البطالة والشباب وتعاطي المخدرات
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
علي العايل
ضمن الاهتمام المتزايد بقضايا الشباب في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة، تبرز مشكلتا البطالة وانتشار تعاطي القات والمخدرات بوصفهما من أخطر التحديات التي تهدد بنية المجتمع، وتنعكس سلبًا على مسار التنمية والاستقرار الوطني. ومع تزايد معدلات الباحثين عن عمل، تتفاقم الظواهر السلبية التي تطال فئة الشباب، وهم الركيزة الأساسية لأي تقدم.
يمكننا في هذا السياق ان نلخص هذه المعطيات في النقاط التالية:
أولًا: الواقع المقلق للبطالة والتعاطي بين الشباب
تشير المعطيات الميدانية إلى أن شريحة واسعة من الشباب تعاني من البطالة طويلة الأمد، وانعدام فرص العمل اللائق، مما جعل بعضهم يلجأ إلى القات والمخدرات كوسيلة للهروب من الواقع، أو كجزء من ثقافة سائدة في بعض البيئات الاجتماعية التي تفتقر لبدائل حقيقية.
ويمثل هذا الواقع بيئة خصبة لتزايد الانحرافات السلوكية، والانجراف خلف شبكات الجريمة، أو التحول إلى قوى معطّلة، بدلاً من أن تكون فاعلة في المجتمع.
ثانيًا: الأسباب الجذرية للمشكلة
ضعف السياسات التشغيلية وعدم توفر فرص عمل كافية في القطاعين العام والخاص. غياب التوجيه المهني وافتقار مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل الحقيقي. انتشار ثقافة الاتكالية والإحباط نتيجة لتهميش فئة الشباب، وانعدام العدالة في توزيع الفرص. سهولة الحصول على المواد المخدرة والقات. التفكك الأسري والفراغ القيمي الذي يدفع البعض إلى سلوكيات سلبية.ثالثًا: النتائج والتداعيات الاجتماعية
ارتفاع معدلات الجريمة والإدمان بين فئة عمرية يُفترض أن تكون منتجة. ضعف الانتماء الوطني وتآكل الثقة بين المواطن والدولة. تدهور الصحة الجسدية والنفسية للمتعاطين، وزيادة الضغط على الخدمات الصحية. تعطيل عجلة التنمية نتيجة فقدان الطاقات البشرية القادرة على العطاء.رابعًا: المعوقات التي تحد من المعالجة الفعالة
البيروقراطية وتعدد الجهات دون تنسيق حقيقي. تحديات التوظيف وتوزيع الفرص. أهمية تطبيق إستراتيجية وطنية شاملة تعالج المشكلة من جوانبها التربوية والاقتصادية والاجتماعية.خامسًا: التوصيات والحلول
إطلاق برامج تشغيل وطنية تتضمن فرصًا حقيقية للشباب في مختلف القطاعات. تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي في مشاريع توفر وظائف مباشرة ومستدامة. تعزيز دور التعليم والتدريب المهني وتوجيهه نحو المهارات العملية المطلوبة. دعم المبادرات الشبابية وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة. توسيع نطاق حملات التوعية بمخاطر التعاطي بمشاركة المدارس، والإعلام، والتوعية الدينية . تغليظ العقوبات ضد المروجين والمتاجرين بالمخدرات. ترسيخ العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص والحقوق.وفي الختام.. إن مكافحة البطالة وتعاطي المخدرات بين الشباب مسؤولية وطنية وأخلاقية مشتركة تتطلب تضافر الجهود، وتبني سياسات إصلاحية جادة، تقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة، والمواطنة الحقيقية.
ولا شك أن المجتمع الذي يعجز عن احتواء شبابه، يواجه تهديدات متعددة اجتماعيًا وأمنيًا، أما المجتمع الذي يُحسن توجيه الشباب وتمكينهم؛ فهو مجتمع قادر على النهوض والازدهار.
.. لنعمل جميعًا من أجل جعل وطننا آمنًا ومزدهرًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ختام مسابقة الأندية للإبداع الثقافي بمحافظة ظفار
صلالة ــ عادل البراكة * "تصوير: عابر ديوان" -
نظمت المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة حفل ختام مسابقة الأندية للإبداع الثقافي على مستوى محافظة ظفار في نسختها العاشرة، التي تهدف إلى تفعيل العمل المؤسسي داخل الأندية، واكتشاف المواهب وتنميتها، وتعزيز قيم المواطنة لدى الشباب، والذي يتضمن عدة مجالات متنوعة مثل الأدب (الشعر الفصيح والشعبي)، والثقافة (المناظرات)، والفنون البصرية (التشكيلية والتصوير)، والفنون (الموسيقى والإنشاد)، والتقنية والابتكار (الابتكار وريادة الأعمال والألعاب الإلكترونية)، والرياضة (التعليق الرياضي).
وألقى الدكتور حامد بن علي المشيخي مدير دائرة الثقافة بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار كلمة قال فيها: يأتي حفل ختام مسابقة الأندية للإبداع الثقافي لهذا العام تأكيدًا على رعاية وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمواهب الشبابية والمهارات التي يمتلكونها لإبرازها بشكلها حسن، والدفع بأربابها للظهور، وصقل تلك المهارات إلى درجة التمكين والمساهمة بفاعلية في خارطة المشهد الثقافي في المحافظة.
تضمن حفل الختام عرضًا مرئيًا عن أبرز محطات المرحلة الثانية من المسابقة، واستعراض عدد من نماذج الأعمال الفائزة في الشعر الفصيح والإنشاد والشعر الشعبي والموسيقى.
وفي الختام قام موسى بن عبدالله القصابي المدير العام بالمديرية العام للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار بتكريم رؤساء اللجان الشبابية بأندية محافظة ظفار والحاصلين على المراكز الأولى في مختلف مجالات المسابقة على مستوى محافظة ظفار كل من: مسلم بن سعيد المعشني من نادي طاقة الأول في مجال الشعر الفصيح، ومحاد بن محمد عبيدان العمري من نادي مرباط الأول في مجال الشعر الشعبي، وبشار بن خلفان ربيع الهدابي من نادي الاتحاد الأول في مجال المناظرات، وجهاد بن هلال بيت ربيع من نادي صلالة الأول في مجال الموسيقى، وخديجة بنت محمد سهيل العمري من نادي مرباط الأول في مجال الإنشاد، وحامد بن سالم حسن الغساني من نادي ظفار الأول في مجال الابتكار، وعثمان بن مسلم بيت سعيد من نادي صلالة الأول في مجال التعليق الرياضي، وصالح بن مشعل الغساني من نادي الاتحاد الأول في مجال الألعاب الإلكترونية.
كما تم تكريم المساهمين في إنجاح فعاليات المسابقة.