بغداد اليوم -  بغداد

اكد مصدر مطلع، اليوم السبت (31 آب 2024)، ان سقوط مسيرة تركية متطورة في سماء كركوك خلق ردة فعل إيجابية هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "سقوط طائرة مسيرة تركية هي الاحدث في ترسانتها في سماء كركوك قبل يومين احدث ردة فعل إيجابية تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات من خلال امتناع دخول المسيرات الى سماء المحافظة".

وأضاف إن "اخر رصد لمسيرات يبعد نحو 70كم عن حدود كركوك باتجاه إقليم كردستان وهذا يدل على ان من يقود المسيرات بدء يدرك بانه يمكن ان تلاقي مصير الانكا في ظل تنامي قدرات الدفاع الجوي العراقية من خلال اعتماد منظومات متطورة رغم انه حتى الان لم يحسم ملف أسباب الانكا هل هي بسبب المضادات الجوية او عطل فني".

وأشار الى أن "سقوط الانكا بكل الظروف احرج انقرة لان الطائرة باهظة الثمن وهي بمثابة جزء من ما تسميه ايقونة المسيرات بعد البيرقدار"، مشددا على أنه "اذا ما ثبت بان اسقاطها بفعل منظومة دفاع جوي فهذا معناه بانها باتت في مرمى النيران وان تجوالها في الأجواء لن يكون امنا بعد اليوم".

يذكر أن مصدرا مطلعا، أكد يوم الخميس، أن الطائرة التي تم اسقاطها في محافظة كركوك أكبر دورن تركي وبواسطة منظومة بانستير للدفاع الجوي العراقية.

وأشار المصدر في ايجاز اطلعت عليه "بغداد اليوم"، إن "الطائرة يبلغ طولها 12 م وارتفاعها 3 م "، مبينا ان "محركها من نوع PD-170 ديزل بثلاث شفرات".

وأضاف إن "سرعتها 180 كم/ساعة والاصدار المتقدم منها بسرعة 380 كم/ساعة، كما ان ارتفاع الطيران يصل الى 11 كم ( حسب وزن الحمولة ) ويمكنها الطيران 12 ساعة كطائرة هجومية و 24 ساعة كطائرة استطلاع و دورية"، لافتا الى انها "طائرة استطلاع و مراقبة بعيدة المدى واستخبارات و تنصت و دورية بحرية مسلحة و مقاتلة هجوم أرضي قاذفة".

وبنفس السياق أوضح مصدر عسكري أنه "بالساعة 10 يوم 29-8-2024 تأشر لدى بطرية الدفاع الجوي العراقي - قاطع معسكر كيوان - شمال مدينة كركوك دخول طائرة مسيرة مجهولة إلى الأجواء الشمالية والشرقية لمدينة كركوك"، مبينا انه "بموجب بروتوكول الدفاع الجوي تم استهدافها للتحذير وبعدها عند الساعة 1025 تم اسقاطها بواسطة منظومة بانستير الفرنسية للدفاع الجوي".

ومنظومة بانتسير التي دخلت للعراق قبل فترة قصيرة مخصصة للتصدي للطائرات والصواريخ المهاجمة على الارتفاعات المنخفضة، وتحتوي على مدافع آلية سريعة عيار 30 ملم وراجمات الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ.

ووفقا للمعلومات المكشوفة، تملك 5 دول آليات بانتسير وهي روسيا ودولة الإمارات العربية وسوريا والعراق والجزائر. 

وتابع المصدر: "الطائرة المسيرة سقطت فوق احد المنازل السكنية داخل مدينة كركوك - حي تسعين وأدت إلى خسائر مادية فقط في المنزل الذي سقطت عليه"، موضحا انه " بموجب المعاينة لأجزاء حطام الطائرة المسيرة تبين انها نوع (أنكا) التركية".

وبين أن "الطيران المسير التركي سبق وحقق عدة حالات تماس خلال الفترة السابقة مع الدفاع الجوي العراقي في محيط مدينة كركوك وكان ينسحب بموجب بروتوكول التحذير".

وكان مصدر مطلع كشف في وقت سابق، يوم الخميس الماضي عن أسباب اسقاط اول مسيرة تركية بنيران عراقية في محافظة كركوك.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "مسيرة مجهولة قادمة من الجزء الشمالي الشرقي لكركوك حلقت على ارتفاع متوسط فوق 5 مدن رئيسية في المحافظة قبل ان تقترب من مواقع حساسة بعضها امني"، لافتا الى أن "المسيرة وفق المشاهدات الأولية تستخدم للرصد والاستطلاع ويمكن ان تتحول الى قاصفة لقدرتها على حمل 4 صواريخ".

وأضاف إن "أوامر صدرت مباشرة من بغداد بإسقاطها وتم بالفعل خلال اقل من 10 دقائق من خلال الدفاعات الأرضية"، مشيرا الى أن "المؤكد بانها تركية وتم التحفظ على ما تبقى من اجزاءها من قبل فريق امني".

وأوضح انه "لم يسفر اسقاط المسيرة عن اي إصابات باستثناء بعض الاضرار المادية"، منوها الى ان "اسقاط المسيرات في تلك المناطق لا يمكن ان يتم دون ضوء اخضر من بغداد".

وكان مصدر أمني كشف في وقت سابق، من يوم الخميس (29 آب 2024)، عن معلومات جديد بشأن الطائرة المسيرة التي سقطت في كركوك.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "الطائرة المسيرة التي سقطت في منطقة التسعين بمحافظة كركوك تعود للقوات التركية".

وأضاف إن "الدفاعات الجوية العراقية هي من اسقطت الطائرة بسبب عدم وجود اذن للطيران من قبل القوات العراقية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الطائرة المسیرة الدفاع الجوی بغداد الیوم وأضاف إن

إقرأ أيضاً:

لعنة الوعي

 

 

ريم الحامدية

reem@alroya.info

بينما أتهيأُ لعبور عتبةٍ جديدةٍ من عُمري تِحمِلُ في طيَّاتها نُضجًا مُختلفًا، باغتتني أسئلة حقيقية أعمق من الذات والحياة، مفادها من أنا؟! وما الجدوى؟! ولماذا؟!

طرحتُ على نفسي حُزمة من الأسئلة الحقيقية أو قُل الوجودية! شرَّعتُ النافذة التي تُطل على شُرفة الأمل الذي أتمسَّكُ بتلابيبه، والحُلم الذي يراودني في أوقات الصحو قبل النوم، جعلتُ نسمات الأفكار تتسلل لي دونما إدراك لترتطم بفكري، شعرتُ بثقلٍ أكبر، كيف يُمكنني أن أرى العالم كما كان.. بريئًا، واضح المعالم، وبسيطًا. كل فكرة داعبت مُخيلتي كانت تحمل على أكتافها آلاف الأسئلة، مرَّت بي في وهلةٍ لحظةُ سكونٍ استدعت ضجيجًا داخليًا من البحث والتأمل.. ضجيجاً لم يسمعه أحد سوى قلبي وعقلي.

أدركتُ حينها ما كان يعنيه الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي، حين قال: "الوعي الزائد مرض.. مرض حقيقي"، لكن الحقيقة أن الوعي وميض يُضيء مرةً وينطفئ مرات، لكنه يكشف الزوايا التي لم تكن مرئية، نرى الناس كما هُم، لا كما نودُّهم أن يكونوا. نكتشف هشاشة العالم، ونلمح ضعف القوة، وربما النقص في كل كمال مُصطَنع زائفٍ. كم هو مُتعب أن تعرف، وكأنَّ العقل حين يستفيق لا يخلد إلى سباتٍ مُجدَّدًا، وكأنَّ اليقظة تترك أثرًا لا يُمحى من الروح. لم يخبرنا أحد أن النُضج يَسرق راحة البال، وأنَّ الحكمة لا تأتي إلّا ومعها شيء من الوحدة وربما التِيه!

ومع كل ذلك لا ندمَ؛ ففي هذا العُمق شيء يُشبه النور، شذرات من النقاء رغم ثقله، حتى وإن كان مُؤلمًا، شيء يُبقيك حيًّا، وإنْ كانت الحياة من حولنا تزداد تعقيدًا. أدركنا أن البساطة نعمة؛ فقدناها حين بدأنا نفهم أكثر مما ينبغي، لم يكن ذلك ضعفًا.. لا أبدًا ولن يكون.

أن تمضي يومك دون أن تتعمَّق في المعنى، أن تضحك دون أن تُحلِّل مصدر الضحك، وحتى أن تحزن دون أن تسأل لماذا هذا الحزن.. هذا ما أُسمِّيه "رفاهية الجهل الجميل"، الذي لم نكن نعرف قيمته.

