بوابة الوفد:
2025-06-06@21:04:50 GMT

فى ذكرى سعد والنحاس دروس لا تنسى

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

تفصلنا أيام قليلة عن ذكرى رحيل قطبى الوفد الخالدين سعد زغلول، ومصطفى النحاس، واللذين قادا مدرسة الوطنية المصرية وساهما فى تأسيس دعائمها منذ ثورة 1919 وحتى قيام حركة يوليو سنة 1952. 

لقد شاء القدر أن يرحل الزعيمان معا فى اليوم نفسه، الثالث والعشرين من أغسطس، ليفارق سعد أمته سنة 1927، ويلحق به مصطفى النحاس سنة 1965، تاركين لنا ميراثًا من القيم والثوابت الوطنية المعلمة والمؤثرة  لأجيال وأجيال.

ولا شك أن أعظم احتفاء بذكرى الزعيمين الجليلين يتمثل فى استذكار واستعادة دروسهما الخالدة فى الوطنية والديمقراطية والعدالة والممارسة السياسية النزيهة لنُجدد معا كيان الوفد الذى تجاوز عمره مائة عام، أداء وعملا ونموذجا ديمقراطيا.

لقد كانت أبرز خصائص الزعيمين وهما يخوضان صراعًا شرسًا ضد الاحتلال الأجنبى، والسلطة المستبدة التزامهما بأخلاق وخصال حميدة، أولها الصدق الإنسانى، والوضوح فى المواقف، والأمانة فى العهود، واحترام الرأى الآخر، والبعد عن الرذائل.

وضع الزعيمان الجليلان آمال أمتهما فوق كل اعتبار، فخاطرا بحياتهما، وتعرضا لمحاولات اغتيال، وتشوية، ومحاكمات، ومؤامرات، وجابها قوى الشر بصلابة وعزيمة، وغرسا قيمًا عظيمة فى مجال العمل السياسى لأجيال تأتى من بعدهما.

وربما كانت من أعظم القيم التى غرسها سعد والنحاس فى نفوس المصريين هى ضرورة وحدة الصف والتماسك الوطنى، واستيعاب التعددية الفكرية سعيا للتكاتف نحو الآمال العريضة للأمة المصرية، التى تتوق للاستقلال، والحالمة بالدولة المدنية الديمقراطية. ومَن يقرأ سيرة الزعيمين يتعلم ويتعلم أصول السياسة النزيهة وثوابت الممارسة الحقة للعمل العام، وللقيادة الراشدة.

لقد كان الزعيم سعد زغلول رجلا حريصا على الأخلاق العامة، يرفض المراوغة والالتواء ويجاهر بما يؤمن أنه حق، ويخوض معاركه بشرف وصلابة وكرامة إنسانية. ويذكر مَن عايشوه أنه كان عفيف اللسان، ورعًا، نقيًّا، وكان مهتمًا بالتفاصيل، مدققًا فى كل شيء، حريصًا على الأداء المثالى، والإتقان التام لما يوكل إليه من الناس. وهو قريب من الله فعلا لا تمثيلا ولا ادعاء، ومن يقرأ مذكراته يدرك جيدا كيف كان يحاسب نفسه كل حين حسابًا عسيرًا، وقاسيًا.

أما مصطفى النحاس فكان بتعبير خصومه أشبه بولى من أولياء الله الصالحين، لم يمسك له أعداؤه زلة، ولم تعرف عنه نقيصة. وكان زاهدًا فى كل شيء، ساعيًا نحو تحقيق مكاسب ملموسة لأمته ووطنه، يؤمن بالفقراء إلى أبعد مدى، ويسعى لمساندتهم، ويتقبل برحابة صدر  كافة الآراء المخالفة له ويناقشها دون ازدراء.

وربما كان أبرز ما تميز به النحاس باشا، هو التزامه التام بالدستور ومبدأ سيادة القانون، واحترامه لعهوده والتزاماته، ولم يكن الرجل يجد حرجًا أن يستمع لنقد معارضيه وهو رئيس للحكومة رغم أنها وصلت فى بعض الأحيان لنوع من التجاوز، ثم يقف بهدوء ويرد بجرأة وشفافية على كل اتهام أو رأى مخالف.

إن أعظم احتفال بالزعيمين هو أن نستعيد سيرتهما العطرة ونستذكر دروسهما البليغة فى العمل العام والسياسة والقيادة، ونسير على دربهما، مؤمنين أن الوطن فى حاجة لرجال مخلصين مؤمنين بالديمقراطية والعدالة.

وسلام على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سعد زغلول مصطفى النحاس الوطنية المصرية

إقرأ أيضاً:

حجاج بيت الله الحرام يواصلون أداء المناسك

أذاعت فضائية “إكسترا نيوز” مقطع فيديو لحجاج بيت الله الحرام يواصلون أداء مناسك الحج.

قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام : إنكم في أعظم أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى، فاعمروها بطاعة الله وذكره، وأكثروا فيها من حمده وشكره.

أعظم الناس في الحج أجرا  

وأوضح" المعيقلي" خلال خطبة عيد الأضحى اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن أعظم الناس في الحج أجرًا، أكثرهم فيه الله ذكرًا، فالحج أيام وليال، تبدأ وتختم بذكر الكبير المتعال.

واستشهد بما ورد في سنن أبي داود قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)، منوهًا بأن الله اصطفى حجاج بيت الله الحرام من بين خلقه، ويباهي بكم الرحمن ملائكته.

 وتابع: فهنيئًا لكم حيث قصدتم ركن الإسلام الأعظم، آمين البيت العتيق، ملبيين من كل فج عميق، تدعون ربًا كريمًا، وتسألون مَلِكًا عَظِيمًا، إذا أنعم أكرم، وإذا أعطى أغنى، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.

طباعة شارك مناسك الحج حجاج بيت الله الحج

مقالات مشابهة

  • حجاج بيت الله الحرام يواصلون أداء المناسك
  • أعظم الناس في الحج أجرا .. خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: أهل هذه العبادة
  • قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»
  • أدعية يوم عرفة 2025.. لحظات روحانية في أعظم أيام العام
  • أبو عبده تكتب :عيد الأضحى وتضحيات “لا تُقال”.
  • نص الدرس السادس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني
  • دموع على جبل الرحمة.. الحجاج يسطرون لحظات لا تنسى في عرفات
  • قبل العيد.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكبدة النية؟
  • إبراهيم وإسماعيل “عليهما السلام”.. نموذج راقٍ للتسليم الإيماني ومدرسة القيادة الحقيقية قراءة في مضامين الدرس الخامس للسيد القائد “دروس القصص القرآني”
  • أعظم ما قيل في يوم عرفة