البوابة نيوز:
2025-05-23@03:21:23 GMT

إبداع|| "سينما".. نورا عثمان – المنصورة

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بكى ألـمًا، ورَدَّ البابَ،

بـابـًا لم يكن مِن خلفِهِ ريحٌ ولا طُـرُقٌ ولا إنـسٌ ولا جنٌّ،

كأنَّ البابَ مِن وهمٍ.

بكى ألـمًا، وقالَ:

شُفِيتُ منكِ، ومن عذابِكِ، ما أعادكِ؟

وارتجى منها جوابـًا، أيَّ حرفٍ عابثٍ يتلوهُ حرفٌ عابثٌ،

وأنا مُسَمَّرَةٌ على التِلْـفازِ أهمسُ:

قَــبــِّليهِ، أو اذهبي.

فى الليلِ يقتتلانِ فى نــَفَقٍ، ويظفَرُ واحدٌ.

وهنيهةً بعدَ النجاةِ، يُثَـبِّتُ السهمَ الحديديَّ الطويلَ بذقــنِهِ، ويُفَجِّرُ الرُّوحَ التى كانت قبيلَ الفجرِ أشبَهَ بالفراشةِ...

ثُمَّ تعلو رنَّةُ النايِ الشَّجـِيَّةُ، مِن دَوِيٍّ، كالصدى.

وأظلُّ أنظرُ للدماءِ، كأنّنى أُمٌّ، فُجِعتُ.

وإنَّهُ لـم يستطع هذا، تخـيّلَ أو تمنَّى فعــلَهُ.

يتبادلانِ الصدَّ. لو قامتْ إليهِ لضمَّها،

أمّا هي، الرئةَ الجريحةَ، لو دنا منها،

وقد عرفتْ عبيرًا ليسَ منها فى ملابسِهِ، لثارت كالزوابعِ..

"كيفَ أَمكَـنَـكَ؟!" استطاعتْ أن تقولَ لهُ.

أجابَ بنظرةٍ أسيانةٍ.

ووجدتُ عينيَّ اللتيـنِ اخضلَّتا تتذكّرانِ خيانةً.

وضعتْ يديها حولَ سيِّدِها، وقالتْ:

أنتَ أجملُ مَن على الأرضِ ابتسامًا.

ثُمَّ فى مكرٍ، وفى شرٍّ،

أرادَ لها المؤلـــِّفُ أن تموتَ عليهِ حُزنًـا؛

فجأةً تصحو فإذ هى فى منامٍ...

والفتى المقتولُ ينزفُ عمرَهُ فى الطَّستِ، فى الحمامِ.

والفرسانُ خلفَ السورِ، فوقَ السورِ،

حولَ حبيـبِها المغدورِ.

تبكي،

بينما أدركتُ أنّ حدادَها سيكونُ أسبوعًا. وقلتُ:

لعلَّ تلكَ الحـيَّةَ الرَّقطاءَ تخلـعُ جلدَها فى نحـوِ أسبوعٍ فقط، وتعاشِرُ الملكَ الجديدَ.

يمرُّ عبرَ حوائطٍ، بَشَرٍ، بناياتٍ، جذوعٍ سامقاتٍ...

بل وعبرَ بهائـها،

وهى السويعاتُ القليلةُ قبلَ ضوءِ الفجرِ:

سَمتٌ هادئٌ، وجمالُ موسيقى الفلوتِ.

وكلّما مرَّ الزمانُ تحـرَّكتْ نحوَ السعادةِ.

كلّما مرَّ الزمانُ توقَّفتْ عن ذكرِهِ.

ومنعتُ نفسى من بكاءٍ حارقٍ

دعها لــِتَهنأَ؛ لن تعودَ، ولن تعودَ.

"أجئتِ وحدَكِ؟ أم أتى ذاكَ القطيعُ من الأيائـلِ خلفَ مشيتــِكِ الخفيفةِ كالندى وَقـعًا على الأعشابِ؟"

يسألــُها.

