البوابة نيوز:
2025-08-02@15:11:08 GMT

إبداع|| "سينما".. نورا عثمان – المنصورة

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بكى ألـمًا، ورَدَّ البابَ،

بـابـًا لم يكن مِن خلفِهِ ريحٌ ولا طُـرُقٌ ولا إنـسٌ ولا جنٌّ،

كأنَّ البابَ مِن وهمٍ.

بكى ألـمًا، وقالَ:

شُفِيتُ منكِ، ومن عذابِكِ، ما أعادكِ؟

وارتجى منها جوابـًا، أيَّ حرفٍ عابثٍ يتلوهُ حرفٌ عابثٌ،

وأنا مُسَمَّرَةٌ على التِلْـفازِ أهمسُ:

قَــبــِّليهِ، أو اذهبي.

فى الليلِ يقتتلانِ فى نــَفَقٍ، ويظفَرُ واحدٌ.

وهنيهةً بعدَ النجاةِ، يُثَـبِّتُ السهمَ الحديديَّ الطويلَ بذقــنِهِ، ويُفَجِّرُ الرُّوحَ التى كانت قبيلَ الفجرِ أشبَهَ بالفراشةِ...

ثُمَّ تعلو رنَّةُ النايِ الشَّجـِيَّةُ، مِن دَوِيٍّ، كالصدى.

وأظلُّ أنظرُ للدماءِ، كأنّنى أُمٌّ، فُجِعتُ.

وإنَّهُ لـم يستطع هذا، تخـيّلَ أو تمنَّى فعــلَهُ.

يتبادلانِ الصدَّ. لو قامتْ إليهِ لضمَّها،

أمّا هي، الرئةَ الجريحةَ، لو دنا منها،

وقد عرفتْ عبيرًا ليسَ منها فى ملابسِهِ، لثارت كالزوابعِ..

"كيفَ أَمكَـنَـكَ؟!" استطاعتْ أن تقولَ لهُ.

أجابَ بنظرةٍ أسيانةٍ.

ووجدتُ عينيَّ اللتيـنِ اخضلَّتا تتذكّرانِ خيانةً.

وضعتْ يديها حولَ سيِّدِها، وقالتْ:

أنتَ أجملُ مَن على الأرضِ ابتسامًا.

ثُمَّ فى مكرٍ، وفى شرٍّ،

أرادَ لها المؤلـــِّفُ أن تموتَ عليهِ حُزنًـا؛

فجأةً تصحو فإذ هى فى منامٍ...

والفتى المقتولُ ينزفُ عمرَهُ فى الطَّستِ، فى الحمامِ.

والفرسانُ خلفَ السورِ، فوقَ السورِ،

حولَ حبيـبِها المغدورِ.

تبكي،

بينما أدركتُ أنّ حدادَها سيكونُ أسبوعًا. وقلتُ:

لعلَّ تلكَ الحـيَّةَ الرَّقطاءَ تخلـعُ جلدَها فى نحـوِ أسبوعٍ فقط، وتعاشِرُ الملكَ الجديدَ.

يمرُّ عبرَ حوائطٍ، بَشَرٍ، بناياتٍ، جذوعٍ سامقاتٍ...

بل وعبرَ بهائـها،

وهى السويعاتُ القليلةُ قبلَ ضوءِ الفجرِ:

سَمتٌ هادئٌ، وجمالُ موسيقى الفلوتِ.

وكلّما مرَّ الزمانُ تحـرَّكتْ نحوَ السعادةِ.

كلّما مرَّ الزمانُ توقَّفتْ عن ذكرِهِ.

ومنعتُ نفسى من بكاءٍ حارقٍ

دعها لــِتَهنأَ؛ لن تعودَ، ولن تعودَ.

"أجئتِ وحدَكِ؟ أم أتى ذاكَ القطيعُ من الأيائـلِ خلفَ مشيتــِكِ الخفيفةِ كالندى وَقـعًا على الأعشابِ؟"

يسألــُها.

تقولُ:

"تَـعِـبتُ؛ هل تدرى بأنَّ مسافةً ما بينَ بيـتـيـنا تــُقَـدَّرُ بالقـرونِ؟"

فيفتحُ الشفتيـنِ وحشٌ قائمُ الساقيـنِ، ممشوقٌ، دميمٌ...

لم يكن يدرى بأنّ الموتَ قد أعفاهُ.

ظلَّ يحاولُ الكلماتِ، يفشلُ.

واختنقتُ بدمعةٍ؛ فى وجهِـهِ شيءٌ بريءٌ صادمٌ

لدقائقَ احتشدتْ طيورٌ فوقَ بـحرٍ.

والرياحُ، وزرقةُ البحرِ المثيرةُ للشجونِ، وشاطئٌ...

يتجاوبونَ مع الشعورِ الـحُرِّ للطيرانِ.

ثُمَّ رَصاصةٌ، موتٌ، وجسمٌ أزغبُ ارتعدتَ فرائصُهُ على الزبـَدِ الـمُتاخِمِ للرمالِ.

وإنّنى أسقطتُ قلبى من فمي، وعلتْ عيونى دمعتي.

جسدٌ صفا كالماءِ...

ماءٌ خالصٌ،

ويكادُ فى الخطواتِ يـُشرَبُ.

عندما وجدتْ أخيرًا واحدًا من جنسِها ذابا.

وكنتُ أنا أحدِّقُ فى ابتسامٍ حالـمٍ...

وأظـنُّ أنّ غزالةً فى غُبـرَةِ الصحراءِ يَـبـلُغـُها مع المطرِ الغزيرِ

مذاقُها ومذاقُهُ.

"باللهِ؟"

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

جوابــُها: واللهِ.

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

وإنّ ذاكَ الصمتَ يظهـرُ للعيونِ كأنَّهُ سورٌ...

وفيهِ منافذُ انفتحتْ تـُطـِلُّ على الخرابِ،

على الفراغِ،

على بيوتٍ كلُّها سقطتْ، وناسٍ كلُّهم ماتوا.

وإنّى كنتُ أبصرُهُ لأوّلِ مرَّةٍ،

وأشكُّ فى لُغـةِ الغرامِ بأسرِها.

قد يسمعُ الخطواتِ فى البهـوِ الطويلِ،

وقد يقولُ أتى بمنجـلِهِ ملاكُ الموتِ.

لكنْ...

كلَّ يومٍ، مَن يجيءُ، صغيرةٌ نزلتْ بذاتِ الموضعِ المعزولِ بالمشفى.

تقولُ لهُ:

أتكملُ لى الحكايـةَ؟ ما جرى؟

ويصيحُ:

هل تـبـغينَ حـقًّا أن تـطـولَ بـلا انـتـهاءٍ؟!

- إنّها ليست تُحِسُّ بما يُحِسُّ مِن المرارةِ.

إنّهُ يـقسو عليها-

يرجفُ القلبُ الصغيـرُ وليسَ يفهـمُ ذنبـَهُ!

وأنا أقولُ:

كفاكَ! لا تفعلْ بها هذا، تمسَّكْ بالحياةِ ولا تــَمُـتْ.

فى هيبـةِ الأربابِ، يمشى تارةً، ويطيـرُ أخرى...

يسحبُ الشمسَ الجميلةَ من أصابـعِها فتتبعُه دلالاً.

كان يـغفو فوقَ نهرِ النيلِ عريانًا، ويصحو صحوةَ المكلومِ؛

"لى ثأرٌ" ويدرِكُهُ.

أقالَ لهُ: إليكَ الآنَ عينى فالتهمها؟!

وقفتُ هُنا.

وقفتُ كأنــّنى أدركتُ سرَّ الرُّوحِ،

أو كُشِفتْ ليَ الأسرارُ شتّى.

قالَ: يا أبتا، إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

وقعتُ فريسةَ السِّحرِ الخرافـيِّ القديمِ...

وكلّما أبصرتُ شيئًا -أيَّ شيءٍ- قلتُ فلتأخذْ عيوني،

ولتعدْ شيئًا جميلاً لا دميمًا،

ولتعدْ حـيًّا لأجلى أيـُّها الماضى مع الموتى...

كأنّا لم نَـعِشْ إلّا بفيلمٍ. كأنّكَ لم تَمُتْ إلّا بفيلمٍ

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداع سينما بكى الباب

إقرأ أيضاً:

مليون فدان زراعي في الشمالية.. ومفاوضات لزيادة الكهرباء القادمة من مصر

متابعات- تاق برس- كشفت الولاية الشمالية عن زيادات كبيرة في رقعة المساحة المزروعة في الموسم الشتوي الزراعي القادم، حيث تستهدف زراعة مليون فدان.

وأوضح مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الزراعية، الوزير المكلف بالشمالية عثمان أحمد عثمان، أن موسم الكرامة الزراعي الثاني القادم يعد امتدادًا لموسم الزراعة الكرامة الأول بالولاية، والذي حققت فيه الشمالية إنتاجية زراعية وفيرة.

وأشار عثمان إلى أن المساحة المستهدفة تشمل 350 ألف فدان للقمح، وهي مساحة غير مسبوقة. وفيما يتعلق بملف الكهرباء.

وأشار إلى أن حكومة الولاية أولت ملف الطاقة البديلة اهتمامًا كبيرًا، حيث ساعدت في تمويل أكثر من منظومة طاقة شمسية لصغار المزارعين بالولاية.

 

وأضاف عثمان أن هناك توافقات لمد الشمالية بامتداد كهربائي من مصر بطاقة 75 ميغاواط، كما يتم التفاوض لرفع الكمية إلى 150 ميغاواط إضافية.

وأكد أن الولاية الشمالية وضعت خطة لزيادة الرقعة الزراعية ووضع خطة لاستيعاب التغييرات المناخية التي أحدثت أضرارًا جسيمة في البنى التحتية والمزارع بالشمالية.

 

وأشار إلى أن الخطة تستهدف زراعة 450 ألف فدان مطرية، مما يشير إلى أن الشمالية أصبحت ولاية زراعية مطرية بامتياز.

وأوضح عثمان أن مساهمة الولاية الشمالية في مشروع الأمن الغذائي القومي من إنتاج القمح تقدر بحوالي 750 ألف طن.

الشماليةكهرباء قادمة من مصرمصر

مقالات مشابهة

  • مدير عام المنصورة يوجه بإغلاق كافة محلات الجملة المخالفة لقرار تخفيض أسعار المواد الغذائية
  • هل كثرة الابتلاءات تعني غضب الله على العبد.. أمين الفتوى يوضح
  • مليون فدان زراعي في الشمالية.. ومفاوضات لزيادة الكهرباء القادمة من مصر
  • هل شرب الشاي بعد الأكل مفيد أم ضار؟ إليك ما يقوله الخبراء!
  • سكك حديد مصر تعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة – الزقازيق – المنصورة
  • 12 صورة.. جدول تشغيل قطارات خط (القاهرة – الزقازيق – المنصورة)
  • طيب ما نقعد نعمل شاي ونستناه معانا، يمكن اتأخر في الزحمة ????
  • سلوفينيا تقول إنها أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع "إسرائيل"
  • قبل الإطلاق الرسمي .. إليك أهم مواصفات جهاز Galaxy Tab S11 اللوحي
  • هل تساعدك أجهزة تتبع النوم فعلا؟ إليك ما يقوله الخبراء