استقبلت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة 25 طفلا من سفراء المجلس وأعضاء منتدى وبرلمان الطفل المصري وبعض الأطفال الحاصلين على جائزة الدولة للمبدع الصغير، من محافظات (القاهرة، واسكندرية، والمنوفية، والغربية ودمياط، وبني سويف، والمنيا، والجيزة) للاستماع إلى آرائهم وتوصياتهم للمشاركة في المبادرة الرئاسية " بداية جديدة لبناء الإنسان".

وخلال اللقاء استعرضت "السنباطي" أهداف مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان والتي تقوم على الاستثمار في رأس المال البشري، ومن أبرز محاورها الصحة والتعليم كما تولي المبادرة أهمية خاصة بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة من عمر يوم وحتى ٦ سنوات باعتبارها مرحلة الأساس لبناء و تشكيل وجدان الطفل،  ومن ٦ سنوات إلى ١٨ سنة بهدف تنمية مهاراتهم وبناء وعيهم مع ترسيخ مبادئ الانتماء والهوية المصرية، وذلك بما يتفق مع الإطار الاستراتيجي الوطني والخطة الوطنية للطفولة والأمومة. 

وطالبت "السنباطي"،  من كل طفل أن يكون سفيرًا للطفولة في مدرسته ومحيطه، وأن يكون مسئول عن نقل كافة المعارف والمهارات التي اكتسبها إلى أقرانه، كدور خط نجدة الطفل ١٦٠٠٠ في حماية الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم، ومبادئ حقوق الطفل التي وردت بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وقانون الطفل المصري. 

وبدورهم توجه الأطفال بالشكر والتقدير إلى  السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لجهوده الحثيثة في تنمية رأس المال البشري والاهتمام بالمواطن وبناء البشر وحرصه على تحسين جودة حياة المواطنين بما ينعكس على رفاه الأطفال، كما أطلقوا شعار "البداية من عندنا". 

وأعرب الأطفال المشاركين عن سعادتهم بإطلاق هذه المبادرة وادلوا بتوصياتهم والتي ستساهم في استدامة نجاحها كالاهتمام بنشر الوعي بأهمية الصحة النفسية للمواطنين، والاهتمام بتطوير مهارات الشباب في مجال التكنولوجيا الحديثة، وتنفيذ برامج لرفع وعي المقبلين على الزواج بتربية الأطفال وتأهيلهم نفسيا لاستقبال اول مولود وتزويدهم بالمعلومات والمهارات اللازمة ولا سيما الاكتشاف المبكر للإعاقة، والتوعية بتقبل الاختلاف، وإكساب الأطفال مهارات القيادة ليصبحوا مسئولين، فضلا عن ريادة الأعمال، و تنفيذ مبادرات توعوية لنشر حقوق الطفل وإشراك الأطفال في تنفيذ اهداف المبادرة. 

وخلال اللقاء استعرض الأطفال جهودهم في تنفيذ العديد من المبادرات الهامة في  إطار شراكتهم في منتدى الطفل المصري، كبرنامج كورساتي الذي تم تنفيذه خلال فترة الإجازة الصيفية حيث قدم الأطفال مجموعة من الكورسات المتنوعة في مجالات متعددة لاقرانهم كمجال العلوم والتكنولوجيا والبرمجة والفنون.

وفي نهاية اللقاء تم منح الأطفال شهادات التقدير تتويجا لهم كسفراء للمجلس في مدارسهم ومحافظاتهم ولجهودهم في تنفيذ العديد من المبادرات خلال عضويتهم في المنتدى والبرلمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة برلمان الطفل المصري جائزة الدولة للمبدع الصغير

إقرأ أيضاً:

رغيف الخبز.. حلم أطفال غزة في زمن الحرب

غزة- بينما يحتفل العالم بـ"اليوم العالمي للأطفال ضحايا العدوان"، صار أقصى ما يحلم به أطفال غزة هو رغيف خبز، وقميص جديد، وبعض الأمان.

ويعاني الأطفال في القطاع المحاصر ويلات الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرا، مما سلبهم طفولتهم وأجبرهم على أن يصبحوا مجرد تروس في آلة حرب قاسية، يقاومون كل يوم في معركة شاقة من أجل البقاء.

وحدّدت الأمم المتحدة الرابع من يونيو/حزيران من كل عام "اليوم الدولي للأطفال ضحايا العدوان" بهدف تسليط الضوء على معاناة الأطفال في جميع أنحاء العالم، على مختلف الصعد البدنية أو العقلية أو النفسية.

كل ما يتمناه الطفل أحمد عودة (يمين) أن يشبع من الخبز كما كان قبل الحرب (الجزيرة) بحثا عن الطحين

في إحدى مناطق غرب مدينة غزة، حيث يتكدس مئات الآلاف من النازحين الذين شرَّدهم الاحتلال من شرقي المدينة وشمالي القطاع، كان الطفل أحمد عودة (7 سنوات) يقف حافي القدمين تحت الشمس الحارقة، ممسكا بعبوة بلاستيكية (غالون) وينتظر دوره في طابور طويل لتعبئتها بالماء ليسقي عائلته.

ولم يكن أحمد منشغلا -كأي طفل آخر- باللعب أو ينتظر هدايا عيد الأضحى الذي يحل بعد أيام قليلة، بل كان حلمه بسيطا وموجعا، ولخصه بكلماته البريئة: "بدنا (نريد) خبزا وطحينا، بدنا نشبع زي أول (مثل قبل الحرب)".

منزل أحمد لم يعد قائما، فقد قصفه الاحتلال منذ أشهر، ولم يترك للعائلة المكونة من 17 فردا سوى الحطام وذكريات الهروب من الموت.

إعلان

أما والده علاء عودة، الذي فقد ساقيه وبات يعتمد على عكازين للحركة، فيعجز عن العمل أو توفير قوت أطفاله الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 أعوام.

يقول علاء بصوت مكسور: "نجونا من الموت بأعجوبة، لكن الحرب سرقت من أطفالي طفولتهم، وصاروا يستيقظون ليلا وهم يصرخون رعبا من الكوابيس التي يرونها في منامهم، ويبكون طوال الوقت وهم يطلبون الطعام".

وعلى بعد أمتار من أحد مراكز الإيواء المؤقتة، كان كرم بكر (9 أعوام) يجرّ بصعوبة الكرسي المتحرك لشقيقه الأكبر، الذي أُصيب في قصف إسرائيلي.

توقف كرم هنيهة، وقال "بدنا أكل (نريد طعاما)، بدنا نعيش، بدنا خبزا، منذ 30 يوما لم نأكل طحينا"، وبنبرة رجاء وحزن أضاف "إذا بتقدروا (تستطيعون) تقدموا خدمة لنا وتعطونا خبزا وطحينا وملابس".

أطفال عائلة السرساوي يلعبون بما تيسر من بقايا دُمى لكن الجوع يفسد فرحتهم البسيطة (الجزيرة) أمانيّ مفقودة

وفي ظل خيمة لا يتجاوز عرضها مترا واحدا، في أحد مراكز الإيواء جنوب مدينة غزة، جلست مجموعة من الأطفال يلعبون ببقايا دُمى مهترئة.

تقول ريتال السرساوي (8 أعوام) وهي تلامس قطعة قماش بالية "نفسنا (أمنيتنا) نأكل الطحين (خبز القمح)، ونلبس أواعي (ملابس)، ونلعب مثل الناس".

وكذلك حال ابنة عمها ماريا، التي لم تختلف أمنياتها كثيرا، لكنها أضافت تفاصيل الطفولة المسلوبة "نريد أن نأكل خبزا، ونلعب، وندرس ونذهب إلى المدرسة، ونرتدي أواعي العيد (ملابس العيد) ونفرح".

ونزحت عائلة السرساوي مرات كثيرة خلال الحرب، حيث كانت تقيم في حي الشجاعية شرقي غزة، ثم انتقلت إلى جنوب القطاع وعادت خلال وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي، لتضطر للنزوح مرة أخرى بعد أن جدد الاحتلال عدوانه.

