لبنان ٢٤:
2025-07-30@14:14:52 GMT

لهذه الأسباب تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف النار

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT


ما تقوم به إسرائيل في بلدات وقرى العمق الجنوبي من تفجيرات ممنهجة ويومية توحي بأن ثمة أكثر من قطبة مخفية في الرسائل الجانبية المتبادلة بين تل أبيب وواشنطن على هامش اتفاق وقف النار. وإذا لم يكن في هذه الرسائل ما يثير الريبة فكيف يمكن تفسير مواصلة الجيش الإسرائيلي بخرق ما في حرفية هذا الاتفاق، الذي ينص صراحة على انسحاب متوازٍ من قِبل إسرائيل و"حزب الله" من كامل المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، وذلك تمهيدًا لانتشار كامل للجيش قبل انقضاء مهلة الستين يومًا، التي انقضى نصفها حتى الآن.


وبالتوازي فإن الحكومة بشخص رئيسها لم تألُ جهدًا عن المطالبة باحترام والتزام كامل بنود اتفاق وقف النار. فالاتصالات التي يقوم بها الرئيس نجيب ميقاتي، في الداخل والخارج، تهدف إلى الوصول إلى نهاية فترة الستين يومًا بما يضمن انتشارًا لوحدات الجيش على امتداد الشريط الحدودي، وهو المخّول الوحيد ببسط سلطة الدولة على كامل المنطقة المحدّدة جغرافيًا بجنوب الليطاني. فما قام ويقوم به رئيس الحكومة من اتصالات مع المسؤولين الدوليين ومع عواصم القرار هو الردّ الطبيعي على محاولات البعض التشكيك بصدقية النوايا، وذلك عبر سلسلة من الشائعات، التي لا تصب سوى في مصلحة العدو. فما هذه الشائعات المتعلقة بفبركة بعض الأضاليل سوى محاولة يائسة من قِبل بعض المتضررين من فعالية التحركات الهادفة إلى صياغة موقف لبناني موحد حيال الاستحقاقات الداهمة.
وفي رأي مصادر سياسية معنية فإن محاولات البعض الخبيثة لجهة بثّ بعض المغالطات القائمة على وهم الارتباطات السابقة لا تعدو كونها محاولات يائسة لتصوير الواقع على غير حقيقته. وقد جاء ردّ المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي ليدحض كل هذه الفبركات، التي لا أساس لها من الصحة، ولكشف ما يخبئه بعض المستفيدين من فرص جديدة يعتقدون أنها ستكون أفضل لوضعيتهم من الفرص السابقة بعدما سقطت الرهانات الخارجية في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة على وقع سقوط نظام البعث في سوريا. الأمر الذي يستدعي من بعض صائدي الفرص الدخول على الخطّ لاعتقادهم أنهم بهذه الطريقة المبتذلة والتي أصبحت مكشوفة يمكنهم التأثير على مجرى الأحداث حتى ولو كانت هذه التأثيرات تتعارض مع المحاولات الانقاذية المبذولة، والتي من شأنها أن تقلل من نسبة الأضرار.
فالوضع السائد في المنطقة، ومن بينها وضع لبنان، دقيق للغاية. والتعامل معه يكون بطريقة مرنة وموزونة ومتوازنة، مع تغليب لغة العقل والمنطق على لغة الابتذال والتهور والبهورة. فالحكومة التي أقرّت اتفاق وقف النار بعد موافقة "حزب الله" على الصيغة، التي تفاوض عليها الرئيس نبيه بري مع الجانب الأميركي، ملتزمة بتطبيق كل بنوده من دون استثناء. وعليه، فإن التعليمات المعطاة للجيش تقضي بالتعامل مع المستجدات وفق الآلية التي وضعتها القيادة العسكرية بعدما عرضها قائد الجيش العماد جوزاف عون على مجلس الوزراء، الذي أعطى موافقته عليها.
وبحسب بعض الذين زاروا الجنوب برفقة الرئيس ميقاتي وقائد الجيش فإن الوضع في العمق الجنوبي محزن للغاية، ويتطلب بذل أقصى الجهود من أجل إعادته إلى سابق عهده بعد إقرار خطة إعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل في عدوانها الهمجي، مع إصرارها على استكمال ما بدأت به بحجة أن رجال "المقاومة" لا يزالون في مواقعهم غير المتقدمة، وهم على أهبّة الاستعداد لاستعادة مواقعهم التقليدية في "قرى الحافة" عندما تسنح لهم الظروف.
إلاّ أن ما تبلغته لجنة الاشراف على وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي بعدما راجعته في مسألة استمراره في خرق الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ قبل شهر من الآن، لا يدعو إلى الارتياح أقّله بالنسبة إلى لبنان. فحجج إسرائيل غير مبررة عندما تقول بأنها لن تنسحب من البلدات والقرى المتقدمة ما لم تتأكد من أن عودة عناصر "حزب الله" بصفتهم المدنية وكونهم من أبناء هذه البلدات والقرى لن تشكّل أي تهديد للشمال الإسرائيلي.    
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاق وقف النار

إقرأ أيضاً:

مصرع أمير القاعدة في المصينعة.. شبوة تواصل تنظيف أرضها من بقايا الإرهاب

قُتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة الإرهابي وأمير التنظيم في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة، أبو عواد صالح الطوسلي، في مواجهات مسلحة عنيفة اندلعت بين عناصر التنظيم المتطرف ووحدات من القوات الجنوبية المرابطة في المنطقة الواقعة على الحدود بين محافظتي شبوة وأبين.