تقولُ:

"تَـعِـبتُ؛ هل تدرى بأنَّ مسافةً ما بينَ بيـتـيـنا تــُقَـدَّرُ بالقـرونِ؟"

فيفتحُ الشفتيـنِ وحشٌ قائمُ الساقيـنِ، ممشوقٌ، دميمٌ...

لم يكن يدرى بأنّ الموتَ قد أعفاهُ.

ظلَّ يحاولُ الكلماتِ، يفشلُ.

واختنقتُ بدمعةٍ؛ فى وجهِـهِ شيءٌ بريءٌ صادمٌ

لدقائقَ احتشدتْ طيورٌ فوقَ بـحرٍ.

والرياحُ، وزرقةُ البحرِ المثيرةُ للشجونِ، وشاطئٌ...

يتجاوبونَ مع الشعورِ الـحُرِّ للطيرانِ.

ثُمَّ رَصاصةٌ، موتٌ، وجسمٌ أزغبُ ارتعدتَ فرائصُهُ على الزبـَدِ الـمُتاخِمِ للرمالِ.

وإنّنى أسقطتُ قلبى من فمي، وعلتْ عيونى دمعتي.

جسدٌ صفا كالماءِ...

ماءٌ خالصٌ،

ويكادُ فى الخطواتِ يـُشرَبُ.

عندما وجدتْ أخيرًا واحدًا من جنسِها ذابا.

وكنتُ أنا أحدِّقُ فى ابتسامٍ حالـمٍ...

وأظـنُّ أنّ غزالةً فى غُبـرَةِ الصحراءِ يَـبـلُغـُها مع المطرِ الغزيرِ

مذاقُها ومذاقُهُ.

"باللهِ؟"

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

جوابــُها: واللهِ.

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

وإنّ ذاكَ الصمتَ يظهـرُ للعيونِ كأنَّهُ سورٌ...

وفيهِ منافذُ انفتحتْ تـُطـِلُّ على الخرابِ،

على الفراغِ،

على بيوتٍ كلُّها سقطتْ، وناسٍ كلُّهم ماتوا.

وإنّى كنتُ أبصرُهُ لأوّلِ مرَّةٍ،

وأشكُّ فى لُغـةِ الغرامِ بأسرِها.

قد يسمعُ الخطواتِ فى البهـوِ الطويلِ،

وقد يقولُ أتى بمنجـلِهِ ملاكُ الموتِ.

لكنْ...

كلَّ يومٍ، مَن يجيءُ، صغيرةٌ نزلتْ بذاتِ الموضعِ المعزولِ بالمشفى.

تقولُ لهُ:

أتكملُ لى الحكايـةَ؟ ما جرى؟

ويصيحُ:

هل تـبـغينَ حـقًّا أن تـطـولَ بـلا انـتـهاءٍ؟!

- إنّها ليست تُحِسُّ بما يُحِسُّ مِن المرارةِ.

إنّهُ يـقسو عليها-

يرجفُ القلبُ الصغيـرُ وليسَ يفهـمُ ذنبـَهُ!

وأنا أقولُ:

كفاكَ! لا تفعلْ بها هذا، تمسَّكْ بالحياةِ ولا تــَمُـتْ.

فى هيبـةِ الأربابِ، يمشى تارةً، ويطيـرُ أخرى...

يسحبُ الشمسَ الجميلةَ من أصابـعِها فتتبعُه دلالاً.

كان يـغفو فوقَ نهرِ النيلِ عريانًا، ويصحو صحوةَ المكلومِ؛

"لى ثأرٌ" ويدرِكُهُ.

أقالَ لهُ: إليكَ الآنَ عينى فالتهمها؟!

وقفتُ هُنا.

وقفتُ كأنــّنى أدركتُ سرَّ الرُّوحِ،

أو كُشِفتْ ليَ الأسرارُ شتّى.

قالَ: يا أبتا، إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

وقعتُ فريسةَ السِّحرِ الخرافـيِّ القديمِ...

وكلّما أبصرتُ شيئًا -أيَّ شيءٍ- قلتُ فلتأخذْ عيوني،

ولتعدْ شيئًا جميلاً لا دميمًا،

ولتعدْ حـيًّا لأجلى أيـُّها الماضى مع الموتى...

كأنّا لم نَـعِشْ إلّا بفيلمٍ. كأنّكَ لم تَمُتْ إلّا بفيلمٍ

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداع سينما بكى الباب

إقرأ أيضاً:

تحولات مثيرة.. تفاصيل الحلقة 193 من مسلسل المؤسس عثمان

يترقب جمهور الدراما التركيةفي الوطن العربي عرض الحلقة 193 من مسلسل المؤسس عثمان، أحد أبرز الأعمال التاريخية التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة.

ويشهد المسلسل تطورات مثيرة في أحداثه، ما يجعله محط أنظار المتابعين أسبوعياً.

موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 193 اليوم

وعرضت الحلقة 193 من المؤسس عثمان أمس الأربعاء على قناة ATV التركية، كما يمكن للجماهير متابعة الحلقة مترجمة في اليوم التالي عبر قنوات متعددة مثل مصر أم الدنيا، اليرموك، الفجر، علاوة على المنصات الرقمية التي تواكب أحداث المسلسل بشكل خاص. ينتظر الجمهور تحولات مثيرة في أحداث الحلقة التي تعد بتقديم لحظات ملحمية مذهلة.

أثارت الحلقة 193 من مسلسل المؤسس عثمان ضجة كبيرة بين عشاق المسلسل، حيث تظهر حليمة الصغيرة وهي تنزف على عربة تحت عناية بالا بعد اعتداء صوفيا عليها، صوفيا التي ظلت واحدة من الشخصيات المثيرة للجدل تحولّت إلى رمز للخيانة، حيث تخبر كلاوديوس بجرمها مؤكدة استهدافها لعائلة عثمان، ما جعل الحلقة مليئة بالحزن والتشويق.

مواعيد عرض حلقة مسلسل المؤسس عثمان

-الساعة 8:00 مساءً بتوقيت مصر.

-الساعة 9:00 مساءً بتوقيت السعودية.

-الساعة 10:00 مساءً بتوقيت الإمارات.

مسلسل المؤسس عثمان تردد القنوات الناقلة لمسلسل المؤسس عثمان

1-قناة ATV التركية على النايل سات:

-التردد: 10796

-معدل الترميز: 27500

-الاستقطاب: عمودي

-معامل تصحيح الخطأ: 5/6

2. قناة الفجر الجزائرية:

-التردد: 12034

-معدل الترميز: 27500

-الاستقطاب: عمودي

-معامل تصحيح الخطأ: 3/4

أبطال مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس

يشارك في بطولة مسلسل المؤسس عثمان نخبة من نجوم الدراما التركية:

-بوراك أوزجيفيت «في دور عثمان»

-ديدام بالشين

-راغب سافاش

-عائشة جول جوناي

-ايمره باسالاك

-نور الدين سونماز

-جلال أل

وغيرهم من النجوم الذين أبدعوا في تقديم شخصيات تاريخية مؤثرة ضمن أحداث المسلسل.

اقرأ أيضاًمواعيد عرض مسلسل المؤسس عثمان والقنوات الناقلة

اختطاف فاطمة وإصابة غونجا.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 190

بعد التأجيل للمرة الثانية.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177

مقالات مشابهة

  • ضحى الحلامي.. رحلة إبداع تجمع الهندسة والفن التشكيلي
  • تحولات مثيرة.. تفاصيل الحلقة 193 من مسلسل المؤسس عثمان
  • بصمة إبداع.. بازار لمنتجات صنعتها طالبات من القدس
  • إقبال جماهيري على عروض نادي سينما المرأة بسينما الهناجر
  • عمران للأعمال الخشبية .. رحلة إبداع تنبض بروح التراث العُماني
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي طلاب الجامعة الفائزين في مهرجان إبداع 13
  • تكريم الفائزين بجائزتي إبداع ورواد التواصل 26 و28 مايو
  • في 7 محافظات.. قصور الثقافة تعرض فيلم «المشروع X» ضمن مشروع سينما الشعب
  • تعرف على أماكن عروض فيلم المشروع x في سينما الشعب
  • إقبال جماهيري على عروض نادي سينما المرأة في دار الأوبرا المصرية