لجريدة عمان:
2025-08-01@09:37:16 GMT

الزلزال السياسي في سوريا .. آمال ومخاوف !

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

ربما لم يكن ما افترضناه من قراءة سابقة في مقالنا الأخير على ذلك النحو الذي توقعنا معه شتاء ساخنًا في سوريا، نسبةً لكثير من معطيات ملفات الحروب التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط وتشابكاتها، وإن كنا قد ألمحنا إلى متغيرات إقليمية ودولية أثرت على نحو بالغ في ارتخاء وضعف قوة حاضنتي النظام السوري (روسيا وإيران).

إن ما جرى خلال يوم 7 ديسمبر والسقوط الدراماتيكي للنظام بسقوط دمشق في أيدي قوات المعارضة السورية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، كان زلزالًا سياسيًا مفاجئًا للجميع، وهو بصورة أو بأخرى، تغيير لا يزال أمامه الكثير من عقبات المأساة السورية.

مع ذلك لا يغيب على المراقب طبيعة المعادلات الدولية والإقليمية التي ذكرنا طرفًا منها في المقال السابق. فقد كان للدورين الخارجيين، التركي والأمريكي، أثر حاسم في تفاعل مجريات الأحداث على ذلك النحو المتسارع كنتيجة من نتائج الأوضاع التي خلفها ضرب النفوذ الإيراني في دمشق عبر إسرائيل على خلفية عملية طوفان الأقصى، وكذلك على خلفية الضغط الأوروبي الأمريكي منذ عامين على روسيا في ملف حرب أوكرانيا.

ما زال المستقبل غامضًا في سوريا، وعلى السوريين الاستفادة من تجارب الآثار السلبية لحراك الربيع العربي في المنطقة (وهو أمر لا يبدو واضحًا حتى الآن في قرارات المعارضة) ذلك أن ما رشح في اختيارات قائد هيئة تحرير الشام؛ من تكليفه لرئيس حكومة الإنقاذ السابقة في إدلب، محمد البشير، بتولي رئاسة حكومة انتقالية جديدة في دمشق لا يعكس وعيًا حقيقيًا بطبيعة التحديات الكبرى التي ينبغي أن تواجهها حكومة انتقالية سورية يتعين عليها إدارة ملفات بالغة التعقيد في تحدياتها السياسية والأمنية والاقليمية ولا يمكن بطبيعة الحال لرئيس سابق لحكومة صغيرة في مدينة إدلب أن يضطلع بمهام الاستجابة لتلك الملفات.

كل الخشية؛ ألّا يكون هناك استدراك سريع لتلافي هذا الخيار الذي عكس، من ناحية ثانية، توجهًا إيدلوجيًا لشخصية الرئيس المعيَّن قد لا يتناسب مع ما تحتاجه سوريا اليوم لمواجهة التحديات التي تحيط بها.

حتى الآن، مازال الوقت مبكرًا للتكهن بمآلات الأمور. وبالرغم من التحولات المعلنة في حديث لقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، إلا إن الكثير من الاستحقاقات رهينة بالعمل على نحو يطابق الأقوال بالأفعال ويطمئن الجميع في سوريا.

فكل من الولايات المتحدة والغرب، وإن أبديا نوايا حسنة في احتمال رفع اسم هيئة تحرير الشام من لوائح المنظمات الإرهابية، إلا أن الوقت ربما كان مبكرًا لاتخاذ قرار أمريكي غربي كهذا.

تأتي التجربة السورية في إنهاء حقبة الأسد بعد عقد ونصف من الصراع، وبعد أن دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا بلغ نحو مليون شخص قتلوا في ذلك الصراع، وتهجير داخلي وخارجي طاول نصف الشعب السوري. لكنها مع ذلك هي تجربة لا تزال مفتوحةً على كل الاحتمالات والتحولات لنسق نتائج تجارب الربيع العربي في المنطقة.

ومع اختلاف التجارب في كل بلد عربي على حدة، خلال ذلك الربيع العاصف، تبدو التجربة السورية اليوم أكثر حساسيةً وغموضًا لناحية موقعها الجيوسياسي وطبيعة التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه تجربة سياسية سورية منفتحة على جميع الاحتمالات، إيجابًا و سلبًا.

في تقديرنا، سيظل هذا جزءًا مهمًا من القدرة على قراءة التحولات والتعاطي معها إيجابيًا رهينًا بالسلوك السياسي لتحالف المعارضة السورية التي تولت السلطة في دمشق. وإذا كانت الضربات الجوية الإسرائيلية لغالبية قواعد الجيش السوري تعكس استباقًا للاحتمالات الغامضة في طبيعة تصرف القادة الجدد لسوريا، فلا أحد يعلم طبيعة السياسة القادمة لترامب مع الوضع السياسي الجديد في سوريا، إلا أن هناك الكثير من الدوافع التي قد تجبر ترامب على الانخراط في الملف السوري، لاسيما وأن الرئيس دونالد ترامب هو الذي تمكن من القضاء على تنظيم داعش في المنطقة خلال ولايته الرئاسية السابقة.

ثمة الكثير من التحديات أمام المعارضة السورية المسلحة، ولعل جولات قادمة من صراع محتمل بين داعش وهيئة تحرير الشام قد تفسر الكثير وترسل أكثر من رسالة لأكثر من جهة في المنطقة والعالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام فی المنطقة الکثیر من فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين ويؤكد دعم سوريا

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له في قصر الكرملين بالعاصمة موسكو، حسبما أفادت وكالة “سانا”.

وكان أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اتفاق مع الجانب السوري لتشكيل لجنة وزارية مشتركة لمراجعة الاتفاقات الاقتصادية المبرمة بين البلدين.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس في موسكو بحضور لافروف ونظيره السوري أسعد الشيباني، حيث قال لافروف: “اتفقنا على تعيين رئيس من الجانب الروسي للجنة المشتركة التي ستنظر في المسارات متبادلة المنفعة”.

وأضاف لافروف أن “روسيا ستشارك بشكل فعال في تعافي الاقتصاد السوري”، مرحباً برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيراً إلى أن “رفع العقوبات الأمريكية عن الشعب السوري أمر سليم، حيث كانت تطال الشعب لا المسؤولين”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الاتفاق على تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة للنظر في الاتفاقات السابقة بين البلدين، واصفاً العلاقات الروسية السورية بأنها تمر “بمنعطف تاريخي حاسم”.

وأشار الشيباني إلى وجود “انفتاح كبير” من الجانب الروسي، معرباً عن اعتقاده أن العلاقة ستتطور إلى “شراكة استراتيجية متميزة في القريب العاجل”.

آخر تحديث: 31 يوليو 2025 - 18:43

مقالات مشابهة

  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين ويؤكد دعم سوريا
  • الدفاع المدني السوري يؤمن خروج المدنيين من السويداء ودخولهم إليها من جهة بصرى الشام بريف درعا
  • الأمن السوري يفتح ممرا لإخراج العائلات من السويداء باتجاه الشام
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • فرق الدفاع المدني السوري في معبر بصرى الشام الإنساني تواصل مهامها في تسهيل دخول المساعدات والمدنيين إلى محافظة السويداء
  • مراسل سانا: توقيع عقد استثمار في مجال الإعلانات بين الهيئة العامة للطيران المدني السوري وشركة “فليك” للإعلان الطرقي وذلك في مبنى الهيئة بدمشق
  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • انفجار لغم ببصرى الشام يُفقد شابة ساقها ويُثير تحذيرات واسعة
  • قافلة مساعدات إنسانية جديدة تدخل محافظة السويداء السورية