الثورة نت:
2025-06-09@15:14:47 GMT

القوارض.. ضيف مكروه يهدد حياة سكان قطاع غزة

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

القوارض.. ضيف مكروه يهدد حياة سكان قطاع غزة

 

الثورة   /غزة

يلاقي الفلسطينيون في غزة أهوالًا من العذابات والآلام جراء حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 15 شهرًا، وليس آخرها ضيوفًا منبوذة ومكروهة ألا وهي الفئران والقوارض التي تضفي بؤسًا وألمًا على حياة الناس.

وبفعل حرب الإبادة المستمرة، يعيش الغزيون مع ضيوف منبوذة، وهي الفئران، والتي تعد الأكثر والأشد سوءَا بين المكاره البيئية التي يواجهها سكان قطاع غزة، لاسيما في المناطق المدمرة.

وفي منزل دمره الاحتلال في اجتياحه لمدينة خان يونس، تعيش عائلة المواطن أكرم الفرا تحت سقف آيل للسقوط في هذا المنزل، مفضلين عدم العيش في الخيام، إلا أنهم لم يسلموا من القوارض.

الدمار الذي أحدثه العدوان خلف انتشارها

القوارض المعروفة بأنها من “الدواب الفواسق الخمس”، لشدة خطورتها، انتشرت في مناطق كثيرة في قطاع غزة بفعل التدمير الإسرائيلي، يقول المواطن الفرا: إن القوارض باتت تقفز فوق أجساد الأطفال كل ليلة مسببة الفزع لهم.

ويتابع أن الأمر لا يقف هنا، بل راحت تشاركهم طعامهم، وتقرض ملابسنا ومتاعنا، “ألا يكفي أن متاعنا حرق في القصف، والقوارض تأكل ما تبقى، نحن نتألم، نموت كل لحظة”.

الفرا نزح من منطقته في خان يونس البلد مرات عدة، وفضل البقاء تحت سقف منزله المدمر، إلا أن القوارض والعناكب الضارة وبعض أنواع الديدان وجدها تنتشر في مكان سكنه، معبرًا عن امتعاضه وفزعه منها.

وبحال من الرضا واليقين بأمر الله، قال: “رضينا بالعيش هنا، رغم خطورة الموقف، إلا أن هذه القوارض والعناكب تعكر صفو ليلنا، ونهارنا، وتقرض كل ما تجده أمامها”.

مواطنون وشهود عيان يقولون إن جيش الاحتلال استقدم هذه القوارض وكبها في هذه المناطق التي اقتحمها، إلا أن ذلك لم تؤكده جهات مختصة في قطاع غزة.

أخطر أمراضها الطاعون

ووفق تقارير علمية فإن القوارض تسبب العديد من الأمراض، فهي تحمل بكتيريا السالمونيلا في الجهاز الهمضي الخاص بها، والتي تنقل إلى الإنسان عن طريق ملامسة المكان الذي يحتوي على روث الفئران المصابة، ومن أعراضها ارتفاع حرارة الجسم.

كما تسبب القوارض مرض الطاعون، حال تناول الإنسان طعامًا أتت عليه مسبقًا.

المواطنة سهام مقداد (75 عامًا) تعبر عن دهشتها البالغة من حجم القوارض التي تراها في خيمتها في منطقة مواصي خان يونس، وهي التي دمر الاحتلال منزلها في معسكر الشاطئ بمدينة غزة.

تقول: رأيت فأرًا كبيرًا جدًا، ولم أر في حياتي بحجمه، ومنذ ذلك الحين وأنا أمضي يومي على أعصابي، ولا أنام خشية أن تؤذي هذه الفئران الأطفال، ألا يكفيهم القتل والقصف والحرمان والجوع، وها هي الفئران تزيد الطين بلة.

وتؤكد أنها تقوم بقرض الملابس، والأغطية الشتوية، وأكياس الدقيق، “ملابسنا وأغطيتنا بالعافية مكفيانا، والفئران تقوم بقرضها”، تتساءل عن الذنب الذي اقترفه السكان ليعيشوا هذه الحياة.

ومن المعلوم أن أكوام الركام والدمار المنتشر في ربوع قطاع غزة، تساعد على تكاثر القوارض، ما تسبب مكاره صحية وبيئية خطيرة جدًا للنازحين.

وفي معسكر دير البلح وسط قطاع غزة، يشتكي السكان من انتشار رهيب للقوارض في منازلهم، وخيامهم، معبرين عن خشيتهم على صحتهم وصحة أطفالهم.

تقول المواطنة غيداء أبو حجاج إنها تجد في منزلها كل يوم فأرًا أو أكثر، وهو ما أرّق حياتها بشكل لا يوصف، وتتابع: “خربوا لي الأغطية، وأكياس الدقيق، تشاركنا في كل شيء”.

تناشد الجهات المختصة والمؤسسات الدولية للتدخل لحل الأزمة، وتقول إنهم يعانون الحصار والجوع والبرد والحرمان، “يكفي ما يجري لنا”.

ناقلة للأمراض المعدية

أحد أعضاء فريق التَّوعية بمكافحة الأمراض المعدية والأكاديميِّ، أ. د عبد الرَّؤوف المناعمة، أكَّد أنَّ الآفات مثل القوارض تعد مشكلة جديدة منتشرة في أماكن النُّزوح في قطاع غزَّة، حيث تسبَّب تلوُّث الطَّعام وتحدَّث أضراراً مادِّيَّة.

وقال المناعمة في حديث إعلامي سابق: “تأكل القوارض كلَّ ما يأكله الإنسان خاصَّةً الحبوب، وكمن ضررها في إتلافها كمِّيَّات أكثر بكثير من تلك الَّتي تلتهمها أو تحمُّلها إلى مخابئها بالإضافة إلى تلويث المكان والموادِّ الغذائيَّة”.

وأوضح المناعمة، أنَّ خطر القوارض يكمن في أنَّها تكون عاملاً في إحداث الأمراض المنقولة بالغذاء وغيرها من الأمراض المعدية والأوبئة، مثل الطَّاعون الَّذي ينتقل عبر لدغات البراغيت الَّتي تعيش على القوارض المصابة، وبكتيريا السَّالمونيلا الَّتي تسبَّب التَّسمُّم الغذائيُّ، حيث تنتقل هذه البكتيريا من فضلات القوارض إلى الأطعمة والأسطح.

وبين أن انتشار القوارض يهدد بانتشار فيروس هانتا الذي ينتقل عن طريق استنشاق الجسيمات الدقيقة المتطايرة من بول أو براز القوارض المصابة، وقد يؤدي هذا المرض إلى التهابات تنفسية شديدة وفشل كلوي.

وأشار إلى أن القوارض تهدد بانتشار داء اللولبيات “البريميات” الذي ينتقل عبر ملامسة المياه أو التربة الملوثة ببول القوارض المصابة.

وزارة الصحة بغزة حذرت مرارًا من ظهور أوبئة خطيرة، نتيجة النفايات والروائح الكريهة نتيجة تحلل الحيوانات وغيرها، وانعدام النظافة وشح المياه بسبب استمرار الحرب.

وتؤكد أن أمراضًا منتشرة بشدة في القطاع، أبرزها الالتهابات الجلدية، وأمراض الجهاز التنفسي، وسوء التغذية الحاد، وسط تدمير ممنهج للمشافي والمراكز الصحية.

الأونروا تدق ناقوس الخطر

“الأونروا” سبق ودقت ناقوس الخطر من انتشار القوارض والحشرات في قطاع غزة، والخطر الذي على صحة الناس في ظل الأوضاع المتردية.

وقالت الوكالة في بيان مقتضب، رصده المركز الفلسطيني للإعلام، على منصة اكس: “تتدهور الأوضاع الصحية في غزة بشكل متزايد يومًا بعد يوم، حيث تشكل الحشرات والقوارض خطرًا على الصحة من خلال نشر الأمراض ما يهدد صحة الناس”.

وأضافت: “تعمل فرق الأونروا على دعم العائلات النازحة في الملاجئ، بهدف منع هذه الآفات من اجتياح المساحات المكتظة التي يعيشون فيها” دون مزيد من التفاصيل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سكان غزة يستقبلون عيد الأضحى بلا أضاحٍ.. ومزارع المواشي تتحول إلى مقابر

 

الثورة / أفتكار القاضي

“بأي حال عدت يا عيد”.. هذا هو لسان حال جميع أهالي غزة الذين يستقبلون للعام الثاني على التوالي، عيد الأضحى بدون أضاحي أو طقوس فرائحية، حصار خانق ومجازر مروعة لم ترع للعيد حرمة ولا ذمة، فبين ركام المنازل وصرخات الجوع، يحل عيد الأضحى على أهالي قطاع غزة، تحت لهيب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكانه منذ عامين
في غزة، لم يعد العيد مناسبةً تُنتظر، بل يوم آخر يُضاف إلى تقويم البؤس.
فقط طوابير من الأجساد المنهكة تقف تحت الشمس الحارقة، على أمل وصول شاحنة إغاثة… لكنها لا تصل.
من شمال غزة الى جنوبها لم يضح أحداً، بعد أن غابت الأضاحي قسرًا، بفعل الدمار الممنهج للمزارع، الإغلاق التام للمعابر، وغياب القدرة الشرائية لدى معظم السكان الذين يرزحون تحت حصار لا مثيل له، ووطأة فقر مدقع وصل منتهاه، ويكافحون بكل السبل لتأمين البقاء على قيد الحياة.

