صدى البلد:
2025-06-11@05:41:56 GMT

هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة ممن يتساءلون عن حكم ترك صلاة الجمعة لعذر كالنوم وخلافه، وفي التقرير التالي نوضح هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟

هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟

قرَّر جمهور الفقهاء أنَّ صلاة الجمعة واجبة على كلِّ مسلمٍ حرٍّ بالغٍ عاقلٍ مقيم صحيحٍ ليس به علة، -فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر-، ولا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلَّا لعذرٍ شرعي، وأنَّ من تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا؛ لما سبق بيانه من الأدلة.

ينظر: "الاختيار" لابن مودود الموصلي (1/ 81، ط. مطبعة الحلبي)، و"شرح مختصر خليل" للخرشي (2/ 79-80، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للنووي (4/ 483، ط. دار الفكر)، و"الكافي" لابن قدامة المقدسي (1/ 252، ط. مكتبة الرياض).

وحول حكم صلاة الجمعة، فإن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].

وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).

الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.

وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟

من الأعذار المبيحة التي ترفع المؤاخذة على ترك صلاة الجمعة: غلبة النوم؛ الذي يُعجَز عن دفعه، على ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة.

قال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (2 / 276، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [ومن أعذارِها أيضًا: نحو زلزلةٍ وغلبة نُعَاسٍ] اهـ.

وقال العلامة الشبراملسي في "حاشيته على نهاية المحتاج" (1/ 372، ط. دار الفكر): «ولا يكره النوم قبل دخول الوقت. رملي. وهو شامل للعشاء، فلا يكره النوم قبل دخول وقتها، وشامل للجمعة أيضًا، فلا يكره النوم قبله، وإن خاف فوت الجمعة؛ لأنه ليس مخاطبًا بها قبل دخول الوقت] اهـ.

وقال العلامة الحضرمي الشافعي في "شرح المقدمة الحضرمية" (ص: 332، ط. دار المنهاج): [وفي الجمعة فلا رخصة في تركها تمنع الإثم، أو الكراهة إلا لعذر عامٍّ، نحو:.. (وغلبة النوم) والنعاس بأن يعجز عن دفعهما؛ لمشقة الانتظار حينئذٍ] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 252، ط. مكتبة القاهرة): [وتسقط الجمعة بكلِّ عذرٍ يُسقط الجماعة، وقد ذكرنا الأعذار في آخر صفة الصلاة] اهـ.

والموضع المشار إليه هو قوله في (1/ 452): [ويعذر في تركهما.. من يخاف غلبة النعاس حتى يفوتاه فيصلِّي وحده وينصرف] اهـ.

ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ؟! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا..» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.

وما أخرجه الشيخان -واللفظ للبخاري- من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ».

فإذا كان النوم عذرًا لمن هو في صلاته، فبالأولى يكون عذرًا لمَن يريد الدخول فيها. ينظر: "فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان" للإمام الرملي (ص: 352، ط. دار المنهاج).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الجمعة هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب هل يجوز تفويت صلاة الجمعة المزيد النبی صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله قال ال

إقرأ أيضاً:

لقاءات جماهيرية وفعاليات ثقافية في محافظة صنعاء بمناسبة يوم الولاية

الثورة نت/..

نظمت في عدد من مديريات محافظة صنعاء، اليوم، فعاليات ولقاءات جماهيرية، بمناسبة يوم الولاية (عيد الغدير)، تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.

ففي اللقاء الموسع الذي أقيم في عزلة وعلان بمديرية بلاد الروس، بحضور وكيل أمانة العاصمة، علي القفري، وقيادات وشخصيات اجتماعية، أشار عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، العلامة فؤاد ناجي، إلى أهمية إحياء مناسبة “عيد الغدير”؛ ذكرى ولاية الإمام علي -عليه السلام.. مبينًا أن يوم الولاية يوم تاريخي، وخطاب عظيم للرسول الأعظم محمد -صلوات الله عليه وآله- حدد المسار الذي يجب أن تسير عليه الأمة.

فيما أكد مدير المديرية، صالح ناجي، أن إحياء ذكرى ولاية الإمام علي -عليه السلام- محطة لاستلهام الدروس والعِبر في الشجاعة والتضحية والإقدام في نصرة الدين والتصدي للأعداء من خلال المسار الحق لتولي الإمام علي -عليه السلام- والسير على نهجه عملًا بقول الرسول الأعظم محمد -صلوات الله عليه وآله: [من كنت مولاه فهذا علي مولاه].

