أوكرانيا.. أكبر كارثة لكوريا الشمالية منذ المجاعة
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، انتشرت إشاعات بين سكان مدينة هيسان الكورية الشمالية، حول نشر قوات روسية في المنطقة، وخشيت العائلات من أن يُجبر أبناؤهم على القتال في أوكرانيا، ولكن في غياب أي أنباء رسمية من بيونغ يانغ، لم يتمكنوا من التحقق من صحة تلك المزاعم.
استراتيجية كوريا الشمالية الحالية تعتمد على فوز روسيا في أوكرانيا
في غضون أيام قليلة، انتشرت الإشاعات من هيسان إلى مناطق أخرى عبر شبكات التجارة المحلية ومسؤولي الحدود، ليتبين لاحقاً أن تلك الإشاعات صحيحة.
وقال الدبلوماسي السابق كارل أنتوني بورغ، عبر مجلة "ذا ديبلومات"، إن كوريا الشمالية أرسلت بناء على اتفاق مع روسيا أُنجز في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نحو 11 ألف جندي إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، مزودين بالإمدادات وبراتب سخي من روسيا.
كوريا الشمالية تشجع جنودها على "الانتحار" لتجنب الأسر في أوكرانيا - موقع 24قال نائب بالبرلمان الكوري الجنوبي، نقلاً عن جهاز المخابرات الوطني بالبلاد اليوم الإثنين، إن عدد القتلى والجرحى في صفوف القوات الكورية الشمالية التي تقاتل مع روسيا ضد أوكرانيا تجاوز على الأرجح 3 آلاف، منهم نحو 300 قتيل و2700 مصاب.ورغم تركيز الاهتمام على إمكانية حصول النظام الكوري الشمالي على تقنيات عسكرية ونووية جديدة، إلا أن الآثار المحلية لهذا الانتشار ما تزال غير مستكشفة إلى حد كبير.
خسائر فادحةتعاني القوات الكورية الشمالية من خسائر فادحة في أوكرانيا، وخاصة في منطقة كورسك حيث تم نشر معظمهم على الخطوط الأمامية.
وقدرت أوكرانيا وكوريا الجنوبية أن ما يصل إلى 3000 جندي من أصل 11000 قد سقطوا بين قتيل وجريح. هذا المستوى المرتفع من الخسائر هو نتيجة لتحديات عديدة تواجه القوات الكورية الشمالية، بما في ذلك قلة التدريب، خاصة في حرب الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى معاملة القوات الكورية الشمالية باعتبارها "قابلة للتضحية" من قبل القوات الروسية. كما وردت تقارير عن حالات انتحار بين الجنود الكوريين الشماليين، غالباً لتجنب الأسر على يد الجنود الأوكرانيين، في ثقافة تساوي الاستسلام بالخيانة.
The unprecedented loss of North Korean lives in a foreign conflict means that the war in Ukraine could be the Kim regime’s most significant test since the 1990s famine. https://t.co/SBFsfj5lh1 pic.twitter.com/LqDVV5TUiJ
— The Diplomat (@Diplomat_APAC) January 22, 2025هذه الخسائر غير المسبوقة تثير تساؤلات حول ما إذا كان النظام في كوريا الشمالية قادراً على تحمل هذه الخسائر مع الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
مشاركات سابقةمنذ نهاية الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، قدمت بيونغ يانغ دعماً لحلفائها الأيديولوجيين في صراعات خارجية مثل فيتنام وإثيوبيا واليمن وأوغندا وأنغولا، وقد تم إخفاء تفاصيل هذا الدعم عن العامة لاعتبارات تتعلق بالتداعيات المحلية.
وكان أكبر التزام عسكري لكوريا الشمالية بعد الحرب الكورية هو مساعدتها لفيتنام الشمالية، حيث أرسل كيم إيل سونغ نحو 384 جندياً، من بينهم طيارون وخبراء في الهندسة.
التورط في أوكرانيا: تحديات جديدةلكن بحسب الكاتب، فإن التورط العسكري في أوكرانيا يفرض تحديات غير مسبوقة على سيطرة النظام على المعلومات في كوريا الشمالية، فبخلاف فيتنام وأوغندا، حيث كانت الخسائر محدودة وممتدة على سنوات، الخسائر في أوكرانيا ضخمة ومركزة في وقت ومكان محددين.
وفي السابق، كان بإمكان النظام التحكم في المعلومات بشكل أفضل من خلال نقل العائلات المتضررة إلى بيونغ يانغ. وفي حالة أوكرانيا، سيكون نقل آلاف العائلات تحدياً كبيراً، وقد يغير التركيبة الاجتماعية والعسكرية في كوريا الشمالية.
#DPRK - "Will Casualties in #Ukraine Lead to Change in North Korea?"https://t.co/Ylwvf7YguB
— Ville Kostian (@Kostian_V) January 22, 2025 قضايا الولاء العسكريالورطة العسكرية لكوريا الشمالية تثير مخاوف من تراجع الولاء العسكري.