وتستقر العائلة اليوم في خيمة لا تتوفّر بها مقوّمات الحياة، حيث يفتقد الأطفال أدنى درجات الأمان، ويعانون كوابيس ليلية، وأمراضا جلدية، وسوء تغذية حادا.

الطفل محمد أبو اللبن لم يختر مهنته بتصليح الأحذية، لكنها فرضت عليه لتوفير الطعام (الجزيرة) العمل أولى

وعلى مدخل مركز إيواء، غربي غزة، جلس محمد أبو اللبن (12 عاما) منكفئا على حذاء ممزق يحاول إصلاحه بإبرة وخيط. ولم يختر محمد هذه المهنة، لكنه اضطر أن يدخل عالم الكبار قبل أوانه، فقط ليساهم في تأمين "صحن عدس" لعائلته، كما يقول.

إعلان

ويضيف "اضطررت للعمل، فقد ذهبت إلى أحدهم يعمل بإصلاح الأحذية، وأخبرته بأني أود العمل دون مقابل، وأريد أن أتعلم فقط، وأنشئ عملا وحدي".

محمد، كغيره من عشرات الآلاف من الأطفال في غزة، لا يفكر كثيرا في الألعاب أو الترفيه أو حتى التعليم، بل في أيسر احتياجات الحياة، قائلا: "نتمنى العودة إلى منازلنا، وأن تتوقّف الحرب، وأن نأكل الخبز والطحين الذي بات أهم شيء في غزة اليوم، وكل طفل يتمنى العودة للمدرسة ولحارته، ويعيش طفولته".

يقف الأطفال في طوابير لتعبئة المياه بدلا من اللعب في غزة (الجزيرة) رحلة الطوابير

ومنذ أن دُمّر منزل عائلته في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، لم يعرف الطفل إبراهيم العشي (12 عاما) طعم الاستقرار، وتنقّل مع عائلته بين رفح (جنوب) ودير البلح والنصيرات والزوايدة (وسط)، ثم عاد مجددا إلى غزة، في رحلة نزوح شاقة.

يبدأ يوم إبراهيم عند السابعة صباحا، لا للذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع أقرانه، بل للوقوف في طوابير الماء، ويقول "أذهب لملء ماء حلو (عذب) للشرب، وآخر مالح لغسيل الملابس، ومن ثم أبحث عن تكية خيرية، علني أجد بها بعض الطعام، كل يوم نفس المعاناة".

ويضيف إبراهيم: "نحتاج إلى طعام ومكملات غذائية، لا يوجد ما نأكله، أتمنى العودة لمنزلنا، لألعب وأفرح، وأن نعيش مثل باقي الأطفال".

ويشاركه صديقه كنان عاشور الشعور ذاته والأماني والمصاعب أيضا، ويقول "نحن في مجاعة، نتمنى رغيف خبز".

أما كنان، الذي هُدم منزله، فيقيم اليوم مع عائلته تحت القصف في ظروف قاسية، ويُردد بحرقة "ما ذنب الأطفال الذين يموتون؟ نحن أطفال، ليش (لماذا) نموت؟".

مقالات مشابهة

  • «تنمية المجتمع» تُسعد 10 آلاف طفل
  • الفوالة تدخل البهجة على أطفال الأسر المتعففة
  • بمجموعة توصيات.. المجلس الأطلسي يدعو العراق لبناء جسور جديدة مع سوريا
  • «أطفال الشارقة» تعزز الوعي البرلماني ومهارات التواصل للصغار
  • توزيع ألبسة العيد لأكثر من 100 طفل يتيم ومن ذوي الإعاقة في السويداء
  • خطوبة طفلين مصريين تُشعل السوشيال ميديا .. فيديو
  • الهلال الأحمر المصري يوزع ملابس العيد على أطفال الأسر الفلسطينية والمصرية
  • المنظمة الليبية للحقوق: قدمنا مبادرة سياسية خلال اجتماع مع البعثة الأممية في بنغازي
  • رغيف الخبز.. حلم أطفال غزة في زمن الحرب
  • «الهلال الأحمر المصري» يوزع ملابس العيد على أطفال الأسر الفلسطينية والمصرية الأكثر احتياجًا