عام على وفاة نافالني.. معارضة روسية منقسمة وبلا زعيم يقف في وجه بوتين
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
يصادف اليوم مرور عام على وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، الذي توفي أثناء قضائه عقوبة بالسجن في مستعمرة عقابية بالدائرة القطبية الشمالية. وقد شكل رحيله صدمة كبرى، وأثار موجة من التنديد الدولي، فيما اتّهمت الحكومة الروسية بالمسؤولية عن وفاته، وهو ما نفته موسكو.
ومنذ رحيله، تعيش المعارضة الروسية حالة من الاضطراب، عاجزة عن استعادة توازنها في مواجهة بوتين.
في بيانها يوم الأحد، شددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أن روسيا لا تزال تحتجز محامي نافالني ظلماً، إلى جانب مئات السجناء السياسيين، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
وأكدت أن التكتل قد فرض منذ عام 2020 عقوبات على المسؤولين عن تسميم نافالني واعتقاله التعسفي ومحاكمته الجائرة، داعيةً موسكو إلى وقف قمعها الوحشي للمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمعارضين السياسيين، والالتزام بالقانون الدولي.
من جهته، كتب المستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة "إكس" أن نافالني "مات لأنه ناضل من أجل الحرية والديمقراطية في روسيا".
رحيل نافالني.. ضربة قاسية للمعارضةأوليغ إيفانوف، أحد مؤيدي نافالني الذي غادر روسيا بعد الحرب عام 2022، اعتبر وفاة المعارض البارز "نقطة اللاعودة"، مؤكدًا أن غيابه خلّف فراغًا يستحيل ملؤه.
وقال في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس": "كان أليكسي الأمل الوحيد لروسيا، حتى ولو بشكل افتراضي. كان الشخص الوحيد الذي يمتلك القدرة على توحيد الراغبين في التغيير". وأضاف: "منذ رحيله، أخشى أنه لم يبقَ أحد قادرًا على مقاومة الكرملين بأي شكل من الأشكال".
ولم يكن نافالني أول زعيم معارض تنتهي حياته بشكل مأساوي، إذ سبقته إلى المصير ذاته شخصية بارزة أخرى، وهو بوريس نيمتسوف، الذي قُتل رميًا بالرصاص قرب الكرملين في شباط/ فبراير 2015، قبل أيام من قيادته مسيرة احتجاجية ضد بوتين.
كانت رؤية نافالني لـ"روسيا المستقبلية الجميلة"، التي تسودها الديمقراطية والشفافية، قد أكسبته قاعدة شعبية واسعة. فبأسلوبه الجذاب وسخريته اللاذعة، نجح في استقطاب جيل جديد من النشطاء، وعمل مع فريق بدا أقرب إلى "شركة ناشئة فاخرة" منه إلى حركة معارضة تقليدية، كما يصفها في مذكراته التي تعمله عنوان "باتريوت"، والتي نُشرت بعد ثمانية أشهر من وفاته.
وأنتج فريقه مقاطع فيديو تكشف فساد المسؤولين الحكوميين، نُفذت باحترافية عالية ولاقت رواجًا واسعًا على منصة يوتيوب، حيث تابعها الملايين. ورغم تشديد القبضة الأمنية، استقطبت المسيرات التي دعا إليها عشرات الآلاف من الروس.
اعتداءات، تسميم، وسجن مستمربينما كان نافالني يسعى للوصول إلى السلطة، واجه حملة قمع مستمرة. تعرض لملاحقات قضائية، واعتداءات جسدية، أبرزها هجوم بمادة خضراء كاد يفقده البصر في إحدى عينيه. وحلّ المعارض في المركز الثاني بانتخابات عمدة موسكو عام 2013 رغم مزاعم التزوير، ثم أُقصي من الترشح للرئاسة عام 2017، لكنه استمر في بناء شبكة واسعة من المكاتب الإقليمية لتوسيع نفوذه.
Relatedروسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط مخاوف الجماعات الحقوقيةإستونيا: الصين تساعد روسيا في إنتاج الطائرات المسيّرة العسكرية عبر تهريب مكونات غربية فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصينوفي آب/ أغسطس 2020، تعرض لمحاولة اغتيال بواسطة "غاز الأعصاب"، واتهم الكرملين بالوقوف خلفها، رغم النفي الرسمي. وبعد تلقيه العلاج في ألمانيا، عاد إلى روسيا في كانون الثاني/ يناير 2021، ليُعتقل فور وصوله، ويقضي السنوات الثلاث الأخيرة من حياته في ظروف قاسية داخل السجن. ورغم ذلك، لم يصمت، إذ استمر في بث رسائله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقدمًا لمتابعيه لمحات ساخرة عن الحياة خلف القضبان.
الكرملين ينفي والمعارضة تصر على أنه قُتلوكانت السلطات الروسية قد أعلنت وفاة نافالني في 16 شباط/ فبراير 2024، مبررة ذلك بـ"أسباب طبيعية"، منها ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم. غير أن عائلته وحلفاءه يؤكدون أنه اغتيل بأوامر من الكرملين، وهو ما تنفيه موسكو.
ورغم المخاطر، تجمع عشرات الآلاف من مؤيديه في جنازته بالعاصمة الروسية في الأول من آذار/ مارس، في مشهد تحد استثنائي في بلد يُجرّم أي احتجاج علني. وعلى مدار أيام، توافد المواطنون حاملين الزهور إلى قبره.
فلاديمير أشوركوف، أحد المقربين من نافالني، وصفه بأنه "الشخصية السياسية التي حددت جيلًا كاملًا من الروس خلال الـ15 عامًا الماضية". وأضاف: "حتى وهو في السجن، كان يرفع صوته ضد الحرب واستبداد بوتين".
تعهدت يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الراحل، بمواصلة مسيرة زوجها حيث وجّهت خطابات دورية لمؤيديه، والتقت بقادة غربيين لحشد الدعم. في الوقت نفسه، تواصل مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد نشاطها، عبر نشر تحقيقات مصوّرة وتنظيم احتجاجات في الخارج ضد بوتين والحرب في أوكرانيا.
في آب/ أغسطس، شهد العالم عملية تبادل سجناء تاريخية، أفضت إلى إطلاق سراح معارضين بارزين مثل إيليا ياشين وفلاديمير كارا مورزا. ورغم الآمال بأن تنعش هذه الخطوة المعارضة الروسية، فإن تحركاتها لا تزال تقتصر على لقاءات في المنفى وتواصل محدود مع المسؤولين الغربيين، دون أي تأثير ملموس على سياسات بوتين أو حملاته القمعية المتصاعدة.
ويصف أشوركوف الأوضاع في روسيا وأوكرانيا بأنها "أوقات مظلمة وعصيبة"، لكنه يستذكر كلمات نافالني، الذي طالما كان يحث مؤيديه على عدم الاستسلام، قائلًا: "لا تجلسوا مكتوفي الأيدي. إفعلوا شيئًا لتغيير الوضع، واستعدوا للمستقبل".
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية موسكو تلاحق أنصار المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني بعد مرور عام على وفاته صدور مذكرات أليكسي نافالني المعارض الروسي الذي توفى بعد أن توقع موته بالسجن يوثقها في كتابه "الوطني" في مذكرات تنشر للمرة الأولى.. المعارض الروسي الراحل أليسكي نافالني "أعلم أنني سأموت داخل السجن" موسكووفاةحكم السجنروسيامعارضةأليكسي نافالنيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن روسيا أوكرانيا دونالد ترامب قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن روسيا أوكرانيا موسكو وفاة حكم السجن روسيا معارضة أليكسي نافالني دونالد ترامب مؤتمر ميونيخ للأمن فولوديمير زيلينسكي قطاع غزة روسيا أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سياسة الهجرة أزمة إنسانية حركة حماس فلاديمير بوتين ضحايا ألیکسی نافالنی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
يولكا في حماية بوتين.. تعرّف على التقنية الروسية الجديدة المضادة لتهديدات الطائرات المسيّرة
استخدمت روسيا جهاز "يولكا" المضاد للطائرات المسيّرة لحماية الرئيس فلاديمير بوتين، حيث ظهر الجهاز خلال عرض عسكري في موسكو في 9 مايو 2025. اعلان
خلال العرض العسكري الذي أقيم في 9 أيار/مايو 2025 في موسكو، ظهر أحد حراس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً جهازاً فريداً من نوعه يشبه إلى حد بعيد سلاحاً محمولاً حديثاً. هذا الجهاز، الذي يُعرف باسم "يولكا"، يمثل رمزية جديدة في عصر الحرب الإلكترونية وأساليب الحماية الرئاسية.
في خضم الضوضاء على ساحة الكرملين في موسكو خلال احتفالات الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، تميز مشهد غير مألوف وسط طاقم الحماية الشخصي لبوتين. وفقاً لتقارير موقع "بيزنس إنسايدر"، كان الحارس يحمل جهازاً يشبه سلاح المستقبل، وهو ليس مجرد أداة تجسس من أفلام الإثارة، بل هو جهاز روسي خاص لاعتراض الطائرات المسيّرة الصغيرة.
الفيديو الذي انتشر مؤخرًا لم يحمل تاريخًا محددًا، ونشره أمس الثلاثاء 30 تموز/يوليو المحلل الأوكراني سيرهي "فلاش" بيسكريستنوف، المعروف محليًا بخبرته في مجال حرب الطائرات المسيّرة.
يولكا: القوة الفيزيائية في مواجهة الطائرات المسيّرةيختلف جهاز "يولكا" عن معظم الأنظمة الإلكترونية التي تعتمد على التشويش أو قطع الإشارات اللاسلكية للطائرات المسيّرة، إذ يعتمد هذا الجهاز على طريقة مغايرة تماماً: يتم إطلاقه يدوياً ليصطدم مباشرة بالطائرة المسيّرة، مُحدثاً تدميراً فورياً نتيجة الاصطدام.
على الرغم من عدم تأكيد الكرملين رسميًا وجود هذا الجهاز، فإن عدة مؤشرات – مثل زي الحراس والخطط التي تتطابق مع ما أظهره البث التلفزيوني – تدعم فكرة أن روسيا تأخذ تهديد الهجمات الجوية عبر الطائرات المسيّرة على محمل الجد، خصوصاً بعد الإنذارات الأمنية التي أدت إلى إغلاق مطارات موسكو في أيار الماضي.
Related موسكو تُدرج ماتاريلا وتاجاني وكروسيتو على قائمة القادة الغربيين "المعادين" لروسيافيديو - مسيرة أوكرانية تصيب مصنعًا روسيًا لإنتاج أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة في قلب إيجيفسكمركز استراتيجي للجيش الأوكراني.. الجيش الروسي يعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار في دونيتسكمع ذلك، فإن جهاز "يولكا" يقتصر فعله على الطائرات المسيّرة الصغيرة والخفيفة الوزن، ويبدو أن ظهوره في العرض العسكري يحمل رمزية أكثر من كونه عملياً، حيث يظهر أن روسيا تطور ردودها الدفاعية لتواكب تطور الأسلحة، خاصة مع ظهور طائرات مسيّرة متقدمة يصعب التشويش عليها باستخدام التكنولوجيا التقليدية.
يؤكد هذا الحدث على التحديات الجديدة التي تواجه حماية قادة الدول في العصر الحديث، حيث يمكن لأجهزة صغيرة الحجم أن تمثل تهديداً حقيقياً. تعكس خطوة روسيا اهتمامها المتزايد بتطوير وسائل دفاعية مبتكرة للتعامل مع تهديدات الطائرات المسيّرة التي تستخدم في مهام تجسسية وهجومية.
في سياق متصل، ألغت روسيا العرض البحري السنوي الكبير في سانت بطرسبرغ بمناسبة يوم الأسطول الروسي، مشيرة إلى "أسباب أمنية" مرتبطة بالوضع العام، حسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع استراتيجية في موسكو ومدن روسية أخرى، ما يعكس تصاعد المخاوف الأمنية في الداخل الروسي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة