خلاف بين «الحكومة» و«الأطباء» بسبب قانون المسئولية الطبية
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن مجلس الوزراء عن النسخة النهائية لمشروع قانون المسئولية الطبية الذي طال انتظاره، بهدف تنظيم العلاقة بين الأطباء والمرضى، وحماية حقوق الطرفين، إلا أن المشروع أثار موجة من الجدل بين الأوساط الطبية، حيث أبدت النقابة العامة لأطباء مصر اعتراضها عليه.
واعتبرت نقابة الأطباء، أن القانون بصورته الحالية يمثل تهديدًا مباشرًا لحقوق الأطباء، ويضعهم تحت طائلة الحبس في أي لحظة، ما يثير مخاوف حول مستقبل المهنة في مصر.
وترى النقابة أن القانون تجاهل مطالبها الأساسية، وعلى رأسها إلغاء عقوبة الحبس في القضايا المهنية، ما دفعها لإعلان موقفها الرافض بشدة لهذا المشروع، مطالبةً بإعادة صياغته بما يتناسب مع طبيعة العمل الطبي والتحديات التي تواجه الأطباء يوميًا.
ويتضمن المشروع ثلاث مواد إصدار، إضافة إلى مادة للنشر توضح أن القانون يبدأ تطبيقه بعد ستة أشهر من نشره في الجريدة الرسمية.
ويتألف المشروع من 30 مادة موزعة على خمسة فصول، تشمل التزامات مقدمى الخدمة الطبية والمنشآت، وتعويض الأضرار الناتجة عن الأخطاء الطبية، وكذلك أحكام العقوبات عند مخالفة القانون، كما يتناول المشروع الحالات التي تنتفي فيها المسؤولية الطبية، مما يحدد نطاق محاسبة الأطباء قانونيًا.
كما يتضمن القانون إنشاء لجنة عليا للمسؤولية الطبية، تعمل على مراجعة الشكاوى والتحقيق في الأخطاء الطبية المحتملة، بهدف توفير بيئة عادلة للطبيب والمريض على حد سواء.
ومع ذلك، أثارت بعض البنود المتعلقة بالعقوبات والتزامات الأطباء جدلًا واسعًا، حيث ترى نقابة الأطباء أن القانون بصيغته الحالية يهدد حقوق الأطباء ويعرضهم لعقوبات غير عادلة.
النقابة: المشروع يهدد حقوقنا ويضعنا تحت طائلة الحبس ويهدد مستقبل المهنةوقال الدكتور أبوبكر القاضي، أمين صندوق النقابة العامة لأطباء مصر، إن النقابة ترفض النسخة التي أعلن عنها مجلس الوزراء رفضًا قاطعًا.
الدكتور أبوبكر القاضيوأضاف "القاضي": في تصريحات لـ"البوابة" “نرفض تمامًا حبس الأطباء في القضايا المهنية طالما أن الطبيب لم يخالف القانون المتبع أو البروتوكولات الطبية المعتمدة، حماية الأطباء شرط أساسي لتحسين بيئة العمل وتقديم خدمة طبية جيدة”.
وتابع: “القانون الذي نطالب به كان له أهداف وفوجئنا أن القانون خرج من مجلس الوزراء خلا من الأهداف الموضوعية التي طالبنا بها منذ 10 سنوات وكان اعتراضنا على بند العقوبات والمسئولية الجنائية”.
وأضاف أمين صندوق نقابة الأطباء: “يوجد لدينا نسبة كبيرة من المرضى شديدة الخطورة، تأثير هذه الحالات تعتبر نسبة كبيرة من المرضى في مصر من الحالات شديدة الخطورة، حيث يتطلب علاجهم تدخلات معقدة قد تنطوي على مضاعفات طبيعية نتيجة حالتهم الصحية المتدهورة، ورغم ذلك، يتعرض الأطباء لمخاطر المساءلة الجنائية حال حدوث أي مضاعفات، وهو ما يراه الأطباء ظلمًا كبيرًا في ظل ظروف عملهم الصعب”.