وأكدت مصادر أمنية ومحلية مطلعة أن الطوسلي، الذي يُعد من أخطر قادة التنظيم في المنطقة، سقط قتيلاً خلال مواجهات اندلعت في منطقة "أرض آل غسيل" بمديرية حطيب مساء الجمعة الماضية، بعد رصد تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية حاولت التسلل إلى مواقع قريبة من تمركز القوات الجنوبية.

وتعد منطقة المصينعة التي كان يُشرف عليها الطوسلي إحدى أبرز المعاقل السابقة لتنظيم القاعدة في شبوة، قبل أن تتمكن القوات الجنوبية من تحريرها وتطهيرها أمنيًا ضمن حملات عسكرية شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، أسفرت عن دحر التنظيم من عدة جيوب إرهابية.

عقب إعلان مصرع "الطوسلي"، نشرت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي محسوبة على الجهاز الإعلامي التابع للتنظيم الإرهابي إلى نعيه، واصفةً إياه بـ"أمير المصينعة"، في اعتراف ضمني بفقدان أحد أهم قادة التنظيم في جنوب اليمن.

وسرعان ما حاولت خلايا القاعدة تنفيذ عمليات انتقامية في المنطقة، حيث قامت بزرع عبوات ناسفة شديدة الانفجار، في محاولة لاستهداف القوات الجنوبية المنتشرة في محيط مديرية الصعيد والمصينعة. لكن القوات كانت على جاهزية عالية، وتمكنت من إفشال المخطط الإرهابي قبل أن يتسبب بأي خسائر.

وأعلنت الفرق الهندسية التابعة لقوات دفاع شبوة السبت أنها نجحت في تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي زرعتها عناصر القاعدة الإرهابية في محيط المنطقة التي شهدت الاشتباكات. وأكدت القوات أن هذه العملية تأتي ضمن جهودها المستمرة لتأمين المناطق المحررة وتعزيز الاستقرار الأمني فيها، خاصة في ظل التهديدات المتكررة التي تمثلها الخلايا النائمة للتنظيمات المتطرفة.

وأشارت إلى أن عمليات المسح الأمني والتمشيط لا تزال مستمرة للكشف عن أي متفجرات أخرى قد تهدد حياة المدنيين، خصوصاً وأن عناصر القاعدة عادة ما تقوم بتفخيخ الطرقات والمواقع الحيوية بهدف زعزعة الاستقرار وعرقلة عودة الحياة الطبيعية.

ودعت قيادة القوات الجنوبية المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة أو تحركات غير معتادة، مؤكدة أن المعركة ضد الإرهاب مستمرة حتى يتم اجتثاث خلاياه وتجفيف منابعه. كما أكدت أنها لن تسمح بعودة التنظيم إلى أي من مناطقه السابقة، وأن الرد على أي تحرك إرهابي سيكون حاسمًا وفوريًا، في إطار حماية الأهالي والبنية التحتية.

ويأتي مقتل "الطوسلي" ضمن سلسلة ضربات موجعة تلقاها تنظيم القاعدة في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، شملت قيادات بارزة في محافظات شبوة وأبين وحتى مأرب، بعضها تم خلال عمليات أمنية دقيقة نفذتها القوات المحلية، وأخرى بواسطة غارات جوية أمريكية استهدفت مواقع ومعسكرات للتنظيم.

وتؤكد مصادر أمنية أن التنظيم يمر بحالة انحسار وضعف غير مسبوقة، خصوصاً مع تراجع قدراته اللوجستية وتنامي الجهود العسكرية والاستخباراتية للقوات اليمنية والتحالف العربي في تعقب وملاحقة فلوله.

ويُتهم تنظيم القاعدة في اليمن بتلقي دعم مباشر وغير مباشر من مليشيا الحوثي الإرهابية التي توظف التنظيمات الإرهابية في بعض الجبهات لخلق حالة من الفوضى الأمنية، وإرباك جهود مكافحة الإرهاب في المحافظات الجنوبية المحررة.

مقالات مشابهة

  • مصممة الأزياء السعوديّة وعد العُقيلي: لهذه الأسباب اخترنا غريس إليزابيث في مهرجان كان!
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • تايلاند تتهم كمبوديا بـانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • وفد قيادي من حماس في أنقرة لهذه الأسباب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • مصرع أمير القاعدة في المصينعة.. شبوة تواصل تنظيف أرضها من بقايا الإرهاب
  • الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
  • تركيا تواصل جهودها لمكافحة حرائق الغابات