أعرب الدكتور رمضان عبد الرازق، من علماء الأزهر الشريف، عودة الكتاتيب في مصر، قرار يمثل خطوة هامة نحو استعادة جزء من تراثنا الثقافي العظيم.

وقال الدكتور رمضان عبد الرازق، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إن عودة الكتاتيب تحت رعاية الدولة تمثل نهضة كبيرة، ويجب أن نُشيد بجهود فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودولة رئيس الوزراء، ووزير الأوقاف على دعمهم لهذه الفكرة.

وأوضح: "إن الدولة تهتم بالقرآن وأهله، وبالفكر الوسطي المعتدل، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بنشر العلم والدعوة السليمة، على عكس ما يروج له البعض من أفكار مغلوطة".

وأكد أن الكتاتيب يجب أن تركز على تعليم القرآن الكريم برؤية جديدة تراعي العصر، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون هذه الكتاتيب بعيدة عن أي أفكار متطرفة أو منحرفة، قائلًا: "بعض الكتاتيب في الماضي كانت بها بعض المشكلات، حيث كان بعض القائمين عليها أصحاب أفكار موجهة، ولكن مع عودة الكتاتيب يجب أن نحرص على أن تظل محصنة ضد الأفكار المتطرفة".

وأضاف: "لا بد أن نفهم أن تعلم القرآن ليس مجرد حفظ آيات، بل يجب أن نفهم معاني القرآن ونتعلم القيم الأخلاقية التي يحملها، لا نريد فقط أن يحفظ الطفل سورة دون أن يفهم معناها، والكتاتيب القديمة كانت تقوم على تعليم القرآن فقط بواسطة شيخ متخصص، وأن هذا النموذج يجب أن يعود لكن بتطوير يناسب العصر الحالي، نحتاج إلى رؤية جديدة تتضمن تكنولوجيا التعليم والتفاعل مع أولياء الأمور، بحيث يتم تدعيم الأطفال بالقيم الدينية والوطنية منذ الصغر  

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكتاتيب تعليم القرآن المزيد یجب أن

إقرأ أيضاً:

الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف

تشهد الساحة الدبلوماسية حراكًا متجددًا في ملف الأزمة السودانية، تجسد في اجتماعات الرباعية التي تضم كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم ما توحي به التشكيلة من ثقل إقليمي ودولي، إلا أن القراءة المتأنية لهذه المبادرة تكشف عن خلل هيكلي في تكوينها، وانفصام واضح بين رؤيتها السياسية والحقائق الميدانية في السودان. وعليه، فإن احتمالات فشلها تظل راجحة، إن لم تكن حتمية، ما دامت تعيد تدوير نفس الأخطاء السابقة.

أولًا: الإمارات… الفيل في الغرفة
من غير المنطقي، سياسيًا وأخلاقيًا، أن تكون دولة متورطة بشكل مباشر في تأجيج الصراع جزءًا من آلية يفترض أن تلعب دور الوسيط أو الراعي للحل. الإمارات، وفقًا لتقارير دولية وشهادات ميدانية، قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا لقوات الدعم السريع، ما جعلها طرفًا في النزاع وليس مراقبًا محايدًا. تجاهل هذه الحقيقة لن يُنتج إلا المزيد من انعدام الثقة من الجانب السوداني وهذا يضر جدا بعلاقة السودان مع مصر والسعودية تحديدا، خصوصًا من الجيش السوداني، الذي يرى في استمرار دور أبوظبي انتقاصًا من سيادة الدولة ومحاولة لشرعنة المليشيا تحت عباءة “الحل الإقليمي”.

ثانيًا: تجاوز اتفاق جدة… نزع لغطاء الشرعية
اتفاق جدة، الموقع في مايو 2023، هو الوثيقة الوحيدة التي وقّعها الطرفان المتحاربان – الجيش والدعم السريع – برعاية سعودية أمريكية، ما يمنحه شرعية تفاوضية لا يمكن القفز فوقها. ما يُطرح اليوم من الرباعية، سواء من حيث الأسماء المطروحة، أو طبيعة المقترحات المسربة، يعكس محاولة للعودة إلى نماذج التسوية السابقة التي قامت على شراكة شكلية مع فصائل سياسية نفعية، وتجاهلت الديناميكيات الأمنية والمؤسسية التي فجّرت الحرب ابتداءً.

