ما هو اليمين الغموس؟ خطورته وكيف يتجنبها المسلم؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
الحلف بالله كذبًا هو من الذنوب العظيمة التي حذّر منها الشرع الحنيف، ويُعرف هذا الفعل بـ"اليمين الغموس"، لأنه يغمس صاحبه في الإثم والنار.
وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ» (رواه البخاري)، مما يُبرز عِظم هذه المعصية وخطرها على دين المرء وآخرته.
"اليمين الغموس" هي الحلف بالله كذبًا على أمر ماضٍ بقصد الخداع أو تحقيق منفعة باطلة، كمن ينكر فعلًا قام به، أو يثبت أمرًا كذبًا. وقد وصفها العلماء بأنها من الكبائر لأنها تمثل استهانة بجلال الله وكذبًا متعمدًا يُلحق الأذى بالغير.
حكم اليمين الغموسأجمع جمهور الفقهاء على أن اليمين الغموس لا تُكفَّر بالكفارة المعتادة (إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام)، وإنما تستوجب توبة نصوحًا، وذلك لعِظم الذنب. ويشترط في التوبة:
الإقلاع عن الذنب: الامتناع عن الحلف الكاذب مستقبلًا.
الندم على ما فات: استشعار خطورة ما ارتكبه من إثم.
رد الحقوق: إعادة الحقوق المادية أو المعنوية التي أُخذت بسبب اليمين الكاذب.
بينما ذهب الشافعية إلى وجوب الكفارة بالإضافة إلى التوبة، والجمع بينهما أحوط وأسلم.
بيَّن الله تعالى عاقبة الحلف الكاذب بقوله:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَٰئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
وهذا دليل قاطع على أن الحلف الكاذب قد يؤدي بصاحبه إلى غضب الله وعذابه في الدنيا والآخرة.
1. تعظيم الحلف بالله: إدراك أن الحلف بالله أمر جليل لا يجوز الاستهانة به.
2. الصدق: الحرص على قول الحق في جميع الأحوال.
3. الامتناع عن كثرة الأيمان: لقول النبي ﷺ: «لا تحلفوا بالله كثيرًا» (رواه النسائي).
الحلف بالله كذبًا ليس مجرد ذنب بسيط يمكن التغاضي عنه، بل هو أمر يستوجب توبة صادقة ورد الحقوق لأصحابها. ويجب على المسلم أن يُعظّم الله في قلبه، وأن يلتزم بالصدق في قوله وأفعاله، امتثالًا لأوامر الله وسنة نبيه ﷺ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليمين الغموس حكم اليمين الغموس الكاذب الكذب عن النبي خطورة الیمین الغموس الحلف بالله
إقرأ أيضاً:
زعيم اليمين المتطرف في هولندا يعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي
أعلن زعيم اليمين المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، انسحابه من الائتلاف الحكومي اليوم الثلاثاء بسبب خلاف حول مسألة الهجرة، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
وكان من المقرر إجراء محادثات اليوم الثلاثاء في محاولة أخيرة لإنقاذ الائتلاف الحكومي، لكن المحادثات توقفت بعد أن نفذ رئيس الحزب اليميني المتطرف تهديداته بالانسحاب، بحسب راديو فرنسا الدولي.
وكتب عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، "لم يتم توقيع خطتنا بشأن اللجوء.. حزب الحرية ينسحب من الائتلاف" الحكومي، في إشارة إلى برنامجه الرامي إلى تشديد السياسات تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء .
ويرى فيلدرز أن الحكومة تستغرق وقتًا طويلًا للغاية في تطبيق سياسات الهجرة الأكثر صرامة على الإطلاق في هولندا.
وطرح عشر نقاط لإصلاح سياسة اللجوء، بما في ذلك تجميد كامل لحقوق اللجوء، ووقف بناء مراكز استقبال طالبي اللجوء، وتقييد لم شمل الأسر يوم الأحد، كما هدد بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يقبل شركاؤه ست نقاط على الأقل من خطته.
ويعد حزب الحرية أكبر حزب في البرلمان الهولندي، وانسحابه سيؤدي إلى سقوط الحكومة، وعلى الأرجح، إلى اجراء انتخابات جديدة.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يسبب فيها حزب الحرية سقوط حكومة في هولندا: ففي أبريل 2012، سحب فيلدرز دعم حزبه لتحالف الأقلية آنذاك بقيادة مارك روته.