موقع 24:
2025-05-21@02:51:25 GMT

بالصور.. 12 نجماً رياضياً أذهلوا العالم في عام 2024

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

بالصور.. 12 نجماً رياضياً أذهلوا العالم في عام 2024

في عامٍ شهد بطولة الألعاب الأولمبية في باريس، كان من المتوقع أن يكون أبطال مثل السباح ليون مارشان وراكب الدراجات تادي بوجاتشار ولاعبة الجمباز سيمون بايلز من أبرز النجوم، وانضم إليهم رياضيون آخرون تربعوا على القمة مثل السائق ماكس فيرستابن أو وصلوا إليها مثل لاعب التنس يانيك سينر.

فيما يلي 12 نجماً رياضياً تألقوا على مدار عام 2024:

سيمون بايلز

بعد اعتزالها المؤقت لمدة عامين عقب نسخة أولمبياد طوكيو 2020 (التي أقيمت في عام 2021 بسبب جائحة كورونا) للتعافي من الأزمة النفسية التي مرت بها، وصلت بايلز إلى أولمبياد باريس محاطة بتوقعات كبيرة، وكانت عند حسن الظن بها وحصدت الميدالية الذهبية في مسابقة الفردي الشامل، بعد ثمانية أعوام من تحقيقها نفس الإنجاز في ريو دي جانيرو، لتقف بذلك إلى جانب الأسطورتين لاريسا لاتينينا وفرا تشاسلافسكا، اللتين حققتا اللقب الأولمبي مرتين في المسابقة الفردية الشاملة.

تادي بوجاتشار

فاز  الدراج السلوفيني الذي يلعب لفريق الإمارات تادي بوجاتشار، البالغ من العمر 26 عاماً، بسباقات طواف فرنسا وطواف إيطاليا وبطولة العالم، بسيطرة ساحقة، وأضاف إلى قائمة انتصاراته البالغة 25 انتصاراً هذا العام لقبين في أبرز السباقات الكلاسيكية - لييج-باستون-لييج، وطواف لومبارديا - ليعتلي بذلك صدارة تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات للعام الرابع على التوالي.

ليون مارشان

كانت باريس تنتظر أن يكون مارشان أحد نجومها، ولم يخيب السباح المولود في تولوز آمالها، وكتب اسمه بحروف من نور في سجلات الأولمبياد، حيث حصل على أربع ميداليات ذهبية "400 متر متنوعة، و200 متر فراشة، و200 متر صدر، و200 متر متنوعة، وميدالية برونزية واحدة - تتابع 4 × 100 متر متنوعة".
ولم يحقق النجم الفرنسي البالغ من العمر 22 عاماً الميداليات الذهبية السبع التي حققها مارك سبيتز (ميونخ 1972) ومايكل فيلبس (بكين 2008)، لكنه كان ملك السباحين بلا منازع، حيث حطم أربعة أرقام قياسية أوليمبية، وتحول إلى ظاهرة هذا العام.

كاتي ليديكي

تعد كاتي ليديكي السباحة الأكثر تتويجاً على مر العصور، حيث حصلت على تسع ميداليات ذهبية، وذلك بفضل فوزها في سباق 800 متر سباحة حرة في باريس، وهو السباق الذي أذهلت به العالم عندما فازت به في لندن وهي في الخامسة عشرة من عمرها.
وفي سن السابعة والعشرين، لا يزال تفوقها في هذه المسافة لا يُضاهى، على الرغم من انقطاع سلسلتها التي استمرت قرابة ثلاثة عشر عاماً دون هزيمة بعد خسارتها أمام الكندية صامر مكينتوش في فبراير (شباط).

أرماند دوبلانتيس

كانت أعلى قفزة في الأولمبياد حكراً على السويدي أرماند دوبلانتيس، الذي حصل على الميدالية الذهبية الثانية له في الأولمبياد، دون منافسة تذكر، بقفزة استثنائية حقق فيها الرقم القياسي العالمي في القفز بالزانة (6.25 متر) أمام 80 ألف متفرج أشادوا بإنجازه.

وحقق "موندو"، البالغ من العمر 25 عاماً، فوزاً سابقاً في بطولة أوروبا بروما وبطولة العالم داخل الصالات في غلاسكو، واختتم الموسم برفع رقمه القياسي الشخصي بسنتيمتر واحد في سباق تشورزوف (بولندا) ضمن الدوري الماسي، ليؤكد أنه الأفضل في هذه الرياضة على مر التاريخ.

سيفان حسن

شهدت ألعاب القوى ظهور مجموعة من النجوم، من بينهم الهولندية سيفان حسن، التي توجت بلقب ماراثون السيدات في سباق لا يُنسى حققت فيه الرقم القياسي الأولمبي.
ولكن الأثر الذي تركته هذه العداءة المولودة في إثيوبيا، البالغة من العمر 31 عاماً، هو صعودها إلى منصة التتويج في سباقي 10 آلاف و5 آلاف متر، حيث حصلت على الميداليتين البرونزيتين، محققة إنجازاً قريباً مما حققته التشيكوسلوفاكي إميل زاوتوبيك في هلسنكي عام 1952، عندما حصل على الذهب في المسابقات الثلاثة.

يانيك سينر

مع اعتزال رافائيل نادال وانتهاء هيمنة نوفاك ديوكوفيتش، برز الإيطالي يانيك سينر كأفضل لاعب في العالم برياضة التنس بعد فوزه ببطولة أستراليا المفتوحة، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة، والبطولة الختامية لرابطة محترفي التنس في تورينو.

وفي منافسة شرسة مع الإسباني كارلوس ألكاراز، وبعد تجاوز شكوك حول تعاطيه المنشطات، أظهر سينر، البالغ من العمر 23 عاماً، استقراراً أكبر - حيث خسر ست مباريات فقط - واختتم مسيرته نحو عرش التنس العالمي بفوزه بكأس ديفيز مع إيطاليا.

ماكس فيرستابن

كان ينظر إلى الهوندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول على أنه المرشح الأوفر حظاً منذ بداية الموسم، وقد أكد التوقعات وحقق لقبه العالمي الرابع على التوالي في فورمولا1، معادلاً إنجاز الألماني سيباستيان فيتل والفرنسي آلان بروست.

وأضاف "ماد ماكس"، البالغ من العمر 27 عاماً، تسعة انتصارات إلى رصيده، ليصل إلى 63 انتصاراً في مسيرته، مما يضعه في المركز الثالث في التصنيف التاريخي بعد لويس هاميلتون ومايكل شوماخر، الذي حقق كل منهما سبعة ألقاب.

ميخائين لوبيز

على الرغم من أنه كان غير معروف للكثيرين من عشاق الرياضة، لكن الكوبي "العملاق" ميخائين لوبيز انضم إلى عالم النجوم بفوزه بميداليته الذهبية الخامسة على التوالي في المصارعة الرومانية في الألعاب الأولمبية، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل في تاريخ هذه الرياضة.

وقبل بلوغه سن الـ42، فاز لوبيز في فئة وزن 130 كيلوجراماً في المصارعة الرومانية، وترك بصمة لا تُنسى بخلع حذائه على الحلبة في نهاية مسيرة يصعب تكرارها.

ليزا كارينغتون

إذا كان الفوز بثلاث ميداليات ذهبية في دورة ألعاب أولمبية واحدة أمراً صعباً، فإن متسابقة الكايك النيوزيلندية ليزا كارينغتون، البالغة من العمر 35 عاماً، قد كررت نجاحها في طوكيو لتحصد ثلاثة ميداليات أخرى في سباقات الكاياك 500 متر فردي وزوجي ورباعي، ليرتفع إجمالي عدد ميدالياتها الذهبية إلى ثمانية بعد تلك التي حققتها في لندن وريو، بالإضافة إلى ميدالية برونزية.

وتعتبر كارينغتون أفضل لاعبة كاياك في التاريخ، وهي تتنافس مع الألمانية بيرجيت فيشر التي فازت أيضاً بثمان ميداليات ذهبية أولمبية بين عامي 1980 و2004 - كانت أول ثلاث ميداليات مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية - وهي أسطورة حقيقية في بلدها، حيث تسعى إلى تحقيق المزيد من الألقاب على الرغم من تقدمها في العمر.

نيكولا يوكيتش

واصل لاعب كرة السلة الصربي نيكولا يوكيتش، لاعب فريق دنفر ناغتس، تألقه ولم يصل إلى سقف طموحاته بعد. وأصبح هذا العام اللاعب التاسع الذي يحقق لقب أفضل لاعب في الدوري الأمريكي للمحترفين ثلاث مرات، وهو نفس عدد الألقاب التي حققتها أساطير مثل ماجيك جونسون ولاري بيرد وموزيس مالون.

ولم يتمكن يوكيتش من الفوز بلقب الدوري مع دنفر ناغتس، ولكن إحصائياته كانت مذهلة، حيث أصبح أول لاعب يتجاوز 2000 نقطة و900 كرة مرتدة و700 تمريرة حاسمة في موسم واحد، وفي موسمه السابع في الدوري، أصبح ثالث لاعب يحقق أكبر عدد من الثلاثيات المزدوجة.

وفي ختام العام، حصل على الميدالية البرونزية مع صربيا في الألعاب الأولمبية بباريس، محققاً إنجازاً تاريخياً أيضاً، حيث تصدر ترتيب اللاعبين في أهم ثلاث إحصائيات فردية.

كيتلين كلارك

شهد دوري كرة السلة للسيدات المحترفات عاما ذهبيا بفضل ظهور كيتلين كلارك، وهي أعلى مسجلة للنقاط في تاريخ كرة السلة الجامعية للرجال والسيدات، والتي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مع انضمامها إلى فريق إنديانا فيفر، حيث أعادت الفريق إلى المنافسة في الأدوار الإقصائية بعد أن كان في المركز الأخير في الموسم السابق.
وفي سن الـ 22، وعلى الرغم من عدم فوزها باللقب، سجلت كلارك العديد من الأرقام القياسية في أول موسم لها في أفضل دوري لكرة السلة للسيدات في العالم، بما في ذلك أكبر عدد من الحضور الجماهيري في مباراة واحدة، حيث بلغ 20711 متفرجاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات أولمبياد باريس فريق الإمارات يانيك سينر فورمولا1 أولمبياد باريس 2024 طواف فرنسا بطولة العالم لسباقات فورمولا1 فريق الإمارات للدراجات يانيك سينر البالغ من العمر میدالیات ذهبیة على الرغم من کرة السلة حصل على

إقرأ أيضاً:

بعد رحيل جوزيف ناي مؤسس «القوة الناعمة».. هل لازالت هذه النظرية قوية بعد 20 عاما من ظهورها؟

في عام 2004، وبينما كانت الولايات المتحدة في خضم ما أسمته بحربها على الإرهاب، أصدر جوزيف ناي الأكاديمي الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد كتابه “القوة الناعمة.. وسيلة النجاح في السياسة الدولية”، والذي صاغ من خلاله أحد النظريات التي فرضت نفسها على الأوساط السياسية والثقافية في العالم خلال العقدين الأخيرين، وذلك قبل أن يفارق الحياة قبل 10 أيام، وبالتحديد في يوم السادس من مايو 2025م.

وجوزيف ناي، سياسي أمريكي مخضرم وأكاديمي بارز في العلوم السياسية، وُلد في ولاية نيوجيرسي الأمريكية عام 1937م، تولى عمادة مدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد، وأسس مركز الدراسات الليبرالية الجديدة في العلاقات الدولية، وتولى عدة مناصب رسمية، منها مساعد وزير الدفاع للشئون الأمنية الدولية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، واشتهر بابتكاره لعدة مصطلحات، منها “القوة الناعمة، والقوة الذكية”، صدر له عدة مؤلفات أشهرها، “القوة الناعمة، مستقبل القوة، قوة القيادة، فهم النزاع الدولي”.

لكن كتابه “القوة الناعمة” يعد أشهر كتبه على الإطلاق، حيث أكد خلاله أن الثوة الناعمة لبلد ما ترتكز على ثلاثة موارد، هي: ثقافته، وقيمه السياسية، وسياساته الخارجية”، جاء ذلك في وقت كان فيه ناي صاحب الانتماء للحزب الديمقراطي كان يرقب عن كثب تنامي موجات العداء للولايات المتحدة الأمريكية، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر وغزو أفغانستان والعراق، فأراد أن يبرهن على وجود قوة أخرى أكثر تأثيرًا من القوة المسلحة، إنها “القوة الناعمة” التي تستند على هوية البلاد وثقافتها وقيمها التي تؤثر على الآخرين بواسطة الجاذبية والإلهام والإبهار، وتساءل في مقدمة كتابه قائلاً:”من قال أن القوة العسكرية وحدها هي التي تحقق لأصحابها الهيمنة على العالم؟.. هناك قوة أخرى تملك من الردع ما لا توفره أزيز الطائرات وطلقات المدافع.. إنها باختصار “القوة الناعمة”.

أكد جوزيف ناي أن القوة والنعومة نقيضان لا يجتمعان، بهذا حكمت اللغة وجرت الأحداث، ومع ذلك وجدنا السياسي والدبلوماسي الأمريكي المخضرم جوزيف ناي يبتكر مصطلح “القوة الناعمة”، من خلال كتابيه “وثيقة نحو القيادة” عام 1990م، وكتاب “مفارقة القوة الأمريكية” 2002م، وأراد من خلال هذا الكتاب أن يُفند دعاوى أنصار مبدأ القوة القاهرة، الذين يؤمنون بأن القوة المسلحة وحدها هي القادرة على حسم الصراع وحماية المصالح، لاسيما بعد أن تم تشكيل العالم من جديد في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ودخول الولايات المتحدة عدة حروب في أفغانستان والعراق.

لقد بنى جوزيف ناي نظريته السياسية من خلال عدة ركائز ومنها الجاذبية الحضارية، وقام بتعريف “القوة الناعمة” على أنها القدرة على تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية بدلاً من القوة، وتعتمد على أثر الجاذبية والإبهار في سلوك الآخرين بدلاً من الإرغام ودفع الأموال، ومع ذلك لا يُمكن إنكار أهمية “القوة الصلبة” التي تستند على العتاد العسكري والموارد الاقتصادية المُسيطرة أو ما يعرف بسياسة “العصا والجزرة”، ودورها الرادع في مواجهة المخاطر في ظل نظام عالمي يموج بتدفق المعلومات والأحداث السياسية والعسكرية العاصفة، والتهديدات الإرهابية ذات الأيديولوجيات المنحرفة، والتي ستستخدم وسائل دمار شامل أصغر حجمًا وأكثر تدميرًا وأقل تكلفة مستفيدة من التطور التكنولوجي في الابتكار والاتصالات.

وشدد ناى أن القوة العسكرية الصلبة تبدو مثل العضلات المربوطة لا يستطيع صاحبها استخدامها لأنها مُكبلة، فالدول العظمى لا تستطيع استخدامها لأنهم باختصار لا يستطيعون تحمل تبعاتها وهذا ينطبق على الأسلحة النووية، خاصة حينما أصبح الكثير من أطراف العالم يملكون مثل هذه القوى، رغم أنها تقوم على الردع، ولهذا انتصرت فيتنام ذات القوة العسكرية المحدودة على أمريكا ذات القدرات النووية؛ لذا قد يملك بعض القادة الدينيين من القوة عبر سلطتهم الدينية والروحية ما يفوق أثر الساسة ممن يملكون القوة الصلبة من مال وسلاح،على هذا لا معنى لتقسيم العالم من حيث إلى قوة عُظمى أحادية القطب أو غيرها؛ فلا تنهض دولة مهما بلغت من القوة بمفردها في العالم الحديث دون غيرها من الدول.

وقد قسم ناي موارد “القوة الناعمة”، فمنها ما يرجع لثقافة البلاد وآدابها الملهمة للآخرين مثل أفلام هوليود وبرامج التلفزيون، واعتبر هذه القوة مناسبة لإيصال رسالة الولايات المتحدة لدول العالم، إلى جانب الطلاب الذين يدرسون هناك، ومنها ما يرجع للقيم السياسة إذا ما تم تطبيقها بكفاءة ونشر مبادئها في بلدان العالم كالديمقراطية وحقوق الإنسان، باعتبارها مصادر جذب قوية، إلى جانب السياسية الخارجية المشروعة التي تميل للانفتاح مع دول العالم، وضرب مثالاً على ذلك بقضايا مثل محادثات السلام ومبادرات الحفاظ على البيئة والمناخ ومكافحة الأوبئة.