تمضي الأيام، وأُدركُ أن هذه "اللعنة" ليست سوى هدية مُتنكِّرَة تُلاحقنا كلما زادت أعمارنا وتقدَّمت، رغم أنها هدية تحمل بداخلها الكثير من الألم، إلّا أنها تخرجني من الجمع الغفير الذي يُحب التقليد ولا يؤمن بالاختلاف والتميُّز والتفرُّد، تضعني هذه الهدية فوق مسرح الحقيقة، وتُعيد تشكيل جميع قناعاتي ومفاهيمي وربما طقوسي وشعائر حياتي، تُعيدها في علاقتي بربي، ووطني، وذاتي، ونجاحي، وعائلتي ومحيطي، والحب أيضا له من هذه الهدية نصيب، ويبدأ هنا الوعي الحقيقي الذي كلما اتسع زاد معه ثقل القلب، لكنه على الأرجح يُصبح الأكثر صدقًا.

زملائي أبناء هذا القرن كبرنا في عالم مُشبع بالصوت والصورة، لكنه فقير بالمعنى، نصحو كل يوم على أخبار جديدة، معلومات لا تنتهي، ورسائل لا تتوقف، لكن الكثير منها لا يُلامسنا، ولا يُضيف لأرواحنا أي جديد، كل شيء يجري بسرعةٍ، ومع ذلك نحن الأكثر ضياعًا من أي وقت مضى.

وبينما أتكئ على الكرسي المُطِل على شرفة الأحلام، أتأملُ فيمن حولي؛ فأكتشفُ أنَّ الكثير منهم يركض ولا يعرف إلى أين، وأن الضحكات مجرد غطاء، وأن الإنجازات لا تعني الشعور بالرضا، وأن العلاقات مهما بدت مُتماسكة، قد تكون خالية من الروح والحُب. وهذا الإدراك لا يُعلن، ولا يُحتفل به، لكن يعيش فينا، في صمتنا حين يتحدث الجميع، في دموعنا التي لا سبب واضحًا لها، وفي تردُّدِنا أمام ما كان- ذات يوم- بسيطًُا.

هُنا تتجلى لعنة الوعي في أصدق صورها، أن نعرف أكثر فنشعر أكثر ونتألم أكثر، هذا الألم هو ما يجعلنا نحيا بصورتنا البشرية الحقيقية، ويصقل فينا شيئًا لا يُرى، لكنه حقيقيٌ، فربما لم تكن اللعنة لعنة حقيقية؛ بل اختبار للروح.. فهل سنُواصل السير رغم وضوح العتمة؟

وأخيرًا.. ما أودُ قوله إننا ربما لا نملك ترف العودة إلى البساطة، ولا القدرة على إغلاق نوافذ الوعي التي شرعناها ونحن ننتظر تسرُّب الأمل إلى دواخلنا، لكننا نملك أشياءً أثمن؛ وهي أن نعيش بصدقٍ، وأن نمنح أنفسنا حق الاختيار والحيرة في الوقت نفسه؛ فالحياة ليست أبيض ولا أسود، وعلينا أن نُجيب على أسئلتنا بصدقٍ ورفقٍ، وأن نسير في الحياة بوعيٍ يُهذبنا لا يقتلنا؛ فهناك لحظات صفاء وسط الزحام، وربما في نهاية المطاف تكون هذه هي البركة الخفية في تلك "اللعنة"!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • روسيا تستهدف أنظمة باتريوت بأوكرانيا وكييف تهاجم بمئات المسيرات
  • لأول مرة.. الحكومة تعلن وضع موازنة الدولة لـ 3 سنوات
  • ترامب يطرد صحفيًا من البيت الأبيض بسبب الطائرة القطرية .. فيديو
  • مدبولي: موارد العملة الصعبة تغطي كافة احتياجات مصر لأول مرة منذ سنوات
  • بسبب سؤال عن الطائرة القطرية.. ترامب يوبخ مراسلا ويطالبه بالمغادرة من المكتب البيضاوي
  • القضاء الإسباني ينتصر لفينيسيوس ويدين العنصرية لأول مرة في الملاعب
  • لعنة الوعي
  • لأول مرة في العالم: جراحون أمريكيون ينجحون في زرع مثانة بشرية
  • روسيا: الدفاع الجوي يسقط عدداً من الطائرات المسيرة
  • سابقة عالمية.. زرع مثانة بشرية لأول مرة في التاريخ