خسائر غولاني تدق ناقوس الخطر بجيش الاحتلال
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن لواء غولاني، الذي يضم نخبة جنود جيش الاحتلال، خسر 110 من عناصره منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الآن، وهي الحصيلة الأعلى ضمن ألوية المشاة.
وجاء في تقرير أعده المراسل العسكري للصحيفة غابي أشكنازي، الذي سلط الضوء على الخسائر الفادحة التي تكبدها لواء غولاني خلال الحرب، أن الخسائر تعد نتيجة مباشرة للفوضى العسكرية وانعدام الانضباط داخل اللواء، مما أثر على قدرته على تنفيذ مهامه القتالية بشكل فعال.
وفي مقابلات المراسل مع عدد من الضباط الذين شاركوا في العمليات القتالية في الجبهة الشمالية وفي قطاع غزة، أشاروا إلى أن هناك إخلالات كبيرة تتعلق بانعدام الانضباط والافتقار للتنسيق الجيّد في صفوف لواء غولاني.
وطالب ضابط شارك في المعارك الأخيرة قائد القيادة الشمالية بأن يتخذ إجراء حازما ضد قائد لواء غولاني، لأن اللواء تكبد خسائر ضخمة، بما في ذلك مقتل 110 من عناصره، مثيرا العديد من الأسئلة حول مدى فعالية القيادة والتدريب داخل هذا اللواء.
وأشار الضابط إلى أن هذه الخسائر غير مبررة، وأن هناك شيئا "غير صحيح" في طريقة تعامل قيادة اللواء مع العمليات العسكرية، مستندا إلى كمين حزب الله الأخير الذي قتل فيه جندي في حين أصيب قائد سرية بجروح بالغة، ورئيس أركان اللواء برتبة عقيد بجروح متوسطة.
ومن أبرز الأخطاء التي أشار إليها التقرير هو قرار رئيس أركان اللواء بشن عملية عسكرية لاستكشاف "قلعة" في منطقة القتال من دون الحصول على تصريح من القيادة العسكرية، إذ اعتبر الكاتب أن "هذا القرار لم يكن مدروسا وأدى إلى تعرض الجنود للقتل في ظروف غير مأمونة. هذه الأخطاء العملياتية تكشف عن مشكلة هيكلية في لواء غولاني، وهي أن هناك غيابا للانضباط في اتخاذ القرارات العسكرية".
ناقوس الخطرويشير تقرير المراسل العسكري إلى أن أكثر ما يثير القلق هو العدد الكبير من الضحايا الذي تكبده لواء غولاني في هذه الحرب مقارنة مع ألوية المشاة الأخرى (المظليين، وناحال، وغفعاتي، وكفير)، معتبرا إياها "إشارة حمراء يجب أن تستدعي اهتمام القيادة العليا في الجيش".
وتجاهل الكاتب في الوقت نفسه الأسباب المهمة لفداحة خسائر هذا اللواء وهو شراسة المقاومة في غزة ولبنان، واتباعها تكتيكات تجر الجنود إلى فخاخ معدة سلفا، وذلك حسب شهادات محللين عسكريين.
وتساءل الضابط الذي شارك في القتال قائلا "هل يتساءل قائد القيادة الشمالية، أو قائد الفرقة، أو رئيس الأركان عن أسباب هذه الفجوة في الإصابات"، وأكد أن كل الألوية تقاتل في الظروف نفسها، لكن هذا العدد الكبير من الضحايا يثير الشكوك حول وجود خلل في قيادة اللواء أو في طريقة تنفيذ العمليات.
وفي سياق متصل، تطرق التقرير إلى حادث آخر وصفه بـ"غير المفهوم" وقع في منطقة قتال، حيث تم إدخال مدني (عالم آثار إسرائيلي) إلى المنطقة في وقت كان يجب على الجيش تجنب أي وجود غير عسكري.
وتساءل التقرير إذا كان هذا التدخل المدني قد يكون جزءا من عملية سياسية تهدف إلى تعزيز الاستيطان في جنوب لبنان. هذه الفرضية أثارت الشكوك حول إذا ما كانت هناك دوافع سياسية وراء بعض التحركات العسكرية، وهو ما يتطلب تحقيقا دقيقا.
ويرى معد التقرير أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق قائد لواء غولاني، بل تمتد لتشمل قيادة الجيش العليا، وعلى رأسها رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد القيادة الشمالية أوري غوردين، حيث كان "من المفترض أن يتخذ هؤلاء القادة خطوات سريعة للحفاظ على الانضباط داخل اللواء، وضمان التنسيق بين جميع الوحدات. وكان يجب عليهم أيضًا اتخاذ تدابير عاجلة لتجنب مزيد من الخسائر المدمرة".
وأضاف التقرير أن مسألة الانضباط العسكري لا ينبغي أن تقتصر على تصحيح الأخطاء الصغيرة، بل يجب أن تشمل مراجعة شاملة لكيفية اتخاذ القرارات في ظل الحروب الكبرى، وضمان عدم تكرار الأخطاء الميدانية التي أودت بحياة عديد من الجنود.
وفي الختام، دعا التقرير إلى إجراء تحقيقات فورية لمعرفة أسباب الفوضى في لواء غولاني، والبحث في دور القيادة العسكرية في تدهور الوضع داخل اللواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لواء غولانی
إقرأ أيضاً:
اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية : المقاتل المصرى كان معجزة الحرب التى حطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر
الشعب المصرى تحدى المستحيل ووقف بجانب قيادته وجيشه العظيم
المصريون استطاعوا أن يبنوا جسورًا قوية تمنع أى متغطرس يحاول المساس بأمن الوطن
التاريخ يؤكد أن كل المستعمرين تتحطم شوكتهم على أبواب مصر
أكد اللواء أركان حرب دكتور فؤاد فيود أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن معجزة حرب اكتوبر المجيدة كانت فى المقاتل المصرى الذى ضرب كل المقاييس العسكرية، واستطاع أن يقلب كل الموازين، والخطط العسكرية، وأن يتفوق على نفسه، ضد عدو لديه كل مقومات الانتصار من تكنولوجية عسكرية متطورة، وأسحلة، ودعم عسكرى أمريكى يفوق أى قدرات عسكرية، ورغم ذلك استطاع المقاتل المصرى، أن يعبر القناة، ويحطم خط بارليف الحصين، الذى وصفوه بالمنيع الذى لا تستطيع قنبلة ذرية تدميره، وأشار اللواء اللواء فؤاد فيود فى الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر المجيد إلى أن حرب أكتوبر ويوم ٦ أكتوبر تحطمت فيه أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وكان هذا اليوم حافلًا بالبطولات التاريخية للمقاتلين المصريين، فالبعض كان يلقى بنفسه على الإلغام لكى يفتح معبر لباقى الجنود، وهناك من كان يمسك بفوهة الرشاش ويتمزق جسده لحماية زملائه، ومن أقوال السادات عن هذا اليوم «إن القوات المسلحة قامت بمعجزة»، فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الأقوى بحسابات المعدات ونحن الأقوى بالإرادة والرجال، وهذا ما أكده بن عازر حينما قال «إن لكل حرب مفاجأة وكانت مفاجأة أكتوبر هى المقاتل المصرى».
