اليمن ما بعد الإسناد: قوة صاعدة في إقليم متحرّك
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يمانيون../
نجح اليمن في الانتقال من الدولة المهمّشة الملحقة باللجنة الخاصة ووزارة الخارجية السعوديتين والسفارة الأمريكية في صنعاء، إلى صنع المعادلات الاستراتيجية والاستثمار في موقعه الجغرافي المميّز كلاعب أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، في ما يمثل لحظة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ هذا الصراع. ويكاد يكون دخول اليمن في جبهة إسناد غزة، تعويضاً كاملاً عن فترة ضموره وتخاذل قيادته السابقة عن الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.
وفيما راهنت واشنطن ولندن وتل أبيب على كسر إرادة الشعب والقيادة اليمنيين، برز اليمن قوةً عسكرية صاعدة في الإقليم، محطِّماً التوقّعات، ومستعرضاً قدراته العسكرية المتقدمة، وفارضاً نفسه ليس فقط في الجغرافيا اليمنية، بل في البيئة الاستراتيجية المحيطة بالبلاد.
في المقابل، أثبتت صنعاء بصمودها أن القوة الأمريكية وهيمنتها على المنطقة والعالم ليستا قدراً محتوماً، بل إن البحرية الأمريكية التي استعدّت على مدى عقود لاحتمال محاربة الاتحاد السوفياتي، ثم روسيا والصين، وجدت نفسها تخوض قتالاً مع جماعة تعادي الولايات المتحدة وتتمركز في موقع جغرافي مميت يهدّد مصالحها في الهيمنة على البحار والممرّات المائية.
وبعد سنة على التدخل الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي لمصلحة الكيان الإسرائيلي، أجمع كثير من المؤسسات البحثية، إلى جانب تقارير صادرة عن الاستخبارات الأمريكية وآراء عدد من المختصين والمسؤولين الأمريكيين، على أن الإدارة فشلت في وقف هجمات حركة “أنصار الله”، بل أدى استهداف حاملات طائرات أمريكية إلى خلق وضع استثنائي وغير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، لتجد واشنطن نفسها أمام واحدة من أكبر الصعوبات التي تواجهها، وهي الطبيعة الجغرافية والديموغرافية لليمن، والتي تجعل من الصعب توقّع التحركات العسكرية وتحديد استراتيجيات فعالة، فضلاً عن صلابة المقاتل اليمني وإصراره على الفوز مهما كانت التكلفة.
وفيما لم تتصوّر “إسرائيل” أن يشكّل اليمن تهديداً مستقبلياً لأمنها، فإنه وبشكل غير متوقع ارتقى إلى مستوى التهديد الوجودي، ما دفع كيان الاحتلال إلى إعادة تقييم أولوياته الأمنية والاستراتيجية، علماً انه إلى الآن لم يحسم أمره في المفاضلة بين ضرب اليمن أو ضرب إيران كخيار أفضل لأمنه ومشروعه التوسعي. وما كان يُعتقد أن من المستحيل حصوله قبل سنوات، تحقّق عندما تجاوزت الطائرات اليمنية المسيّرة والصواريخ الباليستية المتطوّرة، منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية، محقّقة أهدافها داخل الكيان، الأمر الذي زاد من الضغوط على “إسرائيل”، التي وجدت نفسها في مواجهة تحديات غير مسبوقة، مع استعدادات اليمن لتطوير قدراته العسكرية وتعميقها.
كذلك، لا يمكن إغفال أن اليمن انطلق في إسناد أبناء فلسطين من منطلق ديني وآخر قومي وثالث إنساني؛ وبهذا جسّد انتماءه إلى الأمة، وأعاد فلسطين التي هي في صميم الوعي اليمني إلى طليعة الاهتمامات، معتبراً أن موقفه المتضامن مع فلسطين ليس خياراً بل واجب، الأمر الذي ساهم في خلق حالة استنهاض في مساحة واسعة من العالمين العربي والإسلامي.
الاخبار اللبنانية – لقمان عبدالله
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعترض مسيرة أطلقت من اليمن
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، نجاحه في اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو اعترض "طائرة مسيرة أطلقت من اليمن".
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال اعتراضه صاروخا باليستيا أطلق من اليمن، وأعلنت جماعة الحوثي في وقت لاحق استهداف مطار بن غوريون بالهجوم الصاروخي.
وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة الحوثي، مهاجمة إسرائيل، خلال الساعات الماضية، بخمس طائرات مسيرة.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، إن سلاح الجو المسير التابع للجماعة، نفذ ثلاث عمليات عسكرية، استهدفتْ ثلاثةَ أهدافٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ، بخمسِ طائراتٍ مسيَّرةٍ.
وأوضح أن العمليَّة الأولى استهدفتْ هدفًا حسّاسًا في منطقةِ يافا المحتلَّةِ، بطائرتينِ مسيَّرتينِ، واستهدفت الثانيةُ هدفًا عسكريًّا في منطقةِ عسقلانَ المحتلَّةِ بطائرتينِ مسيَّرتينِ، فيما استهدفت العملية الثالثة هدفًا عسكريًّا في منطقةِ النقبِ المحتلَّةِ، بطائرةٍ مسيَّرةٍ.
وأشار "سريع"، الى ان العمليات حققت أهدافها بنجاح، مؤكدا أن "هذه العمليات لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزة، ورفعِ الحصارِ عنها".
واستهدف الحوثيون قبل أسابيع، مطار بن غوريون وسط دولة الاحتلال بصاروخ باليستي فرط صوتي، وأصابوه إصابة مباشرة، ما تسبب في إصابة 8 أشخاص وفرار الملايين إلى الملاجئ، ثم عادوا لاحقا إلى استهدافه عدة مرات، ما تسبب في عزوف العديد من شركات الطيران عن التوجه برحلاتها إلى تل أبيب.