واشنطن- بعد 5 أيام من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني 2025 رئيسا جديدا للولايات المتحدة، تنتهي فترة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل المقرر لها 60 يوما.

وزعمت إدارة جو بايدن أن وقف إطلاق النار -الذي طال انتظاره- انتصار دبلوماسي تحقق تحت ضغط هائل منها خلال الأسابيع الأخيرة من حكم بايدن، التي تعرف في أميركا باسم "فترة البطة العرجاء".

ووصف بايدن الاتفاق بأنه "تاريخي"، وقال إنه "يذكرنا بأن السلام ممكن"، وأن "هذا الصراع لن يكون مجرد دورة أخرى من العنف"، بيد أن محللين يرون أن احتمال استئناف القتال في جنوب لبنان ما زال قائما.

من جهتها، رأت الدوائر الأميركية أن الاتفاق يعد تطورا إيجابيا ونصرا دبلوماسيا نادرا لفريق الرئيس المنتهية ولايته، بعد أكثر من عام من تبادل إطلاق النار، ونزوح أكثر من 1.2 مليون شخص من منازلهم في لبنان، إلى جانب ما لا يقل عن 60 ألفا من البلدات والقرى في شمال إسرائيل.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -في حديث لشبكة سي بي إس- إن الأمر استغرق "أسابيع وشهورا من الدبلوماسية الأميركية التي لا هوادة فيها لإيجاد نهاية دائمة للحرب شمال إسرائيل".

وأضاف سوليفان أن فريقه كانت لديه "اتصالات جيدة" مع الإدارة المقبلة، وعبّر عن سعادته بدعم ترامب اتفاق وقف إطلاق النار.

خريطة توضح كيف يبدو وقف إطلاق النار على الأرض (الجزيرة) اتفاق معقد

ويؤكد الاتفاق مبادئ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006، وقال إن حزب الله يجب أن يبقى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 17 ميلا من الحدود مع إسرائيل.

وبموجب شروط الاتفاق، كان من المقرر أن ينتقل الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى تلك المنطقة لإبعاد حزب الله منها.

وخلال الأيام الـ60 المقبلة، وبموجب شروط وقف إطلاق النار، سينقل الجيش الإسرائيلي قواته تدريجيا جنوب الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما يسمح للجيش اللبناني بالتحرك جنوب نهر الليطاني.

وأشارت تقارير أميركية إلى نص اتفاق جانبي بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعترف واشنطن بموجبه بحق إسرائيل في الرد على أي تهديدات قادمة من الأراضي اللبنانية، في حال لم يقم الجيش اللبناني بدوره في هذا الشأن.

وأضافت التقارير أن واشنطن أكدت التزامها بالتعاون مع إسرائيل لوقف الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران في لبنان، بما في ذلك منع تهريب الأسلحة، وأنهما ستتبادلان المعلومات الاستخباراتية بشأن انتهاكات حزب الله لوقف إطلاق النار، في حين قد تتبادل واشنطن المعلومات مع بيروت.

وقال داني سيترينوفيتش، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الاتفاق يبدو "جيدا على الورق"، لكن حتى يتم تنفيذه "سيكون من الصعب معرفة إذا ما كان بإمكان إسرائيل البناء على هذا النوع من الضمانات الأميركية" يضيف سيترينوفيتش.

كذلك رأى ماكس بوت، الكاتب بصحيفة واشنطن بوست والباحث بمجلس العلاقات الخارجية، أنه "من الواضح أن حزب الله، على الرغم من تدهوره إلى حد كبير كقوة عسكرية، أبعد ما يكون عن الهزيمة، ناهيك عن القضاء عليه".

وألمح بوت إلى دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تشير إلى فقدان حزب الله ما مجموعه 2450 مقاتلا، لكن يبقى لديه عشرات الآلاف من الصواريخ والمقاتلين الذين يقدرون بنحو 40 إلى 50 ألفا، لإعادة بناء قدراته العسكرية، وأنه من المرجح أن يعود إلى جنوب لبنان بغض النظر عما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

جدوى الاحتفال المبكر

في المقابل، قلل عدد من المعلقين من حجم الإشادة بنجاح بايدن، وأقروا بسهولة التوصل للاتفاق، خاصة مع عدم وجود أي محتجزين إسرائيليين لدى حزب الله، مما جعل المفاوضات أسهل.

في حين أن حركة حماس لديها العشرات من المحتجزين، وهي غير مستعدة لإطلاق سراحهم حتى يتم الوفاء بشروطها التي لا يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تلبيتها.

An Israeli-Hezbollah cease-fire would be a significant and welcome success. But it’s a transaction not a transformation. We’d all be well advised to withhold judgment until we’re well into the 60 day clock. Irony of ironies it might well fall apart on Trump’s watch.

— Aaron David Miller (@aarondmiller2) November 26, 2024

وغرد آرون ديفيد ميلر، والمسؤول السابق بعدة إدارات أميركية في ملف مفاوضات الشرق الأوسط، محذرا من المبالغة في الاحتفاء بالاتفاق. وقال في مشاركة له على موقع إكس إن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سيكون نجاحا كبيرا ومرحبا به، لكنه صفقة وليس تحولا. ومن الأفضل لنا جميعا أن نمتنع عن الحكم حتى نصل إلى نهاية مهلة الـ60 يوما. ومن المفارقة أن الاتفاق قد ينهار في عهد الرئيس دونالد ترامب".

في حين اعتبر برايان كاتوليس، مدير الأبحاث بمعهد الشرق الأوسط، والمسؤول السابق بإدارة باراك أوباما، أن "صفقة إنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل هي نتيجة مهمة، ولكنها لن تترجم بسهولة إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة أو تهدئة التوترات الأوسع في المنطقة، لأن كلا من هذه الصراعات قد اتخذت مسارات خاصة بها".

من جانبها، رأت جينا وينستانلي، السفيرة الأميركية السابقة، والخبيرة بالمجلس الأطلسي، أن الاتفاق أنتج بدوره تغييرين مهمين، أولهما شعور إيران بفرصة سانحة لتخفيف عزلتها مع الرئيس المنتخب ترامب، الذي يصف نفسه بأنه رئيس "سلام". والثاني أن نتنياهو قد يشعر بأنه مقيد، إذ لن يبادر بإحراج إدارة ترامب الجديدة كما فعل مع بايدن على الرغم من التزام الأخير تجاه إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة

صفا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة نحو السلام ووقف إطلاق النار وإنهاء الوضع المروع في غزة.

جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين بشأن قطاع غزة، الثلاثاء، عقب اجتماع لمجلس الوزراء البريطاني.

وأضاف أن المساعدات الجوية لغزة "بدأت"، مشيرا إلى أنه يرغب في دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع.

وأكد ستارمر أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو حل طويل الأمد، وأكد أنه يدعم جهود وقف إطلاق النار.

وصرّح بأن الوقت قد حان للاعتراف بفلسطين، لأن الأمل في "حل الدولتين" أصبح في خطر، وأن هذا سيكون له الأثر الأكبر.

وأوضح: "أستطيع أن أؤكد أن بريطانيا سوف تعترف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات ملموسة لإنهاء الوضع المخيف في غزة، وقبول وقف إطلاق النار، وإحياء إمكانية حل الدولتين، والالتزام بالسلام المستدام على المدى الطويل".

مقالات مشابهة

  • تايلاند وكمبوديا تجددان التزامهما بوقف إطلاق النار والصين تتدخل للوساطة
  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • بعد وساطة الصين.. تايلند وكمبوديا تؤكدان التزامهما بوقف إطلاق النار
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه