قال الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناطيوس، إن الولايات المتحدة كانت تعمل وبهدوء على صفقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل منع تدفق الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، ثم جاء التقدم السريع لقوات المعارضة فعرقل الجهود.

وأشار الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دولا عربية شاركت في الجهود مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك حسب مصدر مطلع على المفاوضات.



وأضاف إغناطيوس أن مفاوضات القنوات السرية التي شاركت فيها دول خليجية وجرت خلال الأسابيع الماضية، قد خرجت عن مسارها بسبب الهجوم المذهل للمعارضة السورية واستيلائها في نهاية الأسبوع الماضي على حلب، ثاني أكبر مدن سوريا.

ورغم أن المحاولة الدبلوماسية تبدو ميتة في الوقت الحالي، إلا أنها كان علامة على التغييرات المذهلة في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم إسرائيل على حزب الله وحماس وغيرهما من وكلاء إيران، حسب المقال.


وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة "سي إن إن"، الأحد، إن الولايات المتحدة لديها "مخاوف حقيقية" بشأن المعارضة السورية، التي تعد أكبر مجموعاتها فرعا من تنظيم القاعدة، والمعروف باسم هيئة تحرير الشام.

وأضاف سوليفان: "في الوقت نفسه، بالطبع، لا نبكي على حكومة الأسد المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله وأنها تواجه أنواعا معينة من الضغوط".

وأشار إغناطيوس إلى أن الدول العربية "المعتدلة" كانت تحث سوريا على الابتعاد عن إيران في أعقاب هزيمة حزب الله في العمليات الإسرائيلية في لبنان. وكانوا يأملون أن يكون الرئيس بشار الأسد قد سئم وصاية طهران عليه وأنه مستعد للتخلي عنها إذا خففت واشنطن عقوباتها، التي تمنع الأسد وغيره من المسؤولين من الوصول إلى الأصول الدولية وتقيد الاستثمار والتجارة مع البلاد.

ولكن الآن بعد أن أصبح الأسد يواجه تهديدا متجددا من المعارضة، يبدو أنه يحتاج إلى الإيرانيين أكثر من أي وقت مضى.

ونقل ما قاله المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا،من عام 2018 إلى عام 2020، جيمس جيفري، "هذه جبهة أخرى تنهار من  الإمبراطورية الإيرانية بالوكالة". وقال إن نظام الأسد وإيران وتركيا "فوجئتا" بتقدم المعارضة.

وأضاف إغناطيوس أن الاتفاق السوري- الأمريكي كان من شأنه وقف شحنات الأسلحة إلى حزب الله في لبنان ويعزز اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين حزب الله وإسرائيل. 

كل هذا سيقلل من تهديد حزب الله المحروم من الأسلحة الإيرانية على إسرائيل أو الجيش اللبناني الذي نشر قواته الآن في جنوب لبنان، حسب الكاتب.

إلا أن عودة المعارضة السورية فاجأت الجميع في المنطقة، وخاصة الأسد. وتعتقد المصادر العربية أنه في الوقت الذي اندفع فيه مقاتلو المعارضة جنوبا، كان الأسد مسافرا إلى موسكو للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الصفقة المحتملة لتبادل حظر الأسلحة مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية.

وقال الكاتب إن السبب الرئيسي وراء الهجوم الأخير، ربما كان زيادة القصف السوري على مواقع المعارضة في إدلب، جنوب الحدود التركية مباشرة. وأطلقت المعارضة على هجومها "ردع العدوان"، وفقا لتقارير إعلامية عربية.


وقال مسؤول في إدارة بايدن إنه مع تقدم المتمردين جنوبا، انهار الجيش السوري، و"تضخم الهجوم" حتى وصل إلى حلب. وكان الاقتراح الأول الذي طرحه الوسطاء العرب على الأسد هو طرد حزب الله من سوريا بالكامل، وفقا لمصدر عربي مطلع.

