مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية.. من سيربح ومن سيخسر في أوروبا؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
أثارت عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية ترحيبًا في بعض الدول الأوروبية، رغم التحذيرات من تأثير فوزه على الأمن الأوروبي والمصالح الاقتصادية في القارة.
بينما وصف بعض القادة السياسيين الشعبويين في أوروبا فوز ترامب بأنه انتصار لهم، حذر خبراء من أن ترامب قد يضع مصالح أوروبا في مهب الريح في ظل أولوياته التي تركز على "أمريكا أولًا".
من أبرز الشخصيات الأوروبية التي رحبت بفوز ترامب رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، الذي كان أول زعيم أوروبي يهنئه. وصف أوربان فوز ترامب بأنه "انتصار للعالم"، مؤكدًا أن هذا الانتصار سيؤدي إلى "تغيير في العقول والأفكار".
يُتوقع أن يصبح أوربان، الذي يتبع سياسات شعبوية يمينية، الحليف الأقرب لترامب في أوروبا. هذا التوجه يعكس تزايدًا في أهمية أوربان بالنسبة للجمهوريين الأمريكيين، مما يمنحه مكانة دبلوماسية أعلى.
Related"وول ستريت جورنال": ترامب يخطط لزيادة العقوبات على إيران والإضرار بصادراتها النفطيةبعد فوز ترامب.. رئيس وزراء المجر يؤكد: لا يمكن لأوروبا تمويل حرب أوكرانيا بمفردها بعد فوزه التاريخي.. هل يحق لترامب الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2028؟بوتين يعلن دعمه لمطالب الصين بشأن تايوان ويقول إنه مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامبلكن بيتر كريكو، المحلل السياسي في معهد رأس المال السياسي في بودابست، يرى أن ترامب قد يضر بالمجر على المستوى الاقتصادي إذا فرض رسومًا جمركية على الصادرات الأوروبية مثل صناعة السيارات الألمانية التي تعد أحد أبرز القطاعات الاقتصادية في أوروبا.
ومن ثم، قد يرفع فوز ترامب من مكانة أوربان دبلوماسيًا، لكنه قد يعرض الاقتصاد المجري لمخاطر، خصوصًا إذا تضررت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
إلى جانب أوربان، كان ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، من بين المهنئين الذين يعولون على عودة ترامب. وأكد سالفيني أن فوز ترامب في الانتخابات سيكون له تأثير إيجابي كبير على إيطاليا وأوروبا بشكل عام، مشيرًا إلى أن عودته إلى الساحة السياسية تمثل "عودة عظيمة".
ومع أن سالفيني يتشارك مع ترامب في العديد من القيم، مثل المعارضة للهجرة وترويج القيم التقليدية، فإن الخبراء يرون أن هذا التعاون قد يكون محدودًا على المدى الطويل بسبب سياسة "أمريكا أولًا" التي يتبعها ترامب.
على الرغم من التوجهات الإيجابية لبعض القادة الأوروبيين تجاه ترامب، هناك قلق متزايد بشأن تأثير فوز ترامب على المصالح الأوروبية. مع تنامي التوترات في الأمن والدفاع، يُتوقع أن تكون فرنسا وألمانيا من أكثر المتضررين.
حذرت مي كروس، مديرة مركز الشؤون الدولية في جامعة نورث إيسترن، من أن فوز ترامب قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية، ما يهدد الاستقرار الاقتصادي في القارة.
كما أوضحت إلى أن فوز ترامب قد يعزز من مواقف اليمين المتطرف في أوروبا بشأن قضايا الهجرة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في السياسة الأوروبية.
وفيما يخص الأمن، يثار القلق حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا وحلف الناتو. في هذا الإطار، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أوروبا بحاجة للاستعداد للدفاع عن مصالحها في حال تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة. كما أكد ماكرون في حديثه أنه "على أوروبا أن تكون قادرة على الدفاع عن مصالحها الخاصة في وجه التحديات المتزايدة".
أما الرئيس البولندي دونالد توسك، فقد أشار إلى أن "مستقبل أوروبا يعتمد علينا أولًا" مع التحذير من أن فوز ترامب قد يقوض الوحدة الأوروبية. وكان توسك قد حذر في وقت سابق من أن التصعيد الأمريكي ضد روسيا أو تراجع الدعم لحلف الناتو قد يهدد استقرار المنطقة.
تتزايد المخاوف بشأن سياسة ترامب المتمحورة حول "أمريكا أولًا"، والتي قد تؤدي إلى تعزيز التحالفات الثنائية مع بعض الدول الأوروبية على حساب الاتحاد الأوروبي ككل. هذا التوجه قد يجعل الاتحاد الأوروبي أكثر عرضة للمساومات التجارية والأمنية التي قد تضر بالوحدة الأوروبية.
وحذر بيتر كريكو من أن ترامب قد يستغل هذه التحولات لخلق انقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي، بما قد يضر بالعلاقات التجارية الأوروبية.
بينما يرى بعض القادة الأوروبيين أن ترامب قد يفتح أمامهم فرصًا لتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة، فإن التحديات التي ستواجهها أوروبا في ظل سياسات "أمريكا أولًا" قد تكون كبيرة.
قد يعزز ترامب التحالفات مع بعض الشخصيات الأوروبية الشعبوية على المدى القصير، لكن في المدى الطويل، سيكون لهذا الفوز تأثيرات سلبية على الاستقرار الاقتصادي والأمني في أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مكالمة ثلاثية جمعت بين إيلون ماسك وترامب وزيلينسكي.. ماذا دار خلالها؟ وزارة العدل الأمريكية تتهم إيران بالتورط في خطة اغتيال مأجورة تستهدف ترامب فوز ترامب يقلق أوروبا.. توقعات النمو في منطقة اليورو تتراجع فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب صناعة السيارات إيمانويل ماكرون فيكتور أوربان الانتخابات الأمريكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب صناعة السيارات إيمانويل ماكرون فيكتور أوربان الانتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة فيضانات سيول قصف إيران روسيا الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي تدمر الاتحاد الأوروبی فیکتور أوربان دونالد ترامب رئیس الوزراء أمریکا أول ا أن فوز ترامب یعرض الآن Next أن ترامب قد فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
في تقرير مطول، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونوه بحجب مليارات الدولارات من أموال الحكومة الفدرالية عن الجامعات لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى ولايته الأولى.
وقالت إن إدارة ترامب تلاحق الجامعات التي يُزعم أنها ظلت تتسامح مع تنامي ظاهرة معاداة السامية في أروقتها، وتتوعد جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات الأميركية المرموقة بحرمانها من التمويل الفدرالي للأبحاث التي تجريها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساend of listوقد اتهم البيت الأبيض الجامعات بالفشل في حماية الطلاب اليهود خلال الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة التي بدأت في عام 2023.
ومع ذلك، فإن الصحيفة تشير إلى أن فكرة استهداف جامعات وكليات النخبة بحجب التمويل عنها برزت قبل سنوات، مضيفة أن العديد من المحافظين لطالما كانوا يبحثون في طرق لمكافحة ما يعتبرونها عللا ليبرالية معادية للغرب في مؤسسات التعليم العالي الأميركي، حتى إن البعض منهم الذين يحتلون مواقع في إدارة ترامب الحالية يضغطون من أجل إحداث تغيير.
ونقلت وول ستريت جورنال في تقريرها عن مسؤولين في الإدارة أن هاجس ترامب بما يدور في الجامعات بدأ منذ عام 2018، وأصبح الآن منشغلا بحملة البيت الأبيض -التي يقودها ستيفن ميلر كبير مستشاريه للسياسة الداخلية- للتأثير على الجامعات الأميركية، وخاصة هارفارد.
إعلانوقد رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب منعها من قبول الطلاب الأجانب.
ويتهم كبار الموالين لترامب الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
كبار الموالين لترامب يتهمون الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
لكن الصحيفة تقول إن الحاجة إلى ثقافة جديدة في الجامعات كانت فكرة لم تجد صدى، حتى أثارت لكمة في الوجه انتباه ترامب. ففي فبراير/شباط 2019، أقام ناشط محافظ يدعى هايدن وليامز منبرا في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، لإقناع الطلاب بالانضمام إلى مجموعة "تيرنينغ بوينت أميركا" التي أسسها ناشط محافظ آخر اسمه تشارلي كيرك.
وانتشر مقطع فيديو يظهر رجلا مجهول الهوية يسخر من وليامز -أثناء نقاش حاد- قبل أن يوجِّه إليه لكمة قوية. وظهر بعدها وليامز على قناة فوكس نيوز بعين سوداء. ولم يكن المهاجم، الذي أُلقي القبض عليه لاحقا، ولا وليامز نفسه يدرسون في الجامعة.
وأشار تشارلي كيرك إلى أنه قال لترامب إن هذه الحادثة فرصة عليه أن يغتنمها للدفاع عن الطلاب المحافظين، وأنهما تحدثا عن حجب التمويل الفدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تنتهك حرية التعبير. وكشفت وول ستريت في تقريرها أن دونالد ترامب الابن نسب الفضل إلى كيرك في دفع هذه الإستراتيجية.
وبعد حوالي أسبوعين من الواقعة، صرح ترامب بأنه يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يلزم الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا ما أرادت الحصول على أموال البحوث من الحكومة الاتحادية.
وبعد مدة وجيزة، وقّع ترامب على الأمر التنفيذي، إلا أنه تم تعطيله من قبل المعارضين الذين كان من بينهم جمهوريون في الكونغرس وبعض مسؤولي البيت الأبيض.
إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
ورغم ذلك، وضعت إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
إعلانوخلال السنوات الأربع التي تفصل بين ولايتي ترامب الأولى والثانية، بدأ بعض مسؤولي إدارته السابقة في التخطيط لكبح جماح مؤسسات التعليم العالي مرة أخرى.
وقد وضع صانعو سياسات التعليم العالي المحافظون خريطة لكيفية استخدام السلطة التنفيذية، متوقعين، في ذلك الحين، أن الجمهوريين قد لا يملكون 60 صوتا اللازمة للتغلب على تعطيل مجلس الشيوخ.
ووفق تقرير الصحفية، فقد شكلت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين -التي عمّت الجامعات في الولايات المتحدة في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب اللاحقة في غزة- دافعا مفاجئا للإدارة الأميركية لتنفيذ تهديداتها.
ففي جلسة استماع في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام استجوب أعضاء مجلس النواب رؤساء 3 جامعات كبرى حول تقارير معاداة السامية.
واغتنمت مراكز الدراسات المحافظة، التي تعج بأنصار ترامب، هذه الفرصة للدفع بأجندتها. ففي يناير/كانون الثاني 2024، عقدت مؤسسة "هيريتيدج" فعالية لإطلاق فرقة عمل وطنية لمكافحة معاداة السامية. وانضم عدد من مسؤولي ترامب في ولايته الأولى، بمن فيهم ديفيد فريدمان، السفير السابق لدى إسرائيل.
وكان أن تشجّع فريق ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة 2024 وحصوله على دعم كافة الشرائح الديمغرافية تقريبا. وعقب تنصيبه بأسبوعين، أعلنت وزارة العدل عن تشكيل فرقة عمل جديدة لمكافحة معاداة السامية، وأصدرت في وقت لاحق قائمة بـ10 جامعات مستهدفة شملت جامعات هارفارد وكولومبيا وديوك ونيويورك، بالإضافة إلى جامعة بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرفين.
غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة، من بينها واحد أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أظهرت أن الأميركيين يعارضون بأغلبية ساحقة قطع تمويل الجامعات للأبحاث الطبية.
إعلانكما أعربت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا -وهي من أبرز منتقدي الجامعات التي تزعم أنها تقمع وجهات النظر المحافظة- عن معارضتها لتكتيكات ترامب، بما في ذلك التهديد بقطع تمويل الأبحاث في جامعة هارفارد.