سوريا تعيد ذكريات "الغرب الملعون" في العراق وليبيا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
اعتبر الكاتب السياسي روس كلارك أن هناك فائدة في التذكير بأنه لولا زعيم حزب العمال البريطاني السابق إيد ميليباند، لكان بشار الأسد قد أطيح به قبل أحد عشر عاماً. في أغسطس (آب) 2013، أعطى الرئيس السوري السابق الغرب الذريعة المثالية للتحرك من أجل التخلص منه: كانت تلك هي المرة الأولى التي يثبت فيها أنه استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
تعطي سوريا المراقبين فكرة عما كان سيحدث
وكتب كلارك في مجلة "ذا سبكتيتور" أن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون اقترح عملاً عسكرياً، لكن ميليباند، الذي كان زعيم حزب العمال آنذاك، أصدر تعليماته إلى نوابه بالتصويت ضده. خسر كاميرون التصويت، ومن دون دعم بريطانيا، عمد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي قال سابقاً إن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون "خطاً أحمر"، إلى وقف العمل العسكري. كان الأسد حراً في مواصلة قتل شعبه، ومن ضمن ذلك عبر شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية. النتيجة.. بين البقاء والإطاحة
حسب الكاتب، ثبت خطأ الحجة القائلة إن من شأن الإطاحة بديكتاتور خبيث أن تولد فراغاً في السلطة، وتجتذب قوى أكثر شراً. فقد ترك الغرب الأسد في السلطة، لكنه حصل على تنظيم داعش الإرهابي على أي حال. وعلاوة على ذلك، بعد فشل الغرب في الإطاحة بالرئيس السوري السابق، أصبح نظامه قوة بالوكالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط.
'The argument that deposing a malignant dictator would create a power vacuum, sucking in even fouler forces, has been shown to be fallacious. The West left Assad in power but got Isis anyway.'
✍️ Ross Clarkhttps://t.co/75Lq0Mz0m4
ليس الأمر أن نتيجة أفضل في سوريا كانت لتكون مضمونة لو تم طرد الأسد في 2013. الدرس المستفاد من سوريا هو أن "الغرب ملعون مهما فعل". مع العراق تدخل وأطاح صدام حسين. مع القذافي، لم ينخرط بشكل مباشر ضد نظامه، لكنه دعم أولئك الذين فعلوا ذلك. مع الأسد، تركه في السلطة. انتهت الدول الثلاث إلى كارثة، حيث تكاثرت الجماعات الإرهابية، وأطلقت تدفقات هائلة من اللاجئين، وكثير منها وصلت إلى عتبات أوروبا.
مع ذلك، تابع كلارك، يمكن قول إن العراق كان النتيجة الأقل سوءاً بشكل ضئيل. لم يدخل العراق دائرة نفوذ بوتين، ولم يتحول في البداية إلى أرض خصبة للإرهاب، كما حدث في سوريا، فلم يستعمر تنظيم داعش شمال البلاد، إلى أن انسحبت الولايات المتحدة. ولفترة من الوقت، تمتع العراق بشيء قريب من الديمقراطية.
You fucking cowards have killed whatever chance of multipolarity you had.
With the fall of Syria, Hezbollah and Gaza have no supply route, Russian navy lives in a bathtub, China’s belt and road gets cut off, Iran isolated. And the West figured out that you got no stomach for war pic.twitter.com/VRcFP93uyx
يظل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن شخصيتين مثيرتين للجدل إلى حد كبير، بفعل حرب العراق. إن كثراً لن يغفروا لهما أبداً، حيث يتهمونهما بإثارة عش الدبابير، عبر حرب غير قانونية، دون دعم من الأمم المتحدة. لكن منتقديهما لم يفسروا قط لماذا كان العراق والعالم سيصبحان مكانين أفضل لو تُرك صدام في السلطة.
هذه هي الخيارات أمام الغرب
وفق الكاتب، تعطي سوريا المراقبين فكرة عما كان سيحدث. كان المطاف في العراق سينتهي عند وضع ميؤوس منه على أي حال. عندما يتعلق الأمر بتقرير القادة الغربيين لما ينبغي عليهم أن يفعلوه حيال الديكتاتوريات، لا توجد حقاً خيارات جيدة ــ فقط خيارات قد تكون أقل سوءاً من غيرها بشكل ضئيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا فی السلطة
إقرأ أيضاً:
ذكريات تترات الدراما تضيء المسرح الكبير.. ليلة حنين وعشق للدراما المصرية بالأوبرا
في ليلة ساحرة، عادت ألحان الماضي لتهمس في آذان الجمهور، وتستحضر مشاهد لا تُنسى من دراما الشاشة الصغيرة، ضمن فعاليات وزارة الثقافة المصرية، نظّمت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام أمسية استثنائية أحيتها فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد عامر، وذلك على المسرح الكبير، وسط حضور جماهيري غفير ملأ القاعة حتى آخر مقعد.
الدراما تغني.. وتُبكي وتُفرح
السهرة التي حملت الطابع الحنيني، جاءت بعنوان "نويرة بين تترات الدراما المصرية الكلاسيكية والحديثة"، ونجحت في نسج مشاعر الجمهور من خلال استعادة أشهر التترات التي شكّلت وجدان أجيال متعاقبة من المصريين والعرب.
شاشات ضخمة في خلفية المسرح عرضت مقتطفات من أبرز المسلسلات التي رافقتها تلك التترات، لتتزامن الصورة مع اللحن والصوت، في تجربة حسّية فريدة جسّدت عمق التأثير الدرامي والموسيقي في آنٍ واحد.
روائع خالدة وألحان لا تُنسىتنقل الجمهور بين محطات درامية لا تنسى، حيث تنوع البرنامج بين التترات الكلاسيكية والحديثة، من توقيع كبار الملحنين، فجاء الحفل بمثابة تكريم لذاكرة الدراما المصرية وصنّاعها.
من بين الأعمال التي عزفتها الفرقة وتفاعل معها الجمهور بشغف:
• "إمرأة من زمن الحب" و"أبنائي الأعزاء شكرًا" و"الشهد والدموع" للموسيقار عمار الشريعي،
• "لا إله إلا الله" لـ جمال سلامة،
• "الوسية"، "سارة"، "المال والبنون"، "الرجل الآخر" لـ ياسر عبد الرحمن،
• "هوانم جاردن سيتي" لـ راجح داوود،
• "اللقاء الثاني" لـ عمر خيرت،
• "فاتن أمل حربي" لـ أحمد العدل،
• "أريد رجلًا" لـ مدين،
• "سيد الناس" لـ أحمد سعد،
• "هو وهي" من ألحان كمال الطويل وعمار الشريعي،
• إضافة إلى تترات معاصرة مثل "السيدة الأولى"، "قضية رأي عام"، و"حكاية حياة" من توقيع محمد رحيم.
أصوات تعبّر عن الماضي والحاضرتألّق في أداء تلك الروائع مجموعة من الأصوات اللامعة التي نجحت في تقديم التترات بإحساس فني راقٍ، وهم: أميرة أحمد، مؤمن خليل، وليد حيدر، محمد حسن، فرح الموجي، وكنزي تركي. قدم كل فنان أداءً صادقًا أعاد من خلاله الحياة إلى الألحان، في تناغم مدهش مع عزف الفرقة المحترف.
إشراف وتنظيم متميزأقيمت الأمسية تحت إشراف الأستاذة أماني السعيد، رئيس الإدارة المركزية للموسيقى العربية، التي حرصت على تقديم أمسية متكاملة من حيث التنظيم والمضمون الفني، لتعبّر عن رؤية وزارة الثقافة في الحفاظ على التراث الموسيقي المصري وتعزيزه ضمن مشروع توثيق وجدان الأمة من خلال الموسيقى.
رسالة فنية تتجاوز الزمنلم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان رسالة فنية وإنسانية استحضرت الماضي بكل ما فيه من جمال، وذكّرت الجمهور بأهمية الموسيقى في تشكيل الوعي الثقافي والوجداني فالدراما المصرية، بتتراتها الخالدة، لم تكن فقط وسيلة ترفيه، بل أداة للتعبير عن هموم المجتمع وأحلامه.
ختام يحمل وعدًا بالمزيداختُتم الحفل وسط تصفيق حار ووجوه مفعمة بالتأثر والامتنان، في تأكيد على أن الذاكرة الموسيقية والدرامية لا تموت، بل تُبعث من جديد في مثل هذه الليالي التي تصنع الفارق.
وبهذا النجاح الكبير، تتجدد التطلعات للمزيد من الفعاليات التي تعيد لأذهاننا وعينا الجمعي، وتُبقي روح الفن الأصيل حيّة في قلوبنا.