فعالية فلكية نظمتها أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
رصدت أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة الظاهرة الفلكية النادرة وهي “احتجاب كوكب زحل خلف القمر”، من خلال المراصد الفلكية بالأكاديمية، والتي تحدث عندما يتواجد القمر بين الأرض وزحل في منظورنا من كوكب الأرض.
وأشار الباحث عمار عيسى مدير المراصد الفلكية بالأكاديمية، أن ظاهرة الاحتجاب بدأت عند الساعة 10:48 مساءً بتوقيت الشارقة، الإمارات (GMT+04)، حيث اختفى كوكب زحل خلف القمر في السماء الجنوبية الغربية على ارتفاع 53.
وأوضح أن هذه الظاهرة تُعد من الظواهر النادرة التي تتيح رؤية الكوكب المعروف بحلقاته المميزة، حيث اختفى تدريجيًا خلف القمر الذي كان في طور الأحدب المتزايد، بإضاءة تتراوح بين 89%-92%، مما يجعله يظهر بجزء كبير مضيء وجزء صغير نسبياً مظلم، مؤكداً حرص الأكاديمية على تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تمنح الجمهور فرصة الاستمتاع بتجربة تعليمية وعملية تحت إشراف متخصصين في علوم الفلك.
كما نظم المرصد وبمناسبة هذا الحدث عدد من الفعاليات بدأت بمحاضرة تناولت ظاهرة الاحتجاب، حيث تم شرح كيفية حدوثها عندما يصطف القمر والأرض وزحل، مما يؤدي إلى اختفاء زحل مؤقتًا خلف سطح القمر، والتطرق إلى أهمية دراسة مثل هذه الظواهر لفهم آليات حركة الأجرام السماوية وكيفية حدوثها من منظورنا على الأرض رغم المسافات الشاسعة بين هذه الأجرام، ثم تعرف المشاركون على كيفية الرصد باستخدام التلسكوبات والمناظير الفلكية، وتم توضيح طرق رصد النجوم بشكل عام، ورصد الظاهرة بشكل مباشر عند اختفاء زحل خلف القمر، قبل أن يعود للظهور مجدداً بعد نحو نصف ساعة من الاحتجاب. حيث تأتي هذه الفعالية بهدف تشجيع المجتمع المحلي على استكشاف ظواهر الكون، وتعزيز فهمهم من خلال تجربة تعليمية تدمج بين الجوانب النظرية والتطبيقية للرصد الفلكي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بدر حزيران يسطع في حدث سماوي نادر فوق سماء الأردن والعالم
#سواليف
تشهد سماء الأردن مساء الأربعاء، 11 #حزيران، #ظاهرة_فلكية “نادرة لا تتكرر” إلا كل 18.6 سنة، تُعرف علميًا بـ” #الانقلاب_القمري_الرئيسي” (Lunistice)، بحسب رئيس الجمعية الفلكية الأردنية #عمار_السكجي.
وقال السكجي إنه “في هذا اليوم، يكتمل القمر في تمام الساعة 10:45 صباحًا بتوقيت الأردن، لكنه يكون تحت الأفق، فيما يظهر لاحقًا عند شروقه مساءً من الجهة الجنوبية الشرقية، وتحديدًا في الساعة 8:14 مساءً بزاوية سمتية تبلغ 114 درجة”.
وأشار إلى أن اللافت في هذا الحدث ليس فقط #اكتمال_البدر، بل موقع شروقه المتجه نحو الجنوب مبتعدا عن زوايا الشروق المعتادة للبدور محطما الرقم القياسي والمنخفض جدًا على الأفق، في ظاهرة فلكية استثنائية تنتج عن التفاعل بين جاذبية الأرض والشمس والقمر، إلى جانب ميلان مدار القمر عن مستوى مدار الأرض، وميل محور دوران الأرض نفسه.
مقالات ذات صلةوأوضح السكجي أن هذه العوامل مجتمعة تُحدث دورة فلكية طويلة تؤدي إلى انحراف القمر إلى أقصى الشمال أو الجنوب على مدار سنوات، ليصل خلال هذه الظاهرة إلى انحراف زاوي يبلغ ±28.5 درجة عن خط الاستواء السماوي.
وبحسب الجمعية الفلكية الأردنية، “تُعد سنة 2025 ذروة هذه الدورة النادرة، وهي الأولى منذ عام 2006، ولن تتكرر إلا بعد عقدين من الزمن، وخلال هذه المرحلة، يظهر القمر من نقاط على الأفق لا يصل إليها إلا في هذه الدورة، ما يمنح شروقه مظهرًا غير مألوف ومنخفضًا جدًا في السماء”.
وبين السكجي أنه “في تلك الليلة، التي تسبق الانقلاب الصيفي بعشرة أيام، يظهر القمر المكتمل المعروف في بعض الثقافات باسم “قمر الفراولة”، منخفضًا على نحو غير معتاد في السماء باتجاه الجنوب، بارتفاع يقل عن أدنى ارتفاع تبلغه الشمس في الشتاء بحوالي خمس درجات – وهو مشهد نادر جدًا في سماء الأردن”.
وأوضح أنه وبفضل موقع الأردن المتوسط على خطوط العرض، يُعد من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة، من أسطح المنازل في عمّان، إلى جبال البتراء الوردية، وصحارى وادي رم، والمواقع الأثرية المنتشرة، وسيتمكن المواطنون والزوار من الاستمتاع بمشهد البدر وهو يشرق وكأنه يلامس الأفق الجنوبي، مكوِّنًا لوحة سماوية فريدة.
“مع انخفاض القمر قرب الأفق، يمر ضوؤه عبر طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تشتته وظهوره بألوان دافئة تتدرج من البرتقالي إلى الأحمر، في مشهد ساحر يجذب هواة التصوير وعشاق الفلك، وفق السكجي، مشيرا إلى أن الاهتمام بحركات القمر ومواقعه القصوى ليس حديث العهد؛ فقد شيّدت حضارات قديمة مثل الأسكتلندية والأميركية الأصلية معالم فلكية لمحاكاة هذه المواقع. وفي المنطقة العربية، كان للقمر دور مهم في الزراعة والتقاويم، وربما أيضًا في توجيه بعض المواقع الأثرية ذات الصلة بالسماء.
ومن المقرر أن تنظم الجمعية الفلكية الأردنية فعاليات مفتوحة في مواقع أثرية وسياحية مختارة، لتشجيع التصوير الفلكي ودعم السياحة الفلكية، في إطار جهودها لربط العلوم بالتراث والثقافة.
ودعت الجمعية الفلكية المصورين وهواة الرصد الفلكي للتخطيط المبكر، حيث يكون القمر عند الأفق أكثر تأثيرًا بصريًا وإبداعيًا، كما توفر هذه الظاهرة محتوى تعليميًا ثريًا يمكن استثماره في المدارس والجامعات.
وبين السكجي أنه “في الوقت الذي يلمع فيه البدر منخفضًا فوق الأردن، سيرتفع عاليًا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، من جنوب أفريقيا إلى نيوزيلندا، مضيئًا ليالي الشتاء. أما في أقصى الشمال، كآيسلندا وألاسكا، فلن يظهر القمر إطلاقًا هذه الليلة لبقائه تحت الأفق”.
وأشار إلى أن مراصد عالمية مثل مرصد غريفيث في لوس أنجلوس بدأت بالإعداد لفعاليات خاصة بهذه الليلة الفريدة، لما تحمله من أهمية علمية وثقافية وفنية على حد سواء.
وأكد أنه “نظرًا لاتساع مسار القمر خلال هذا العام، فمن المتوقع أن يعبر كوكبات نجمية خارجة عن دائرة البروج، حيث يعبر في هذا اليوم كوكبتي الحواء والقوس، وقد يُشاهد في 18 كوكبة مختلفة، تشمل الأبراج الـ13، إضافة إلى كوكبات مثل السدس، الجبار، ممسك الأعنة، الباطية، والغراب”.
وقال السكجي إنها فرصة نادرة لمراقبة قمر لا يُشبه ما نراه كل شهر، وفرصة ذهبية لتأمل العلاقة العميقة بين السماء والأرض، وبين الإنسان والكون.