جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@11:54:25 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث

 

علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

asa228222@gmail.com

تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.

الشعر الشعبي في ظفار

يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.

كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.

الأغاني الشعبية

تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.

وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:

الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.

البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.

النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.

الحكايات والأساطير

تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.

ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.

الأمثال الشعبية

تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.

دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية

يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.

ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد جهود وطنية استمرت لأيام.. العثور على الصياد المفقود في طاقة مفارقًا للحياة

طاقة- الرؤية

تمكنت فرق الإنقاذ، السبت، من العثور على المواطن المفقود في ولاية طاقة بمحافظة ظفار وهو مفارق للحياة بمحاذاة شاطئ روري؛ حيث تم انتشال جثمانه من قِبل فرق الإنقاذ التابعة لهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وذلك بعد جهودٍ وطنيةٍ استمرّت لعدة أيام للبحث عنه.

وكان المفقود قد خرج للصيد برفقة أخيه يوم الثلاثاء الماضي قبل أن يتم الابلاغ عن فقدانهما، وعثر على أحدهما في اليوم التالي، واستمرت محاولة إنقاذ المفقود الآخر لعدة أيام بسبب ارتفاع مستوى الأمواج والجرف الصخرية الحادة والتجاويف المحيطة بالمكان. وشارك في عمليات البحث كل من شرطة عمان السلطانية وسلاح الجو السلطاني العماني وهيئة الدفاع المدني والإسعاف وعدد من المواطنين.

وتوجه اللواء رئيس هيئة الدفاع المدني والإسعاف وعدد من ضباط الهيئة إلى محافظة ظفار لتقديم واجب العزاء لذوي المتوفى، إضافة لتقديم الشكر لفرق الإنقاذ على جهودهم الكبيرة واحترافيتهم أثناء عمليات البحث والإنقاذ.

وتهيب هيئة الدفاع المدني والإسعاف بجميع الصيادين في محافظة ظفار باتخاذ الحيطة والحذر أثناء عمليات الصيد وتجنب نزول البحر، خاصة خلال موسم الخريف، وذلك لضمان سلامتهم، وأهمية الالتزام بالاشتراطات الوقائية ووسائل السلامة.

مقالات مشابهة

  • بعد جهود وطنية استمرت لأيام.. العثور على الصياد المفقود في طاقة مفارقًا للحياة
  • لماذا الحديث عن أمن الهوية الثقافية؟
  • لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • «ذاكرة المدينة» مشروع ثقافي رقمي لترسيخ الهوية المصرية وحفظ التراث
  • "الأرصاد" تصدر تنبيها.. وأمطار متفرقة على ظفار
  • فرقة «فلكلوريتا» تحيي حفلا غنائيا بالساقية.. 13 يونيو المقبل
  • «جماليات الهوية في الفن التشكيلي».. أمسية أدبية وفنية بنادي الأدب ببنها
  • أخصائي نفسي: الأكل العاطفي مرآة لمشاعرنا وليس مجرد شَهية
  • أخصائي نفسي: الأكل العاطفي مرآة لمشاعرنا.. وليس مجرد شَهية