أسواق خاوية ومزارع مقفرة
على غير العادة، تبدو أسواق المواشي في غزة هذا العام خالية تمامًا، والمزارع التي كانت تكتظ في مثل هذا الوقت بالأضاحي، تحوّلت إلى أراضٍ مقفرة أو مقابر للشهداء، أو مواقع للقصف اليومي، المسالخ الرئيسية في غزة دُمرت، وطرق الإمداد الحيوية من المعابر مغلقة، ما جعل دخول المواشي إلى القطاع شبه مستحيل.
يقول حسام زعرب، تاجر مواشٍ من منطقة الفخاري جنوب القطاع وفق مركز الإعلام الفلسطيني: «القطاع لم يشهد منذ سنوات أزمة بهذا الحجم، لكن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق، لا مواشٍ، لا أعلاف، لا إمكانيات، كل شيء توقف».
ولعل اللافت هذا العام، هو غياب المؤسسات الخيرية التي اعتادت تنفيذ مشاريع الأضاحي، والتي لطالما كانت ملاذًا للعائلات الفقيرة، أغلقت أبوابها وأعلنت اعتذارها عن عدم قدرتها على تنفيذ أي مشروع للأضاحي، لأسباب اقتصادية ولوجستية وأمنية بحتة.
«أصبح الطحين أضحية الناس»، تقول أم سائد، وهي تدفع عربة خشبية فارغة أمام مدرسة تؤوي مئات النازحين.
وتضيف: «أطفالي ما أكلوا خبز من شهرين، بنطحن العدس ونخبزه، بس كمان العدس خلص».
في أحد أحياء غزة القديمة، يُشير أبو عماد، وهو ربّ أسرة نازحة، إلى تنكة بلاستيكية فارغة، ويقول: «هنا كنا نطبخ الملوخية مع العيد، الآن نغلي الماء مع شوية ملح».
في شوارع غزة، لا يوجد أثر للعيد ولا معنى ولا فرحة ترتسم على الشفاه.. فالمشهد العام قاتم والمجاعة تنتشر بصمت، ومعها الجوع يفترس الكبار قبل الصغار حتى تكبيرات المساجد تُسمع بصوت خافت، وسط دمار وألم لا يُشبه أي مشهد آخر.
العيد في خيام الموت، في مخيمات النزوح، تحاول الأمهات إلهاء الأطفال بألعاب من قماش قديم أو أغطية فارغة، تصنع منهن دمى خيالية.
تقول مريم، وهي أم لأربعة أطفال تقيم تحت خيمة قماشية قرب جباليا: «العيد كان يوم فرح… اليوم هو تذكير بأننا منسيّون».
تحولت شوارع غزة من مداخل مزينة ومفعمة بالحياة، إلى أطلال مخيمات مهترئة تعج بالنازحين.
فمعظم العائلات فقدت منازلها بالكامل، واضطرت للعيش في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ولا تحفظ أدنى مقومات الكرامة الإنسانية.
وفي ظل التجويع الممنهج، تغيب اللحوم عن الموائد، كما تغيب الحلويات، وحتى الخبز أصبح أمنية صعبة المنال وسط الحصار المشدد ومنع إدخال المواد الغذائية.
ذكرى مؤلمة
«كان الأطفال في السابق ينتظرون رؤية الأضاحي ويلعبون حولها… اليوم ينتظرون وصول شاحنة إغاثة أو وجبة ساخنة، تقول سلوى أبو عابد، ناشطة مجتمعية من مدينة غزة.
في الشوارع المدمّرة ومراكز الإيواء، تغيب مظاهر العيد، لا أسواق، لا ألعاب، لا زيارات، لا فرح ولا مرح، ولكن ورغم كل هذه الأهوال التي شيب لها الرأس.. لا تزال غزة تتنفس، أناس يرفعون دعاءهم إلى السماء، وأمهات يسرقن لحظات ضحك من أطفالهن ليقنعهن أن العيد… قادم.

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الصهيوني يهدد سفينة الحرية “مادلين”
  • وزير الحرب الصهيوني يهدد سفينة الحرية “مادلين”
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • الاحتلال يقر بأن تسليح عصابة أبو شباب أنقذ حياة العديد من الجنود الإسرائيليين
  • سكان غزة يستقبلون عيد الأضحى بلا أضاحٍ.. ومزارع المواشي تتحول إلى مقابر
  • منظمات أممية: غزة جحيم حقيقي والجوع يهدد حياة 71 ألف طفل
  • في وداع الأحبّة.. شاب جريح يودّع والدته التي قتلها رصاص إسرائيلي قرب نقطة مساعدات
  • زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب اليونان ويشعر به سكان شمال غربي تركيا
  • الأونروا: يجب أن نعود إلى توصيل المساعدات بأمان لجميع سكان غزة