بيروت - جدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأربعاء 12فبراير2025، موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين، مؤكدا رفضه الطروحات التي تقضي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم.

جاء ذلك خلال لقائه وزير خارجية البرتغال باولو رانغيل، بحضور وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، في القصر الرئاسي شرق بيروت.

وشدد عون على أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية عام 2002 رافضا الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة، وفق بيان لمكتبه الاعلامي.

و"مبادرة السلام العربية" التي تُعرف أيضا بـ"المبادرة السعودية" مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية في قمتها التي عقدتها في بيروت في 2002.

وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.

ودعا عون دول الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان ضمن المهلة المحددة في 18 / فبراير شباط الجاري، وكذلك إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أنهى وقف لإطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتضمن الاتفاق مهلة بـ60 يوما، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.

لكن تل أبيب أخلت بالاتفاق عبر الامتناع عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال المهلة التي انتهت فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.

من جهته، قال الوزير البرتغالي إن زيارته تهدف إلى "إظهار الثقة بهذه المسيرة والأمل في أن تتمكن من تحقيق السلام والازدهار وتوفير الفرصة لأن يكون صوت لبنان مسموعا في المجتمع الدولي لما يتمتع به من قدرة على تجسيد التفهم والتفاهم في محيطه".

واعتبر أن "لبنان يمكنه، وكما كان ماضيا، أن يبقى مستقبلا مثالا للسلام في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب التوازن ووجود شعوب معتدلة ولديها القدرة على التواصل والتفاهم في ما بينها".

وشدد الوزير رانغيل حرص "البرتغال على دعم لبنان على مختلف الأصعدة".

ولفت الى ان بلاده تتطلع اليوم الى ضرورة تجاوز الاختلافات ودعم المؤسسات لا سيما المؤسسة العسكرية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، والى تعزيز دور اليونيفيل.

وفي موضوع القضية الفلسطينية، أكد الوزير البرتغالي دعم بلاده بشكل ثابت حل قيام الدولتين وإعادة إعمار قطاع غزة وإعطاء السلطة الفلسطينية القدرة على إدارة هذه العملية بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة كما في لبنان.

وبدأ الوزير زيارة رسمية إلى لبنان، الأربعاء، التقى خلالها كلا من رئيس الحكومة نواف سلام، و رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره غرب بيروت.

والجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها"، وذلك ردا على سؤال لمذيع القناة "14" العبرية، بشأن تمسك الرياض بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.​​​​​​​

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، أن القاهرة ستستضيف في 27 فبراير/ شباط الجاري قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن حرب الاستنزاف التي قادتها الجيوش العربية بعد عام 1967، والتي قال إنها وُظفت لتحقيق أهداف مستقبلية.

وحرب الاستنزاف -حسب اللواء الدويري- هي حرب طويلة الأمد يتم خلالها استنزاف العدو بأقل جهد من قبل القوات المدافعة.

وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلن في إحدى كلماته أن المقاومة "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجنِ فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه".

ويعتقد اللواء الدويري أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة غير متناظرة، لأن المقاومة الفلسطينية بحوزتها إمكانات بسيطة مقارنة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ لا تملك سوى القذائف والحشوات والألغام والمقذوفات قصيرة المدى منها، "الياسين"، و"تي بي جي"، و"تاندوم"، و"آر بي جي 9″، وغيرها من الأسلحة.

ويتم استخدام تلك الإمكانات البسيطة من قبل مجموعات صغيرة تستند إلى أهم عنصر وهو الاستطلاع، الذي تتولاه -حسب الدويري- مجموعات متخصصة لرصد تحركات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتواصل مع بعضها بشكل مباشر لا يخضع للاختراق الإلكتروني.

إعلان

وقال إن المجموعات التي تقوم بعمليات المقاومة باتت تعتمد على الكمائن المركبة والبسيطة، وهو ما يجري من بيت لاهيا حتى رفح جنوبي قطاع غزة.

فرصة للمقاومة

ومن جهة أخرى، يرى اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن قادة الاحتلال يعتقدون أن المقاربة العسكرية الحالية في غزة هي الأنجح، لأنها تعتمد على القصف الناري المكثف وعلى تدمير المربعات السكنية ثم تقدم القوات، ويقول اللواء الدويري إن هذه الخطة تصنف ضمن جرائم الحرب، لأنها تتضمن التهجير القسري والتدمير والقتل الجماعي.

وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تعطي فرصة للمجموعات التابعة للمقاومة الفلسطينية، لأنها تمكنها من التحرك أكثر من السابق وتجعل المدنيين يتجنبون القصف الإسرائيلي الذي يتبع عادة كل عملية يقومون بها.

وتواصل المقاومة الفلسطينية إيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقر في وقت سابق بمقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين -بعضهم بجروح خطيرة- في عمليات في قطاع غزة، بينها كمين ناجح في خان يونس جنوبي القطاع.

ويذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق منذ مطلع مايو/أيار الماضي عملية عسكرية تحت اسم "عربات جدعون" بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل.

مقالات مشابهة

  • ‏العاهل الأردني والرئيس اللبناني يؤكدان رفضهما لأية مخططات لتهجير الفلسطينيين
  • الرئيس عون من الأردن: الزيارة تأتي في ظل تعاظم الحاجة إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة الأزمات
  • الرئيس اللبناني: زيارتي للمملكة تؤكد العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين
  • عاجل || الملك يستقبل الرئيس اللبناني في مطار ماركا
  • ليبيا في الصدارة.. تقدير عربي لدعمها العمال الفلسطينيين
  • الرئيس اللبناني يزور الأردن غدا
  • تأخير التشكيلات القضائية بقرار الوزير
  • الرئيس الشرع يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • الجيش اللبناني يكشف على مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية بطلب من لجنة المراقبة
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية