إسرائيل تتوغل في الريف الجنوبي لمحافظة درعا السورية ونتنياهو يقول إنهم مرابطون حتى ترتيب آخر
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في تطور ميداني جديد، كشفت مصادر سورية عن توسّع العملية العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث تقدمت الثلاثاء دبابات ومركبات عسكرية إلى الريف الجنوبي الغربي لمحافظة درعا.
وأكدت المصادر أن القوات الإسرائيلية دخلت صباح الثلاثاء قرية سيدا الجولان في غرب درعا، متجاوزة خط فك الاشتباك بأكثر من كيلومترين، حيث تمركزت في الساحة المركزية للقرية، كما امتدت عمليات التوغل إلى أكثر من أربعة كيلومترات داخل الأراضي السورية في منطقة القنيطرة.
وتشير التقارير إلى أن العملية العسكرية طالت حوض اليرموك في غرب درعا، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للأمن المائي السوري والأردني.
ومنذ سقوط نظام الأسد، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية سورية متعددة، بما في ذلك ميناء اللاذقية والمباني الحكومية، وفي غضون يومين فقط، شنت طائراتها غارات مكثفة على مواقع عسكرية في محافظة درعا.
وشملت الضربات مستودعات الأسلحة بالقرب من بلدة مهجة، والفوج 112 بين الشيخ مسكين وناوى، والكتيبة 175، والمواقع العسكرية المهجورة. كما امتدت الضربات إلى مناطق استراتيجية مثل تل الجابية وتل المحس وتل الحماد، والفيلق التاسع، وبعض المواقع العسكرية في مدينة درعا نفسها.
وامتدت الضربات الجوية إلى نقاط عسكرية في محافظات السويداء وريف دمشق ومناطق قريبة من دمشق وميسف والساحل السوري.
رد فعل دبلوماسيمن جهتها، دانت الحكومة السورية المؤقتة التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية. وفي خطوة دبلوماسية، أرسل الممثل السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الدهاك، رسائل رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، مطالباً إسرائيل بالالتزام باتفاقية فك الاشتباك واحترام تفويض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
من جانبه، حذر أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، من أن هذه الإجراءات الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد لا مبرر له في المنطقة.
نتنياهو: سنبقى في سوريا حتى إيجاد "ترتيب آخرمن جهة أخرى أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع أمني على قمة جبل الشيخ، أن القوات الإسرائيلية ستبقى مرابطة داخل سوريا في الوقت الحالي، وذلك غداة سيطرة الجماعات المتمردة على دمشق في الثامن من ديسمبر الجاري.
وأوضح بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه عقد تقييماً للوضع على قمة جبل الشيخ، برفقة وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هيرزي هاليفي، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال أوري غوردين، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار.
وشدد نتنياهو على أهمية الموقع الاستراتيجي، مؤكداً أن إسرائيل ستبقى في المنطقة العازلة التي تُشرف عليها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان "حتى إيجاد ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل".
" جبل الشيخ هي عيون إسرائيل"من جانبه، وصف وزير الدفاع كاتس جبل الشيخ بـ"عيون إسرائيل" للكشف عن التهديدات القريبة والبعيدة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي موجود لحماية مجتمعات الجولان ومواطني إسرائيل من أي تهديدات.
وأشار كاتس إلى أن الوجود الإسرائيلي يعزز الأمن ويضيف بُعداً رقابياً وردعياً على معاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، وكذلك إرسال رسائل ردع للمتمردين في دمشق.
Relatedترامب: تركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين ومفتاح البلاد بيد أردوغانالجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيلمجلس الأمن يطالب بعملية سياسية "جامعة" في سوريا وروسيا أول المناصرينوفي تطور لافت، أدلى القيادي في هيئة تحرير الشام (المعروف بأبي محمد الجولاني) بتصريحات للصحافة البريطانية أكد فيها التزام الجماعة باتفاق 1974، مؤكداً عدم رغبتهم في الصراع مع إسرائيل.
في المقابل، حذرت نائبة وزير الخارجية شارين هاسكل من "محاولات تلميع" الجماعات الجهادية، واصفة الجولاني بـ"الذئب المتنكر في جلباب الحمل".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أكراد سوريا.. توجّس من تركيا وخوف من المستقبل بعد استيلاء المعارضة الإسلامية المسلحة على السلطة سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟ رغم سقوط الأسد.. موسكو على وشك ضمان وجودها العسكري في سوريا من خلال اتفاق مع القيادة الجديدة سورياإسرائيلاستعمار- احتلالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد قتل إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا سوريا بشار الأسد قتل إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا سوريا إسرائيل استعمار احتلال سوريا بشار الأسد قتل إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا هيئة تحرير الشام روبوت حركة حماس ديزني فلاديمير بوتين دیسمبر کانون الأول 2024 الأراضی السوریة یعرض الآن Next جبل الشیخ فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا، استعرض خلاله التطورات الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها كل منهما، في ظل تحولات إستراتيجية وصراعات محتدمة على الساحة السورية والشرق أوسطية بشكل عام.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تركيا تشكل تهديدًا لإسرائيل التي توهم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هزيمته لأبرز خصومه". مضيفا أنّ خطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدت متماسكة على الورق في نظر واضعيها، والرامية لإنشاء كيان درزي عازل في سوريا يمتد عبر "ممر داوود" الصحراوي نحو كيان كردي مماثل شرق الفرات تتداعى أمام الأعين.
وأبرز: "غير أن الموقف التركي الحازم، الذي جاء ردًا على التحريض الإسرائيلي للاضطرابات الدرزية في محافظة السويداء السورية، دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع بشكل ملحوظ. ويبدو أن مصير الدروز، كحال الأكراد، مرشح لأن يكون كمصير الأفغان الذين تُركوا في مواجهة مصيرهم لوحدهم".
وأورد الموقع أنّ العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية ممارسات الكيان في قطاع غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان القطاع.
وارتكب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطأً استراتيجيًا حين افترض أن الوضع سيبقى على حاله، وأنّ أنقرة ستقبل ضمنيًا بتقسيم النفوذ في سوريا بين الجانبين. غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يبد استعدادًا مطلقًا للرضوخ لهذا التصور وتعامل مع الملف السوري بجدية بحيث يعتبر سوريا، بقيادة حليفه أحمد الشرع منطقة نفوذ تركية خالصة لا تقبل القسمة أو المشاركة.
وينقل الموقع عن باحثو "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أنّ: "النهج العسكري الحازم لإسرائيل يحقق في الواقع مكاسب خفية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. فقد عزّز مكانته الدبلوماسية من خلال الظهور كوسيط إقليمي وعامل استقرار داخل حلف الناتو".
وأردف: "نتيجة للهزائم التي تكبدتها إيران وحلفائها في المنطقة؛ برزت تركيا كقوة إقليمية صاعدة. كما استغل أردوغان تطورات الأحداث الأخيرة، التي فجّرتها العمليات الإسرائيلية، لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن أزمة التضخم المتفاقمة في البلاد".
وتابع: "استجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعوة نظيره السوري بتقديم دعم عسكري لحماية وحدة أراضي سوريا، معلنًا موافقته على التعاون في هذا الإطار. وفي خطوة لافتة، أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة أردوغان- أثناء زيارته معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي احتضنته اسطنبول، بتصريحات ذات طابع هجومي".
التصريحات، بحسب الموقع نفسه، عكست توجّهًا حازمًا واستعدادًا للتصعيد جاء فيها: "إذا تم استخدام العنف لتقسيم سوريا وزعزعة استقرارها، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، وسنتدخل على الفور." في الأثناء، لم تكن الرسالة رمزية أو خطابية فحسب، بل حملت دلالة عملية على استعداد تركيا لاتخاذ خطوات ملموسة.
وذكر الموقع أنه: "عند تقييم القدرات العسكرية للطرفين، يتضح أن الجيش الإسرائيلي يتفوق تقنيًا على الجيش التركي في مجالات سلاح الجو، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقوى السيبرانية. إلاّ أن القوات البرية التركية تُعد أكثر تفوقًا ليس فقط من حيث العدد بل أيضًا من حيث المعدات والجاهزية القتالية".
في المقابل، لا يمكن حسم المعارك جوًّا، ودون عملية برية لن تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ما يُعرف بـ"ممر داوود"، وهي مغامرة عسكرية لا تبدو ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. وحتى على مستوى سلاح الجو، بدأت أنقرة تتخذ خطوات لتقليص الفجوة؛ فبعد أن فقدت الأمل في إتمام صفقة طائرات "إف.35" الأمريكية، لجأت إلى توقيع اتفاق مع ألمانيا لشراء 40 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" من الجيل الرابع.
وأورد: "تعوّض تركيا عن نقص مواردها المالية، التي كان بإمكان إسرائيل نظريًا استغلالها للضغط عليها، من خلال تعاون وثيق مع "العملاق الغازي" القطري الغني بالثروات".
واسترسل: "ينقل الموقع عن رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، مائير بن شبات، أنه بعد انهيار "محور المقاومة" بقيادة إيران، "تسد كل من قطر وتركيا الفراغ الناتج نظرًا لامتلاكهما طموحات إقليمية وعالمية مشتركة، بالإضافة إلى الموارد اللازمة لدعمها فضلا عن تواجدهما على جميع الجبهات، مستفيدين من دورهما كوسطاء".
وأضاف: "على سبيل المثال، تكفلت قطر بدفع رواتب العاملين في القطاع الحكومي السوري، وأعلنت عن استثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري".
وفي ختام التقرير نوّه الموقع بأن هذا التحول في مجريات الأمور يشير إلى وجود حدود على مستوى القدرات لكل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا. فبينما تملك تركيا الموارد الكافية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سوريا حتى الآن، فإن قد تواجه في مناطق أخرى عقبات تعرقل تنفيذ مخططاتها. لا سيما في الأماكن التي ستتصارع فيها مع لاعبين إقليميين وعالميين أكثر قوة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.