أكثر من 50 شهيدا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بينهم 3 صحفيين
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
استشهد أكثر من 50 فلسطينيا منذ فجر اليوم في غارات إسرائيلية على قطاع غزة من بينهم 43 شهيدا في شمال القطاع، و3 صحفيين استشهدوا في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غربي غزة.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى المعمداني بمدينة غزة بأن حصيلة الشهداء نتيجة قصف جيش الاحتلال على مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة ارتفعت إلى 9 فلسطينيين إضافة إلى إصابة 20 آخرين، العديد منهم في حالة حرجة.
وذكر مراسل الجزيرة أن من بين الشهداء التسعة في قصف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم الشاطئ 3 صحفيين، أحدهم الصحفي سائد رضوان مدير قسم الإعلام الرقمي في قناة الأقصى.
ويعد هذا الهجوم الثاني على المدرسة خلال أيام، ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أسفر قصف جوي إسرائيلي على المدرسة عن مقتل 10 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين.
واستهدفت إسرائيل العديد من المدارس التي تؤوي نازحين خلال الشهور الماضية، مرتكبة مجازر بحق المدنيين بداخلها وخاصة من النساء والأطفال.
وقال مراسل الجزيرة إن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على فلسطينيين في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، كما أصيب آخرون إثر إطلاق مسيرة إسرائيلية النار على فلسطينيين في المنطقة ذاتها.
وذكر مراسل الجزيرة أيضا أن فلسطينيين أصيبوا في قصف متواصل على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، كما قالت مصادر فلسطينية إن مدفعية الاحتلال قصفت حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة قيزان أبو رشوان جنوبي مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، كما أصيب فلسطينيون في قصف استهدف منازل في منطقة المواصي بغرب مدينة رفح جنوبي القطاع.
واستهدف القصف الإسرائيلي أيضا شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
إبادة شمال القطاع
وذكرت مصادر طبية أن عدد الشهداء في شمالي القطاع ارتفع منذ فجر اليوم إلى 43 شهيدا من بينهم 20 استشهدوا في غارة جوية على منازل في مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، التي تشهد هجوما عسكريا إسرائيليا وإبادة جماعية مستمرة منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأظهرت لقطات أذاعتها وسائل إعلام فلسطينية أفرادا يهرعون إلى موقع انفجار للمساعدة في إجلاء مصابين، بينما تناثرت جثث على الأرض وحمل البعض أطفالا جرحى بين أذرعهم قبل نقلهم في إحدى السيارات. وقال مراسل الجزيرة إن القصف استهدف مربعا سكنيا في مخيم جباليا.
وكان الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة مشابهة في بيت لاهيا مساء أمس السبت استشهد فيها أكثر من 35 فلسطينيا، وذلك عندما استهدف مربعا سكنيا يضم 5 منازل على الأقل قرب الدوار الغربي في بلدة بيت لاهيا.
وأفاد مراسل الجزيرة اليوم باستشهاد فلسطينيين اثنين إثر قصف إسرائيلي في منطقة تل الزعتر شرقي مخيم جباليا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 3 أسابيع على جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن استشهاد حوالي 800 شخص.
وقال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن الهجمات الإسرائيلية البرية والجوية تسببت في إصابة نظام الرعاية الصحية في شمال غزة بالشلل وحالت دون وصول الفرق الطبية إلى المواقع التي تعرضت للقصف.
كمين القسام
من جهتها، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، مشاهد من استهداف مقاتليها بقذيفة "تي بي جي" عددا من جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل أحد المباني في شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وتضمن المقطع الذي تم تصويره الأربعاء الماضي (2024/10/23) رصد جنود الاحتلال وهم يدخلون أحد المباني وانتظارهم حتى الصعود إلى دوره الأول قبل بدء الاستهداف.
تلا ذلك إطلاق كثيف للنيران بالأسلحة الرشاشة قام به عناصر القسام من أحد المباني المقابلة للمبنى الذي يوجد فيه جنود الاحتلال، وبعده إطلاق قذيفة "تي بي جي" باتجاه المبنى وإصابته إصابة مباشرة.
وتشن إسرائيل -بدعم أميركي مطلق- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألفا و500 شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات فی قصف إسرائیلی على مراسل الجزیرة مخیم جبالیا مدینة غزة قطاع غزة أکثر من فی شمال فی مخیم
إقرأ أيضاً:
بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع “حنظلة”
#سواليف
عاد مراسل قناة الجزيرة في باريس #محمد_البقالي إلى مطار شارل ديغول، بعد أن أبعدته سلطات #الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله ضمن #طاقم_السفينة_حنظلة التي أبحرت في محاولة لكسر #الحصار عن قطاع #غزة.
الرحلة التي بدأت من ميناء غاليبولي الإيطالي كان من المفترض أن تنتهي على شواطئ غزة، لكنها اعتُرضت في المياه الدولية، وسيطرت عليها البحرية الإسرائيلية بالقوة، قبل أن تبدأ رحلة قاسية من التحقيق والاحتجاز.