إن أي تجاوز لهذا الاتفاق هو بمثابة العودة إلى مربع الصفر، بل والتمهيد لانفجار جديد أكثر تعقيدًا، خاصة وأن المرحلة الحالية تتطلب مقاربة أمنية تُنهي وجود المليشيات، لا سياسية تعيد تدويرها في واجهات السلطة.

ثالثًا: السعودية ومصر… بين النوايا والمصالح
على الضفة الأخرى، تمثل السعودية ومصر عنصرين يمكن البناء عليهما، لكن مع فوارق في الرؤية والتأثير. السعودية، بحكم رعايتها لاتفاق جدة، تملك سجلًا أكثر توازنًا، ولكنها قد تجد نفسها في موقف حرج إن استمرت في تجاهل تحفظات الخرطوم بشأن دور الإمارات. أما مصر، التي تراقب تطورات المشهد عن كثب، فإن مصالحها الأمنية المباشرة في شرق السودان وأمن البحر الأحمر تفرض عليها مقاربة أكثر براغماتية، لكنها محدودة النفوذ ميدانيًا مقارنة بغيرها من الأطراف.

رابعًا: أمريكا… الرغبة في الحل دون أدواته
الولايات المتحدة، التي تتصدر التحالف الرباعي، تبدو وكأنها تريد تحقيق اختراق دبلوماسي دون استعداد لتحمل كلفته. فهي لم تمارس أي ضغط حقيقي على الإمارات، ولم تقدم حتى الآن تصورًا موضوعيًا لمعالجة جوهر الأزمة: السلاح الخارج عن الدولة، وتفكيك المليشيات. سياسات واشنطن الرمادية، التي تتجنب تسمية المتورطين بأسمائهم، تفقدها تدريجيًا مصداقيتها كقوة راعية للسلام في السودان.
خاتمة: من يملك رؤية الدولة، ومن يسعى لتقاسمها؟
ما يجري اليوم هو صراع بين رؤيتين للسودان:
رؤية وطنية تسعى لاستعادة الدولة السودانية الموحدة ذات القرار السيادي والمؤسسة العسكرية الواحدة.
ورؤية خارجية هجينة تحاول فرض واقع سياسي جديد يتسع للمليشيات ورعاتها الإقليميين، ولو على حساب أمن السودان وسلامة شعبه.

ما لم تحسم الرباعية أمرها، وتُخرج الأطراف المنحازة من معادلة الوساطة، وتلتزم صراحة باتفاق جدة كمرجعية تفاوضية، فإنها ستتحول من أداة للحل إلى وعاء لتأبيد الأزمة، وتغذية مشاريع التقسيم، تحت شعار السلام الشامل.

في النهاية، السودان ليس مائدة فارغة لتقاسم النفوذ، بل دولة ذات تاريخ وثمن باهظ دفعه شعبها دفاعًا عن كرامته. وأي مبادرة لا تعي هذه الحقيقة مصيرها الإخفاق، ولو اجتمع حولها العالم.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «افتكروني مجنون».. محمد رمضان يطرح أغنية جديدة بالتعاون مع البرازيلي Luck Muzik
  • لؤلؤتي الفضية يجسد الحرفة العمانية برؤية فنية حديثة
  • أفكار بسيطة ومعبّرة للاحتفال بيوم الصداقة العالمي
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف
  • رحلة جديدة.. القطار الثاني يغادر القاهرة لإعادة السودانيين لوطنهم
  • عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنساني
  • عودة 72 لاجئاً سورياً عبر معبر جديدة يابوس بريف دمشق ضمن برنامج العودة الطوعية من لبنان إلى سوريا
  • بإشراف أمني.. عودة منظمة لعائلات سورية
  • أفكار ديكور غرفة الطعام المفتوحة على الصالة لزيادة المساحة
  • بسمة بوسيل تعلق على أنباء عودتها لتامر حسني.. فيديو