يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
حاكم اقليم النيل الازرق يتلقى التهانيء بمناسبة عيد الاضحي المبارك
تلقى الفريق أحمد العمدة بادي حاكم إقليم النيل الأزرق، السبت، بقصر السلام بالدمازين تهاني وتبريكات العيد من مولانا جمعة خميس على قاضي المحكمة العليا رئيس الجهاز القضائي بالإقليم. كما تلقى التهاني من أعضاء حكومة الإقليم وقادة الأجهزة النظامية، كما تلقى التهاني من المك الفاتح يوسف المك حسن عدلان ناظر عموم قبائل الإقليم ولفيف من قادة ومنظمات المجتمع المدني وقادة ورموز المجتمع بالإقليم.ويجئ اللقاء في إطار برنامج المعايدة الرسمية لحكومة الإقليم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.ولدى مخاطبته اللقاء الحاكم جدد أهمية الوقوف خلف القوات المسلحة والقوات الأخرى تمكيناً لها من القيام بواجباتها في حماية تراب الإقليم وتأمين البوابات الحدودية للبلاد .وحيا المواقف الوطنية للقيادة الرشيدة للبلاد وعلى رأسها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الشعب المسلحة ونائبه الفريق أول مالك عقار وأعضاء مجلس السيادة وصادق إستمساكهم بعزة وسيادة الوطن .كما حيا صمود مواطني الإقليم في إفشال المؤامرة التي خطط لإنطلاقها من أرض الإقليم، وأشاد بالإنتصارات التي ظلت تحرزها القوات المسلحة الباسلة في المحاور المختلفة .وقال إن الحرب الحالية التي تلفظ أنفاسها الآخيرة سوف تكون آخر الحروب بالبلاد، وأكد حرص حكومة الإقليم على حماية الموارد الإقتصادية على مستوى الإقليم والترتيب لتوظيفها دعماً للخدمات والمصالح العامة بمواقع الإنتاج كافة .وثمن الدور التأريخي للإستنفار والمقاومة الشعبية بالإقليم وصادق إسهامهم في إنجاح معركة الكرامة .ودعا للمحافظة على التنوع ونبذ الإنتماءات الضيقة وتعزيز القيم الوطنية والعمل على تطوير المصالحات المجتمعية والتوجه نحو تحقيق النهضة الإقتصادية المنشودة من خلال إنجاح الموسم الزراعي الى جانب الإهتمام بقضايا العائدين .وأعلن عن الإلتزام بمبادئ الشفافية في توظيف الموارد الاقتصادية بصورة عامة وتوظيف مخصصات المسئولية المجتمعية على وجه الخصوص وفقاً للاولويات التنموية والخدمية بمواقع الإنتاج على مستوى المحافظات بالإقليم .ووجه الدعوة لكافة الفعاليات الرسمية والشعبية والأهلية للمشاركة في قافلة الإسناد والمؤازرة التي سوف يتم تسييرها لولاية الخرطوم خلال المرحلة القادمة .المك الفاتح يوسف المك حسن عدلان ناظر عموم قبائل الإقليم أكد حرص الإدارة الأهلية على دعم وإسناد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المشاركة في معركة الكرامة .الدكتور فرح إبراهيم العقار رئيس اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية أكد أن العزم معقود على حسم التمرد ودحره من كافة ربوع الإقليم والبلاد عامة، وثمن مواقف الشعب السوداني وتوحده في ملحمة دحر التمرد الذي يمضي الي زوال .الأستاذ عبدالغني دقيس خليفة رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة أشاد بإستجابة الفعاليات في برنامج المعايدة الرسمية لحكومة الإقليم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ودعا الى ضرورة الوقوف ميدانياً على أوضاع العائدين من دولة جنوب السودان، كما دعا لتجديد العهد للمضي قدماً في دعم القوات المسلحة والقوات الأخرى تطهيراً لكامل تراب الإقليم والبلاد عامة من دنس التمرد وفلول مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة .الأستاذ عبدالله بشير عثمان محافظ محافظة الدمازين دعا الى ضرورة الإستفادة من فترة العيد للعمل من أجل دعم التعايش السلمي وإشاعة روح التسامح ، وحيا الذكرى العطرة للشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن .العميد الركن أحمد عبدالرحمن قائد ثاني الفرقة الرابعة مشاة أعلن أن الأيام القادمة سوف تشهد إنتصارات تفضي لإعلان الإقليم خالي من التمرد وفلول المليشيا الإرهابية المتمردة، ودعا للعمل من أجل نبذ الإنتماءات الضيقة ودعم التعايش السلمي في ربوع الإقليم، وأعرب عن تقديره لمواقف حكومة وشعب الإقليم وصادق إسنادهم لظهر القوات المسلحة في معركة الكرامة .وكان الأستاذ ميرغني مكي ميرغني الأمين العام لحكومة الإقليم المشرف على اللجنة المنظمة لبرنامج المعايدة قد أشاد بمواقف قيادات ومواطني الإقليم ودعمهم لبرامج حكومة الإقليم وإسناد هم للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى خلال المرحلة السابقة، ودعا الى ضرورة الوحدة والتماسك والتكاتف من أجل دحر التمرد .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب