تصنيف الدوري العماني يتقدم للمركز الـ17 قاريا
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوم الخميس عن تصنيف مسابقات أندية الرجال في منتصف موسم 2024-2025، حيث واصل الدوري العماني صعوده ليصل للمركز السابع عشر قاريا برصيد 27.096 نقطة وبفارق ضئيل جدا عن البحرين والهند اللتين تجلسان في المركزين الخامس عشر والسادس عشر، وحافظ الدوري السعودي على صدارة التصنيف برصيد إجمالي بلغ 109.
وتعود سيطرة السعودية على الصدارة إلى حد كبير إلى أداء أنديتها في دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث تأهلت الأندية الثلاثة، النصر والأهلي والهلال، إلى دور الـ16 في أهم بطولات الأندية الآسيوية، وتعززت مكانة السعودية في الصدارة بفضل الأداء المتميز لنادي التعاون في دوري أبطال آسيا الثاني، بالإضافة إلى ألقاب الهلال في دوري أبطال آسيا في 2019 و2021، وكذلك حصوله على المركز الثاني عام 2022.
من جهة أخرى، احتلت اليابان المركز الثاني برصيد 102.153 نقطة، بعدما تأهل نادي يوكوهاما مارينوس -الذي كان وصيفاً في دوري أبطال آسيا 2023-2024- إلى دور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة، إلى جانب مواطنيه فيسيل كوبي وكاوازاكي فرونتال. وتعززت نقاط اليابان في التصنيف أيضاً، بفضل مسيرة نادي سانفريس هيروشيما الذي أنهى منافسات دور المجموعات في دوري أبطال آسيا الثاني دون خسارة، ثم تأهل إلى ربع النهائي، بالإضافة إلى ألقاب أوراوا ريد دايموندز القارية في 2017 و2022، أما جمهورية كوريا، التي جاءت في المركز الثالث برصيد 89.990 نقطة، فقد حافظت على مركزها بفضل نجاح نادي جوانججو في بلوغ دور الـ16 في دوري أبطال آسيا للنخبة. إلى جانب تأهل جيونبوك هيونداي موتورز إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا الثاني. وكان جيونبوك موتورز فاز بلقب دوري أبطال آسيا عام 2016، وحصل بوهانج ستيلرز على المركز الثاني في نسخة 2021 .
من جهة أخرى، ساعدت المسيرة المميزة لنادي ليون سيتي سايلرز في دوري أبطال آسيا الثاني وبلوغه الدور ربع النهائي، في أن تصبح سنغافورة أكثر الدول صعوداً في التصنيف الأخير، حيث قفزت خمس مراتب لتحتل المركز 18.
وكان في رصيد الدوري العماني 19.935 نقطة وفي الترتيب 19 قاريا في التصنيف الذي أصدره الاتحاد الآسيوي 26 مايو من عام 2024 ، حيث قفز آنذاك 9 مراكز كاملة بسبب الصحوة التي أحدثها نادي السيب بفوزه ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2022 على حساب نادي كوالالمبور ستي الماليزي، في حين كان يحتل المركز 28 قاريا وفي رصيده فقط 12.435 نقطة عام 2022 ، وحقق نادي السيب ثلاثة انتصارات في مبارياته الثلاث التي لعبها بدوري التحدي الآسيوي أمام الأهلي البحريني والفتوة السوري وهلال القدس الفلسطيني هذا الموسم، ساهمت في الصعود المستمر للتصنيف، بينما تنتظر الممثل العماني مباراتان حاسمتان أمام العربي الكويتي ذهابا وإيابا يومي 5 و12 مارس الجاري ستُساهمان بشكل كبير في تقدمه بحال تجاوزه ووصله للدور النهائي من البطولة.
