لجريدة عمان:
2025-12-09@14:50:20 GMT

الشعر الشعبي.. وهوية الشاعر العماني

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

تمر اللغة بتطورات وتحديثات دائمة، إنها الحياة الأكثر تغيّرا، وإذا سكنت اللغة وجمدت فقد ماتت، وكُتب عليها الفناء، لذلك فاللغة كائن حيّ، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، واللهجات المحلية إنما هي لغات أخرى، بل هي الأكثر تغيرا وحيوية وديمومة، ولذلك تجد أن كل لهجة تمر بالكثير من التحديثات والتراكمات، بشكل شبه يومي، نتيجة التداخل مع لهجات الآخرين، والتعامل مع جنسيات مختلفة، والتأثر والتأثير مع الغير، ولذلك أشكال وأنماط لسنا بصددها حاليا.

وما كان الشعر الشعبي بعيدا عن هذا التلاقح اللغوي، بل كان الأكثر تأثرا برياح التغيير، ودخلت عليه الكثير من المفردات غير المحلية، وتأثر كثيرا بلهجات عربية وغير عربية، وتمازج معها، ونتج عن ذلك «مزيج ثالث» أحيانا من اللهجة، فهي لغة غير مستخدمة اجتماعيا، وغير محلية بشكل كبير، ومع ذلك قد يفهمها العامة من خلال السماع، أو التقارب مع اللهجات الأخرى، وفـي كل الأحوال، فإن هذه اللغة الهجين هي تأثر طبيعي بلغات أقوى، وأكثر انتشارا كاللهجة النجدية، والتي منها بدأت شرارة الشعر الشعبي فـي شبه الجزيرة العربية، ولذلك يستخدم الشعراء العمانيون أحيانا مفردات أو مصطلحات غير موجودة فـي قاموس لهجتهم الدارجة، وذلك يرجع لعاملين: إما لضعف إمكاناتهم اللغوية ولعدم درايتهم بالمقابل المحلي لتلك المفردة، وإما لقصور معين فـي ثقافتهم المحلية، ولذلك يلجؤون إلى «الاستلاف» من لهجات الآخرين، وهذه إشكالية يقع فـيها الكثيرون من خلال التأثر المباشر وغير المباشر مع مجتمعات وأشعار أتت من بيئات أخرى.

إن الشاعر هو «ابن بيئته»، وهو الناطق الرسمي بلسان مجتمعه، ولذلك فهو مطالب بالحفاظ على هويته اللغوية، والقبض عليها دون تهميش لها، أو إهمال لإمكاناتها، فاللهجات العمانية لهجات حية، وفـيها الكثير من الطاقة اللغوية التي تغني عن اللجوء للهجات الآخرين، وتعطي الكثير من الإيحاءات والإشارات التي يحتاجها الشاعر، ولكنها فـي كل الأحوال تحتاج إلى ذلك الشاعر المتمكن، والمتصالح مع لهجته، والمستكشف لها، والقادر على تطويع المفردات، وإرسالها دون أن يبحث فـي قاموس آخر بعيدا عن بيئته، رغم قرب البيئات الخليجية من بعضها، وتشابهها إلى حد كبير، وخاصة لهجات أهل البادية، ولكن تبقى هناك خصوصية على الشاعر الحفاظ عليها دون تفريط بها.

وقد يكون مخرجا للبعض استخدام «اللغة البيضاء» وهي لغة وسط قريبة من الفصحى، ولكنها بعيدة إلى حد ما عن لغة الحياة اليومية، وهذه «حيلة» يلجأ إليها كثير من الشعراء الشعبيين العمانيين وذلك يعود إلى عوامل المناهج الدراسية التي تتيح له الاطلاع على الشعر الفصيح بشكل واسع، وثقافة الأفراد، وقراءاتهم الفصيحة، وهي أيضا ـ أي اللغة البيضاء ـ لغة يمكن فهمها على نطاق واسع فـي أوساط الشعراء فـي الوطن العربي، ولكن يبقى أن هذا النوع من الشعر قد يفقد ميزته الأساسية وهي غياب الخصوصية، وعدم التفاتها إلى «الدارجة المحلية القحة»، ولذلك على الشاعر أن يضمّن قصائده مصطلحات أو مفردات محلية، قدر حاجة النص، حتى تفصح النصوص عن هوية شاعرها، وشخصية بيئتها، وهو ما يفعله بعض الشعراء الذين يفهمون معنى «حداثة الشعر» و«أصالة اللهجة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

شراكة استراتيجية بين "الطيران العماني" و" Fun&Sun" لتعزيز الربط المباشر بين روسيا وصلالة

مسقط- الرؤية

استضاف الطيران العُماني، الناقل الوطني لسلطنة عُمان، حفل توقيع رسمي مع شركة "Fun&Sun"، إحدى كبرى الشركات الرائدة في تنظيم الرحلات السياحية، لتدشين الإعلان الرسمي عن الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين الجانبين والتي تهدف إلى تعزيز الربط المباشر بين موسكو وصلالة.      

حضر الحفل ممثلي الإدارة العليا من الجانبين، ومن بينهم مايك روتر، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالطيران العُماني، وياروسلاف ستيبانيـوك، المدير التجاري لشركة "Fun&Sun"، إلى جانب حضور ممثلين من وسائل الإعلام الروسية والإعلام المحلي في سلطنة عُمان.

وتأتي هذه الشراكة ضمن التزام الطيران العُماني بتعزيز الربط الجوي المباشر ودعم نمو القطاع السياحي في سلطنة عُمان. ومن المتوقع أن تستقطب هذه المبادرة آلاف الزوار خلال موسمها الأول، بما يسهم مباشرةً في تحقيق الأهداف الوطنية للسياحة ودعم تنمية محافظة ظفار كوجهة سياحية على مدار العام.

وبهذه المناسبة، أكد مايك روتر، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالطيران العُماني، على أهمية هذا التعاون مشيرًا إلى أن تعزيز الوجهات المباشرة مع الأسواق ذات الإمكانات العالية مثل روسيا يُعد جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الطيران العُماني التجارية طويلة المدى ومسار التحول الذي يشهده الناقل الوطني.

من جانبه، صرح ياروسلاف ستيبانيـوك، المدير التجاري لشركة "Fun&Sun"، قائلاً: "تبرز صلالة كإحدى أبرز الوجهات الدافئة في فصل الشتاء بالنسبة للمسافرين من روسيا. ومن خلال هذه الشراكة، نفتح بابًا جديدًا للنمو ونُعمّق جسور التواصل بين السوقين."

وقد أسهم تركيز الطيران العُماني على تعزيز السفر المباشر في زيادة عدد المسافرين القادمين إلى سلطنة عُمان والمقيمين فيها بنسبة تتجاوز 50% منذ بداية رحلة التحول، وهي زيادة من المتوقع أن ينتج عنها ما يصل إلى 90 مليون ريال عُماني سنويًا من النشاط الاقتصادي المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة. ويدعم التوسع المستمر للرحلات المباشرة بين أوروبا وصلالة تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 للسياحية، كما يعزز مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي.

ومن المقرر تشغيل الرحلات العارضة الموسمية بين موسكو وصلالة خلال الفترة من 26 ديسمبر 2025 وحتى 9 مايو 2026. ويواصل الطيران العُماني، والذي نقل أكثر من 200 ألف ضيف إلى صلالة خلال موسم الخريف بزيادة قدرها 15% عن عام 2024، التعاون عن كثب مع وزارة التراث والسياحة وبلدية ظفار للترويج لها كوجهة سياحية ودعم نمو السياحة الداخلية والوافدة بشكل مستدام.

مقالات مشابهة

  • فايزة الغيلانية تقرأ دلالات البحر الفنية والإنسانية في القصيدة العمانية
  • الأحد المقبل انطلاق فعاليات مهرجان الشعر العُماني في دورته الـ 13 بمسقط
  • مهرجان الشعر العماني.. مسيرة الإبداع الطويلة
  • شراكة استراتيجية بين "الطيران العماني" و" Fun&Sun" لتعزيز الربط المباشر بين روسيا وصلالة
  • الاستباحة الكبرى .. كيف يقود المشروع الصهيوأمريكي حرباً شاملة على الأمة أرضاً وهوية ً وقيماً
  • الاولمبي العراقي ينتصر على نظيره العماني بثنائية نظيفة في بطولة كأس الخليج
  • شاعر الحب والألم والصحافة الذكية.. ذكرى ميلاد كامل الشناوي| فيديو
  • الإبل.. ذاكرة متدفقة وهوية نابضة وتقنية تعيد اكتشافها من جديد
  • «كواليس المليون».. نافذة تكشف ما وراء الكاميرا
  • ليه عملتوا كدا | تصريح مؤثر من أصالة عن حقيقة طلاقها