مدير عام مديرية صحة رام الله: الحرب الإسرائيلية دمرت نظام رصد الأوبئة بقطاع غزة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
قالت مدير عام مديرية صحة رام الله والبيرة، الدكتورة نانسي فلاح، إن الحرب الإسرائيلية دمرت نظام رصد الأوبئة بقطاع غزة، مواصلة، أنه جرى التحضير لحملة تطعيم شلل الأطفال في قطاع غزة منذ شهرين وتم وضع الخطط والاستراتيجيات لعمل الحملة.
"يونيسيف فلسطين": 640 ألف طفل مخطط تطعيمهم ضد شلل الأطفال في غزة عاجل| تحرك مصري جديد بشأن سد النهضة
وأضافت خلال مداخلة عبر تطبيق سكايب على فضائية القاهرة الإخبارية، مع الإعلامية منى عوكل، أن ملف الصحة واجه صعوبات فيما يتعلق بإقرار أو موافقة الجانب المحتل على إيقاف العدوان على غزة وأصر على أن نقوم بحملة التطعيم على 3 مراحل، رغم إلزامية تدشينها في كل المناطق، في الوقت ذاته.
وشددت، على أهمية وقف تدمير البنية التحتية للصرف الصحي والنظام الصحي في غزة؛ من أجل مواجهة فيروس شلل الأطفال الذي ينتقل عبر المياه العادمة ومياه المجاري.
وذكرت، أن الحرب الإسرائيلية دمرت نظام رصد الأوبئة بقطاع غزة، مؤكدة بأنه يجب وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإعادة تأهيل البنية التحتية، لافتةً، إلى أن الحملة من أهم أسس محاربة فيروس شلل الأطفال.
وأكدت، أنه دون وجود صرف صحي آمن ونظافة شخصية وتباعد في مناطق النزوح، ستكون الحملة ناقصة لأن الفيروس سيظل وينتشر وستحرك ويدور في المياه العادية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة فضائية القاهرة الإخبارية البنية التحتية شلل الأطفال فيروس شلل الأطفال الحرب الإسرائيلية صرف صحي الحرب الإسرائیلیة شلل الأطفال
إقرأ أيضاً:
غزة في العيد.. أيتامٌ تحت الخيام ودماءٌ على الأرصفة بدل الأضاحي
الثورة /غزة/ متابعات
في زاوية مخيم نزوح بدائي بخان يونس، يجلس الحاج علي المغربي (71 عامًا) على قطعة خشب مهترئة، يراقب بعينين مطفأتين أحفاده الأربعة وهم يتقاسمون كسرة خبز ووجع الفقد.
فقبل شهور، سُلب هؤلاء الأطفال والديهم في غارة إسرائيلية، وباتوا كآلاف الأطفال في قطاع غزة، وجها لوجه مع يتمٍ مفجع في أيام كان من المفترض أن تحمل الفرح وتضجّ بالضحكات.
عيد تحت القصف.. لا بهجة ولا أضاحي
لم تعد الساحات تمتلئ بالأضاحي كما اعتادت غزة في عيد الأضحى، بل امتلأت بالركام والجثامين، وبالأسى المتغلغل في ملامح النازحين.
فبدلاً من ذبح العجول والخراف، تُذبح الطفولة كل يوم، وتسيل دماء الشهداء بدل دماء الأضاحي.
يقول المغربي للمركز الفلسطيني للإعلام: “كنّا نربط العجل أمام البيت، ويهلل الأطفال حوله، نذبح ونوزع ونفرح، لكن العيد اليوم صار موعدًا للبكاء على الأحباب وتذكّر البيوت التي صارت ترابًا”.
أحفاده، الذين لم يتجاوز أكبرهم 13 عامًا، لا يعرفون من العيد سوى الخيمة والتراب وذكرى أم وأب غابا دون وداع.
أسئلة اليُتم لا تجد أجوبة
الحاج أبو تحرير أبو دقة (68 عامًا)، النازح من بلدة عبسان الكبيرة، يروي كيف يعجز عن الإجابة على أسئلة حفيديه، أشرف وريتال، حول والدتهما التي استشهدت قبل أشهر.
“كلما اقترب العيد يسألاني: متى ترجع ماما؟ لماذا لا نلبس مثل باقي الأطفال؟ ما معنى العيد إذا لم تحتضننا أمّنا؟”. قالها أبو دقة والدموع تسابق كلماته.
هذان الطفلان، كآلاف غيرهما، يشهدان العيد دون عيد. تمضي الأيام وتتراكم الأعياد، لكنهم لا ينسون ولا يبتسمون.
الفرحة المذبوحة.. خراف العيد تحولت إلى رماد
قبل الحرب، رغم الحصار والضيق، كان الناس يشترون الأضاحي بأي وسيلة، فقط لرسم بسمة على وجوه أبنائهم، اليوم، الخراف والعجول تكاد تنقرض، والأسواق فارغة، واللحم أصبح أمنية.
سامي اللحام، تاجر أغنام من بلدة القرارة، يوضح أن ما تبقى من الثروة الحيوانية لا يتجاوز 5% مما كان عليه قبل الحرب.
“الاحتلال لم يترك شيئًا.. المزارع أُحرقت، المواشي قُتلت، حتى الأعلاف لم تسلم. كان عندي 500 رأس عجل وبقر في مثل هذا الموسم، واليوم لا أملك شيئًا”.
كيلو لحم الخروف الحي تجاوز 230 شيقلًا، ولحم الجمل 150، والعجول اختفت تمامًا، اللحوم المجمدة التي كانت تُمثل طوق نجاة مؤقت، لم تعد موجودة إلا في الذكريات.
37 ألف طفل يتيم.. و180 ألف جرح لا يلتئم
غزة تستقبل عيد الأضحى الرابع منذ بدء العدوان، وهي تئن تحت وطأة كارثة إنسانية شاملة. أكثر من 180 ألف شهيد وجريح – غالبيتهم من الأطفال والنساء – وآلاف المفقودين، ومجاعة حصدت أرواح أطفال لم يعرفوا غير الحرب.
التقديرات تشير إلى أن نحو 37 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. هؤلاء الأطفال لا يحملون حقائب مدرسية، بل ذكريات موت، وصورًا معلقة على جدران الخيام.
صرخة من قلب العيد: إلى متى؟
وسط هذا الخراب، لا يطلب الغزيون إلا ما هو بسيط وإنساني: أن يعيشوا كما يعيش باقي البشر، أن يفرح أطفالهم بالعيد، أن يذبحوا الأضحية ويشاركوا الجيران، أن لا يناموا على وقع الطائرات، وأن لا يدفنوا أحبّاءهم كل صباح.
وفي وجه هذا الألم العظيم، لا تزال غزة تقاوم، لا تزال تحمل الحكاية، وتصر على أن تُسمع العالم صوتها: “نحن أحياء رغم الموت، ونحن باقون رغم الجراح”.