كما أعرب الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة، عن استياء النقابة من مشروع القانون، وأكد لـ"البوابة" أن القانون بصورته الحالية يضع الأطباء في مواجهة مباشرة مع مخاطر جنائية لا تتناسب مع طبيعة عملهم.
الدكتور إبراهيم الزياتوتابع عضو مجلس النقابة العامة للأطباء: مشروع قانون المسئولية الطبية في نسخته الحكومية ليس به أي بند من مطالب النقابة، هذا القانون يُعرض الأطباء لخطر ضياع حقوقهم في أي لحظة، ويجعلهم مهددين بالحبس في أي وقت.
وأضاف "الزيات": نحن نرفض هذا القانون تمامًا، والنقابة تطالب بحماية الأطباء وتشدد على ضرورة أن يتضمن القانون بنودًا واضحة تحمي الأطباء من المساءلة الجنائية غير المبررة طالما أنهم ملتزمون بالبروتوكولات الطبية المعتمدة.
ودعت نقابة الأطباء إلى إعادة النظر في مشروع القانون بما يضمن إلغاء عقوبة الحبس في القضايا المهنية الطبية، واستبدالها بعقوبات تتناسب مع طبيعة العمل الطبي، وإنشاء هيئة مستقلة لتقييم المسؤولية الطبية، تضم خبراء من المجال الطبي والقانوني لتحديد وجود خطأ طبي من عدمه، وحماية حقوق المرضى والأطباء على حد سواء، بما يعزز الثقة في المنظومة الصحية.
كما تطالب نقابة الأطباء بعقد جلسات حوار مجتمعي تشارك فيها الأطراف المعنية كافة، من أجل صياغة قانون عادل ومتوازن يحمي حقوق المرضى ويضمن بيئة عمل آمنة للأطباء.
وأعلن مجلس نقابة أطباء الدقهلية، رفضه مشروع قانون المسئولية الطبية الذي وافق عليه مجلس الوزراء وأرسله إلى مجلس النواب، في شكله الحالي.
وأكد المجلس في بيان، رفض أي قانون يتضمن الحبس الاحتياطى للأطباء في القضايا المهنية، ورفض أي قانون يتضمن على عقوبة الحبس في القضايا المهنية.
وطالب بضرورة تغليظ عقوبات الاعتداء على الطاقم الطبي، وشرح واضح لكيفية تشكيل الهيئات الفرعية للمسئولية الطبية بتواجد نقابي واضح.
وأكد مجلس نقابة أطباء الدقهلية دعمه لموقف النقابة العامة وتحركات النقيب العام للأطباء الدكتور أسامة عبدالحي، من أجل خروج قانون يهيئ مناخًا صحيًا بيئة العمل الطبي في مصر.
ويبقى مستقبل مشروع القانون مرهونًا بإمكانية التوصل إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف وتدعم استقرار المنظومة الصحية في مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النقابة العامة لأطباء مصر صندوق النقابة العامة قانون المسئولية الطبية مشروع قانون المسئولية الطبية مجلس الوزراء نقابة الأطباء قانون المسئولیة الطبیة النقابة العامة نقابة الأطباء مجلس الوزراء أن القانون الحبس فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
جبران: قانون العمل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين أصحاب الأعمال والعمال
افتتح وزير العمل محمد جبران، والفريق أحمد خالد حسن سعيد،محافظ الإسكندرية، اليوم الثلاثاء ،ندوة تثقيفية بمواد قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025 ، والتي نظمتها "جمعية القوي البشرية – مصر" تحت عنوان "قانون العمل الجديد - نحو بيئة عمل عادلة و مستقرة"، وذلك بحضور أكثر من 200 مدير موارد بشرية من كبرى الشركات العالمية العاملة في السوق المصري.
البناء والأخشاب تعقد دورات تثقيفية عن قانون العمل الجديد
تشغيل بشروط.. قانون العمل الجديد يرسم خريطة توظيف حديثة
جبران: تطبيق قانون العمل الجديد لحماية عمال "الدليفري" في حملة "سلامتك تهمنا"
محمد جبران: قانون العمل الجديد هيطبق ومش هنركنه على الرف
شارك في الندوة إيهاب عبد العاطي، المستشار القانوني لوزير العمل حيث تم استعراض أبرز مواد "القانون"،فيما يتعلق بتوضيح التعديلات الجوهرية المتعلقة بعقود العمل، وتنظيم العمالة الأجنبية، وأحكام المنصات الرقمية ،وغيرها،كما حضر المهندس عماد نصر أيوب رئيس مجلس إدارة "الجمعية"،و محمد الدروي، عضو مجلس الإدارة، والذي أكد في كلمته أن الجمعية تضم في عضويتها نخبة من العاملين بمهنة الموارد البشرية في مصر، وتعمل على تعزيز الوعي القانوني والممارسات السليمة في إدارة الموارد البشرية.كما حضر الفعاليات محمد كمال مدير مديرية العمل بالإسكندرية .. وفي إفتتاح "الندوة" ثَمّن الوزير جبران ،دور المجتمع المدني في مناقشة مواد القانون ،وأكد على أن "الوزارة" مُنفتحة على كل المقترحات لضمان تطبيق فعال يحفظ الحقوق ويضمن بيئة عمل مستقرة وآمنة.
يدعم مسيرة الاستثمارقال الوزير :إن قانون العمل الجديد يُمثل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين مصالح أصحاب الأعمال والعمال، ويدعم مسيرة الاستثمار في مصر من خلال مناخ تشريعي عادل ومرن... وأشار إلى الإستعدادات الجارية للإنتهاء كافة القرارات الوزارية التنفيذية للقانون، وعددها حوالي 87 قرارا، من بينهم 68 من وزارة العمل ، والباقي عن رئيس مجلس الوزراء ، ووزارتي العدل والصحة..موضحًا أن من أبرز مكاسب القانون الجديد تسريع إجراءات التقاضي في المحاكم العمالية، إذ يتم الفصل في النزاعات في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، مقارنة بالمدد الطويلة التي كانت تستغرقها القضايا سابقًا..وأوضح إن تصديق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون خلال احتفالية عيد العمال الماضي ،بعد موافقة مجلس النواب عليه ،واجراء تشاور اجتماعي جاد شاركت فيه كافة الأطراف المعنية، يُعد قرارًا تاريخيًا لصالح عمال مصر، مشيرًا أيضًا إلى أن القانون خرج بشكل متوازن يراعي حقوق وواجبات أصحاب العمل والعمال على حد سواء،ومعايير العمل الدولية وأنماط العمل الجديدة ،وغيرها من الامتيازات التي تشجع على الاستثمار وتحقق المزيد من الأمان الوظيفي للعمال.
استقرار كافة الأطفالمن جانبه، رحب محافظ الإسكندرية بعقد الندوة على أرض المحافظة، مؤكدًا أن تطبيق القانون الجديد يتطلب وعياً مؤسسياً ومهنيًا عاليًا، وأن هذه اللقاءات تمثل منصة ضرورية لفهم مضامين القانون وتطبيقه على نحو يحقق العدالة والاستقرار لكافة الأطراف. وأضاف أن المحافظة تفتح ذراعيها لأي جهد يسهم في تحسين بيئة العمل والارتقاء بكفاءة المؤسسات، لاسيما في ظل ما يشهده مناخ الاستثمار من تطور ملحوظ.وأشار المحافظ إلى أن المحافظة تولي اهتمامًا بالغًا بقضايا العمل والتشغيل، وتحرص على دعم كافة المبادرات التي تسهم في تمكين العنصر البشري وتأهيله لسوق العمل، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص لنشر ثقافة قانونية حديثة تسهم في ترسيخ بيئة عمل قائمة على الحقوق والواجبات، بما يدعم استقرار سوق العمل ويعزز من قدرة المؤسسات على تحقيق النمو والتنافسية.