الاشتباكات تتواصل في الخرطوم وكردفان واتهامات أممية لقوات الدعم السريع
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدينتي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والفولة بولاية غرب كردفان، بينما اتهمت الأمم المتحدة "الدعم السريع" بممارسة العنف الجنسي.
ورصد مراسل الجزيرة تحليقا لمقاتلات الجيش في سماء مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، بالتزامن مع إطلاق نار من أسلحة ثقيلة لقوات الدعم السريع، في اتجاهات مختلفة بالعاصمة.
كما تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة جنوبي العاصمة، وتحديدا في محيط منطقة "المدينة الرياضية" مع تحليق مكثف للطيران الحربي، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وفي نيالا، وقعت اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" مما أدى إلى تدمير منازل جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية.
كما تجددت المعارك في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد هدوء دام 45 يوما.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن أعمال العنف اندلعت مجددا في الفاشر بوقت متأخر أمس الخميس، ونقلت عن شهود عيان سماع دوي "معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة".
ووصلت المعارك أيضا إلى الفولة على مسافة حوالي 800 كيلومتر غرب الخرطوم.
وأفاد أحد السكان أن عناصر الجيش اشتبكوا مع "الدعم السريع" مؤكدا سقوط قتلى من الطرفين.
اتهامات أممية للدعم السريع
وفي تطور آخر، اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بممارسة العنف الجنسي من اغتصاب وعبودية جنسية ضد النساء والفتيات.
وسجل تقرير لمفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة شهادات عن تعرض أكثر من 100 سيدة وفتاة للعنف.
وأوضح خبراء الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع احتجزت مئات النساء في ظروف غير إنسانية، ومهينة، كما تعرضن للاعتداء.
وقال التقرير إن نساء وفتيات سودانيات في المراكز الحضرية ومنطقة غرب دارفور عرضة بشكل كبير لخطر العنف.
استهداف عمال الإغاثة
أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة -أمس- أن 19 عامل إغاثة قتلوا بالسودان منذ بدء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأشار المكتب -في بيان- إلى أن السودان أصبح من أكثر الأماكن خطورة وصعوبة على العاملين بالمجال الإنساني "حيث قُتل 19 من عمال الإغاثة في 17 هجوما هذا العام وحده" إضافة إلى نهب ما لا يقل عن 53 مستودعا للمساعدات الإنسانية و87 مكتبا، وسرقة 208 سيارات حتى 13 أغسطس/آب الماضي.
ودعا البيان الأممي إلى "محاسبة مرتكبي الهجمات على عمال الإغاثة والمساعدات" دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عن قتلهم.
ومع استمرار القتال تدهور الوضع الصحي، حيث حذرت الجهات الإغاثية في السودان من اقتراب البلاد أكثر فأكثر من كارثة صحية شاملة.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قالت إن القتال أدى إلى خروج 3 أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة، مشيرة إلى أن صراع طرفي الأزمة يعيق دخول عناصر الفرق الصحية الأجنبية للبلاد، ويعيق انتقالهم بالداخل في حال دخولهم.
ويتبادل الجيش -بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)– اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال الذي خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الدعم السریع أکثر من
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في قطاع غزةlist 2 of 2ألمانيا وإسبانيا تعتزمان إنزال مساعدات إنسانية لغزة بالتعاون مع الأردنend of listوتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".
ومنذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقارب 5 ملايين شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم.
وخلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وهي "الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه".
إعادة تأهيل العاصمةتبذل السلطات السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية جهودا حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية، لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا.
وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك نحو 1700 بئر ماء بحاجة إلى إعادة التأهيل، بالإضافة إلى توفير الكهرباء للمنازل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
وقال ريندا إن الأمم المتحدة أطلقت برنامجا يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية.
إعلانكما أكد أن المساعدات النقدية توزع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا.
وشدد ريندا على أن إزالة الألغام تعد تحديا ملحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، قائلا "حتى في مكتبنا عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة".
وأضاف أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة.
وسيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات، ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.
وحتى 21 يوليو/تموز 2025 لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليارات دولار المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقارب 21 مليون شخص معرّضين للخطر داخل السودان.
أزمة النزوحورغم عمليات العودة الأخيرة فإن مئات الأشخاص لا يزالون يفرون يوميا -سواء داخل السودان أو عبر حدوده- بسبب الصراع الدائر، وينطبق هذا بشكل خاص على ولايتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية مامادو ديان بالدي إن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر.
ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل.
وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى "دعم أكبر من جانبنا" وإلى السلام لينتهي "هذا الصراع الوحشي".