وحدد الاتحاد الآسيوي أيضا المقاعد المخصصة للدول في مسابقات الدول للموسم بعد القادم 2025-2026، حيث تصدرت السعودية منطقة الغرب بحصول ثلاثة أندية على مقعد مباشر إلى دور المجموعات من دوري أبطال آسيا للنخبة، في حين سيتأهل فريق رابع من أجل تمثيل السعودية في دوري أبطال آسيا 2 ، وتأتي في المرتبة الثانية الإمارات وقطر، حيث حصلت كل منهما على مقعدين مباشرين ومقعد واحد غير مباشر في دوري أبطال آسيا للنخبة، إلى جانب مقعد مباشر في دوري أبطال آسيا 2 ، وفي الشرق، تمتلك اليابان أكبر عدد من المقاعد المخصصة مع ثلاث بطاقات مباشرة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، بالإضافة إلى مقعد إلى دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2 ، وحصلت كل من كوريا الجنوبية والصين، على ذات التمثيل مثل الإمارات وقطر، من خلال الحصول على مقعدين مباشرين ومقعد واحد غير مباشر في دوري أبطال آسيا للنخبة، إلى جانب مقعد مباشر في دوري أبطال آسيا 2.
كما منح الاتحاد الآسيوي سلطنة عمان في الموسم القادم مقعدا مباشرا في بطولة كأس التحدي الآسيوي ومقعدا في ملحق التأهل لدوري أبطال آسيا 2، وشارك السيب في ملحق دوري أبطال آسيا للنسخة 2023-2024 قبل أن يخرج أمام نادي أجمك الأوزبكي في 15 أغسطس من عام 2023 ، وتمكن السيب من إعادة الأندية العمانية للملحق بعد غياب قرابة 9 سنوات، حيث كان آخر تواجد في الملحق بنسخة 2015 من البطولة نادي النهضة والذي شارك حينها بصفته بطل الدوري لموسم 2013-2014 ولعب أمام الجيش القطري وتقدم بهدف مبكر في استاد ثاني بن جاسم بنادي الغرافة ولكن في آخر 12 دقيقة تغيرت الموازين حينما سجل الجيش هدفا أول في الدقيقة 78 عن طريق ريبيرو ثم سجل لاعب نادي الاتحاد السعودي الحالي رومارينهو هدفا ثانيا عند الدقيقة 93 ليتأهل الجيش للقاء نادي نفط طهران، وسبق النهضة نادي السويق، حينما خاض ملحق نسخة 2014 بعد تتويجه بلقب الدوري 2012-2013 ولعب أمام القادسية الكويتي بإستاد السيب الرياضي فبراير من عام 2014 ، وقدم مباراة جيدة، قبل أن يخسر أيضا عند الدقيقة 94 برأسية المحترف الإيفواري إبراهيما الكويتي ليصعد الأصفر الكويتي لمواجهة بني ياس الإماراتي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی دوری أبطال آسیا للنخبة مباشر فی دوری أبطال آسیا دوری أبطال آسیا الثانی فی دوری أبطال آسیا 2 الاتحاد الآسیوی إلى جانب إلى دور
إقرأ أيضاً:
الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ
كثيرا ما نسمع عن «الثّقافة النّاعمة»، أو «الدّبلوماسيّة النّاعمة» من حيث ربطها بالتّأثير والجاذبيّة دون إكراه، أو دعوة مباشرة، ولها تأثيرها البعيد، ويمكن تمثيلها بالنّقط المتباينة، ثمّ تتسع هذه النّقط أفقيّا بشكل دائري للتحوّل إلى ظاهرة مؤثرة، وهذا ينطبق تماما على الأخلاق. والأخلاق هنا بمعنى السّجايا الّتي عبّر عنها الأثر «الدّين المعاملة»، وليست بالمعنى المباشر للقيم الكبرى الّتي لها أبعاد إجرائيّة إلزاميّة مباشرة كالمساواة والعدالة. وفي المقابل لها أيضا مصاديق أخلاقيّة أفقيّة تدخل في دائرة السّجايا وحسن التّعامل مع الآخر.
وهنا أضرب مثلا بعُمان؛ فمع تأريخ عُمان الموغل في القدم، وامتدادها قديما شمالا وجنوبا، وتأثير الجانب البحريّ شرقا وشمالا وجنوبا أيضا على الخصوص، وما تبع ذلك من هجرات قبليّة، وتأثيرات دينيّة وثقافيّة؛ لم تسوّق عُمان مع نهضتها الحديثة نفسها إعلاميّا بشكل كبير إلّا في الفترة الأخيرة. لهذا لمّا تسافر أحيانا حتّى إلى دول عربيّة، وتذكر لهم «عُمان» يسأل أين عُمان؟ فتجيبه إلى أقرب معلم قريب منها، أو رمزيّة سياسيّة شهيرة.
في المقابل هناك جانب عكسيّ تماما؛ فمع النّهضة الحديثة أيضا كانت هناك هجرات عمّاليّة للعمل في عُمان، خصوصا من الدّول الآسيويّة القريبة، ومن بعض الدّول العربيّة. وهؤلاء تعاملوا مع العمانيين في أسواقهم ومنازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم عموما، ولم يكن هناك خطّة سياسيّة أو دينيّة أو ثقافيّة مرسومة للتّأثير عليهم ولو إيجابا. بيد هناك «أخلاق ناعمة» -إن صح التّعبير- تمثلت في حسن تعامل العمانيين معهم في الجملة، ولا يعني ذلك عدم وجود سلبيات اجتماعيّة وتعامليّة خصوصا من بعض المنتفعين كاستغلال الكفالة سابقا من بعض أفراد المجتمع استغلالا سلبيّا، لكنّها لا تشكّل ظاهرة أكثر من كونها حالة فرديّة كأيّ مجتمع بشريّ آخر، إلّا أنّ الصّفة الغالبة أفقيّا حسن التّعامل مع الجميع. شكّل هذا بُعدا أخلاقيّا نُقطيّا تحوّل في الخارج إلى صورة حسنة حول عُمان، لتمدّد هذه النّقط أفقيّا.
بدأ هذا التّفكير لديّ مبكرا قبل حوالي ستة وعشرين عاما لمّا كنت في أحد الأسواق الّتي يكثر فيها الوافدون؛ لشراء غرض إلكتروني لأحد المساجد في بُهلا عام 1999م تقريبا، فدخلت إلى أحد المحلّات، يبيع فيها رجل مسنّ، وكان ملتحيا، ولا أدري أكان هندوسيّا أم سيخيّا، وكنت حينها لا أفرّق بينهما، وكنت أمازحه وأنا بهيئتي الدّينيّة، حينها قال لي - ولا زلت أذكر كلامه -:«أتعجب من حسن تعاملكم معنا، وعدم التّفريق بيننا». ثمّ ذكر لي بعض معاناته في دول ما عمل فيها، خصوصا وهو في هيئته الدّينيّة.
بعدها كانت لدي صور ونماذج عديدة، قد يكون ذكر بعضها فيه شيء من الحساسيّة لا يناسب المقام، بيد أني وأنا قادم هذه الأيام من «نوراليا» في سيريلانكا لأشارك المسلمين هناك عيد الأضحى والكتابة عنه؛ أدركتُ مدى حضور هذه «الأخلاق النّاعمة» في المجتمع السّيريلانكيّ مثلا. وأنا مثلا في العاصمة «كولومبو» في المقهى أو الشّارع أو الشّاطئ أو السّوق أو المسجد أو النّزل أو القطار أو (التّك توك) - وعادتي أختلط بالنّاس، وأحاول أقترب منهم - إلّا أنّ السّيريلانكيّ هو من يقترب منّك. وفيهم سمة اللّطافة وحسن المعشر.
ولمّا يسألك من أين؟ وتجيبه: من عُمان؛ لم أجد أحدا منهم في الجملة سألني: أين عُمان؟ لكنّه يبادر مباشرة بالقول: أميّ أو أختي أو أبي أو أخي أو عمّي أو صديق لي عمل أو يعمل في عُمان، ويرجع بالثّناء عنها. هذا شاهدته إلى حدّ التّواتر، وليس حالة أو حالتين.