ويقال إن الأسد رفض ذلك، لذلك طلب الوسطاء بدلا من ذلك المساعدة السورية في منع الأسلحة الإيرانية، حسبما يقول المصدر.  ولم تقدم لا المصادر الأمريكية أو العربية تفاصيل حول كيفية تخفيف الولايات المتحدة للعقوبات على سوريا، والتي فرضت معظمها في عام 2011 عندما بدأ الأسد في قمع انتفاضة ضد نظامه بوحشية خلال الربيع العربي المنكوب، حسب الكاتب.

وبدا أن نظام الأسد يستعيد توازنه على مدى السنوات العديدة الماضية. لكن هذا الاستقرار كان هشا، ويعتمد على القوة العسكرية لروسيا وإيران وحزب الله. ولكن هذه الدعامات لم تمنع المعارضة المسلحة من الاستيلاء على حلب.

والآن يواجه الأسد هجوما دمويا لاستعادة المدينة. ومن المؤسف أن الشرق الأوسط يتميز بأنه بمجرد انتهاء حرب ما، تبدأ حرب أخرى، على حد قول الكاتب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأسد حزب الله المعارضة سوريا سوريا الأسد حزب الله المعارضة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

يسرائيل هيوم: أكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل قيد التنفيذ

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن إسرائيل وألمانيا شرعتا في الاستعداد لنقل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "حيتس 3" للجيش الألماني، فيما وُصف بأكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فقد عُقد مؤخرا في ألمانيا الاجتماع التحضيري الأول، بمشاركة كبار المسؤولين من وزارتي الدفاع في كلا البلدين.

وترأس الاجتماع موشيه فتال، رئيس مديرية الدفاع بوزارة الدفاع، إلى جانب العقيد كارستن كوبر، المسؤول عن المشروع نيابةً عن ألمانيا، ويعقوب غاليفات، مدير مصنع "إم إل إم" في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المقاول الرئيسي لتطوير وإنتاج النظام.

وإلى جانب ممثلي شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، حضر الاجتماع ممثلون عن شركات دفاعية إسرائيلية أخرى، بالإضافة إلى الشركات "آي إي بي جي" و"إم بي دي إي" الألمانية"، وهما شريكان في استيعاب النظام وتطوير البنية التحتية التشغيلية في ألمانيا، بحسب ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.

وطُوِّر نظام "حيتس" التشغيلي، الذي يضم صاروخي "حيتس 2" و"حيتس 3″، بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة للتصدي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

وخلال العام الماضي، أثبت النظام قدراته في مواقف عملياتية حقيقية، بما في ذلك خلال الهجوم الصاروخي الإيراني في أبريل/نيسان 2024 وحوادث أمنية أخرى.

إعلان

ومع تقدم التحضيرات لنقل النظام، أكدت وزارة الدفاع أن منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية تواصل تعزيز منظومة الدفاع متعددة الطبقات لإسرائيل، بينما توسع أيضا التعاون التكنولوجي والأمني مع الدول الحليفة، مع التركيز على تعزيز صادرات الدفاع الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • جدل كبير في سوريا بسبب سجادة الشرع خلال صلاة العيد .. ما القصة؟
  • ضابط إسرائيلي كبير: لا يمكن وصف الفشل المهين الذي لحق لنا إثر هجوم 7 أكتوبر
  • يسرائيل هيوم: أكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل قيد التنفيذ
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تسمح للمفتشين بالوصول إلى المواقع النووية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلّق على تسليح الميليشيات في غزة
  • جمعية السرد.. خطوة نوعية لتعزيز المشهد الروائي والمسرحي في سوريا
  • 175 مليون يورو دعم أوروبي إلى سوريا.. وموافقة أولية على دخول مفتشين دوليين
  • وزير الداخلية السوري: ضم ضباط سابقين لم ينشقوا عن النظام البائد في إطار إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية
  • من نجم في الزمالك إلى متهم بالإرهاب.. القصة الكاملة لـ محمد المصري منفذ هجوم كولورادو
  • شارك الأسد وغسل أموال صدام حسين.. القصة الكاملة لرامي مخلوف