لجريدة عمان:
2025-08-02@15:05:19 GMT

فن القيادة القرآنية

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

}فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{، تختصر هذه الآية الكريمة من وجهة نظري أسلوب القيادة الذي تنادي به العديد من مدارس القيادة الحديثة، مثل ما قرأناه في كتاب «العادات السبع» لستيفن كوفي.

تعكس الآية التعاطف بأسمى معانيه «فبما رحمة من الله لنت لهم»، لقد لامست قلبي كلمة «لنت لهم» لما فيها من مرونة، وعطف، ونزول القائد إلى مستوى من هم أصغر وأضعف منه، فكل من تحت القائد يحتاج إلى الرحمة، لأن القائد يملك قوة السلطة التي قد تكون مهيمنة، لكن هذا اللين والرحمة هما من أهم متطلبات النفس البشرية.

الإنسان مجبول على الرغبة في الحب والاحتواء مهما تقدم به العمر أو تقلد من مناصب، يظل بداخله ذلك الطفل المتعطش للحب والاهتمام، لذلك نتجنب الفظاظة والغلظة من القادة، والأصحاب، وحتى الوالدين، قد ننصاع لهم خوفًا من بطشهم، لكنهم لن يكسبوا قلوبنا، ولن يكون عطاؤنا لهم مخلصًا.

العفو هو شيمة القادة الرحماء فيه تعاطف وتفهم لطبيعة النفس البشرية التي خُلقت خطاءة، الأخطاء واردة ولا يمكن تجنبها، لكن القائد الحكيم يستغل هذه الأخطاء لصالح المؤسسة، سواء كانت أسرية أو عملية، القائد المتسم بالإنسانية والتعاطف، الذي يعرف ربه ويقدر ذاته، يدرك حاجته هو نفسه للمغفرة، لذلك، يستغفر لأتباعه، مؤمنًا بأن المغفرة تطهر النفوس وتجلب البركة للمؤسسة.

القائد الفعّال يؤمن بقوة الجماعة، يعرف أن تعدد المهارات والكفاءات واختلاف الآراء يكشف زوايا جديدة للمشكلات، يد الله مع الجماعة، والشورى منهجه.

الشورى تبعث الثقة في أعضاء الفريق وتشعرهم بقيمتهم، القائد الحقيقي يتوكل على الله ويؤمن بأن الله حسبه، لا يتعامل مع القضايا بمنطق «الأنا» المتعجرفة بل يقتدي بمنهج النبي سليمان عليه السلام، الذي أعاد الفضل إلى صاحبه ولم يقل «إنما أوتيته على علم مني».

بهذا التواضع والتفويض، يبارك الله في عمل القائد وعمل مؤسسته، وينعكس ذلك على الجميع.

حمدة الشامسية، كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بارزاني محذراً من عقلية اقصائية: مادامت باقية فلن يعرف العراق الأستقرار

بارزاني محذراً من عقلية اقصائية: مادامت باقية فلن يعرف العراق الأستقرار

مقالات مشابهة

  • أمام ضريح القائد في الغبيري.. مراسم تكريمية خاصة لـحزب الله
  • هل صلاة الرجل مع زوجته في البيت تعتبر جماعة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • فضل المشي إلى صلاة الجمعة .. لن تتخيل ماذا أعد الله للمؤمنين
  • مصر وبلدان الطوق الغياب الفاضح .. تصاعد المسؤولية مع تصاعد الإجرام
  • العميد سريع: عملياتنا الجوية ضدّ إسرائيل لن تتوقف حتى رفع الحصار عن غزة
  • بارزاني محذراً من عقلية اقصائية: مادامت باقية فلن يعرف العراق الأستقرار
  • هل من أدرك الصلاة في التشهد الأخير يأخذ ثواب الجماعة؟.. الأزهر يجيب
  • بمشاركة 112 طالبًا.. اختتام برامج المدرسة القرآنية الوقفية بالعامرات
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