وفي الأمسيات الثقافية التي نظمتها التعبئة العامة في عزل الشرفة وعيال مالك والأبناء وغضران وذي مرمر ورجام الأسفل وصرف والملكة وسعوان والرونة بمديرية بني حشيش، بمناسبة يوم الولاية”، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والتعبوية والشعبية، أكدت الكلمات أهمية إحياء ذكرى يوم الولاية من باب شكر النعمة؛ باعتباره اليوم الذي أتم الله فيه لعباده النعمة ورضي لهم الإسلام دينا.

وأشارت الكلمات إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى هو احتفاء بإتمام الدين.. معتبرة أن قبول الأعمال والطاعات لا يتم إلا بولاية الإمام علي وآل بيته الأطهار -عليهم السلام.

وأكدت أن مبدأ التولى للإمام علي -عليه السلام- هو سبيل الفوز والفلاح والنصر والتمكين، كما يمثل الحصن الحصين من مكائد اليهود والنصارى أؤلياءالشيطان.. مشيرة إلى أن ما ينعم به الشعب اليمني اليوم من عزة وكرامة وقوة ومنعة ما هو إلا ثمرة من ثمار هذا التولى الصادق.

ودعت الكلمات إلى ضرورة التأسي بالإمام علي قولا وفعلا وسلوكًا، وضرورة الحشد والاحتشاد للاحتفالية الكبرى يوم الثامن عشر من هذا الشهر.

وفي مديريات الطيال وجحانة ومناخة وبني بهلول، أقيمت فعاليات وأمسيات بالمناسبة، أشارت إلى أن يوم الولاية رسم للأمة الإسلامية الخط الصحيح والنموذج الأصلح والولي الذي تمشي الأمة على خطه ومساره؛ لأنه السبيل والخط الوحيد لنجاتها وفلاحها في الدنيا والآخرة.

وتطرقت الكلمات إلى مناقب وصفات الإمام علي -عليه السلام- من منظور ومنطلق قرآني إيماني؛ باعتبار القرآن هو الحكم والمرشد في كل شيء.. لافتة إلى أن إنتصار الأمة على أعدائها مرهون بإعلان الولاء والبراء منهم، امتثالًا لأمر الله ووصية رسوله الكريم بذلك، وهو ما تؤكده الواقع والحقائق والأحداث.

وأكدت أن لا حل ولا سبيل لنهوض ونجاح الأمة إلا بالعودة الصادقة للقرآن، وتوجيهات الله ورسوله في كل شيء.. مشيرة إلى أن الأمة اعتراها الذل والهوان والخزي عندما أضاعت طريقها، واتبعت خطوط وثقافات باطلة ومنحرفة.

وأشارت إلى أهمية إحياء مناسبة يوم الولاية كتقليد سنوي ديني، تستعرض الأمة فيها دلالات ذلك اليوم العظيم، وأهمية وعظمة ومكانة الإمام علي -عليه السلام.

وبينت الكلمات أن الولاية في الهداية ليست سلطة زمنية بل اقتداء واهتداء مستمر، يحفظ الأمة من التفرق والضلال، ويقفل الأبواب أمام الطغاة والجائرين.

وأكدت أن مبدأ الولاية ونهج التولي الصادق لمن أمر الله -عز وجل- بتوليهم فيه عزة وانتصار الأمة وتحصينها من تولي الأعداء.

تخلل الفعاليات والأمسيات عدد من الزوامل والأناشيد والأهازيج الفرائحية والقصائد المعبِّرة عن عظمة المناسبة.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز احتساب الأضحية من مال الزكاة؟.. الإفتاء توضح
  • تدشين فعاليات عيد الولاية في مديريات مربع تهامة بحجة
  • نفحات من ولاية الإمام علي” عليه السلام”
  • ماذا يفعل المسبوق في صلاة الجنازة؟ الإفتاء توضح
  • لقاءات جماهيرية وفعاليات ثقافية في محافظة صنعاء بمناسبة يوم الولاية
  • فضل ماء زمزم.. ردد هذا الدعاء عند شربه والتضلع منه
  • هل يجوز البقاء في مكة بعد طواف الوداع؟.. المفتي السابق يجيب
  • ما أخر موعد يجوز فيه نحر الأضحية؟.. الإفتاء تجيب
  • دراسة تكشف عن آثار سلبية غير متوقعة بسبب النوم لساعات طويلة
  • آداب زيارة المسجد النبوي.. 6 أعمال لا يجوز فعلها شرعًا