94 مستوطنًا و35 طالبًا يهوديًا يقتحمون المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
القدس - متابعة صفا
اقتحم عدد من المستوطتين، صباح يوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن 94 مستوطنًا و35 طالبًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
وأشارت مصادر محلية، إلى أن قوات الاحتلال تقوم بتصوير المركبات في حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وتفرض غرامات مالية عليها.
وتتعمد قوات الاحتلال فرض غرامات مالية باهظة على المقدسيين، في إطار سياسة التضييق على المقدسيين.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اقتحام الاقصى القدس مستوطنون انتهاكات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
خطر تحت الأقصى.. أنفاق الاحتلال تنخر القدس المحتلة تمهيدا لبناء الهيكل
في مشهد أثار موجة من الغضب والرفض نشر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مقطع فيديو من داخل نفق ضخم حُفر أسفل المسجد الأقصى المبارك، ويمتد من حي سلوان جنوب القدس حتى باطن المسجد.
وأدلى نتنياهو بتصريحات خلال الجولة، زاعما أن "القدس ستبقى العاصمة الأبدية لإسرائيل"، ومؤكدا نيته دعوة دول العالم للاعتراف بها عاصمة ونقل سفاراتها إليها.
هذه الجولة التي جاءت بالتزامن مع الذكرى الـ58 لاحتلال القدس الشرقية، رآها كثيرون محاولة لفرض واقع تهويدي جديد، في ظل تصعيد واسع شهده المسجد الأقصى والبلدة القديمة، شارك فيه مئات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال.
وقبل أيام، نشرت الشابة السورية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، روان عثمان، مقطعا مصورا لها أسفل المدينة المقدسة لترويج رواية الاحتلال ودعم "مؤسسة مدينة داوود" التي ترتب جولات سياحية في المكان.
وسبق أن خرجت عثمان عدة مرات مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وشخصيات عسكرية أخرى للترويج للاحتلال في حربه على غزة.
????Filmed in the City of David — where history speaks for itself.
Archaeological discoveries here undeniably confirm the Jewish people’s ancient presence in Jerusalem and their connection to the Temple Mount.
Yet in 2016, UNESCO passed a resolution ignoring this evidence, calling… pic.twitter.com/kdbLLt9rLL — Rawan Osman روان عثمان (@RawaneOsmane) May 26, 2025
مؤسسة مدينة داوود
تزعم المؤسسة إلى أن المدينة ولدت قبل حوالي 3 آلاف عام وفي وفي عام 1867 أعاد المستكشف البريطاني تشارلز وارن اكتشاف "المدينة المفقودة والمدفونة تحت الأنقاض"، على حد زعمها.
وتقول المؤسسة أنها تعمل على "الكشف عن مسقط رأس القدس والحفاظ عليها، وتحويلها إلى مركز سياحي رئيسي".
ولتهويد المدينة المقدسة، أنشأت سلطات الاحتلال في المكان كلا من: منتزه مدينة داود الوطني، والمنطقة الزراعية في وادي هنوم، ومركز المعلومات على جبل الزيتون، ومنتزه عيمق تسوريم الوطني، ومركز زوار "متسبيه ديفيد" على ممشى أرمون هناتزيف ، ومجمع السكن في غابة السلام.
انتهاك خطير وتهديد مباشر للمقدسات
وكانت العديد الهيئات الإسلامية في مدينة القدس، قد نددت في بيان مشترك، بأعمال الحفر والتوسعة التي نفذتها طواقم بلدية الاحتلال في منطقة "حوش شهابي" الملاصقة للمسجد الأقصى، معتبرةً الخطوة تطورًا بالغ الخطورة واعتداءً سافرًا على أحد المعالم الإسلامية التاريخية.
عناصر من بلدية وشرطة الاحتلال يقومون بأعمال توسعة عند رباط الكرد (حوش الشهابي) قرب باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى الغربية، وذلك ليستوعب أعدادا أكبر من المستوطنين الذي يقتحمون المكان ويصلون فيه، ويسمونه بحائط المبكى الصغير.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/zajii6Bboi — القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) May 5, 2025
وأكد البيان –الذي وقّعته كل من مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس الشريف– أن طواقم الاحتلال أقدمت على إزالة حاجز رملي وضعته الأوقاف سابقًا لمنع الوصول إلى نفق قديم محفور في الموقع، وذلك ضمن سياسة تهويدية ممنهجة تهدف إلى تطويق المسجد الأقصى وتغيير هويته الإسلامية.
وقد باشرت طواقم الاحتلال، بالتعاون مع وزارة الآثار الإسرائيلية، الحفريات في منطقة رباط الكرد، المعروفة بـ"حوش شهابي"، ونشر نائب رئيس بلدية الاحتلال أرييه كينغ صورًا من الموقع، مشيرًا إلى أن الهدف هو "تعزيز السيادة الإسرائيلية في البلدة القديمة"، بحسب تعبيره.
وتقع المنطقة المستهدفة بالحفريات قرب باب الحديد، بين باب القطانين وباب الناظر، وهي جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، ويعود تاريخ بنائها إلى سبعة قرون.
وأكدت الهيئات الإسلامية أن هذه الحفريات تهدد بشكل مباشر جدار وساحة رباط الكرد، الذي يشكّل جزءًا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات والعبث بالمقدسات الإسلامية.
كما دعت الهيئات سلطات الاحتلال لاحترام القانون الدولي وقرارات منظمة اليونسكو، لا سيما قرار لجنة التراث العالمي التي طالبت الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها قوة احتلال، بوقف كافة أشكال الاعتداء على محيط المسجد الأقصى، ومنها مقبرة باب الرحمة، وتلة باب المغاربة، والقصور الأموية، ورباط الكرد.
وتشير تقارير صحفية إسرائيلية إلى أن هذه الأعمال جاءت بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء نتنياهو، وبمشاركة من مجلس الأمن القومي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
من النفق الغربي إلى هبة 1996
لم تتوقف حفريات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى منذ احتلال شرقي القدس عام 1967.
وقد شكلت أعمال الحفر المستمرة مصدر توتر دائم، كان أبرز فصوله في عام 1996، حينما اندلعت مواجهات دامية عُرفت بـ"هبّة النفق"، إثر افتتاح باب جديد للنفق الغربي كمنفذ للخروج، بعد أن كان الزوار يدخلون ويغادرون من الباب ذاته. وأسفرت تلك الهبّة عن استشهاد 63 فلسطينيًا وإصابة نحو 1600 آخرين.
وتعود جذور الكشف عن الحفريات إلى عام 1981، حين اكتشف الفلسطينيون نفقًا يصل إلى سبيل قايتباي، داخل المسجد الأقصى، وعلى مقربة من قبة الصخرة المشرفة، ما شكّل إنذارًا مبكرًا لحجم ما يجري تحت الأرض من محاولات لتغيير معالم المكان.
حفريات صهيونية وبريطانية في باطن القدس
ليست الحفريات في محيط الأقصى حديثة العهد؛ فقد بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر على يد بعثات أجنبية، أبرزها البعثة البريطانية التي أشرفت على "الصندوق البريطاني لاكتشاف آثار فلسطين" خلال الأعوام 1867 – 1870، بُغية البحث عن أدلة على "الهيكل المزعوم". وتركزت تلك الحفريات في الجهة الغربية من المسجد الأقصى، وحي سلوان المجاور.
وكان من أبرز الشخصيات التي شاركت في تلك الحفريات الكولونيل تشارلز وارن، الذي نفّذ حفريات عمودية وأخرى أفقية حول المسجد الأقصى، وكشف عن أنفاق وآبار مائية متصلة بنبع سلوان. وقد وثّق ما توصل إليه في كتابه الشهير "كنوز القدس" الصادر عام 1871.
كما تواصلت الحفريات لاحقًا في عهد الاحتلال البريطاني، والفترة الأردنية، وساهمت بها شخصيات مثل الأب فنسنت وعالمة الآثار كاثلين كنيون، التي أجرت حفريات واسعة في منطقة تلة سلوان.
هدم ممنهج وتغيير ديموغرافي
وشرعت سلطات الاحتلال مباشرة بعد احتلال شرقي القدس عام 1967، بهدم حي المغاربة التاريخي الواقع غرب المسجد الأقصى، وتدمير عقارات عربية وإسلامية تعود لقرون، في أولى خطوات التهويد العمراني.
وفي نهاية العام ذاته، بدأت الحفريات جنوب الأقصى وغربه، بعمق وصل إلى 14 مترًا، أدت إلى الكشف عن بقايا القصور الأموية وعدد من الحجارة الضخمة.
ورغم صدور قرار واضح من لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في تموز/يوليو 2017، ينفي وجود أي سيادة إسرائيلية على القدس الشرقية، ويُدين الحفريات الإسرائيلية في المدينة، إلا أن سلطات الاحتلال تواصل، وبوتيرة متسارعة، تنفيذ مشاريع تهويدية في محيط المسجد الأقصى، تحت غطاء ديني وتاريخي مزعوم.