مشادات في جلسة الكابينيت الإسرائيلي حول استغلال حادث منزل نتنياهو للفتك بإيران
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
إسرائيل – شهدت جلسة الكابينيت الإسرائيلي مشادات وانتقادات حادة وجهها عدد من الوزراء تجاه الجيش بسبب ما وصفوه بـ”ضعف الرد” على الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية “كان 11″، فإنه بذريعة الهجوم على منزل رئيس الحكومة في قيسارية، يمارس عدد من الوزراء في الحكومة ومقربون من نتنياهو ضغوطا لتصعيد الهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران ردا على هجومها الصاروخي مطلع الشهر الجاري، رغم أنه “تم اختيار الأهداف للهجوم على إيران مسبقا”.
ووفقا لمصادر، كان رد رئيس الأركان هرتسي هاليفي على الوزراء أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفقا لتوجيهات المستوى السياسي، الذي لم يمنح بعد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت الصلاحية لاتخاذ قرار بشأن الهجوم. ومن المتوقع أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المقررة إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، ستؤخر الرد الإسرائيلي في ظل الضغوط التي تمارسها واشنطن.
وأفادت القناة 13 بأن الوزراء شنوا هجوما حادا على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، خلال الجلسة، وذلك بالتنسيق مع نتنياهو، الذي عقد جلسة مع عدد من الوزراء المقربين منه قبل اجتماع “الكابينيت”، حيث تم التنسيق بشأن مهاجمة ليفي وقادة الأجهزة الأمنية خلال الاجتماع.
وذكر التقرير أنه “قبل انعقاد جلسة الكابينيت بوقت قصير، التقى نتنياهو مع الوزراء أعضاء المجلس، باستثناء وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي كان حاضرا في جلسة لتقييم الوضع الأمني، وخلال اللقاء تم الاتفاق على أن يقوم الوزراء بانتقاد كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية مع نهاية الجلسة”.
وأضافت أنه “في بداية اجتماع الكابينيت قال نتنياهو إن هذا يعتبر تجاوزا للخط الأحمر، وطلب سماع بعض الأفكار”. ومن بين الأفكار التي طرحت، قالت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، إنه “يجب توجيه ضربات مباشرة لإيران”، فيما طالب الوزيران آفي ديختر وياريف ليفين بـ “ضرب كبار المسؤولين في لبنان” على خلفية المسيرة التي استهدفت منزل نتنياهو جاءت من لبنان.
ووفقا لمصادر مطلعة، اتهم الوزراء، بمن فيهم إيتمار بن غفير وريغيف وهرتسي هاليفي، بأن رد الجيش لم يكن بالقوة المطلوبة. وطالب بعض الوزراء، مثل ريغيف وبن غفير، بضرورة توجيه ضربات مباشرة لإيران واغتيال شخصيات قيادية بارزة في لبنان والمنطقة.
واعتبر غالانت أن “الحادث يمثل تجاوزا خطيرا يتطلب ردا صارما”، مؤكدا أن إسرائيل “تمكنت من ضرب أهداف مهمة في الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة أمس، كجزء من الرد على الهجوم”.
ومع ذلك، أشار بعض المسؤولين العسكريين إلى أن هذه الانتقادات كانت “منسقة مسبقا”، وهو ما اعتبروه “فخا منصوبا ضد الجيش الإسرائيلي”.
في المقابل، قال بن غفير إنه “يجب التخلص من شخصية قيادية بارزة في المنطقة”. وأضاف الوزير إيلي كوهين: “إنه حدث جنوني، في أي حرب لم يكن هناك محاولة لاغتيال رئيس حكومة”، وقال غالانت “كنت سأقترح اغتيال حسن نصر الله، ولكن فات الأوان فقد اغتلناه”.
بعد انتقادات الوزراء، أجاب هاليفي قائلا: “نحن ننجح في إحباط الكثير من الطائرات المسيّرة، لقد عززنا القدرات ونحن مستمرون في التعلم والتحسين. كان هناك رد (على استهداف قيسارية). لقد ضربنا أهدافا مهمة في بيروت، في قلب الضاحية. الهدف كان بحاجة إلى تثبيت الأدلة، نحن لا نسقط المباني عشوائيا. نستعد لضربات أكثر قوة الليلة القادمة”.
وفي نهاية مداخلات هاليفي، تطرقت المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، إلى الأمر وقالت: “تدمير الممتلكات دون مبرر يعتبر جريمة حرب”. ورد عليها الوزير دودي أمسالم قائلا: “وإذا نفدت لدينا الأهداف واستمروا في إطلاق مئات الصواريخ يوميا، هل سنظل مكتوفي الأيدي لأننا لا نملك مبررا؟”.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
خفايا الهجوم الإسرائيلي على سفينة “الحرية”!
بسبب طريقة تنفيذه، يمكن وصف هجوم القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية على السفينة الأمريكية “يو إس إس ليبرتي” خلال حرب الأيام الستة بأنه الأكثر جدلا في تاريخ البحرية الأمريكية.
على الرغم من أن التأكيدات الرسمية من الجانبين تعزو هذا الهجوم الكبير على سفينة “الحرية” الذي حدث في 8 يونيو 1967، إلى خطأ بسيط من قبل العسكريين الإسرائيليين، إلا أنه ظل في منأي عن الأضواء وبقي التحقيق حوله في الولايات المتحدة بصنف على أنه “سري للغاية”.
لا أحد في دوائر القرار سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل يرغب أو ربما يتجرأ بالنسبة لواشنطن على التوقف عند هذه الصفحة “المزعجة” في العلاقات بين الجانبين.
ملابسات هذا الهجوم المأساوي بقي من دون “يقين” رسمي بالنسبة للأمريكيين، إلا أن الشيء الوحيد المؤكد أن سفينة الاستخبارات التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي “يو إس إس ليبرتي” كانت أول سفينة أمريكية تتعرض لهجوم مسلح حقيقي بعد الحرب العالمية الثانية.
هذه السفينة الأمريكية المجهزة بهوائيات واسعة ومسلحة بمدافع رشاشة فقط، أرسلت إلى المياه الدولية قبالة شمال شبه جزيرة سيناء المصرية لمراقبة الاتصالات خلال حرب عام 1967. كانت الولايات المتحدة تعتبر نفسها محايدة في ذلك الوقت. السفينة لم تكن مموهة وكان العلم الأمريكي يرفرف فوقها واسمها وعلامتها المميزة “GTR-5” ظاهرين بوضوح عليها.
حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر وصباح ذلك اليوم مرتين، واطمأن الإسرائيليون إلى أن السفينة أمريكية ووضعت علامة “محايدة” على هذه السفينة في لوحات أجهزة الرصد الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم ينفع؟
فجأة شنت طائرات “ميراج – 3” إسرائيلية في الساعة الثانية بعد الظهر هجوما على السفينة الأمريكية بالمدافع الرشاشة عيار 30 مليميتر ودمرت هوائياتها وأسلحتها، ثم أسقطت طائرات أخرى قنابل “نابالم” على السفينة الأمريكية المنكوبة ما أدى إلى إشعال حريق بها. العلم الأمريكي الكبير سقط في وقت مبكر من الهجوم، وسارع البحارة الأمريكيون إلى رفع علم آخر، لكن الهجوم لم يتوقف.
في نفس الوقت قامت الطائرات الإسرائيلية بالتشويش على ترددات استغاثة السفينة “ليبرتي” ما أدى إلى تأخير إشارات طلب النجدة التي أرسلت إلى سفن الأسطول السادي الأمريكي المتمركزة في المتوسط.
أتبع الإسرائيليون الهجوم الجوي على السفينة الأمريكية بآخر بحري. أطلقت ثلاثة زوارق إسرائيلية طوربيدات علة سفينة “الحرية”، أصابها أحدها في جانبها الأيمن ما أسفر عن مقتل 25 من أفراد الطاقم المكون من 290 بحارا، كما أغرق مقصورات أجهزة الاتصالات.
استهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا أطواق ومراكب النجاة على ظهر السفينة. تواصل الهجوم المزدوج ساعة وخمسة وعشرين دقيقة وأسفر عن مقتل 34 بحارا وفنيا وجرح 171 آخرين.
في النهاية بقيت السفينة الأمريكية بصعوبة طافية على الماء، وتمكن الطاقم من تشغيل محركاتها وبدأت تدريجيا في الابتعاد عن مكان الحادث، واستعدت لاستقبال مروحيات الإسعاف المرسلة إليها من سفن الأسطول السادس.
الروايتان الأمريكية والإسرائيلية للهجوم على سفينة “الحرية” الأمريكية:
وضع الأمريكيون 3 روايات عن الهجوم، اتفقت على أمر واحد يتمثل في أنها ضربة إسرائيلية متعمدة، وأن الهدف منها منع الأمريكيين من معرفة خططها للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء، وحجب تصرفات قواتها على الجبهة المصرية. يرتكز ذلك على ثقة في أن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت تعرف جيدا هوية السفينة التي كانت تتمركز بالقرب من شواطئ شبه جزيرة سيناء.
علاوة على ذلك، خلص تحقيق أمريكي في الهجوم على “ليبرتي” ويعرف باسم مذكرة كليفورد إلى أن ذلك الهجوم كان ناجم عن “إهمال جسيم” من قبل إسرائيل، ولفت أيضا إلى إخفاقات في السيطرة على القيادة والاتصالات، لكنه أشار إلى عدم وجود أي دليل على نية مبيتة لدى مستوى رفيع.
إسرائيل تحملت المسؤولية عن الحادث، ودفعت تعويضات قدرها 12 مليون دولار، لكن لم تقدم اعتذارا رسميا، ولم يجر الكونغرس الأمريكي أي تحقيق مستقل في هذا الهجوم الكبير.
تل أبيب من جانبها تمسكت رسميا برواية تقول إن عسكرييها خلطوا بين السفينة الأمريكية “الحرية” وسفينة حربية مصرية، زُعم أن لها “صورة ظلية مماثلة”.
التعليق الإسرائيلي اللافت صدر في عام 2003 خلال مقابلة حول الهجوم مع العميد يفتاح سبيكتور الذي قاد الهجوم على السفينة “يو إس إس ليبرتي”.
بعد التأكيد مجددا على رواية “الخطأ” في تحديد هوية السفينة، أشار الضابط الإسرائيلي إلى أن السفينة “ليبرتي” كانت في الواقع محظوظة للغاية لأن طائراته كانت مزودة بأسلحة خفيفة فقط، مضيفا “لو كان لدي قنبلة، لكانت السفينة الآن تستريح في القاع، مثل تيتانيك. يمكنكم أن تكونوا واثقين من ذلك”.
المصدر: RT