وزير الثقافة: معرض الكتاب أصبح عيدا ثقافيا للمصريين.. وحجم الإقبال يؤكد أن بلدنا بخير
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
شهدت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى ثالث أيام فعالياتها، أمس، توافد الآلاف من الزائرين منذ الصباح الباكر للاستمتاع بالأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، إلى جانب اقتناء الكتب من مختلف دور النشر. وأعلنت اللجنة العليا للمعرض، الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن المعرض سجّل حضوراً جماهيرياً كبيراً أمس الأول بلغ نحو 445 ألفاً و29 زائراً، ليصبح إجمالى عدد الزوار خلال يومين من فتح أبواب المعرض للجمهور 845 ألفاً و971 زائراً.
من جانبه، دعا الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الجمهور لزيارة المعرض، مشيداً بمستوى الإقبال الجماهيرى الكبير على فعاليات المعرض، وحرص الزائرين من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على حضور الفعاليات، إذ سجلت الإحصائيات اليومية لعدد الزائرين ما يقرب من نصف مليون زائر يومياً، مشيراً إلى أن «هذا الرقم يؤكد أن مصر وثقافتها وناسها بخير».
وأشاد الوزير، فى تصريحات لـ«الوطن»، بزيارة الكثير من العائلات إلى المعرض، والإقبال من كل الفئات العمرية من طلاب وكبار السن وأطفال. وأضاف: «هذا مشهد حضارى جميل لا يوجد له مثيل فى أى مكان فى العالم، ويعكس وعى المصريين وحرصهم على أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث السنوى المتفرد»، مؤكداً مواصلة الجهود لتحقيق حالة متميزة من الزخم الثقافى والفكرى والفنى للفعاليات، تسهم فى تحقيق أهداف الدولة لبناء الإنسان.
كما أثنى على حجم الإقبال الكبير على شراء الإصدارات الثقافية المتنوعة، فضلاً عن الإقبال على العروض والأنشطة الفنية. ولفت «هنو» إلى أن الإقبال على الأماكن المخصصة لتناول المأكولات والمشروبات فى المعرض يؤكد أن الحدث أكبر من مجرد معرض للكتاب، بل عيد أو منتدى ثقافى، منوهاً بأن زيارة المواطنين للمعرض فى الشتاء أصبحت ظاهرة وموروثاً مجتمعياً، كما الحال فى التردد على المصايف فى الصيف.
وأشار إلى تطوير قاعات المعرض بحيث تشتمل على شاشات لعرض المحتوى الرقمى والمصور والمقاعد والطاولات، داعياً الجمهور إلى المشاركة فى الاحتفالية الثقافية الكبرى التى تهدف إلى تعزيز الحوار الحضارى ورفع قيمة الكلمة.
«القومى للترجمة» يشارك بألف عنوان في معرض الكتابوفى السياق نفسه، شهدت أجنحة المعرض إقبالاً من الزوار على شراء الكتب، ومن بينها جناح المركز القومى للترجمة، لاقتناء العديد من أبرز عناوين الكتب المترجمة فى شتى المجالات، إذ يقدم المركز العديد من العناوين المتنوعة والمميزة إلى جانب التخفيضات على فئات مختلفة.
وقال تامر مصطفى، مدير التسويق بالمركز القومى للترجمة، إن المركز يشارك بـ1000 إصدار (عنوان) منها نحو 95 عنواناً جديداً، فى مجالات متنوعة فى الفلسفة والتاريخ والتربية وعلم النفس والاجتماع والآداب لإرضاء جميع الأذواق، إضافة إلى 5 إصدارات متميزة لذوى الهمم، منها كتب عن اضطرابات التوحد، وذوى الاحتياجات الخاصة، والتى تحظى باهتمام من الباحثين فى الوقت نفسه.
وتابع: «لاحظت هذا العام إقبال الشباب على القراءة، وخصوصاً أمهات الكتب فى الفلسفة والتاريخ مثل كتاب عن عالم مرتضى الزبيدى، وهو من الكتب التى لاقت إقبالاً كبيراً، وكذلك كتاب المغول والعالم الإسلامى، وهذه بادرة مُبشرة».
ونوه بأن المركز يساعد الطلاب على القراءة بتقديم خصومات 50% لطلاب الجامعات الحكومية بموجب بطاقة الهوية الجامعية، وينطبق الحال نفسه على عدد من النقابات كـ«الأطباء» و«المهندسين»، فضلاً عن إتاحة تخفيضات متفاوتة للعديد من الفئات المهنية مثل الصحفيين ورجال الشرطة وغيرهم، إضافة إلى 25% تخفيضات للجمهور بوجه عام، وأكد أن المركز يحرص على توصيل الكتب إلى الجمهور بسعر التكلفة، باعتبار المركز ضمن الجهات التابعة للدولة وغير الهادفة للربح.
ولفت إلى أن معرض القاهرة من أهم المعارض الدولية على مستوى الوطن العربى، وأن المثقفين من جميع الدول العربية يحرصون على زيارة مصر خلال فترة المعرض، وتابع: «خلال الأيام الماضية حرص عدد كبير من أبناء دول الخليج على اقتناء الكتب بكميات كبيرة». وأكمل: «المعرض منذ نقله إلى التجمع الخامس يشهد تطوراً عاماً بعد عام، ونحن كمصريين نفخر به بين معارض العالم، فهو لا يقل عنها جمالاً أو تنظيماً».
ونوه بأنه تيسيراً على زوار المعرض، قدّم المركز الإصدارات الجديدة فى قسم خاص، ومن بين العناوين التى تصدّرت قائمة الأعلى مبيعاً كتب «تاريخ الشرق الأوسط الحديث»، و«تاريخ البحر الأحمر (من ديليسبس حتى اليوم)»، «علم النفس العصبى الاجتماعى»، و«سيكولوجية الصراع الاجتماعى والعدوان»، و«التنوير: تفسير ظهور الوثنية الحديثة»، و«التنوير: تفسير علم الحرية»، و«علم النفس الاجتماعى: الأسس».
ونظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة زيارة لأطفال الأسمرات إلى معرض الكتاب، ضمن برنامج وزارة الثقافة المقدم لأبناء المناطق الجديدة الآمنة «بديل العشوائيات» لفعاليات المعرض، وتضمنت الجولة زيارة ركن الطفل فى القاعة المخصصة له، حيث عقدت مدير عام ثقافة الطفل ندوة مع الأطفال حول حب الوطن وأهمية التعلم، مشيرة إلى سمات الإنسان الناجح، وأهمية السعى للعلم والعمل والاجتهاد، ومحاضرة بعنوان «حب الوطن»، محاضرة تثقيفية عن «تأثير الرهاب الاجتماعى على الطفل».
وشملت الفعاليات زيارة أجنحة المعرض، بداية من جناح وزارة الدفاع، حيث شرح القائمون على الجناح الكتب المهمة المتعلقة بالقوات المسلحة، فضلاً عن إصدارات تاريخية حول مصر القديمة والتاريخ العسكرى، مع تسليط الضوء على شخصيات مهمة مثل تحتمس الثالث، صلاح الدين الأيوبى، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى مجلدات متعلقة بالقوات الجوية والأسطول البحرى.
وتلت الزيارة جولة فى جناح وزارة الداخلية، حيث اطلع الأطفال على إصدارات الأمن القومى ومكافحة الإرهاب، إلى جانب مناهج كلية الشرطة ودراسات عن دور «الداخلية» فى تعزيز حقوق الإنسان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض الکتاب
إقرأ أيضاً:
"فلسطين المقتلعة".. معرض بكندا حول النكبة وحرب غزة
أوتوا - ترجمة صفا
أثار إعلان المتحف الكندي لحقوق الإنسان في عن تخطيطه لإقامة معرض يوثّق التجربة المعيشة لنكبة الفلسطينيين عام 1948 موجة من الدعم والتأييد.
وتتضمن الصفحة الأولية للمعرض، الذي يحمل عنوان "فلسطين المقتلعة: النكبة، الماضي والحاضر" والمقرر افتتاحه في يونيو 2026، صورة من عام 1948 تظهر فلسطينيين يجبرون على ترك منازلهم، وصورة أحدث لنازحين في غزة خلال الحرب الجارية في غزة.
وتشير الصفحة إلى أن المعرض سيضم قصصاً شخصية لفلسطينيين كنديين تُروى عبر شهادات مصوّرة وأغراض شخصية، إضافة إلى أعمال فنية ونصوص وصور توثّق “أنماطاً دائمة من الفقدان والمقاومة.
ولم تُكشف تفاصيل أخرى عن محتوى المعرض، لكن الإعلان عنه أثار دعماً قوياً.
وتقول المديرة التنفيذية للمتحف، عائشة خان، لصحيفة ذا آرت نيوزبابر إن المعرض سيركز على التجارب الشخصية للفلسطينيين الكنديين، “ولن يكون مراجعة تاريخية أو دراسة لتأسيس الكيان الإسرائيلي.
وأضافت: “لقد تلقّينا العديد من رسائل الدعم من أعضاء في المجتمع اليهودي عبر كندا ممّن يؤمنون بأن التجربة الفلسطينية تستحق أن تُروى”.
ويقول رمزي زيد، رئيس الجمعية الفلسطينية الكندية في مانيتوبا: “نحن متحمسون للغاية لهذا المعرض”.
ويضيف: “بدأت جهودنا لدعم تطويره حتى قبل افتتاح المتحف نفسه عام 2014”.
ويتابع: “لقد تم تجزئة الرواية الفلسطينية وإسكاتها أو محوها بشكل متعمد. إن مجرد الاعتراف بالنكبة—ليس فقط كحدث وقع عام 1948، بل كبنية مستمرة من نزع الملكية حتى يومنا هذا—يعد خطوة مهمة إلى الأمام”.
ويشير زيد إلى أن “شبكة استشارية للمحتوى الفلسطيني” تعمل مع المتحف، “لكن المتحف يحتفظ بالقرار النهائي بشأن المحتوى”. كما أوضح أن “المشروع قيد التطوير منذ أربع سنوات تقريباً” بهدف “وضع الرواية الفلسطينية في مركز الاهتمام لتعريف الجمهور العام بها”.
كما عبّر إيسو سيتِل، المتحدث باسم منظمة الأصوات اليهودية المستقلة، نيابة عن ائتلاف من منظمات يهودية من بينها اتحاد شعب اليهود (UJPO) وشبكة الأساتذة اليهود (JFN)، عن دعمهم للمعرض.
وقال سيتِل: “نرحّب بقرار المتحف اتخاذ هذه الخطوة التاريخية. سيكون هذا أول معرض كبير عن النكبة في كندا. وبصفتنا يهوداً ملتزمين بمناهضة جميع أشكال العنصرية وعنف الدولة، نرى أن فهم تاريخ النكبة ضرورة أخلاقية”.
ويختتم رمزي زيد بالتأكيد على أن معاناة والديه من الناجين من النكبة “ليست مجرد أحداث تاريخية بالنسبة لي؛ إنها أساس قصة عائلتي. رؤية هذا التاريخ معترفاً به في متحف وطني لحقوق الإنسان أمر مؤثر للغاية. إنه تذكير بصلابة عائلتي وقوة الشعب الفلسطيني وأهمية الحفاظ على هذه الحقائق حتى لا تُنسى”.