لجريدة عمان:
2025-06-01@12:15:30 GMT

لا تقطعوا برأي الآن في حكام سوريا الجدد

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

جُنَّ جنون بعض الناس عندما امتنع أحمد الشرع (ولعلكم تعرفونه باسم أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام والزعيم الفعلي لسوريا) عن مصافحة أنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، عندما زارت دمشق هذا الأسبوع.

إنه لا يصافح امرأة! الشرع إذن هو الجهادي الذي كان إياه دائما!

وثمة قصة أخرى تستولي على الغربيين: هل لا تزال الحانات في دمشق -وكانت محور جولات نظام الأسد الدعائية، حيث كان الصحفيون ومدونو الفيديو يؤخذون لينعموا بالشراب على مسمع من معسكرات الاعتقال- هل لا تزال تلك الحانات تقدم الخمر المفضل لديهم؟ ولو أنها لا تقدمها، فيا إلهي، يا لها من علامة رهيبة.

..

ما من سوري تحدثت إليه أو قرأت كلماته إلا وهو عاجز عن أن يصدق أن هذا ما يريد العالم التحدث عنه. هذا أمر لا يصدق.

لقد كان النظام السابق يدير غرف التعذيب لمدة خمسين عاما، وقام بغزو لبنان واغتال رئيس وزرائه السابق. وقتل مليون شخص في حرب أهلية اتسمت بالاستخدام المستمر للأسلحة الكيميائية. وها هم السوريون وقد حرروا أنفسهم. فأي علاقة لأي من هذا بمصافحة الأيدي أو عدم مصافحتها، أو بتوافر جاك دانيالز في فندق فور سيزونز؟

ولكن حتى لو أن القضايا التي يركز عليها الصحفيون تافهة، فلا تزال هناك أسئلة يجب طرحها حول الشكل المستقبلي للحكم السوري.

لقد حاربت هيئة تحرير الشام -في أيامها- الجماعات المتمردة والنظام السابق والجميع.

وبعد أن اختلفت مع القاعدة، طردت الموالين للقاعدة من سوريا. وانفصلت عن تنظيم «داعش» وقضت على أعضائه. وهناك قصص عن بعض الناشطين، مثل الإصلاحي الكبير رائد فارس، الذي لقي مصرعه على يد مهاجم مجهول في عام 2018، وكان فارس قد وجه انتقادات لهيئة تحرير الشام. فهل قتله أحد أفرادها؟ حتى الآن، لا نعرف.

عندما هرب بشار الأسد، أخذت الأمور تجري نظريا وفقا للقواعد. فقد بقي رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي في منصبه ليوم أو نحو ذلك بعد هروب الأسد، وتم تخصيص حراس شخصيين له من هيئة تحرير الشام.

ثم سلّم منصبه إلى القائم بأعماله محمد البشير، الذي كان رئيس وزراء حكومة الإنقاذ المدعومة من هيئة تحرير الشام في إدلب بشمال سوريا. وتم تنفيذ ذلك كله بمظهر الشرعية.

فمن هم هؤلاء الرجال؟ البشير، صغير جدا بالنسبة لرئيس وزراء -يبلغ من العمر واحدا وأربعين عاما- وكان زعيما لحكومة الإنقاذ لأقل من عام. لكن محافظة إدلب، التي يديرها رجاله، برغم كونها تحت الحصار من الجنوب، وتحت القصف المدفعي والجوي المستمر، وبرغم وجود 3.6 مليون شخص مكدسين في مساحة كانت تستوعب قبل الحرب قرابة 1.5 مليون نسمة، كانت في الواقع تدار على نحو جيد.

فقد كان فيها كهرباء أكثر من معظم مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة النظام. وكانت الرواتب أعلى. وكان البناء والأعمال العامة جارية فيها.

وقد شهدت الرعاية الصحية تحسنا (فعلى سبيل المثال، تعاملت إدلب مع الوباء بشكل أفضل بكثير من سوريا الخاضعة لسيطرة النظام). ويعود مئات الآلاف من السوريين بالفعل من الدول المجاورة. وهم مجموعة مجتهدة، ويصرحون لكاميرات التلفزيون العابرة بأنهم عادوا إلى وطنهم من أجل إعادة البناء.

غالبا ما يعني القانون الإسلامي قانونا صارما ويمكن أن يتحول بسهولة، كما حدث في أفغانستان، إلى عصابات متنكرة في زي العدالة. ويبدو أن طالبان لا تهتم على الإطلاق باقتصاد أفغانستان، طالما أن بوسعها الاستمرار في تحقيق هدفها بإجبار النساء على مغادرة كل جانب من جوانب الحياة. ولكن هيئة تحرير الشام لم تفعل هذه الأشياء عندما حكمت إدلب. لكن من المحتمل أن تفعلها الآن -برغم أنه ما من دليل على ذلك حتى الآن.

لقد سمعنا الكثير من الادعاءات حول مذابح المسيحيين. ولا يوجد دليل على ذلك أيضا. والأشخاص الذين ينشرون هذه القصص هم في الغالب من المؤثرين ومقدمي برامج الإنترنت الصوتية في الولايات المتحدة الذين يبدو أنهم يريدون حدوث عمليات القتل الجماعي الوهمية هذه لتصب في صالح حياتهم المهنية الإعلامية.

وقد ظهرت لقطات مصورة تقول منظمة التحقق [Verify-Sy] إنها تصور شادي الويسي، وزير العدل المؤقت، وهو يشرف على إعدام امرأة بتهمة الزنا في إدلب قبل عدة سنوات، عندما كان قاضيا في هيئة تحرير الشام. وقد طالب العديد من السوريين بالفعل بفصله. ففي حال تركه منصبه عما قريب، فإن هذا سوف يقول الكثير عن مدى استعداد الإدارة الجديدة لكبح جماح الدين إرضاء للأجانب ولفصائل أخرى في سوريا. تماما كما أن بقاء الويسي في منصبه بعد شهر من شأنه أن يرسل رسالة معاكسة تماما.

لا أحد يعرف ما الذي سوف يحدث في سوريا في السنوات الأربع التي تقول الحكومة المؤقتة الحالية إنها بحاجة إليها لإجراء انتخابات. لقد قال وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني إن رفع العقوبات عن سوريا لن يتم إلا إذا احترمت هيئة تحرير الشام حقوق الأقليات.

وفي الوقت نفسه، تقول هيئة تحرير الشام إنه يجب نزع سلاح الميليشيات، واستيعاب المقاتلين المحليين في وزارة دفاع جديدة. والمستقبل لم يزل غير محدد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

مجموعة سياحية أوروبية تزور مدينة بصرى الشام وتطلع على معالمها الأثرية

درعا-سانا

زارت مجموعة سياحية أوروبية مؤلفة من عشرة سائحين مدينة بصرى الشام بريف درعا، واطلعت على معالمها الأثرية وأبدت إعجابها بالمدينة القديمة.

وبينت تارين سميث مدرسة بريطانية أنها تألمت كثيراً لحجم الدمار الذي لحق بسوريا، ودعت دول العالم الحر للوقوف إلى جانب القيادة الجديدة للنهوض بالبلد في كل المجالات بعد انتصار الشعب على الظلم والاستبداد، معربة عن ثقتها بأن سوريا ستنهض من جديد لكونها أرض الحضارات.

وأشارت مواطنتها هانا همفري العاملة في المجال السياحي إلى أن زيارتها لبصرى من أسعد أوقات حياتها، فوجودها بين آثارها المتعددة كالمسرح والسير في أزقتها، يبعث في الروح نشوة تعانق الماضي مع المستقبل، لافتة إلى أن بصرى أعجوبة فريدة في فن العمارة القديم بسبب قدرة هذه الأبنية على مقاومة الزلازل منذ آلاف السنين.

وطالب البلجيكي بيير باستنغر، ناشط سياحي، منظمات العمل الإنساني والتراث العالمي بالقيام بدور فعال في رعاية هذه الأوابد الفريدة على مستوى العالم، وتمنى للشعب السوري النهوض من جديد لبناء بلده، والعودة إلى خريطة العالم، وخاصة بعد الانفتاح الذي تشهده سوريا.

السويسريان فابيان روشكا وستيفان زيلمان اعتبرا أن حجم الدمار الذي لحق بسوريا والجرائم بحق شعبها وصمة عار على جبين البشرية، وأبديا الثقة التامة بقدرة السوريين على بناء بلدهم، لأن من استطاع الإبداع بهذه التحف الفنية، يستطيع إعادة تكوين مجتمعه من جديد.

الدليلة السياحية المرافقة للمجموعة دانا الداوود لفتت إلى أهمية تأمين كل سبل الراحة والأمان للوفود القادمة لسوريا، ومرافقتهم في جولاتهم بكل أرجاء البلاد، وتقديم المعلومات اللازمة لإظهار الوجه الحقيقي لبلدنا أمام العالم.

مدير سياحة درعا ياسر السعدي أكد أن الوزارة تعمل من خلال كوادرها على وضع البرامج، والخطط المستقبلية للنهوض بواقع العمل السياحي والانتقال إلى صناعة السياحة لمواكبة التطورات العالمية، ولفت إلى أن المديرية تعمل على تأمين كل البروشورات التعريفية، والكتيبات الدالة على حضارة سوريا.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا
  • توفير بيئة محفزة وتبادل الخبرات في دورة تأهيل حكام السباحة
  • "واشنطن بوست": بقاء المقاتلين الأجانب في سوريا قد يشكل الآن تحديًا كبيرًا للرئيس الشرع
  • الزمالك يرفض «4 حكام» لمباراة بيراميدز في نهائي كأس مصر
  • عاجل.. الزمالك يخاطب اتحاد الكرة بشأن حكام نهائي كأس مصر
  • مشروع الهيئة: أن تعرف ما تريد خلال الطريق
  • الزمالك يخاطب اتحاد الكرة بشأن حكام نهائي كأس مصر أمام بيراميدز
  • من هم اللاعبون العرب المتوجون بدوري أبطال أوروبا حتى الآن؟
  • بقاء الفصائل المسلحة في سوريا هل يقود إلى حرب أهلية
  • مجموعة سياحية أوروبية تزور مدينة بصرى الشام وتطلع على معالمها الأثرية