من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. قلب تحت الترميم
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
#قلب_تحت_الترميم
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 18 / 4 / 2018
لو تفتح مغارات صدورنا طواعية دون الحاجة إلى مشرط ومقصّ،لنطمئن على قلوبنا التي أتعبتها الأحداث ،نمسح دموعها ،نهدئ من ارتجافاتها ،نضع لاصقاً طبياً على طعناتها ، نقرأ الرقية وشوشة ً على الأذين الأيمن ،نمسح سناج الأخبار العالقة على الجدار ، ثم نغلق باب المغارة على الحجرة المعتمة ونتركه يعمل من جديد.
**
قلبي متعب وينبض أبطأ مما كان عليه قبل سنوات ، المسألة لا تحلّها “قسطرة” أو تركيب “شبكات” ، المداخلات الجراحية قد ترمم اللحم والدم ، لكنها لا ترمم الضمير والوجع..قلبي متعب بترسبّات عاطفية وتصلبّات وطنية تجرّعتها رغماً عني ،منذ وسّدوني الراديو في بيتنا القديم ،وأخبار فلسطين تقطر دماًً ودمعاً في الفؤاد ، وعندما توجّعت بغداد طوال ثماني سنين في حربها الأولى ،ظل القلب يمضغ النصر والمقاومة و”الفوتيك” العربي ، وعندما سقطت عراقنا ذات نيسان ،لاذ في القلب تمثال الرشيد وقوس النصر وأبو جعفر المنصور وحدائق بابل وحمورابي ،لاذ في القلب بكاء الأمهات وسعف النخل البغدادي وعطر البصرة و “نواح” كربلاء ، لاذ في القلب “طارق أيوب” ،ومشهد الهزيمة، وكل الدبابات العراقية المعطلة ..كم سيحتمل هذا القلب من لاجئين ومدن وعواصم غارقة، كم سيحتمل من صفحات جرائد ونشرات أخبار ،وأكفان مرّقمة ..
صدقوني أنني بحاجة إلى ترميم عاجل ينقذ هذا الوجع العربي من صدري..لم يقف هذا “النخز” عند عاصمتين فقط ، صنعاء بحواضرها بجثث الأطفال المنهكة بالكوليرا ،بالمآتم المقصوفة جواً،بالجوع المنثور أرضاَ هي أيضا ترّسبت بكل مآسيها ،طرابلس وبيروت حضرتا بوجعهما ذات حرب ، وليس أخراً “حمزة الخطيب” فتح القلب على مصراعيه ،ركل الأسلاك الشائكة برجليه وأدخل دمشق الحبيبة بكل تفاصيلها ،أدخل ألاف الشهداء بدمائهم وهتافاتهم الحية ،وأدخل ألاف اللاجئين بخيامهم ، أدخل الانكسار العربي بفتاته وشظاياه الكثيرة ، فاتّكأت مئذنة الأموي على جامع الأمام الأعظم ،وتبعثرت مقتنيات سوق الحميدية على سوق الصفافير، وضاق الصدر بالعواصم الراحلة إليه..صدقوني أن هذا القلب بحاجة الى ترميم عاجل ،يفتح الآمال المسدودة، يستأصل خيبات الإصلاح الكثيرة ، ويرفو جداره بورقة ياسمين..هل من نطّاس حاذق يخرج الحزن من مضغة الوجع ويترك العواصم..فقط أخرجوا الحزن مني واتركوا المدن المضاءة في قلبي تغني للحبّ!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com مقالات ذات صلة مجزرة في لبنان.. استشهاد عائلة بأكملها بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في بعلبك 2024/10/21
#112يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
جوارديولا: ما يحدث في غزة يمزق قلبي.. وربما نكون نحن القادمين
عبّر الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، عن حزنه العميق وصدمته مما يجري في قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم، من عمليات قتل وتدمير طالت الأبرياء والبنية التحتية والمرافق الحيوية، مؤكدًا أن الصمت تجاه هذه الجرائم لم يعد مقبولًا.
جاءت تصريحات جوارديولا المؤثرة خلال منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر، حيث قال: "أشعر بالفزع تجاه ما يتعرض له الأطفال في غزة. هذا الأمر يؤلمني بشدة، ويؤثر فيّ على المستوى الإنساني."
وأضاف: "ما نراه في غزة، وفي السودان، وأوكرانيا، يبعث على القلق العميق. آلاف الأطفال الأبرياء يُقتلون، وأسر كاملة تُباد، في ظل مشاهد لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهلها."
وتابع: "الألم الذي نشاهده في غزة يُصيب الجسد كله. ربما نظن أن الأمر لا يعنينا، وأن ما يحدث بعيد عنا، لكن علينا أن ندرك أننا قد نكون التاليين، قد يكون طفلك هو التالي، ضحية لقنبلة أو مستشفى لم تعد مستشفى."
وأكد جوارديولا أهمية اتخاذ موقف أخلاقي وعدم الاستسلام لفكرة أن الفرد لا يمتلك تأثيرًا، قائلاً: "يُقال لنا إن تأثيرنا ضئيل، لكن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح، بل في اتخاذ الموقف الصحيح والرفض الصريح للصمت حين يكون الصوت ضرورة إنسانية."
وختم: “منذ بدء الحصار على غزة، أنظر إلى أطفالي وأنا أشعر بالرعب. لا أعيش في غزة، ولكن أتصور كل طفل يُقتل هناك وكأنه طفلي. وهذا يملأني بالخوف والغضب".