وفي التسعينيات، حاول الفيلق السادس من الجيش الشعبي الكوري الانقلاب على النظام، وتم إخماد المحاولة سريعاً، مما يوضح أن الولاء العسكري لا يمكن أخذه كأمر مسلم به، حتى في نظام ككوريا الشمالية.
إدارة الخسائر العسكريةمع تزايد خسائر الجنود الكوريين الشماليين في أوكرانيا، تسعى بيونغ يانغ للسيطرة على تداعيات هذا الوضع.
وفي محاولة للتغطية على الخسائر، كثف النظام من مراقبته للهواتف المحمولة المنتشرة على الحدود الصينية، حيث تشكل هذه الوسائل تهديداً كبيراً لقدرته على السيطرة على المعلومات.
كما زعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الجنود الكوريين الشماليين الذين يعبرون عن رغبتهم في إيقاف الحرب ونشر الحقيقة حولها في كوريا سيتم منحهم فرصة للإقامة في أوكرانيا.
تقويض الفوائد المحتملةإذا استمر تورط كوريا الشمالية في أوكرانيا بهذا الشكل الكارثي، فقد يُقوض تحالفها مع روسيا. الجمع بين الخسائر العسكرية والمشاركة في حرب خارجية قد يؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار الداخلي، حيث سيؤدي هذا إلى خيبة أمل متزايدة بين أفراد الجيش والمجتمع بشكل عام.
وختم الكاتب أن السباق نحو انتصار في أوكرانيا قد يمثل أكبر اختبار لنظام كوريا الشمالية منذ المجاعة في التسعينات، ومع استمرار هذه الخسائر، قد يشهد المجتمع الكوري الشمالي تحولات جذرية تؤثر على توازن النظام الداخلي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كوريا الشمالية روسيا أوكرانيا لفيتنام الحرب الأوكرانية كوريا الشمالية روسيا فيتنام القوات الکوریة الشمالیة کوریا الشمالیة فی أوکرانیا بیونغ یانغ فی کوریا
إقرأ أيضاً:
شقيقة زعيم كوريا الشمالية: لسنا مهتمين بمبادرات السلام مع الجنوب
قالت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن "كوريا الشمالية ليست مهتمة بأي سياسة أو مقترح للمصالحة مع كوريا الجنوبية"، وذلك في أول رد فعل على مبادرات السلام التي أطلقها رئيس كوريا الجنوبية لي جاي-ميونغ.
وكان رئيس كوريا الجنوبية الجديد قد صرح بأنه سيسعى لإجراء محادثات مع الشمال دون شروط مسبقة، بعد أن تدهورت العلاقات في عهد سلفه إلى أسوأ مستوى لها منذ سنوات.
ومنذ انتخابه في يونيو/حزيران، انتهج الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ سياسة مخالفة لسلفه تجاه الشمال، حيث أوقف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت على طول الحدود الذي كان بدأ ردا على إرسال كوريا الشمالية بالونات محمّلة بالقمامة.
ولاحقا، أوقفت كوريا الشمالية بثها الدعائي أيضا الذي كان بتسبب بإزعاج لسكان الجنوب بسبب الأصوات الغريبة والمخيفة.
وقالت كيم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية "إذا كانت كوريا الجنوبية تتوقع أن تُلغى جميع تبعات (أفعالها) ببضع كلمات عاطفية، فلا يمكن أن يكون هناك خطأ في التقدير أكبر من ذلك".
وأضافت كيم يو جونغ المسؤولة الكبيرة في الحزب الحاكم بكوريا الشمالية والتي يعتقد أنها المتحدثة باسم زعيم البلاد أن تعهد رئيس كوريا الجنوبية بالالتزام بالتحالف الأمني بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يُظهر أنه لا يختلف عن سلفه الذي كان يتخذ نهجا معاديا.
وقالت كيم، المسؤولة الكورية الشمالية، إن هذه الإجراءات ليست سوى تراجع عن أنشطة خبيثة من كوريا الجنوبية "ما كان ينبغي أن تتخذ من الأساس".
وأضافت "بعبارة أخرى إنه أمر لا يستحق تقييمنا".
وتابعت "نوضح مجددا الموقف الرسمي بأننا وبصرف النظر عن السياسات التي تعتمدها سول أو المقترحات التي تقدمها، لسنا مهتمين بها ولن نجلس مع كوريا الجنوبية ولا يوجد ما يمكن مناقشته".
إعلانولا تزال الدولتان في حالة حرب نظريا، لأن الحرب الكورية (1950-1953) انتهت بهدنة، وليس بمعاهدة سلام.
وتحتفظ الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لكوريا الجنوبية، بنحو 28 ألف جندي في الجنوب لمساعدتها في صد أي هجمات محتملة من الشمال المسلح نوويا.