً خلال استهداف سفينة “إيترنيتي سي”، رغم معركة بحرية استمرت أكثر من 16 ساعة.

وتابع الموقع بالقول:

“ما كان يُعرف بالهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر لم يعد له وجود فعلي. اليمنيون يتحركون بأريحية متزايدة ويعيدون رسم معادلات الملاحة دون أي مقاومة ذات معنى”.

“إسرائيل نيوز”: شلل اقتصادي يلوح في الأفق
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل نيوز” الصهيونية حالة الذعر المتنامية داخل الأوساط الاقتصادية والعسكرية للعدو، مؤكدة أن المرحلة الرابعة التي أطلقتها صنعاء، تمثل تهديداً مباشراً لحركة التجارة البحرية نحو الموانئ المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين صهاينة قولهم إن هذه المرحلة تتسم بتوسيع نوعي للرقعة الجغرافية وتشمل أسلحة جديدة وتقنيات متقدمة، وتستهدف السفن المرتبطة بالكيان سواء بشكل مباشر أو عبر علاقات تجارية.

وأشار التقرير إلى أن “القيادة” في كيان الاحتلال أصدرت أوامر مباشرة لشركات الملاحة بتجنب البحر الأحمر والبحر العربي، خشية الوقوع في مرمى النيران اليمنية، وهو ما يُهدد بشلل حقيقي لحركة الاستيراد والتصدير في الموانئ الصهيونية خلال الأشهر المقبلة.

وحذر محللون اقتصاديون في الصحيفة من أن “امتناع شركات الشحن العالمية عن الدخول في مخاطرة ملاحية باتجاه مرافئ الاحتلال”، نتيجة الحصار البحري اليمني، سيدفع الاقتصاد الصهيوني إلى ركود عميق وخلل تجاري يصعب إصلاحه في المدى القريب.

اليمن تصوغ توازن ردع بحري غير مسبوق
اللافت في التحليل المشترك لهذه التقارير الغربية والصهيونية، هو التأكيد على أن صنعاء باتت تتحرك وفق استراتيجية مدروسة لا تقوم على التهور، بل على ردع مدروس يضرب ما يكفي لحماية الصدقية، دون الحاجة إلى إشعال الممرات برمتها.

ويشير تقرير “USNI News” إلى أن القوات اليمنية لا تستهدف كل سفينة تمر، بل تختار أهدافاً دقيقة ومبررة من ناحية السيادة والمعايير العسكرية، ما يجعل كل هجوم رسالة استراتيجية وليس عملاً فوضوياً.

كما نقل التقرير عن المحلل الأمريكي أفشون أوستوفار قوله:

“غياب الرد الأمريكي يمنح اليمنيين بيئة مريحة لتنفيذ ضرباتهم بدقة، ويمنحهم زمام المبادرة لأول مرة في التاريخ الحديث على هذا النحو”.

من غزة إلى البحر.. اليمن يُعيد تعريف السيادة
وفي المشهد العام، يتضح أن المرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني لم تكن مجرد توسعة ميدانية، بل هي تحوّل استراتيجي يتجاوز البحر الأحمر ليطال توازنات القوى العالمية.

فبين غياب الردع الأمريكي وتفكك الغطاء الأوروبي، تبرز صنعاء كقوة إقليمية بحرية صاعدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة البحرية، انطلاقاً من دعمها السياسي والعسكري لغزة وفلسطين.

هذا التحول لا يُرعب تل أبيب فحسب، بل يُربك كل المنظومة الغربية التي طالما استخدمت الممرات المائية كوسيلة للضغط والسيطرة.

اليوم، صار البحر الأحمر خاضعاً لمعادلة يمنية – فلسطينية، تُكتب بلغة الردع، وتحمل توقيع اليمنيين الذين حوّلوا المياه الدولية من ممر عبور إلى جبهة مفتوحة للكرامة والسيادة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحصار البحری البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمطار غزيرة بكفر الشيخ وتوقف حركة الملاحة البحرية لليوم الثالث على التوالي

شهدت مدن ومراكز محافظة كفر الشيخ، اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025، هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، مما دفع السلطات المحلية لإعلان حالة الطوارئ حفاظًا على سلامة المواطنين والممتلكات. 

وأكدت غرفة العمليات بالمحافظة وشبكة السيطرة للطوارئ والسلامة المهنية متابعة الأوضاع لحظة بلحظة، والتعامل مع أي تداعيات محتملة نتيجة سوء الأحوال الجوية.

وأوضح اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، أن حركة الملاحة والصيد بميناء البرلس وفي مياه البحر المتوسط توقفت مؤقتًا، لحين تحسن الأحوال الجوية، وذلك لليوم الثالث على التوالي. 

وأشار المحافظ إلى أن هذا القرار جاء بناءً على تقرير الهيئة العامة للأرصاد الجوية، والذي توقع استمرار اضطراب حالة الطقس في شمال البلاد، مع نشاط ملحوظ في الرياح وتعرض المنطقة لموجة من الأمطار.

وأكد المحافظ أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة اتخذت كافة التدابير اللازمة لتأمين الطرق والمناطق الأكثر عرضة لتجمعات المياه، كما تم نشر فرق الطوارئ على مدار الساعة للتعامل مع أي حالات طارئة. 

كما دعا جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، وعدم الخروج إلا للضرورة، وتجنب المجازفة بالمياه أثناء هطول الأمطار الغزيرة.

من جانبها، أكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية استمرار تأثير حالة من عدم الاستقرار على معظم الأنحاء الشمالية للبلاد، مع توقعات بهطول أمطار متفاوتة الشدة تصل أحيانًا إلى الغزيرة على مناطق متفرقة بكفر الشيخ والوجه البحري والسواحل الشمالية، مع نشاط ملحوظ للرياح يؤدي إلى اضطراب حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط.

كما حذرت الهيئة الصيادين وأصحاب السفن الصغيرة من الخروج إلى البحر، نظرًا لخطورة الأمواج العالية وسرعة الرياح، مطالبة الجميع بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات المختصة. 

وفي الوقت ذاته، شددت المحافظة على استمرار متابعة جميع الموانئ البحرية وتوفير الدعم الفني واللوجستي لضمان سلامة المواطنين والعمال.

يأتي هذا في ظل سعي أجهزة المحافظة للتعامل مع موجة الطقس السيئ دون وقوع خسائر مادية أو بشرية، مع التأكيد على استمرار التنسيق بين الأجهزة المعنية، بما في ذلك إدارة المرور، الحماية المدنية، وشركة مياه الشرب والصرف الصحي، لضمان مرور الوضع بأمان والتقليل من أي تأثيرات سلبية محتملة على الحياة اليومية للسكان.

مقالات مشابهة

  • «دي بي ورلد» تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر
  • هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • متزوجة من رجل أعمال ثري .. هيدي كرم في شخصية جديدة بـ «عيلة دياب عالباب»
  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • أمطار غزيرة بكفر الشيخ وتوقف حركة الملاحة البحرية لليوم الثالث على التوالي
  • ترسانة البحر الأحمر:" بناء 6 قاطرات جديدة خلال النصف الثاني من العام المُقبل"
  • سامسونج تستعد لطرح حافظات مغناطيسية جديدة لهواتف جالكسي
  • فوق أمواج التصعيد.. فنزويلا وإيران تُدينان احتجاز «واشنطن» لناقلة نفط وتتهمانها بالقرصنة البحرية
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر