بعد منعها على الأقمار الصناعية.. المغاربية تنتقل إلى وسائل التواصل وتتهم الجزائر
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أعلنت قناة "المغاربية" الفضائية، أنها مع نهاية هذا اليوم ستنتقل إلى البث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تلقت إشعارا من الشركة المالكة للقمر الصناعي يفيد بإنهاء العقد القائم معها مع نهاية هذا الشهر الدي يصادف اليوم السبت.
وأدانت منظمة فريدم هاوس الأمريكية (بيت الحرية)، المتخصصة بالبحوث الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان، ما وصفته بـ "حملة القمع" التي قالت بأن الحكومة الجزائرية تشنها على وسائل الإعلام المستقلة داخل وخارج البلاد.
وأشارت المنظمة الأمريكية في تغريدة نشرتها على صفحتها على منصة "إكس"، إلى التضييقات التي تواجهها قناة "المغاربية" الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا لها.. وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل.
وأكدت المنظمة أن و"سائل الإعلام المستقلة تلعب دوراً حاسماً في توفير معلومات موثوقة وشفافية حول الانتخابات"، وشددت على انضمامها إلى منظمة "شعاع" الحقوقية وغيرها من المنظمات التي حثت السلطات الجزائرية على احترام حرية التعبير.
We condemn the Algerian govt’s ongoing crackdown on independent media in and outside of the country, including UK-based @almagharibia_tv, ahead of elections on Sept 7.
Independent media plays a crucial role in providing reliable information about and transparency surrounding… https://t.co/R5QNnooa7m
وكانت قناة المغاربية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري أنها تلقت إشعارًا من الشركة المالكة للقمر الصناعي يفيد بأنها ستوقف بث القناة اليوم السبت.
وأشارت المغاربية في بيان لها أرسلت نسخة منه لـ “عربي21"، إلى أن الشركة المعنية باشرت عملية إنهاء العقد تحت ضغوط يبدو أنها رسمية، دون احترام للإجراءات المنصوص عليها في العقد المبرم بين القناة والشركة.
ووفق بيان "المغاربية"، فإن هذا الإشعار يأتي في وقت تقوم فيه القناة بتغطية خاصة للانتخابات الرئاسية في الجزائر، وهو إجراء قال الييان بأنه يعيد للأذهان ما تعرضت له "المغاربية" قبل خمس سنوات أثناء تغطيتها لانتخابات الرئاسة في 12 ديسمبر 2019.
ونددت القناة بهذا الإجراء وقالت بأنه يتجاوز بنود العقد المبرم مع الشركة المالكة للقمر الصناعي، وأكدت أنها قناة تعمل وفق القوانين البريطانية، وتحمل رخصة للعمل الصحفي والبث التلفزيوني، وتخضع لقوانين الهيئة البريطانية لتنظيم الخدمات الإعلامية (OFCOM).
وأعلنت المغاربية أنها لن تستسلم لهذا الإجراء وأنها ستواصل عملها الإعلامي عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، محترمة كل الوسائل القانونية والديمقراطية.
وتأسست قناة المغاربية عام 2011، وتبث من لندن، وتركز على الأخبار والتقارير السياسية والاجتماعية في منطقة المغرب العربي، بما في ذلك الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا. تتبنى القناة توجهًا معارضًا، وغالبًا ما تتناول القضايا التي تخص الحريات العامة وحقوق الإنسان في المنطقة.
وتتميز القناة بتغطية الأحداث الراهنة من منظور مستقل، مما جعلها محط اهتمام للمشاهدين الذين يبحثون عن بدائل للإعلام الحكومي. كما تركز القناة على تقديم البرامج الحوارية والنقاشات المفتوحة التي تستضيف فيها شخصيات سياسية ونشطاء اجتماعيين من مختلف التوجهات.
وكانت منظمة "شعاع" قد أكدت في بيان لها أن السلطات الجزائرية وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قمعت بشكل كبير الحريات الأساسية من خلال سن قوانين تحد من التمتع بالحقوق والحريات.
وقالت المنظمة في بيان لها نشرته على صفحتها على منصة "إكس": "مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول 2024، واصلت السلطات الجزائرية إجراءاتها القمعية، فقيدت حريات الفاعلين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وقد أدى هذا إلى خنق المشاركة السياسية في البلاد، وخلق بيئة من التوتر السياسي المتزايد الذي يحرم الناس من حقوقهم في المشاركة السياسية وحرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي."
وذكر بيان "شعاع" أن السلطات الجزائرية اعتقلت وحاكمت العشرات من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، ولا يزال المئات منهم في الحبس الاحتياطي أو يقضون عقوبات تتعلق بالحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.
وتتضمن معظم التهم مزاعم الإرهاب ونشر معلومات كاذبة وإهانة رئيس الجمهورية. كما قامت السلطات بحل الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان، واستمرت الحملة القمعية في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية الرئاسية.
وقد وثقت منظمة شعاع لحقوق الإنسان اعتقال واحتجاز العديد من الناشطين وزيادة المراقبة الأمنية والقضائية للعديد من المعارضين السياسيين.
وتنبع أغلب الاعتقالات الأخيرة من أفراد يعبرون عن آرائهم بشأن الانتخابات، أو يعلقون على ترشح الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية، أو يحتجون على استخدام موارد الدولة لصالح المرشح عبد المجيد تبون.
وحثت منظمة "شعاع" السلطات الجزائرية على إنهاء حملة القمع ضد المعارضة والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا لمجرد ممارستهم السلمية لحقوقهم الأساسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما دعت إلى رفع القيود الشاملة على الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي، وضمان احترام الحقوق والحريات، بما في ذلك الرأي السياسي، كما هو منصوص عليه في الدستور والمعاهدات الدولية.
والأربعاء الماضي اعتقلت السلطات الجزائرية معتقل الرأي السابق والناشط السياسي، عبد الله بن نعوم، من أمام منزله العائلي بغليزان من طرف عناصر أمن بالزي المدني، فيما تعرّض معتقل الرأي السابق والناشط السياسي بوعلام بوديسة للاعتقال من أمام محكمة حسين داي في الجزائر العاصمة في نفس اليوم.
وتزامناً مع الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، شهدت الأيام الأخيرة في الجزائر عدداً من التوقيفات والاعتقالات لناشطين سياسيين مقاطعين للانتخابات، حيث ينتظر تقديم منسق الحركة الديمقراطية الاجتماعية، فتحي غراس، أمام نيابة محكمة باب الوادي في العاصمة، في الساعات المقبلة، بعد أن تمّ توقيفه ووضعه في الحجز تحت النظر، قبل يومين، كما تمّ تحرير محضر في حق القيادية في الحزب شبالة مسعودة، وهي زوجة غراس، مع احتجاز هاتفها، إضافة إلى احتجاز هاتف القيادي في الحركة وحيد بن حالة.
وفي السياق ذاته، تمّ تقديم نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، علي بلحاج، وابنه عبد الفتاح، أمام نيابة محكمة حسين داي، حيث تمّت إحالتهما على قاضي التحقيق الذي أمر بوضع علي بن حاج تحت الرقابة القضائية، وإيداع ابنه عبد الفتاح بن حاج الحبس المؤقت، كما تضمن القرار تشديد الرقابة القضائية ضد الأب بمنعه من مغادرة عمارة المسكن والامتناع عن رؤية الأشخاص غير المقيمين معه إلا بإذن من قاضي التحقيق، والمنع من إلقاء الخطب بأي شكل كان، بما فيها على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الفضائية الجزائرية المنع الجزائر منع اعلام فضائية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات الجزائریة
إقرأ أيضاً:
قناة النيل الدولية.. إعادة بعث
يتّهِمُنا كثيرون بأننا، عبر وسائل إعلامنا، نُكلِّم أنفسنا ونُصْدِر ضجيجاً لكنه داخل غُرَف مغلقة، فلا يسمعه أحد غيرنا، ولا نجيد مخاطبة الآخر أو حتى الاشتباك الفكري معه، وللأسف فتلك حقيقة لا يمكن إنكارها.
ولعل صورتنا المشوَّهة المستقرة منذ أمد بعيد في الوعي العالمي تؤكد ذلك، فنحن بفعل الدعاية الزائفة عنا أصبحنا في نظر الغرب وكما يؤكد إدوارد سعيد: " إما برميل بترول أو إرهابي محتمل".
ومن ثم فحاجتنا وبحق لوسيلة إعلامية ذات مهمة رسالية لتعيد تقديمنا إلى هذا العالم من ناحية، ولتكون بمثابة صوت المستضعفين وصدى أنين المعذبين، والمدافعة عن حقوق المظلومين، وآمال الحالمين في غد أفضل لهذه البشرية من ناحية أخرى.
ومن دون شك فتلك القناة لكي تصل لأكبر عدد من الجماهير يجب أن تكون لغتها الرسمية هي اللغة الإنجليزية الأكثر انتشاراً واستخداماً في جنبات المعمورة.
ومن ثم وقع اختيارنا على قناة النيل الدولية Nile TV International التي يبثها التليفزيون المصري من أجل اقتراح عدد من الإجراءات في سياق تطويرها.
ففي يقيني أن هذه القناة يجب أن تتصدر مشروعات التطوير التي تسعى الهيئة الوطنية للإعلام لإنفاذها على أرض الواقع، وأن تحظى برعاية ودعم مادي ومعنوي في حدوده القصوى، فهي إن حسن تطويرها، أو قل إعادة بعثها من مرقدها، يمكن أن تعيد إنتاج وعي عالمي جديد ومنصف حولنا وحول منطقتنا العربية وقضايانا المصيرية.
وذلك عبر بلورة ملامح رؤيتنا السياسية والترويج لمشروعنا الحضاري الذي نسعى لتقديمه لهذا العالم، وتأكيد دعائم هويتنا المصرية والعربية والإسلامية، وإضاءة موقفنا من القضايا المختلفة عبر نشر الرواية العربية على نطاق واسع، خاصة حول مجريات الصراع العربي الصهيوني، في مواجهة الرواية الصهيونية الكاذبة التي استقرت في بؤرة الوعي العالمي نتيجة لحملات دعائية هائلة صاحبتها منذ بداية المشروع الصهيوني في مقابل غياب صوتنا بالمطلق.
ومن ناحية أخري يمكن لهذه القناة أن تقدم دعماً لا محدوداً لاقتصادنا عبر الترويج لمعالمنا السياحية والأثرية وممكنات الاستثمار في بلداننا.
قد يرى البعض أن هذه مجرد أحلام من قبيل اليوتوبيا العصيّة على التحقق في الواقع المُتعيَّن، غير أن الحقيقة الماثلة أمام أعيننا تقول أن كل التجارب الإعلامية الناجحة قد خرجت من رحم التجربة والمحاولة والخطأ، ومن ثم فلدينا يقين ثابت بأن العملية الإعلامية ستتحسن ذاتياً عبر تراكم الممارسة إذا ما صدقت النوايا وأطلقنا جرعة مكثفة من الحرية في شرايين تلك الوسيلة الإعلامية.
ربما سيكون الأثر ضئيلاً في بداية الأمر لكنه حتماً سيتعاظم يوماً بعد يوم تماشياً مع ما تطرحه نظرية تأثير الفراشة (Butterfly effect)، ذلك التأثير الذي يُحدثه جناح الفراشة حين يتحرك، وكما تفترض النظرية، فينمو هذا التأثير يوماً بعد يوم ليشكل إعصاراً مُحدثاً تغييراً جوهرياً.
ومن ثم، فمن أجل تطوير تلك القناة، قناة النيل الدولية، أقترح الشروع في اتخاذ عدة إجراءات مركزية كبداية على أن تتلوها خطوات أخرى:
أولاً: إطلاق شبكة مراسلين في أماكن الأحداث الجارية والأكثر سخونة في شتى بقاع العالم، وإن كانت الأمور كُلفتها المادية مرتفعة يمكن البدء بالتعاقد مع مقيمين في تلك البلدان من الصحفيين والإعلاميين لتغطية الأحداث لديهم، وذلك مقابل مكافآت مالية مناسبة.
ثانياً: فصل البرامج التي يجري تقديمها باللغة الفرنسية في قناة مستقلة بعيداً عن شاشتها، لتصبح القناة بلغة إنجليزية خالصة لتأكيد ملامح هويتها، فالقنوات ذات الهوية الواحدة هي الأكثر انتشاراً وجاذبية للمشاهد حسبما يؤكد خبراء الإعلام.
ثالثا: إنتاج سلسلة جديدة من الأفلام الوثائقية وترجمة الجيد من القديم لدى أرشيف التليفزيون المصري وإعادة بثه، كذلك إعادة تصوير معالمنا السياحية والأثرية بتقنية عالية لتقديمها كفواصل داخل القناة.
رابعاً: تطوير الأجهزة التقنية وأجهزة التصوير والبث وإجراء عملية تجديد شاملة للديكور لتصبح الشاشة جاذبة للمشاهد وذات قدرة تنافسية عالية، مع توظيف كافة تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل إحداث نقلة نوعية فيما يتعلق بجودة المحتوى وسرعة إعداده لنكتسب ميزة المبادرة والسبق في تغطية الأحداث الساخنة من ناحية، وتقليل النفقات المالية من ناحية أخرى.
خامساً: يجب أن تشمل خارطتها البرامجية، برنامج سياسي حواري يستضيف شخصيات عالمية ذات ثقل، برنامج ديني ذو نزعة إنسانية تراحمية، برنامج اقتصادي قوي يعرض الفرص الاستثمارية في مصر والمنطقة العربية، برنامج رياضي قوي، برنامج فني عالمي/ محلي.
سادساً: يمكن إعادة بث الحلقات القوية للأحداث الجارية من مجمل قنوات التليفزيون بعد ترجمتها، والتي تتناسب مادتها وسياسة القناة، وكذلك إعادة بث اللقاءات والحلقات المتميزة من أرشيف القناة ذاتها.
سابعا: إطلاق الحرية كاملة للقائمين على سياستها التحريرية في ترتيب وصياغة الأخبار وطرح الموضوعات وفقاً لما يتراءى لهم دون أدنى تدخل من أحد، فالحرية، هي وبحق، إكسير الإعلام، وبخاصة السياسي منه، فلن يتطور الإعلام إلا في فضاءات من الحرية، فهي بمثابة قُبلة الحياة التي من شأنها إحداث نقلة نوعية له من كونه بروباجندا ودعاية موجهة ومملة إلى كونه إعلام جماهيري حقيقي جاذب لفئات عريضة من المشاهدين، على أن يجري وضع ميثاق شرف إعلامي واستراتيجية إعلامية مستقلة لتعمل القناة على ضوئهما.
ثامناً: أن يجري ترتيب أولويات الأخبار والموضوعات والقضايا المطروحة حسب الاهتمام العالمي، وليس حسب الشأن الداخلي المصري كما هو مُتَّبع الآن، على أن تُعطى الأولوية وكثافة التغطية لأحداث منطقة الشرق الأوسط الملتهبة دوماً، وهو أمر من شأنه أن يجعلنا كمصدر إخباري موثوق للشبكات العالمية في نقل وتغطية تلك الأحداث باعتبارنا الأكثر انغماساً فيها ودراية بها.
تاسعاً: إطلاق حملات ترويجية مصاحبة على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر أجزاء من المحتوى المقدم، والتعاقد مع شركات رعاية قوية، مع إطلاق موقع خاص بالقناة على شبكة المعلومات الدولية.
عاشراً: إعادة تدريب العاملين داخل القناة، نعم القناة تضم كفاءات بشرية ذات خبرات كبيرة، لكنهم بحاجة لإعادة تدريب بما يتفق والرؤية الجديدة من ناحية والأنماط الإعلامية المستحدثة من ناحية أخرى.
وتلك هي بعض من الإجراءات التي يتحتّم البدء بها فوراً من أجل تطوير قناة النيل الدولية، وأعتقد أن (مركز ماسبيرو للدراسات) الذي دعوت لتأسيسه في مقال سابق يمكن له المساهمة، إذا ما تأسَّس بالفعل، في اقتراح الكثير من آليات التطوير وطرائق إنزالها على الواقع، ودراسة الشبكات العالمية الناجحة وعوامل تألقها وسبل الاستفادة من تجاربها وخبراتها الطويلة.
وفي التحليل الأخير، فالحاجة أضحت ماسّة لأن لا نقبع في المنطقة المُعتِمة من هذا العالم، فلا يشعر بنا أحد، في ظل نظام عالمي يتداعى وآخر يتشكَّل، وهي لحظة فارقة قد تشهد توترات وصراعات عسكرية غير مسبوقة، فكل فريق سيحاول إثبات جدارته في قيادة النظام العالمي الجديد ولو بالقوة المُفرطة، إن لم نتحرك سريعاً على مختلف الأصعدة، وليس إعلاميا فقط، وظللنا نؤدي دور المفعول به سيجري استخدامنا كوقود لحروب ليست حروبنا، ومن ثمَّ ستبتلعنا حتماً فواجع نهاية النظام العالم القائم وميلاد آخر جديد ربما يكون أكثر عنفاً من سابقه.
وفي النهاية، دعنا نتفق مع خبراء السياسة وعلوم الاتصال بأن الإعلام في أيامنا هذه أضحى العضو الأكثر نفوذاً داخل مجلس الأمن الدولي، إذ يجري اتخاذ العديد من القرارات الدولية بناء على التأثرات التي أحدثتها والأحداث والصور الذهنية التي صنعتها شبكات ووسائل الإعلام والتي قد تكون زائفة وغير متطابقة مع الواقع الحقيقي، فالواقع الحقيقي، وكما يذهب المفكر الفرنسي جان بودريار، قد مات ولم يتبقى لدينا إلا الواقع الزائف الذي خلقته لنا وسائل الإعلام.
اقرأ أيضاًخبير إعلامي لـ«حقائق وأسرار»: مصر تتعرض لحملة شائعات منظمة تكلفت ملايين الدولارات.. فيديو
كيف يتحكم الأهلي والزمالك في حلم بيراميذر بدوري الأبطال؟.. خبير لوائح: «الطلب مستحيل وزيزو كلمة السر»
«خبير سياسي»: مصر بقيادة الرئيس السيسي تواجه مخططات تغيير خريطة الشرق الأوسط «فيديو»