فضل الإمامة في الصلاة وشروطها عند الفقهاء
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن إمامة الصلاة لها شأنٌ عظيمٌ ومنزلةٌ رفيعة في الإسلام، إذ بها تُقام جماعة المسلمين فتفضل صلاتهم وترتفع درجاتها عن صلاتهم منفردين؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه.
وقالت الإفتاء إن هناك شروط يجب توافرها في الإمام، وهو أن يكون أفضل من يقرأ كتاب الله تعالى، ويكون عالم بالسنة النبوية والأحاديث، فكان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إمامَ المسلمين في صلاتهم إذا حضرها، وتبعه على ذلك أفاضل الأمة عِلْمًا وعَمَلًا من الصحابة والتابعين ومَن تَبِعَهُم من أهل القرون المفضَّلة الـمُثْلَى، وهذا ما عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا في تقديم مَن يؤُمُّهُم في صلاتهم، وإلى يوم الناس هذا.
فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا. وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الإمام ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" (2/ 299- 300، ط. مكتبة الرشد): [وقال الطبري: لمَّا استخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصديقَ رضي الله عنه على الصلاة، بعد إعلامه لأمته أن أحقهم بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله- صح أنه يَوْمَ قَدَّمَهُ للصلاة كان أقرأَ أُمَّتِهِ لكتاب الله وأعلمَهم وأفضلَهم] اهـ.
الحكمة من تقديم الشرع الأفضل والأعلم للإمامة
وأضافت الإفتاء أن الشرع قدم لإمامة المصلين أفضلهم وأعلمهم رعايةً لأحكام الصلاة وشروطها، إذ الإمام ضامنٌ لصلاتهم، فإن أصاب فَلَهُ وَلَهُم، وإن أخطأ فعليه ولا عليهم، ولذلك استحقَّ الأئمةُ دعاءَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بالرشد؛ لِعِظَمِ ما أقامهم اللهُ فيه من أمر الصلاة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي في "السنن"، وابن خزيمة في "صحيحه"، والطبراني في "الأوسط".
وعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ؛ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؛ فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ» أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه والبيهقي في "السنن"، وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إمامة الصلاة الصلاة الإمام إمام الصلاة الإفتاء رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه أنه قال
إقرأ أيضاً:
ريمة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي عليه السلام
الثورة نت/..
أقيمت في محافظة ريمة مساء اليوم، ندوة ثقافية إحياءً لذكرى قدوم الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، إلى اليمن.
واستعرضت محاور الندوة بجامع المنصح بحضور مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف فتح الدين النهاري ومسؤول قطاع الإرشاد بالمحافظة أحمد الدرسي، عدداً من المحاور، حول سيرة الإمام الهادي، وأهمية إحياء هذه الذكرى وما تحمله من دلالات تجسد معاني التضحية والفداء في سبيل الله والدفاع عن الإسلام.
ولفتت إلى ما اتصف به الإمام الهادي من تواضع ومكانة وشجاعة في مقارعة الظلم والطغيان والانتصار للمظلومين والمستضعفين .
وتطرقت المحاور إلى الجوانب المشرقة في رحلة الإمام الهادي إلى اليمن وكيف تمكن من جمع الأمة على كلمة الحق، ودعوته إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وحثت على السير على نهج النبوة بالاستفادة من حياة أعلام الهدى المجددين وما يقدمونه للأمة من علم للرقي بها والحفاظ على عزتها وكرامتها.