التحدى وحرب وجود
ويؤكد اللواء فيود أن حرب أكتوبر المجيدة كانت الجائزة التى جاءت بعد ٦ سنوات من التحدى والإصرار على أخذ الثأر، وإعادة تراب الوطن، فبعد نكسة ٦٧ عكف الجيش المصرى على دراسة العدو دراسة دقيقة ومتأنية تعتمد على الحقائق والدقة، كما تمت دراسة العدو الإسرائيلى، ونقاط القوة ونقاط الضعف، ثم تحليل النتائج لبناء خطط الحرب، وبعد 20 يومًا وتحديدًا يوم 1 يوليو 1967 دارت معركة رأس العش عندما تقدمت قوة إسرائيلية من مدينة القنطرة شرق فى اتجاه بور فؤاد فتصدت لها القوات المصرية، ودارت معركة رأس العش، حيث تمكنت سرية من قوات الصاعقة عددها 30 مقاتلًا من قوة الكتيبة 43 صاعقة بقيادة المقاتل سيد الشرقاوى من عمل خط دفاعى أمام القوات الإسرائيلية، ودمرت 3 دبابات للعدو، وأجبرته على التراجع، ثم عاود العدو الهجوم مرة أخرى وفشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف، ودمرت قوات الصاعقة عددًا من العربات نصف جنزير وقتلت عددًا من القوات المهاجمة فأجبرتها على الانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء تحت السيطرة المصرية حتى قيام الحرب، وفى يوم 14 يوليو 1967 استهدفت القوات البحرية تشوينات أسلحة وذخائر الجيش الإسرائيلى وتم تدميرها، وفى 21 أكتوبر من نفس العام استخدمت الصواريخ البحرية لأول مرة فى تدمير المدمرة إيلات وإغراقها أمام بورسعيد، وعرفت هذه المرحلة التى أعقبت النكسة بمرحلة الصمود، ثم بدأت القوات المسلحة تنفيذ مرحلة الدفاع النشط، واستمرت هذه المرحلة من سبتمبر عام 1968 وحتى 8 مارس 69، حيث نفذ الجيش غارات قوية على العدو وأقام كمائن شرسة الحق من خلالها خسائر فادحة فى صفوف العدو، ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو إنشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو «خط بارليف»، حيث أنشأت إسرائيل ساترًا ترابيًا على الضفة الشرقية للقناة وأنشأت بداخله نقاط حصينة وسلحتها بأحدث المعدات القتالية ظنًا أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل.
وكان قرار حرب الاستنزاف يوم 8 مارس 1969، وفى اليوم التالى استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس حرب القوات المسلحة، أثناء تواجده على الخط الأول للهجوم مع القوات عند النقطة نمرة 6 فى الإسماعيلية، وتعتبر حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى اكتوبر، حيث أتاحت للقوات المسلحة تحقيق المواجهة مع العدو، ودرس القادة أسلوب وأفكار العدو ونقاط القوة والضعف، وقدراته وإمكاناته فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، إضافة إلى أنها كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة والروح المعنوية للمقاتل المصرى، فضلًا عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى، كما شهدت هذه الحرب عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس، ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان.
وفى 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، ثم سقطت المبادرة روجرز فى عام 1971 عندما أعلن الرئيس السادات عن أن مصر ترفض وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة.
الدروس المستفادة
وعن الدروس المستفادة فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة أكد اللواء فؤاد فيود، أن أهم الدروس المستفادة، أن المصريين استطاعوا أن يبنوا جسورًا قوية، تمنع أى متغطرس يحاول المساس بأمن الوطن، وأصبح لدينا جيش قوى، يعتبر الثانى عشر على العالم، ويجب أن تعرف الأجيال أن التفاوت فى القدرات العسكرية كان رهيبًا لصالح إسرائيل، فالقوات المسلحة فقدت معظم عتادها وتسليحها فى النكسة عام ٦٧، فى الوقت الذى احتفظت إسرائيل بتفوقها نتيجة أن الترسانة العسكرية الأمريكية كانت مفتوحة أمامها بدون حساب، ولم تمنع عنها أنى سلاح متطور، بما فى ذلك إنشاء مفاعلات نووية، وكان الجيش المصرى يبذل مجهودًا خارقًا فى إعادة بناء قدراته وإعادة التسليح، ورغم تلك الفوارق، استطاع الجيش أن يدبر أسلحة فى مجملها دفاعية، وكانت أهم مظاهر التفوق العسكرى الإسرائيلى سلاح الطيران الذى كان بإمكانه أن يوجه ضربات إلى أى بقعة فى مصر، ولكن الجيش المصرى استطاع أن يتجاوز هذا التفوق، وأن يبنى حائط صواريخ ومنظومات دفاع جوى، استطاعت أن تقهر الطيران الإسرائيلى، واستطاع أن يحقق النصر، وألحقنا بالعدو أكبر خسائر ممكنة، فكانت حرب إرادة شعب والجيش حارب من أجلها وهذا دور القوات المسلحة دائمًا فى حماية شعبها ومساندته، ومن أقوال السادات (إن القوات المسلحة قامت بمعجزة)، فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الأقوى بحسابات المعدات ونحن الأقوى بالإرادة والرجال، ويؤكد اللواء فيود فى هذه النقطة أنه كان بتدرب على عبور القناة فى بحيرة قارون على يد النقيب الراحل سامح سيف اليزل، وعلى اقتحام الساتر الترابى بالقناطر الخيرية، وكانوا كلهم يقين بأن النصر لن يأتى سوى بالقوة، مستشهدًا بما قاله الرئيس جمال عبدالناصر «أن ما أُخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة»، مشيرًا إلى أن صورة العمل الشاق والتكاتف الشعبى مع الجيش لاسترداد الأرض والكرامة خالدة فى ذهنه، وشدد على ضرورة ألا ننسى أن حرب أكتوبر ضربت أروع الأمثلة فى اتحاد عنصرى الأمة، مذكرًا فى هذا الصدد بالأبطال المسيحيين بالمعركة، حيث كان يلازمه طوال الحرب بجهاز اللاسلكى الشاويش «رمزى لبيب فلتس»، مستشهدًا كذلك بأصحاب الأداء البطولى العقيد فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 التى حررت «القنطرة شرق»، وأخيه المقدم المقاتل موريس عزيز غالى، واللواء المهندس باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات فى خط بارليف، وغيرهم الكثير من الجنود الأقباط الأبطال الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية نداء الوطن، حتى حرروا الأرض، واستعادة الكرامة والأرض، فلقد كانت حرب 73 هى مفتاح عودة أرض الفيروز، وهى التى أجبرت الإسرائيليين على الانسحاب من سيناء جزءًا بالحرب والجزء الثانى بالمفاوضات التى ترتكز على أسس من القوة، لأن إسرائيل لا تحترم الضعيف، حتى عادت سيناء كاملة إلى السيادة المصرية.
الشعب المصرى رقم واحد
وعن الشعب المصرى ودوره فى حرب أكتوبر، أكد اللواء فيود أن شعب مصر كان رقم واحد فى الوقوف بجانب القيادة السياسية وجيشه العظيم، واستطاع الشعب المصرى أن يتحدى كل الفتن والشائعات، وأن يقوم بدور قوى على الجبهة الداخلية، مما كان له أثر عظيم فى النصر المبين الذى تحقق على يد أبنائه من خير اجناد الأرض، وأكد اللواء فيود أن على شباب مصر أن يقتدوا بأبطال جيل أكتوبر الذين بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل الوطن وقدموا أرواحهم فداءً لأرضهم، وإلى العمل للحفاظ على مصر وريادتها وسط الأمم والمساهمة فى تحقيق حلم التنمية المنشودة بالبلاد. وقال اللواء فؤاد فيود: وفى النهاية أؤكد دائمًا ان شعب مصر مسالم ويريد دائمًا الاستقرار وهذه طبيعة نشأت فى الشعب منذ قديم الأزل، والمصرى عندما استقر بجوار النيل لم يترك مكانه منذ هذا الوقت، ولكنّ المصريين عندما يوضعون تحت ضغوط فإن المخاطر تحفز الهمم لديهم، ونجد على مدار التاريخ أن كل المستعمرين للدول العربية أو مدبرى المكائد لها تتحطم شوكتهم على أبواب مصر.