في شهر مارس الفائت، نقلت مجلة “ديفنس نيوز” عن الأدميرال مارس ويلسون، قائد مركز تطوير الحرب البحرية السطحية في البحرية الأمريكية قوله أن السفن والطائرات توفر “قصة مصورة” عن كل اشتباك مع كل هجمة يقوم بها الحوثيون إضافة إلى تحليل البيانات التي تجمعها الرادارات وأجهزة الاستشعار كانت هذه التصريحات تشير إلى أن البحرية الأمريكية وحلفاءها تسعى بشكل جاد لدراسة تكتيكات صنعاء وتحليل الهجمات لتطوير استراتيجيات فعّالة لتحييد قدرات الجيش اليمني الهجومية.


وأضافت المجلة أن “الفريق درس اشتباكات السفن والطائرات الأمريكية في البحر، الأحمر، بالإضافة إلى التهديدات التي تشكلها قوات صنعاء لفهم كيف يمكن للأسطول تعديل العمليات لرؤية الطائرات بدون طيار والصواريخ وهزيمتها بشكل أفضل، كما نظر الفريق في القدرات الجديدة التي قد يحتاجها الأسطول للدفاع عن النفس وحماية السفن التجارية”
رغم هذه الجهود، فإن الواقع أظهر أن البحرية الأمريكية واجهت صعوبات كبيرة في مواجهة صنعاء.
التقييمات التي صدرت من مسؤولين أمريكيين مؤخرا تؤكد أن البحرية الأمريكية فشلت فشلاً ذريعا في مواجهة الهجمات اليمنية مما يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها القوات البحرية
في حين أن البيانات والمعلومات التي جمعتها البحرية لم تستطع تقديم رؤى قيمة حول تكتيكات الحوثيين نتيجة التكتيكات المختلفة والتي لا تستقر على نمط معين أو أسلوب قتالي واحد
وبالتالي لم تكن تلك المعلومات كافية لتوفير حلول فعالة ومباشرة لمواجهة التهديدات التي شكلتها تلك الهجمات.
أحد الأسباب لهذا الفشل هو أن التكتيكات اليمنية تتسم بالابتكار والمرونة، حيث يستخدم الجيش اليمني أساليب غير تقليدية مثل الهجمات بالقوارب المفخخة والطائرات بدون طيار، والصواريخ وبأساليب مختلفة تجمع بين الهجمات المتتابعة والمتزامنة وغيرها
وهي أساليب قد تكون أقل وضوحا في بيانات الرادار وأجهزة الاستشعار التقليدية. كما أن الحوثيين يطبقون استراتيجيات غير متوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتحركاتهم واستراتيجياتهم بدقة.
علاوة على ذلك، قد تكون هناك عوامل إضافية تؤثر على فعالية استجابة البحرية الأمريكية، بما في ذلك القيود في التكنولوجيا، التحديات في تنفيذ الاستراتيجيات الدفاعية، وتحديد أولويات الموارد. رغم استثمارات كبيرة في جمع المعلومات والتحليل، فإن القدرة على تحويل هذه البيانات إلى استراتيجيات فعالة مسألة صعبة نتيجة الأساليب الابتكارية التي تستخدمها صنعاء في عملياتها الهجومية والتي كما اسلفنا لا تتبع نمطا معينا
يعترف الخبراء الأمريكيون بأن تطوير أسلحة دفاعية أقل كلفة وأكثر فعالية يمثل خطوة أساسية نحو تحسين القدرة على مواجهة هذه الهجمات. أي انه يمكن أن تشمل هذه الأسلحة تقنيات متقدمة في الدفاع الصاروخي وأجهزة التشويش الإلكتروني التي قد تعزز القدرة على اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تستخدمها قوات صنعاء.
ولكن يجب أن تدرك القوات الأمريكية أن قوات صنعاء قد تستمر في تطوير وتعزيز قدراتها الهجومية بإضافة بعض التقنيات للصواريخ والمسيرات وبالتالي ستؤدي إلى تفوقها في ساحة المعركة،
حتى هذه اللحظة تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع شركاء دوليين في مجال البحث والتطوير بهدف تصنيع وتطوير أنظمة دفاعية أكثر كفاءة من حيث التكلفة والقدرة على التصدي للهجمات.
يتضمن ذلك البحث في تقنيات مثل أنظمة الدفاع الصاروخي الرخيصة وأجهزة التشويش الإلكتروني، والتي يمكن أن تعزز فعالية الدفاعات دون تحميل الميزانيات العسكرية أعباء مالية كبيرة.
غير ان خبراء أكدوا ان التطور المستمر في تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة قد يتجاوز القدرات الدفاعية المتطورة مما يضع ضغوطا إضافية على الولايات المتحدة الأمريكية والتي تبذل ميزانيات ضخمة للخروج من هذه المعضلة.
وفي ضوء التحديات العديدة التي تواجهها البحرية الأمريكية، يتضح أن فشلها في دراسة وتحليل تكتيكات صنعاء الهجومية يمثل درسا مهما في مرونة وحركية الحروب الحديثة.
رغم التقدم في جمع البيانات والتحليل، فإن عدم القدرة على التعامل بفعالية مع تكتيكات اليمنيين غير التقليدية يعكس مدى تعقيد المشهد العسكري المعاصر.
فأساليب الهجوم غير المتوقعة التي يعتمدها اليمنيون بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية السريعة تعقد من مهمة البحرية الأمريكية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دراسة: الأجساد الحية “تتوهج” بضوء خافت يختفي عند الموت

الجديد برس| كشفت دراسة حديثة عن ارتباط وثيق بين “الانبعاث الفوتوني الضعيف جدًا” المنبعث من الكائنات الحية والحالة الحيوية لها، مما يفتح آفاقًا واعدة لتطبيقات طبية غير جراحية. قام العلماء جامعة “كالغاري” الكندية بإجراء تجربة على فأر صغير في بيئة مظلمة تمامًا باستخدام كاميرا فائقة الحساسية، حيث رصدوا بقعًا من الضوء الخافت تتلألأ من جسمه، كأن الحياة نفسها تشع، لكن عندما توقف قلب الفأر، وتم تعريض جسده لنفس الظروف، اختفى الضوء تقريبا. وأوضح العلماء أن التجارب لم تقتصر على الفئران، بل شملت النباتات أيضًا، حيث أظهرت أوراق النباتات زيادة في انبعاث الضوء عند تعرضها لتغيرات في درجة الحرارة، وأخرى لجرح مباشر أو مواد كيميائية. وأكد العلماء أن النتيجة كانت زيادة انبعاث الضوء في المناطق المصابة، حتى قبل أن تظهر أي علامات مرئية، وكانت النباتات “تضيء” استجابة للضغط أو الإصابة، وكأنها تصدر صرخة صامتة من الضوء، لا تسمعها الأذن، ولا تراها العين المجردة. وأوضحت الدراسة التي نشرت قبل أيام أن هذا الضوء ينتج عن تفاعلات كيميائية حيوية تنطوي على الجذور الحرة، التي تطلق فوتونات عند حدوث اضطرابات إلكترونية بسبب الإجهاد أو الإصابة. وتعد هذه النتائج خطوة واعدة، إذ يمكن أن تسهم في تطوير تقنيات تصوير غير جراحية، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، للكشف المبكر عن الإجهاد الخلوي وإصابات الأنسجة، وربما رصد علامات المرض قبل ظهورها.

مقالات مشابهة

  • عطل بالطائرة يكشف خطة تهريب يقودها ضابط في البحرية الأمريكية
  • هآرتس”: الهجمات “الإسرائيلية” فشلت في اليمن.. ومن الصعب إخضاع اليمنيين
  • صحيفة: المفاوضات الأوروبية الأمريكية حول مكافحة التحايل على العقوبات ضد روسيا فشلت
  • دراسة: استخدام كبار السن للتكنولوجيا يقلل الإصابة بـ”الضعف الإدراكي” بنسبة 58%
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر
  • "كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
  • دراسة: الأجساد الحية “تتوهج” بضوء خافت يختفي عند الموت
  • آرسنال يتحرك بجدية لحسم هذه الصفقة الهجومية
  • أطلق فريق من العلماء في جامعة مانشستر مشروعا يهدف إلى استكشاف إمكانية استخدام تفتيح السحب البحرية كوسيلة مؤقتة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. مشروع طموح لتبريد الأرض باستخدام السحب البحرية صورة ارشيفية / ria.ru يُموَّل المشروع من قبل وكالة البحوث والابتك
  • القوات اليمنية تنهي هيمنة البحرية الأمريكية - شاهد