الصين..رفع عجز الميزانية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
اقتصاد الصين.. مع استمرار أزمات الاقتصاد بعدد من دول العالم، قال مصدران مطلعان إن زعماء الصين اتفقوا الأسبوع الماضي على رفع عجز الميزانية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، مع الحفاظ على هدف النمو الاقتصادي عند حوالي 5%.
ووفق لوكالة رويترز للأنباء، تقارن خطة العجز الجديدة مع هدف أولي قدره 3% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، وتتماشى مع سياسة مالية "أكثر استباقية" حددها كبار المسؤولين بعد اجتماع المكتب السياسي في ديسمبر ومؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الأسبوع الماضي، حيث تم الاتفاق على الأهداف ولكن لم يتم الإعلان عنها رسميا.
استعدادات الصين لمواجهة تأثير الزيادة الرسوم الجمركية الأميركية
وتبلغ النقطة المئوية الإضافية من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق نحو 1.3 تريليون يوان (179.4 مليار دولار).
وقال المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مسؤولين عن التحدث إلى وسائل الإعلام إن المزيد من التحفيز سيتم تمويله من خلال إصدار سندات خاصة خارج الميزانية، ولا يتم عادة الإعلان عن هذه الأهداف رسميا إلا في اجتماع البرلمان السنوي في شهر مارس، وقد تتغير هذه الأهداف قبل انعقاد الدورة التشريعية.
ويشكل الدافع المالي الأقوى المخطط له في العام المقبل جزءا من استعدادات الصين لمواجهة تأثير الزيادة المتوقعة في الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وقال المصدران إن الصين ستحافظ على هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي دون تغيير عند نحو 5% في عام 2025.
وذكر ملخص إعلامي رسمي للاجتماع المغلق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أنه "من الضروري الحفاظ على النمو الاقتصادي المطرد"، ورفع نسبة العجز المالي وإصدار المزيد من الديون الحكومية العام المقبل، لكنه لم يذكر أرقاما محددة.
وذكرت وكالة رويترز الشهر الماضي أن مستشاري الحكومة أوصوا بكين بعدم خفض هدفها للنمو.
يذكر أنه تعثر ثاني أكبر اقتصاد في العالم هذا العام بسبب أزمة عقارية حادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب الاستهلاكي.
وقد تواجه الصادرات، وهي واحدة من النقاط المضيئة القليلة، قريبًا تعريفات جمركية أمريكية تتجاوز 60% إذا نفذ ترامب تعهداته الانتخابية.
تهديدات ترامب تهز المجمع الصناعي الصيني
وكانت تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب هزت المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعًا تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنويًا للولايات المتحدة.
وقد نقل العديد من المصنعين إنتاجهم إلى الخارج للهروب من الرسوم الجمركية.
ويقول المصدرون إن الرسوم الجمركية من شأنها أن تؤدي إلى تقليص الأرباح بشكل أكبر، وهو ما من شأنه أن يضر بالوظائف والاستثمار والنمو الاقتصادي.
كما من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم فائض الطاقة الصناعية في الصين والضغوط الانكماشية ، بحسب المحللين.
وأشارت ملخصات اجتماعات اللجنة الاقتصادية والنقدية المركزية والمكتب السياسي أيضا إلى أن البنك المركزي الصيني سوف يتحول إلى موقف سياسة نقدية "متساهلة بشكل مناسب"، وهو ما أثار توقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة وحقن السيولة.
ويقول المحللون إن من المرجح أن تعتمد الصين بشكل كبير على التحفيز المالي في العام المقبل، لكنها قد تستخدم أيضا أدوات أخرى لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية.
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي نقلا عن مصادر أن كبار القادة وصناع القرار في الصين يدرسون السماح لليوان بالانخفاض في العام المقبل للتخفيف من تأثير التدابير التجارية العقابية.
وقد تعهد ملخص لجنة السياسة النقدية والمالية الأوروبية "بالحفاظ على الاستقرار الأساسي لسعر الصرف عند مستوى معقول ومتوازن".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين اقتصاد الصين ديسمبر الرسوم الجمركية الأميركية الواردات الصينية دونالد ترامب العجز المالي من الناتج المحلی الإجمالی الرسوم الجمرکیة العام المقبل
إقرأ أيضاً:
اتفاق أمريكي صيني بشأن الرسوم الجمركية.. هذه تفاصيله
توصلت واشنطن وبكين أخيرا إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، في أعقاب توتر ونذر حرب تجارية كانت تلوح في الأفق خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المُصدّرة بين البلدين.
وأوضح ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن الاتفاق يقضي بفرض واشنطن رسوما جمركية بنسبة 55 بالمئة على السلع الصينية وبكين بنسبة 10 بالمئة على السلع الأمريكية.
وأضاف ترامب أن الاتفاق رهن الموافقة النهائية منه ومن الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ولفت إلى أن الصين ستزود بموجب الاتفاق الولايات المتحدة الأمريكية بالمعادن الأرضية النادرة، بينما ستسمح واشنطن للطلاب الصينيين بالالتحاق بكلياتها وجامعاتها.
ومطلع نيسان/ أبريل الماضي، أعلن ترامب، فرض رسوم جمركية إضافية على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الصين، التي ردت بفرض رسوم مماثلة، ما أدى إلى تصعيد متبادل رفع الرسوم الأمريكية على الصين إلى 145 بالمئة، والصينية على الولايات المتحدة إلى 125 بالمئة.
وعلى خلفية هذا التصعيد، اجتمع ممثلون من البلدين بجنيف في 10 و11 آيار/ مايو الفائت، وأسفرت المحادثات عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا لـ90 يومًا، بدءًا من 14 آيار/ مايو، بحيث تُخفّض الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية إلى 30 بالمئة، وتُخفّض الرسوم الصينية على البضائع الأمريكية إلى 10 بالمئة.