في مقدمة الفصل الثاني من كتابه “القوة الناعمة”، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة تمتلك عدة روافد ثقافية وسياسية واقتصادية تُغذي قوتها الناعمة، فبلغة الأرقام، تمتلك واشنطن عدة أشكال للقوة الناعمة، فعلى الصعيد الاقتصادي تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميًا كأكبر اقتصاد عالمي، كما تحتل المرتبة الأولى في مجالات علمية متعددة مثل الفوز بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والاقتصاد، وثقافيًا تنشر الولايات المتحدة كتباً أكثر من أي بلد في العالم، كما أنها أول وأكبر مصدر للأفلام والبرامج التلفزيونية، وعلى الصعيد الاجتماعي تضرب أمريكا مثالاً على التعايش، حي تجتذب ما يقارب من ستة أضعاف المهاجرين الأجانب، وجزء كبير من هؤلاء المهاجرين يدرسون في الولايات المتحدة بنسبة تصل لـ 28% من أصل 1.6 مليون طالب مسجل في جامعات عالمية خارج بلدانهم، فضلاً عن ستة وثمانين ألف باحث أجنبي.

وشدد ناي أن القرارات السياسية والعسكرية المتسرعة والخاطئة أدت لإضعاف جاذبية القوة الناعمة الأمريكية، حيث خسرت واشنطن جزءا كبيرًا منها خلال حرب فيتنام، وبعد الحرب في أفغانستان عام 2001م، وغزو العراق عام 2003م، وسرعان ما تحولت نظرة الانبهار لحالة من معاداة أمريكا والرفض العميق لمجتمعها وثقافتها، بسبب ممارسات الهيمنة الأمريكية، كما تُسهم السياسات الداخلية في ضعف جاذبية القوة الناعمة وتقبل الشعوب للقيم الأمريكية؛ حيث تسببت سياسة الإدارة الأمريكية التي قامت على فرض الديمقراطية الأمريكية بالقوة وازدراء الإسلام في أعقاب أحداث11 سبتبر وتقريبها لرجال دين مسيحيين متطرفين في تآكل القوة الناعمة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي وتصدير صورة سلبية لأمريكا.

وضرب ناي مثالاً على ذلك بنجاح الثقافة الشعبية الأمريكية في صد المدّ الشيوعي خلال الحرب الباردة مع السوفييت، واستطاعت الترويج لقيم الحرية والديمقراطية والليبرالية، وتمكنت هذه الثقافة من اختراق جدار برلين عبر التلفاز والأفلام السينمائية قبل زمن طويل من تاريخ سقوطه عام (1989م)، أي قبل أن توجه المطارق والجرافات لهدم السور، حيث اخترقته الكثير من الصور المتحركة والثابتة والمعلومات والأخبار عن الثقافة الشعبية الغربية، وهكذا نجحت الجاذبية الأمريكية الثقافية في كسب عقول وقلوب الغرب والسوفييت على السواء، فإذا كانت القوة الصلبة قد جعلت السوفييت يشيدون جدارًا عسكريًا منيعًا، فإن القوة الأمريكية الناعمة قد اخترقته وجعلته يتفكك ويُهدم من الداخل.

وفي كتابه “القوة الناعمة”، أكد ناي امتلاك العديد من دول العالم لمظاهر كثيرة للقوة الناعمة تستخدمها في التأثير الخارجي على محيطها الإقليمي والدولي، فالقوة الناعمة لم تكن يومًا حكرًا على أمة دون أخرى؛ فالولايات المتحدة الأمريكية ليست وحدها من يملك هذا السلاح، فالاتحاد السوفييتي كان غريمًا قويًا لأمريكا خلال الحرب الباردة، وكان له دوره الكبير في تصدير الشيوعية في العالم، وأنفق كثيرا لتقويه ثقافته فانتشرت موسيقاه السمفونية وازدهر المسرح وعروض الباليه، وحاز الرياضيون السوفييت على ميداليات أوليمبية رياضية أكثر مما حازته الولايات المتحدة ، فضلاً عن التقدم العلمي في علوم الفضاء عشية إطلاق سبوتنيك، أول قمر صناعي فضائي عام 1957م، لكن ظلت الثقافة السوفيتية في مجال الفن خافتة ولا ترقى لأثر هوليود، وربما يعود ذلك لوجود خلل في الدعاية التي لم تكن تتماشى مع السياسات السوفيتية.

أما أوروبا، فهي المنافس الحالي الأقوى للولايات المتحدة في الفنون واللغات والآداب والأزياء والأطعمة، وشكلت كل هذه المقومات عناصر جذب عالمية تتميز بانتشارها الطاغي، فاللغات الأوروبية هي الأوسع انتشارًا على مستوى العالم، وتحتل دول أوروبية مثل (فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، ألمانيا) مراكز متقدمة في الحصول على جوائز نوبل، ولديها مبيعات ضخمة للمؤلفات الموسيقية ونشر الكتب، وتتفوق فرنسا على الولايات المتحدة في مجالات كالسياحة، ويعد الاتحاد الأوروبي طاقة جذب كبرى بما تملكه دوله من طاقات وإمكانات، وأصبحت دول الاتحاد تنافس أمريكا في مجالات التنمية الدولية، والدبلوماسية العامة، والدفاع عن قضايا السلم وحماية البيئة وحقوق الإنسان، وأهلتها خبراتها الكبيرة في إدارة المؤسسات والشركات متعددة الجنسيات.

وتمتلك بعض الدول الأسيوية من القوى الناعمة ما يمكنها أن تنافس به أمريكا والاتحاد الأوروبي، فاليابان طبقت خطة تحديث ملهمة أهلتها لتكون صاحبة أكثر براءات اختراع في العالم، وموطن للعديد من العلامات التجارية الكبرى ورائدة للصور المتحركة وألعاب الفيديو، فضلا عن احتلالها المركز الثاني في بيع الكتب والموسيقى وصادرات التكنولوجيا، أما دول مثل ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة فصارت معجزات اقتصادية ناهضة حققت الرفاهية لشعوبها، وتلوح الصين والهند كقوتين عملاقتين من قوى آسيا، ولا يقتصر أثر القوة الناعمة على الدول وحدها، فهناك منظمات دولية غير حكومية تتمتع بجاذبية كبرى، مثل: المنظمات الحقوقية والشركات عابرة الحدود، مستفيدة من التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية والاتصالات في تحقيق تلك الجاذبية بموارد مالية محدودة في كثير من الحالات.

وخلال عهد جورج بوش الابن (2001-2009م) وبعد سلسلة الحروب التي أطلقها على ما يُسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب، وتنامي موجات الكراهية والعداء لأمريكا، وتضرر مصالحها في عدة مناطق بالعالم، وقد أسهمت أحداث 11سبتمبر بتصحيح وجهة النظر الأمريكية حيال القوى الناعمة، فبدأت واشنطن تهتم بتحسين صورتها في أنحاء العالم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر جنبًا وبناء التحالفات الإستراتيجية، وقد وصف ناي روشتة من ثلاثة محاور لبناء الإطار العام لنظرية “القوى الناعمة”، يتمثل المحور الأول في ضرورة الاتصالات اليومية مع وسائل الإعلام لتوضيح السياسات المحلية والخارجية وتوضيح القرارات محليًا ودولياً، والجاهزية التامة للتعامل مع إدارة الأزمات، وتقديم الإيضاحات اللازمة بشأن أي أحداث تطرأ على الساحتين الداخلية والخارجية.

ويقوم المحور الثاني لنظرية القوى الناعمة على وسائل الدعاية المركزة، والتركيز على أحداث وفعاليات كالحملات الإعلامية السياسية الدعائية المركزة، وهذا سيؤدي إلى تحسين صورة أمريكا وبيان قوتها الناعمة بشكل طويل الأمد، وإحدثاث تأثير طويل المدى وتدريجي على الرأي العام أو النخب السياسية بشأن اتخاذ موقف محدد تجاه قضية معينة.

أما ثالث المحاور فيستند على إقامة علاقات دائمة مع الشخصيات عبر سنوات طويلة، وذلك من خلال المنح الدراسية، والتدريب والندوات والمؤتمرات والتأثير على وسائل الإعلام المحلية لتكريس القيم الأمريكية ونشرها في أنحاء العالم.

ويعود جوزيف ناي أدراجه إلى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها ساحة للصراعات بين القوى الدولية خلال العقود الأخيرة، حيث تطرق للحديث عن المصاعب التي تواجه انتشار القوة الناعمة الأمريكية في تلك المنطقة من العالم، خاصة وأن أمريكا عبرت عن قوتها الصلبة المسلحة فقط في المنطقة العربية، وتتعلق تلك الإشكاليات بسبب الفوارق السياسية والحضارية بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط لا سيما المنطقة العربية، وقد اقترحت لجنة استشارية أمريكية بعض التوصيات لزيادة قوة الأمريكية الناعمة في البلاد العربية والإسلامية مثل إنشاء المكتبات وترجمة الكتب إلى العربية، وزيادة المنح الدراسية المقدمة لتلك الدول، فهؤلاء الدارسون سيكونوا ناطقين باسم أمريكا وفضائلها في بلدانهم.

وفي نبرة تحذيرية أقر جوزيف ناي أن سياسات الهيمنة تسببت في زيادة موجات الكراهية للولايات المتحدة، في وقت برز فيه بعض اللاعبين البارزين في السياسة الدولية داعين لثقافتهم وقيمهم، ويعود ذلك لتجاهل القوة الناعمة وإنفاق أمريكا تنفق على القوة العسكرية التقليدية ما يزيد عن سبعة عشر ضعفا عما تنفقه عن القوى الناعمة، وذكر أن حالة العداء لأمريكا رادت في أعقاب حربيها على أفغانستان والعراق، لا سيما بعد أن ذهبت الولايات المتحدة وبريطانيا بمفرديهما للحرب بعد أن فشلا في تكوين تحالف دولي أو أممي في مسعيهما، لكنهما لم يكونا أبدا بمنأى عن الإرهاب، لقد أظهرت أمريكا قدراتها العسكرية بشكل مبهر، لكن هذا على حساب خصم كبير من رصيد قوتها الناعمة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تدني شعبية الولايات المتحدة حتى في الدول التي أيدتها في حربها على العراق مثل بريطانيا وأسبانيا وإيطاليا، بل ووصلت إلى الحضيض في البلدان العربية والإسلامية، وهذه الدول من المفترض أن تدخل معها أمريكا في شراكة إستراتيجية في إطار حربها على الإرهاب.

لقد أكد أنا ناي أن أمريكا اصبحت بحاجة من أي وقت مضى لوصفة جديدة لإصلاح ما أفسده ساستها من تراجع لقوتها الناعمة وهذا يقتضي قراءة متأنية للمشهد العالمي، وذلك من خلال التوسع في المساعدات الدولية، وجهود إعادة الإعمار في بلدان الأزمات، والتوسع في وساطات السلام، وإتباع سياسة الشراكة بعيدًا عن مبدأ الهيمنة من أجل تكثيف الجهود في الملفات الدولية، ولاسيما في جهود محاربة الإرهاب، والتي تطلب مشاركة دولية واسعة وجهود حثيثة لمواجهة هذا الخطر.

لقد صاغ جوزيف ناي عبر هذا الكتاب نظريته الخاصة بالقوة الناعمة، وأرسل برسالة إلى ساسة العالم الذين يرون في القوة العسكرية وحدها أساس الهيمنة في معادلة السياسة الدولية، مؤكدًا أن الدول تملك أسلحة ثقافية وحضارية أخرى تُشكِل فيما بينها “قوة ناعمة” يُمكن أن تحسم وجه الصراع بعيدًا عن ساحات الحروب.

أحمد عادل – بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعد رحيل جوزيف ناي مؤسس «القوة الناعمة».. هل لازالت هذه النظرية قوية بعد 20 عاما من ظهورها؟
  • حسين الشحات: المشاركة في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية شرف كبير لأي لاعب
  • للمرة الأولى منذ 37 عاما .. مصر تستضيف بطولة العالم للكاراتيه 2025
  • قطر تعلن موعد قرعة كأس العالم دون 17 عاما وكأس العرب
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • تقرير رسمي يكشف أن متوسط العمر في دولة عربية هو 35 عاما فقط..!
  • من روسيا إلى أمريكا وتونس.. سلسلة حوادث دامية تهز عدة دول حول العالم
  • لعب عيال ينتهي بكسر جمجمة شاب في مشاجرة بين أبناء العم بالعياط
  • تنس.. كارلوس ألكاراز يتوج بلقب بطولة روما المفتوحة للمرة الأولى
  • قادة العالم يتوافدون على الفاتيكان لحضور مراسم تنصيب البابا الجديد