الدورات الرياضية.. استثمار في بناء الإنسان
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
انطلقت في جامعة السلطان قابوس الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في حدث يجمع بين المنافسة الرياضية والتلاقي الفكري والاجتماعي، ليشكل نموذجا يُحتذى به في توظيف الرياضة وسيلةً لتعزيز الانتماء وبناء الإنسان.
لا تقتصر أهمية مثل هذه الدورة على التنافس الرياضي لكنها تتجاوز ذلك إلى بناء شخصية الطالب الجامعي في أبعادها المختلفة؛ فهي تسهم في غرس قيم الالتزام والانضباط والتعاون، وهي قيم جوهرية يحتاجها الطلبة في حياتهم الأكاديمية والمهنية على حد سواء.
ومن الأبعاد المهمة لهذه الدورة، التقريب بين الطلبة الخليجيين من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية، حيث توفر هذه الفعالية فرصة فريدة للحوار والتفاعل بين الشباب، ما يسهم في تعزيز الهُوية الخليجية المشتركة، وتشكّل أرضية خصبة لتبادل الآراء والتجارب حول القضايا الرياضية والاجتماعية والثقافية التي تهم الشباب الخليجي، مما ينعكس إيجابًا على واقعهم ومستقبلهم.
وتسلط الدورة الضوء على أهمية التوازن بين التحصيل الأكاديمي والنشاط البدني، وهو أمر بالغ الأهمية في عالمنا اليوم، حيث تزداد الحاجة إلى اتباع أنماط حياة صحية ومتوازنة؛ فالمنافسات الرياضية لا تعزز فقط اللياقة البدنية، بل تغرس أيضًا قيم المثابرة والتحدي، ما يسهم في إعداد جيل واع ومسؤول قادر على تحقيق النجاح في مختلف المجالات.
ولا يمكن إغفال الدور المحوري لهذه البطولة في اكتشاف المواهب الرياضية الشابة، إذ توفر منصة مهمة للطلبة لإبراز إمكانياتهم الرياضية وتطويرها، وهو ما يسهم في رفد الساحة الرياضية الخليجية بكفاءات واعدة قادرة على تمثيل بلدانها في المحافل الإقليمية والدولية.
ومن زاوية أخرى، فإن هذه الدورة تعزز أواصر التعاون بين الجامعات الخليجية؛ فتفتح المجال أمام تبادل الخبرات في مجالي الرياضة والتعليم، ما يعزز من مستوى الرياضة الجامعية في دول المجلس، ويمهد الطريق لمبادرات مستقبلية تستهدف تطوير القطاع الرياضي الجامعي.
إن استضافة جامعة السلطان قابوس لهذه الدورة تمثل شهادة على دور الجامعة في الاستثمار في الطاقات الشابة، وتجسيدها لمفهوم التعليم الشامل الذي لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية، بل يمتد ليشمل بناء الإنسان في أبعاده الجسدية والعقلية والوجدانية. كما أن رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب لهذا الحدث تؤكد على الأهمية التي توليها سلطنة عمان لدعم الرياضة الجامعية وتعزيز دورها في بناء مستقبل الشباب الخليجي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الرهان على بيتكوين استثمار أم مقامرة؟
حذر تقرير تحليلي نُشر في صحيفة فايننشال تايمز من تصاعد توجه بعض الشركات الأميركية نحو اعتماد "بيتكوين" أصلا ماليا رئيسًا في نماذج أعمالها، بدلًا من الاحتفاظ بالنقد التقليدي أو توزيعه على المساهمين، مشيرًا إلى مخاطر جدية قد تترتب على هذا التوجه.
ووفقًا للتقرير، فإن الفرضية المالية التقليدية تقضي بعدم جدوى احتفاظ الشركات بكميات ضخمة من السيولة النقدية في ميزانياتها العمومية، ويفضل بدلًا من ذلك إعادة هذه الأموال إلى المساهمين ليقرروا كيف يستثمرونها. ومع ذلك، فإن شركات عملاقة مثل "آبل" و"بيركشاير هاثاوي" تحوّلت إلى خزائن مالية ضخمة، دون اعتراض يذكر من المستثمرين.
لكن الجديد، كما أوضح التقرير، أن بعض الشركات بدأت تبتعد حتى عن الدولار الأميركي، وتلجأ للاحتفاظ بعملة "بيتكوين". من بين هذه الشركات، "ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب"، التي جمعت 2.5 مليار دولار لهذا الغرض، لتنضم إلى شركات أخرى تتبنّى توجهًا مشابهًا، مثل منصة "رامبل" ذات التوجه المحافظ، وشركة "غيم ستوب" التي اشتهرت بتقلبات أسهمها، وكذلك شركة "تسلا" لصناعة السيارات التي يديرها إيلون ماسك أغنى رجل في العالم. وتبقى شركة "إستراتيجي" (الاسم الجديد لمايكروستراتيجي) الأضخم في هذا المجال، حيث تمتلك ما يعادل 64 مليار دولار من "بيتكوين".
إعلانويستعرض التقرير 3 مبررات أساسية تتذرع بها هذه الشركات لاحتفاظها بـ"بيتكوين":
الربح المحتمل من ارتفاع السعر: وهو رهان محفوف بالغموض، إذ يمكن للمستثمرين الراغبين في هذه المكاسب شراء "بيتكوين" بأنفسهم مباشرة أو من خلال صناديق المؤشرات المتداولة، دون الاعتماد على شركات وسيطة.كما تشير "ترامب ميديا" إلى أن اعتماد "بيتكوين" من شأنه خلق "تكامل مالي" يمكن توظيفه في اشتراكات المنصات وسك رموز رقمية خاصة بها. فيما تسعى شركة "رامبل" لتوفير محافظ عملات رقمية ضمن خدماتها المستقبلية.
وفي خطوة إضافية، أعلنت شركة "سترايف" عن نيتها جمع 1.5 مليار دولار وتوظيفها فيما أسمته "إستراتيجيات تفوق السوق"، وتشمل شراء شركات ذات سيولة منخفضة القيمة وتحويلها إلى أصول "بيتكوين".
بيد أن التقرير يحذر من أن معظم المساهمين في الأسواق المالية ما زالوا يفضلون الأصول التقليدية التي تحقق تدفقات نقدية قابلة للتنبؤ. ويرى المحللون أن هذا التوجه هو "مقامرة عالية المخاطر" تهدف إلى تقليد نموذج "إستراتيجي"، التي يتم تداول أسهمها حاليًا بما يعادل 1.6 ضعف القيمة الفعلية لما تملكه من "بيتكوين".
واختتم التقرير بالقول إن "عالم الأسواق مليء بالمراهنات، لكن لا تزال قيمة الأصول الحقيقية هي المعيار الأهم، وبيتكوين ليس أكثر من رهان مرتفع المخاطر تسعى بعض الشركات إلى تسويقه كنموذج جديد للأرباح".
إعلان