ويصف البقالي لحظة الاقتحام بأنها كانت متوقعة، إذ استعد الطاقم بارتداء سترات النجاة، وأعلنوا فورا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على “حملة العلاقات العامة” التي عادة ما ينفذها الجيش الإسرائيلي بتصوير توزيع الماء والطعام على المعتقلين لإضفاء طابع إنساني زائف.
مقالات ذات صلةويؤكد البقالي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرحلة لم تكن محاولة لاختراق الحدود، بل كانت نداء أخلاقيّا لكسر جدار الصمت، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما حمله المشاركون لم يكن سلاحا بل “رواية تُدين الحصار وتفضح صمت العالم عن الإبادة في غزة”.
ووفق الصحفي المغربي، رافق “حنظلة” ما بين 8 إلى 10 زوارق حربية طوال الرحلة التي استمرت قرابة 12 ساعة إلى ميناء أسدود، حيث كان في استقبالهم جهاز الشرطة وممثلو الأمن الإسرائيلي، الذين تعاملوا بفظاظة ظاهرة ومهينة منذ اللحظة الأولى.
وعند الوصول، ردد النشطاء شعار “الحرية لفلسطين” بصوت واحد، وهو ما أثار حنق الجنود الإسرائيليين، وتحول الغضب الرسمي إلى غضب شخصي ضد النشطاء، تجلى في التهديدات المباشرة والحرب النفسية في أثناء الاستجواب والاحتجاز.
فظاظة وعدائية
ويشير مراسل الجزيرة إلى أن التعامل مع النشطاء، خاصة المشاركين من جنسيات غير عربية، كان عدائيا، وخص بالذكر أميركيا من أصل أفريقي تعرض لمعاملة قاسية، مؤكدا أن جميع المعتقلين واجهوا ظروفا متردية داخل الزنازين.
إعلان
وكان المعتقلون محرومين من أي اتصال بالعالم الخارجي، حسب البقالي، ولم يكن يُسمح لهم بدخول الحمام إلا تحت المراقبة، وكان عليهم إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الكاميرات، حتى في الزنزانة ضيقة المساحة.
ويكشف عن أن لائحة الاتهامات التي وُجهت للمحتجزين كانت عبثية، إذ اتُهموا زورا بحيازة مخدرات والارتباط بتنظيمات إرهابية، رغم أن المهمة كانت إنسانية واضحة، وفق ما شدد عليه النشطاء أمام سلطات الاحتلال.
ورغم الإفراج عن بعض النشطاء -ومنهم البقالي، والنائبة الفرنسية غابرييل كاتالا، ومصور الجزيرة، ومواطنان من أميركا وإيطاليا– فإن مصير 14 ناشطا آخرين لا يزال مجهولا، في ظل انقطاع المعلومات وتضارب الروايات.
وفي هذا السياق، ناشد البقالي مجددا ضرورة إطلاق سراح زملائه الذين ما زالوا قيد الاحتجاز في سجن “جفعون”، مؤكدا أن بعضهم يواصل الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إجراءات الترحيل القسري وممارسات الاحتلال.
ورأى أن التعامل الإسرائيلي منذ لحظة الاعتراض وحتى الترحيل يعكس رغبة واضحة في إسكات الشهود ومنع الرواية من الوصول إلى الرأي العام، مشددا على أن القصة أقوى من الحصار، وأنها ستصل للعالم رغم محاولات الطمس.
الرحلة لم تنته
وعن لحظة المغادرة، قال البقالي إن ما حدث “ليس نهاية الرحلة، بل بداية لسرد جديد”، مؤكدا أن سفينة “حنظلة” وإن لم تصل إلى غزة، إلا أنها قرّبت العالم خطوة من معاناة سكانها، وكشفت للعالم حقيقة ما يجري في ظل التعتيم.
في هذه الأثناء، لا تزال تداعيات احتجاز سفينة “حنظلة” تتفاعل، في وقتٍ يستعد فيه تحالف “صمود” لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، بمشاركة زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لفك الحصار عن القطاع.
وتحمل هذه المبادرة طابعا إنسانيّا ومدنيّا، وتهدف إلى فضح صمت الحكومات إزاء جرائم الحرب المستمرة في غزة، والتأكيد أن التضامن الشعبي العالمي ما زال قادرا على تجاوز الجدران البحرية والسياسية في آن.
يُذكر أن مركز “عدالة” الحقوقي أكد -في بيان له- أن جميع النشطاء الموقوفين رفضوا إجراءات الترحيل السريع، وأصروا على تقديم مرافعات قانونية تثبت مشروعية تحركهم الإنساني، كما واصلوا إضرابهم عن الطعام داخل المعتقل.
وشدد البقالي على أن المعركة اليوم لم تعد فقط من أجل كسر الحصار البحري، بل من أجل كسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد والإنسان، في وجه منظومة احتلال لا تقبل أن تُفضَح جرائمها.