نميرة نجم : المهاجرون من أفريقيا يسدون فجوة نقص العمالة في أوروبا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قالت السفيرة الدكتورة نميرة نجم خبيرة القانون الدولي والهجرة ومديرة المرصد الأفريقي للهجرة AMO ، إنه ليس صحيحا ان جميع المهاجرين من أفريقيا يتجهون الى اوروبا ، مشيرة إلى ان المهاجرين الافارقة اغلبهم داخل القارة الافريقية ، ومن يهاجر من المنتقلين من القارة الي خارجها يصل الي ١٤،٥٪ ، منهم ٢٧٪ يتجهون أوروبا بشكل نظامى وللدراسة والعمل ، وكذلك بشكل غير نظامى يساهم في سد فجوة نقص الشباب بسوق العمل الاوروبي بسبب إرتفاع متوسط الأعمار في القارة الاوروبية ونقص القوي العاملة .
جاء ذلك أثناء مشاركتها نيابة عن مفوضية الاتحاد الأفريقي في الاجتماع الموضوعي لعملية الخرطوم حول الاستراتيجيات المبتكرة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، والذي عقد يومي 10 و11 ديسمبر 2024، في مومباسا، كينيا.
الاجتماع الموضوعي لعملية الخرطوم حول الاستراتيجيات المبتكرة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين
وأوضحت نجم ان اعداد الهجرة العالمية بالمقارنة بعدد سكان العالم في عام ١٩٩٠ وصلت الى ٢،٨٧٪ ، وزادت هذه النسبة في عام ٢٠٢٠ ،لتصل الى ٣،٦٪ ، اى ان الزيادة في الهجرة حول العالم خلال ١٠ اعوام لم تصل الى ١٪ من سكان العالم، ونصيب افريقيا من عدد المهاجرين حول العالم يصل الى ،١٤،٥٪ بالمقارنة للمهاجرين من آسيا ٤١٪ ، واوروبا ٢٢،٥٪ ، وبالتالى لا يمكن القول باننا نواجه حملات هجرة غير مسبوقة في التاريخ، اذ ان عدد الاوروبيين الذين هاجروا ولجأوا الى شمال افريقيا اثناء الحرب العالمية الثانية اكبر بكثير من اعداد المهاجرين من افريقيا في السنوات الاخيرة.
وأكدت السفيرة انه يجب تحرى الدقة حينما نتحدث في المحافل المشتركة بين افريقيا واوروبا عند الحديث عن الهجرة من القارة الأفريقية الي القارة الأوروبية ، حتى يتسني لنا وضع سياسات مبنية على الواقع تنعكس في التحول لاجراءات تنفيذية فعالة ، وتسهم في حماية المهاجرين الافارقة وحقوقهم من جانب ، ومساعدة اوروبا في سد الفجوة الموجودة في سوق العمل هناك مما يؤدى الى فوائد مشتركة للقارتين وتبادل الناجع للمنفعة .
وأشارت نجم إلى الأطر القانونية المتاحة التي تجرم الاتجار بالأشخاص وعلى أهمية التعاون في مكافحة هذه الجرائم المنظمة العابرة للحدود، و تقييم نقاط القوة والضعف، حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى التعاون الدولي ، وعلى الدور الحاسم لاستخدام التقدم في التكنولوجيا لجلب الجناة إلى العدالة وإنقاذ الضحايا وحماية حقوقهم الإنسانية.
وأكدت السفيرة خلال الجلسة الختامية، على أهمية الانتقال من التوصيات السياسية إلى التنفيذ لصالح القارتين الأفريقية والأوروبي.، مع التركيز على التنفيذ الفعال لمعالجة تحديات الاتجار والتهريب بشكل شامل ،مؤكدة على الحاجة إلى استراتيجيات ديناميكية وتعزيز التعاون لمكافحة هذه الجرائم العابرة للحدود الوطنية ، وعلي حرص المرصد علي تعزيز الشراكات، وربط الأطر الإقليمية بالاستراتيجيات القابلة للتنفيذ، وضمان التأثيرات الملموسة في حوكمة الهجرة في جميع أنحاء أفريقيا.
وقد جمع الاجتماع، الذي استضافته كينيا بالشراكة مع النمسا، صناع السياسات وممثلي وكالات إدارة الحدود وإنفاذ القانون وآليات التنسيق الوطنية والخبراء لاستكشاف الأساليب المبتكرة لمعالجة الاتجار والتهريب ،وتركزت المناقشات حول إطار العمل المكون من 4 عناصر - الوقاية والحماية والملاحقة القضائية والشراكة ، وأكد المشاركون على أهمية الجهود التعاونية والشراكات، بما في ذلك بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، خصوصا مع الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين في الثامن عشر من ديسمبر.
وقد حضر الإجتماع من المرصد الأفريقي للهجرة هبة فكري باسيلي، مسؤولة بناء القدرات ، و ياسين بن مختار، باحث في الهجرة والتنقل بالمرصد .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوروبا مفوضية الإتحاد الأفريقي
إقرأ أيضاً:
220 مليار دولار حجم التجارة البينية الأفريقية في 2024
شهدت التجارة البينية داخل القارة الأفريقية انتعاشا ملحوظا في عام 2024، بعد عام من التراجع في 2023، إذ سجلت نموا بنسبة 12.4% لتصل قيمتها إلى نحو 220.3 مليار دولار، وفقا لتقرير صادر عن البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (Afreximbank).
ويعكس هذا الارتفاع تعافيا قويا بعد انخفاض بلغ 5.9% في العام السابق، مما يعزز الآمال في زيادة جهود التكامل الإقليمي، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
جنوب أفريقيا في الصدارةحافظت جنوب أفريقيا على موقعها كأكبر مساهم في التجارة البينية داخل القارة، بإجمالي تعاملات بلغ 42.1 مليار دولار، أي ما يعادل نحو خُمس إجمالي التجارة البينية لأفريقيا.
ورغم تسجيل انخفاض طفيف مقارنة بالعام الماضي، يظل هذا الرقم دليلا على الدور المحوري الذي تلعبه البلاد، خاصة ضمن تكتلات إقليمية مثل الاتحاد الجمركي لأفريقيا الجنوبية (SACU) ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC).
وحققت دول غرب أفريقيا -وفي مقدمتها نيجيريا وكوت ديفوار ومالي- أداء لافتا خلال العام.
فقد أسهمت كوت ديفوار وحدها بنسبة 4.8% من إجمالي التجارة داخل القارة، بفضل زيادة صادراتها من النفط المكرر والسلع المصنعة.
أما نيجيريا، فقد بلغت قيمة تعاملاتها التجارية البينية نحو 18.4 مليار دولار، مما يعكس تحسنا ملحوظا في أدائها الاقتصادي.
شرق أفريقيا في المرتبة الثالثةجاءت منطقة شرق أفريقيا في المرتبة الثالثة من حيث الإسهام في التجارة البينية، بينما لعبت مناطق شمال ووسط أفريقيا دورا أقل حجما، وإن كان دورها ذا أهمية إستراتيجية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الفروق الإقليمية لا تقلل من الصورة الإيجابية العامة، إذ تمضي القارة بخطى ثابتة نحو تعزيز التجارة الداخلية، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).
يُعدّ نمو التجارة البينية مؤشرا مهما على تقدم مسار التكامل الاقتصادي في أفريقيا، ويعزز فرص التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية.
إعلانومن المتوقع أن تسهم منطقة التجارة الحرة القارية في ترسيخ هذا الاتجاه، من خلال إزالة الحواجز الجمركية وتسهيل حركة السلع والخدمات بين الدول الأعضاء.