وفي النّزل «نوراليا» - وكان ملكا شخصيّا لعائلة بوذيّة أصلها من مدينة «كاندي» حوّل إلى نزل صغير - كان من يعمل فيه ابنهم ذو التّسعة عشر عاما، مع خادمه الّذي كان في الأربعين من عُمره. وكانوا في قمّة الكرم والسّماحة والبشاشة، فسألته أين باقي أسرته؟ قال لي: والدتي تعمل ممرضة في كاندي ومعها أخي الأصغر، وأبي يعمل مهندسا في مسقط في عُمان، وحاليا هو في مسقط.
وذكر لي الصّورة الحسنة الّتي ينقلها عن عُمان، وحسن تعامل النّاس معه، وكانوا يقدّمون لي مع كلّ وجبة تمر الخلاص العمانيّ. وجدت هذا الثّناء أيضا في المسجد القريب في قرية «Haweliya»، وينسب إليها. وجدت في المسجد شبابا من جماعة التّبليغ الشّهيرة، وكانوا خارجين للدّعوة في سيرلانكا أربعين يوما، وفي هذا المسجد سبعة أيام، فجاء يسلّم عليّ أمير الجماعة، وقالوا لي: هذا أميرهم في سيريلانكا عموما. وقد زار عُمان ويذكر مشاهد حسنة عنها، إلّا أنّ حسن تعامل النّاس معه هو الّذي زاد حسن انطباعه عنها، وجذبه إليها.
ذكّرني هذا بالرّجل السّيريلانكيّ المسن الذي وجدته في مسجد العاصمة هانوي عاصمة فيتنام في رمضان الماضي، وكتبتُ عنه في مقالي: «عيد الفطر في هانوي»، ويتمثل في أنني «وجدت رجلا من سيرلانكا عمل في عُمان ما بعد 1977م، وكان يسكن في روي، ويثني كثيرا على عُمان، وبعد 1979م نقلته الشّركة إلى هانوي، ولا زال فيها حتّى اليوم، بيد أنّ زوجته لا زالت تعمل في عُمان»، إلّا أنّه يملك حنينا وذكريات حسنة عن عُمان. والشّاهد بين صاحبينا أنّ عُمان -والحمد لله- حافظت على هذه الحسنة «الأخلاق النّاعمة»، فلم تتغيّر بسبب التّحديث، كما يجب أن نحافظ عليها لنورّثها للأجيال الأخرى، وهذا خير ما يورث.
كما أنّ السّياسة في عُمان في علاقتها الخارجيّة، وفي دبلوماسيّتها المتزنة حافظت على هذه الصّورة الحسنة. وما ذكرته سلفا لا يعني ملائكيّة المجتمع العمانيّ، فهناك هنات؛ لأسباب إجرائيّة أو فرديّة سبق أن ذكرتها في أكثر من مقالة، وبعضها طبيعيّ كأيّ مجتمع آخر، إلّا أنّ الظّواهر العامّة لا تقرأ من خلال هذه الجزئيّات الطّبيعيّة في المجتمعات البشريّة، ولا يبنى عليها ظواهر وصور كليّة.
وقد ذكرت نماذج من الأخلاق النّاعمة لدى العمانيين في مقالات أخرى في جريدة عُمان، وفي بعض كتبي كالتّعارف، وإيران التّعدّديّة والعرفان. وما أرمي له هنا ضرورة المحافظة على هذه الصّورة الحسنة في المجتمع العمانيّ، وقد لا نلقي لها اهتماما آنيا، لكن لها تأثير كبير على البعدين الجغرافيّ والوطنيّ والتّأريخيّ؛ فالّذي يشاركنا اليوم سوف يرجع غدا إلى بلده، وينقل ما شاهده لأصدقائه وأبنائه وأحفاده. لهذا يجب الحدّ من الصّور السّلبيّة إجرائيّا وفرديّا، والّتي تؤثر سلبا على هذه الصّورة الحسنة، حتّى لا تتحول إلى ظاهرة تنقض ما سبق.