وزير الثقافة يتفقد قاعات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
أجرى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، جولة تفقدية داخل قاعات وأجنحة المعرض بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية في التجمع الخامس.
جاءت الجولة للوقوف على التجهيزات النهائية والتحضيرات الفنية واللوجستية قبيل افتتاح المعرض يوم الخميس 23 يناير 2025، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وخلال جولته، أكد وزير الثقافة على أهمية ضمان جاهزية القاعات والأجنحة لتوفير تجربة مميزة للزوار والمشاركين، مشيدًا بالجهود المبذولة لإنجاح الحدث بما يليق بمكانة مصر الثقافية الرائدة، كما وجَّه بالالتزام بتطبيق أعلى معايير التنظيم وتقديم الدعم اللازم للفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة، لضمان تحقيق أقصى استفادة من المعرض على المستويين الثقافي والمجتمعي.
وأشار «هَنو» إلى أن الاستعدادات تسير وفق الخطة الموضوعة، معربًا عن ثقته في أن يشهد المعرض إقبالاً كبيرًا من مختلف فئات المجتمع المصري والجاليات العربية والأجنبية، مؤكدا أن المعرض يُعد نافذة ثقافية مهمة لعرض أحدث الإصدارات في مختلف المجالات، ودوره المحوري في تعزيز المشهد الثقافي المصري والعربي على الساحة الدولية، بالإضافة إلى إثراء حركة القراءة وتشجيعها في الوطن العربي.
يُذكر أن الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب ستنطلق فعالياتها في الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير 2025، بمشاركة واسعة من دور نشر محلية ودولية، إلى جانب برنامج غني ومتنوع من الفعاليات الثقافية والفنية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب الكتاب الثقافة
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .