وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الجمعة، إن "إسرائيل تخلق توترًا في الشرق الأوسط لا يخدم مصالح الاستقرار"، مشددًا على أن "عمليات القتل المستمرة في غزة، عنصر دافع لعمليات التصعيد بالمنطقة".
وأضاف عبد العاطي لـ "الشرق"، أنه تحدّث مطولًا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، "للعمل على التدخل والضغط على الجانب الإسرائيلي"، من أجل "التوقف عن السياسات الأحادية التي لا تخدم سوى التصعيد، ولا تخدم مصالح الاستقرار في المنطقة"، مشيرًا إلى أن القاهرة "حذّرت مرارًا وتكرارًا من فتح جبهة أخرى في المنطقة نتيجة لسياسات أحادية واستفزازية"، يقوم بها طرف "من أجل التصعيد في المنطقة".
واعتبر الوزير المصري أن "التصعيد في لبنان والبحر الأحمر والمنطقة بأكملها مرتبط بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة"، مؤكدًا أن "القاهرة معنية بالاستقرار، والجهود مستمرة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة".
وذكر عبد العاطي أن "مصر أكبر طرف متضرر من عدم الاستقرار في البحر الأحمر"، مشيرًا إلى أن "الخزانة المصرية تخسر 600 مليون دولار شهريًا، بسبب انخفاض عائدات قناة السويس، و6 مليار دولار هي إجمالي الخسائر".
"غياب الإرادة السياسية في إسرائيل"
واعتبر وزير الخارجية المصري في حديثه لـ "الشرق"، أن "المشكلة الحقيقية أمام وقف إطلاق النار في غزة، هي غياب الإرادة السياسية في إسرائيل"، مشيرًا إلى أنه "لا خلافات واسعة بشأن صفقة غزة الحالية، ولكن نحتاج لتوافر الإرادة السياسية".
وأكّد عبد العاطي أن "الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة، لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين".
وتلعب مصر إلى جانب الولايات المتحدة وقطر دور الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس"، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ينهي الحرب المستمرة منذ قرابة العام، والتي أودت بحياة أكثر من 40 ألف فلسطيني.
وشدّد عبد العاطي على أنه "لا بد لإسرائيل أن تنسحب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، والعودة لوضع ما قبل 7 أكتوبر".
كما أكد الوزير المصري على أنه "لا حديث عن اليوم التالي للحرب، إلا بعد وقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ووقف إطلاق النار، وتمكين السلطة الفلسطينية، باعتبارها السلطة الشرعية المعنية بإدارة شؤون غزة، والتأكيد على وحدة القطاع مع الضفة الغربية، وبدء مسار جدّي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجانب الإسرائيلي التصعيد في لبنان الاستقرار فى المنطقة الخارجية المصري الخزانة المصرية بدر عبد العاطي مليون دولار شهري إطلاق النار عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب أن يتوقف هذا الجنون في الشرق الأوسط ؟
وصل الشرق الأوسط فجر الجمعة إلى ذروة مآسيه حين اندلعت مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، بعد هجوم إسرائيلي مباغت استهدف منشآت نووية وعسكرية، واغتال قادة بارزين. مساء، جاء الرد الإيراني بمئات الصواريخ الباليستية التي أمطرت المدن الإسرائيلية في هجوم غير مسبوق. وهكذا، دخلت المنطقة عتبة حرب لا يعلم أحد كيف ستتوقف أو إلى أين ستنتهي.
لكن الأكيد أن هذه الحرب لا ينبغي أن تستمر؛ ليس فقط لأنها تنذر بانفجار إقليمي أكبر قد يبتلع دولا عربية بأكملها ويقوض استقرار الخليج ويضرب خطوط الطاقة في مقتل، بل لأن استمرارها يعني تعميق مأساة إنسانية جديدة، وتوسيع رقعة العنف في منطقة عانت طويلا من صراعات سياسية وعسكرية ومذهبية وعشرات الحروب العبثية التي لم تخلف إلا الفقر والدمار.
يمثل الهجوم الإسرائيلي خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكا جديدا للقانون الدولي، وهو، أيضا، فشل أخلاقي، واستمرار لمنطق القوة الذي لطالما عطّل أي أفق للحل العادل في الشرق الأوسط. لكن الإدانة لا تكفي.. وفي ذروة المأساة التي تعيشها المنطقة لا بد أن يكون الحديث صريحا وبعيدا عن المجاملات الدبلوماسية، والحقيقة هنا أن الولايات المتحدة، الحليف الأوثق لإسرائيل، كانت قادرة على منع هذا التصعيد، لكنها لم تفعل. لقد فشلت واشنطن، مرة أخرى، في منع هذه اللحظة الحاسمة في الشرق الأوسط، وفضلت سياسة الغموض والتواطؤ الصامت، رغم التحذيرات المتكررة من خطر الانفجار.
أما الغرب الأوروبي، الذي سارع في أوكرانيا إلى رسم خطوط حمراء وتقديم الدعم غير المشروط لأوكرانيا، يبدو مرتبكا أمام تصرفات حليفه في الشرق الأوسط، وهذا الارتباك وما يصاحبه من ازدواجية أخلاقية لا تمر دون ثمن، إنها تهدم الآن، أكثر من أي وقت مضى، ما تبقى من مصداقية النظام الدولي، وتمنح خصوم الديمقراطيات الليبرالية مادة خصبة لتغذية خطابهم.
هل نحتاج إلى مزيد من الموت كي نكتشف أن هناك طريقا آخر؟ رغم جنون المشهد في عتباته الأولى ما يزال وقف إطلاق النار الفوري ضرورة لا بد منها. لكن وقف النار لا يكفي وحده. بل يجب أن يُرفق بمشروع حل إقليمي شامل يبدأ من حوار متكافئ لا يقصي أحدا ولا يتجاهل جوهر الصراع المتمثل في القضية الفلسطينية.
وإذا كان الغرب يبرر مواقفه تجاه إيران بخطر امتلاك السلاح النووي، فإن المنطق ذاته يجب أن يُطبّق على إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية كاملة يتعامى عنها الجميع. إن أمن المنطقة لا يُبنى على ازدواجية الكيل، بل على معايير عادلة وواضحة.
لقد أثبتت السنوات والتجارب أن تجاوز القضية الفلسطينية في أي نقاش بالشرق الأوسط أو محاولة دفنها تحت ركام «الردع»، هو وهم لا يلبث أن يتحول إلى سلاح قاتل؛ فلا يمكن أن تستقر المنطقة دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة، على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وعلى المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا التي خبرت دمار الحروب، أن تبادر لصياغة مقاربة جديدة في المنطقة، مقاربة لا تُدار من غرف العمليات العسكرية، بل من منابر القانون الدولي إن كانت الضمائر الإنسانية قد انتهت وتلاشت. ولا بد أن يعاد الاعتبار للحوار بوصفه مسارا أساسيا للتفاهم بين الشعوب والحضارات والثقافات، وتثبت الحروب الآن في كل مكان أن الحوار هو البديل الأساسي لحالة الانهيار الشامل الذي يشهدها العالم.
لقد آن الأوان لأن يتوقف العالم عن النظر إلى الشرق الأوسط كمختبر لصراعات الآخرين، أو ساحة لتصريف فائض السلاح. هذه المنطقة المكلومة، الغنية بالحضارات، لا تستحق الحرب المتجددة، بل تستحق فرصة لحياة عادية، ولسلام لا يُقايَض، ولعدالة لا تُؤجَّل.