عادات تهدد الثقة بالنفس.. كيف تؤثر التفاصيل اليومية على تقدير الذات ؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قد نجد أنفسنا أحيانًا نواجه مشاعر الإحباط وعدم الرضا عن الذات دون سبب واضح، فمن الحديث السلبي مع النفس، إلى مقارنة أنفسنا بالآخرين، والتشبث بالماضي أو القلق بشأن المستقبل، تسهم هذه السلوكيات في خلق دائرة من الأفكار السلبية التي تؤثر على صحتنا النفسية وتمنعنا من تحقيق السلام الداخلي، ولعل الثقة بالنفس وتقدير الذات هما أساس الشعور بالرضا والسعادة في الحياة
في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه العادات السلبية ونوضح كيف يمكن التخلص منها لتحسين جودة الحياة وتعزيز شعورنا بالثقة بالنفس، مما يفتح الباب أمام تحقيق أهدافنا والوصول إلى التوازن النفسي والراحة الداخلية، وفقًا لما تم نشره بموقع “HackSpirit”.
1- الحديث السلبي مع النفس
هل تسمعين صوتًا داخليًا يخبركِ أنكِ لستِ جيدة بما يكفي؟ هذا ما يُعرف بالحديث السلبي مع النفس، وهو أحد أكثر العادات تدميرًا للثقة بالنفس، فيمكن أن يؤدي التكرار المستمر لهذا الحديث إلى تقليل تقديركِ لذاتك والشعور بعدم الكفاية، ولذلك حاولي استبدال تلك الأفكار السلبية بكلمات إيجابية وداعمة.
2- مقارنة نفسك بالآخرين
تمضي الكثيرات وقتًا طويلاً في مقارنة أنفسهن بالآخرين، مما يخلق شعورًا دائمًا بعدم الرضا، ولذلك ركزي على رحلتكِ الخاصة واحتفلي بإنجازاتك مهما كانت صغيرة. تذكري أن كل شخص لديه مسار فريد، وأن السعادة الحقيقية تأتي من تقدير ذاتكِ وليس من مقارنة نفسكِ بالآخرين.
3- التشبث بالماضي أو القلق بشأن المستقبل
العيش في اللحظة الحاضرة هو مفتاح السعادة والرضا، فعندما تركزين على الحاضر، يمكنكِ الاستمتاع بالجماليات الصغيرة التي تحيط بكِ وتقدير اللحظات البسيطة، وبدلاً من الانشغال بالماضي أو القلق بشأن المستقبل، استمتعي بما يحدث الآن، فهذا يعزز شعوركِ بالسلام الداخلي ويقلل من التوتر.
4- عدم الاعتراف بقيمتك
الإيمان بنفسكِ وبقدراتكِ هو حجر الأساس للثقة بالنفس، وعندما تعترفين بقيمتكِ وتحتفلين بإنجازاتكِ، مهما كانت بسيطة، فإنكِ تعززين من ثقتكِ بنفسك وتفتحين الباب لتحقيق المزيد من النجاح والسعادة، ولذلك لا تترددي في تذكير نفسكِ بما حققتِه، فهذا يحفزك على المضي قدمًا.
5- عدم قبول ذاتك كما أنتِ
أحد أكبر العقبات أمام السعادة هو رفض الذات، فكل شخص يتمتع بنقاط قوة وضعف تميزه عن غيره، فعندما تقبلين ذاتك كما أنتِ، بكل عيوبكِ ومميزاتكِ، فإنكِ تمنحين نفسكِ فرصة للشعور بالسلام الداخلي، ولذلك تقبلكِ لذاتكِ هو الخطوة الأولى نحو تحقيق السعادة الحقيقية والرضا عن النفس.
6- تغيير العادات اليومية
تغيير العادات اليومية التي تؤثر على رضاكِ عن نفسك ليس بالأمر السهل، لكنه خطوة ضرورية نحو بناء حياة متوازنة وسعيدة، ولذلك تذكري أن السعادة تبدأ من داخلكِ، ومن خلال تقدير ذاتكِ والعيش في الحاضر، يمكنكِ تحقيق السلام الداخلي والرضا الكامل عن حياتكِ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السلام الداخلي التوازن النفسي الثقة بالنفس
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن النفس البشرية ليست معصومة من الزلل، بل الخطأ من شيمها، ويستوي في ذلك بنو آدم جميعًا، إلا من اصطفاهم الله لرسالته، فطهَّر قلوبهم من المعاصي. وفي إدراك هذا المعنى طمأنةٌ للنفس، وتسامحٌ معها، وحسنُ ظنٍّ بخالقها إذا رجعت إليه وطلبت منه الصفح والغفران.
واستشهد بما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون» (رواه الترمذي).
وأوضح أن هذا العفو يُعين الإنسان على استدراك شؤون حياته بعد وقوعه في الذنب أو المعصية، ويمنعه من أن يتوقف عند شؤم الإحساس المفرط بالذنب فيجلد ذاته، فيتعطّل بذلك عن المسير في الحياة، ويُوقِع نفسه والناس في عنتٍ ومشقة.
وأشار إلى أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه من أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية، إذ يُعيد إليها طمأنينتها وسكينتها المفقودة. ولأجل ذلك شرع الله الاستغفار من الذنوب، وحضّ عليه النبي ﷺ كوسيلة دائمة، تُساعد المرء على التسامح مع نفسه، والرضا عنها.
ولفت إلى أن السيرة النبوية تحكي العديد من القصص التي تؤكد هذا المعنى، ومثال على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه -فيما أخرجه البخاري ومسلم- أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت!
قال: «مالك؟»
قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.
فقال رسول الله ﷺ «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا،
فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينًا؟» قال: لا.
قال: «فمكث النبي ﷺ، فبينما نحن على ذلك، أتى النبي ﷺ بعرق فيها تمر . قال: «أين السائل؟» فقال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به». فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي.
فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك».
فهذا الصحابي جاء إلى النبي ﷺ وهو مرتجف، يشعر أنّه وقع في مصيبة مهلكة لا مخرج له منها.
فأخذ النبي ﷺ يُهدّئ من روعه، ويُعينه على الخلاص، فعدّد له مسالك التكفير عن الذنب واحدة تلو الأخرى، فلم يستطع أداء أيٍّ منها. حتى آل الأمر إلى أن أخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهله الفقراء، ممّا يُوضّح أن العقوبة أو الكفارة مقصودة لتصفية نفس المذنب، ومساعدته على العفو عن نفسه، وأنها شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة، وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي، فضحك النبي ﷺ وأعطاه العرق وصرفه.
ويلاحظ في هذا الحديث أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في صورة أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله، وأن النبي ﷺ ببساطته وسماحته، سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته، كي يُقبل على عمله وإعمار الحياة بقلبٍ منشرح، لا قلق فيه ولا توتر.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ» (البخاري).
وفي هذا الحديث تربية على التسامح مع الآخرين، والفرح بعودتهم نادمين على خطئهم. فالله رب العالمين يفرح بتوبة عبده إذا شعر بضعفه، واستشعر عظيم جرمه في حق خالقه، الذي لا يضره ذنب، ولا تنفعه طاعة، وإنما فرحه وشكره ورضاه راجع للعبد فضلا وإحسانا. وقد استخدم النبي ﷺ ضرب المثل البليغ وسيلة تربوية، وضمنه معنى التسامح مع النفس ومع الآخرين، وحث فيه المسلم على التوبة والرجوع عن الخطيئة.